تَلخيصٌ مُوجَز للإصحاح السَّادِس عشَر
في هذا الجزء من عِظَةِ العُلِّيَّة، كانَ يسُوعُ يُعِدُّ الرُّسُلَ للإضطِّهادِ الذي كانُوا سيُواجِهُونَهُ. وكانَ تقديمُهُ لهذه الإضطِّهاد وردَّةُ فِعلِهِم عليهِ، يُختَتَمانِ بالعددِ الأخيرِ من هذا الإصحاح، حيثُ يَقُولُ يسُوع، "قَد كَلَّمتُكُم بِهذا لِيَكُونَ لَكُم فيَّ سَلام. في العالَم سيَكُونُ لَكُم ضِيقٌ. ولكن ثِقُوا أنا قد غَلَبتُ العالم." (يُوحَنَّا 16: 33) بإمكانِنا تلخيصُ ما قالَهُ يسُوعُ لهؤُلاء الرُّسُل منَ العددِ الثَّامِن عشَر منَ الإصحاح الخامِس عشَر، وُصُولاً حتَّى نهايَةِ الإصحاحِ السَّادِس عشَر، تحتَ العَناوين التَّالية:
كيفيَّة النَّظَر إلى العالم
"إن كانَ العالَمُ يُبغِضُكُم فاعلَمُوا أنَّهُ قد أبَغَضَني قبلَكُم... إن كانُوا قدِ إضطَّهَدُونَي فسيَضطَّهِدُونَكُم. وإن كانُوا قد حَفِظُوا كلامي فسيَحفَظُونَ كلامَكُم." (يُوحَنَّا 15: 18، 20) "سيُخرِجُونَكُم منَ المجامِع، بل تأتي ساعَةٌ فيها يَظُنُّ كُلُّ من يقتُلُكُم أنَّهُ يُقَدِّمُ خِدمَةً لله." (يُوحَنَّا 16: 2)
كيفيَّة النَّظَر إلى خِدمَةِ الرُّوحِ القُدُس
منَ الجديرِ بالإعتِبارِ أن نُلاحِظَ أنَّهُ في إطارِ تعليمِهِ عنِ الإضطِّهاد، بإمكانِ الرُّسُل أن يتوقَّعُوا من عالَمٍ مُعادٍ، أنَّ يسُوعَ يُعطي وصفاً مُعَمَّقاً للخدمَةِ التي سيَقُومُ بها الرُّوحُ القُدُسُ فيهم ومن خلالِهم (16: 5- 11). "إن لم أنطَلِقْ لا يأتِيكُم المُعَزِّي. ولكن إن ذَهبتُ أُرسِلُهُ إليكُم." (يُوحَنَّا 16: 7)
إنَّ وصفَهُ لخدمَةِ الرُّوحِ القُدُس مُلَخَّصٌ في الأعدادِ التَّالِيَة: "ومتى جاءَ ذاك، يُبَكِّتُ العالَمَ على خَطِيَّةٍ [أي سيفضَحُ خطايا العالم]، وعلى بِرٍّ [أي سيفضَحُ إثمَ العالَم في تعامُلِهِ معَ البِرِّ]، وعلى دَينُونَةٍ [أي سيفضَحُ ذَنبَ العالم تجاهَ الدَّينُونَة]. أمَّا على خَطِيَّةٍ فلأنَّهُم لا يُؤمِنُونَ بي. وأمَّا على بِرٍّ فلأنِّي ذاهِبٌ إلى أبِي ولا تَرَونَني أيضاً. وأمَّا على دَينُونَةٍ فلأنَّ رَئيسَ هذا العالم قد دِين." (يُوحَنَّا 16: 8- 11)
كيفِيَّة النَّظَر إلى الأُمُور التي أَقُولُهُا لكُم
هذا تلخيصُ لتصريحاتٍ أعلنها يسُوع، تتعلَّقُ بِمَوضُوعَين: الإضطِّهادُ الذي سيأتي، والرُّوحُ القُدُس الذي سيأتي وسيُؤَهِّلُ المُؤمنينَ لإحتمالِ الإضطِّهاد: "قد كلَّمتُكُم بهذا لكَي لا تَعثُرُوا." (16: 1) "لكِنِّي قد كَلَّمتُكُم بهذا حتَّى إذا جاءَتِ السَّاعَةُ تذكُرُونَ أنِّي أنا قُلتُهُ لكُم." (16: 4) "ولم أقُلْ لكُم منَ البِدايَة لأنِّي كُنتُ معكُم. وأمَّا الآن فأنا ماضٍ إلى الذي أرسَلَني وليسَ أحَدٌ منكُم يسأَلُني أينَ تمضِي." (16: 4 و5) "لكن لأنِّي قُلتُ لكُم هذا قد ملأَ الحُزنُ قُلُوبَكُم." (16: 6) "إنَّ لي أُمُوراً كثيرَةً أيضاً لأَقُولَ لكُم، ولكن لا تَستَطيعُونَ أن تحتَمِلُوا الآن." (16: 12) "قد كلَّمتُكُم بهذا بأَمثالٍ ولكن تأتي ساعَةٌ حِينَ لا أُكَلِّمُكُم أيضاً بأمثالٍ بل أُخبِرُكُم عنِ الآبِ علانِيَةً." (16: 25) "قد كلَّمتُكُم بهذا ليَكُونَ لكُم فيَّ سلامٌ." (يُوحَنَّا 16: 33)
خاتِمَة:
في هذا الكُتَيِّب الصَّغير، حاوَلتُ أن أُغَطِّي بعضَ كلماتِ يسُوع الأخيرة لتلاميذِهِ، والتي تُشَكِّلُ قِسماً من أعمَقِ تعاليمِهِ. لدينا كُتَيِّبٌ آخر سنتكلَّمُ فيهِ عن إنجيل يُوحَنَّا الرَّائِع هذا. أنا مُتَيقِّنٌ أنَّكُم ستُراسِلُونَنا لِتَطلبُوا الحُصُولَ على هذا الكُتَيِّب الأخير.
صلاتي هي أنَّنا في دِراسَتِنا لِهذا الإنجيل معاً، أن تَكُونَ أيُّها القارِئُ العَزيز قد توصَّلتَ إلى معرِفَةِ يسُوع كمُخَلِّصِكِ الشَّخصِيّ، وأنَّكَ تختَبِرُ مُعجِزَةَ عملِ الرُّوحِ القُدُس في حياتِكَ، كما حدَثَ معَ تلاميذِ يسُوع منذُ ألفَي عام. وصلاتي أيضاً أن تُساعِدَكَ هذه الكُتَيِّباتُ للدُّخُولِ إلى قَلبِ كلمةِ اللهِ وأن تدخُلَ كَلِمَةُ اللهِ إلى قَلبِكَ. هذه هي صلاتي الدَّائمة، لأنَّني أعرِفُ أنَّ اللهَ يعمَلُ أُمُوراً رائِعَةً وعجيبَةً، عندما يثبُتُ شَعبُهُ في كَلِمَتِهِ، وعندما تثبُتُ كَلِمَتُهُ في شَعبِهِ.
- عدد الزيارات: 9904