الفَصلُ الأوَّلُ رِسالَةُ بُولُس إلى أهلِ غلاطية - نظرَةٌ إلى الداخِل
نظرَةٌ إلى الداخِل
بِحَسَبِ بُولُس، هُناكَ على الأقَلّ تِسعة براهين عن الحقيقَةِ المجيدة أنَّ الرُّوحَ القُدُس يسكُنُ فينا. فإن كانَ الرُّوحُ القُدُسُ ساكِناً فينا، فعندما ننظُرُ إلى داخِلِ نُفُوسِنا، سنكتَشِفُ أوَّلَ ثلاثَةِ ثِمارٍ للرُّوح – المحبَّة، الفَرَح، والسلام.
إنَّ المحبَّةَ التي تكلَّمَ عنها بُولُس هي محبَّة آغابِّي التي يَصِفُها في الإصحاحِ الثالِث عشر من رسالتِهِ الأُولى إلى أهلِ كُورنثُوس. ففي إصحاحِ المحبَّةِ العظيم هذا من الكتابِ المقدَّس، أخبَرَنا أنَّ هذه النوع من المحبَّة لا تفنى ولا تسقُط، لأنَّها غيرُ مشرُوطة، وهي لا تُقاوَمُ لأنَّها مُلهِمَة لأُولئكَ الذينَ نُحِبُّهُم بهذه الطريقَة. فعندما تنتُجُ هذه المحبَّةُ من حياتِنا، تكُونُ تنبَعُ ليسَ منَّا، بَل منَ الله.
ولقد كتبَ بُولُس أيضاً أنَّ الفرَح هُوَ من ثِمارِ الرُّوح، إذ أنَّهُ ينبَعُ من الحقيقَةِ المجيدة أنَّ الرُّوحَ القُدُسَ في قُلوبِنا. كانَ بإمكانِ بُولُس أن يكتُبَ "رِسالَةَ الفَرَح" (أي رسالتَهُ إلى أهلِ فيلبِّي)، من السجن لأنَّهُ كانَ مملووءاً من رُوحِ اللهِ. وبإمكانِنا أنا وأنتَ أن نمتَلِئَ من الفَرَح بِغَضِّ النَّظَر عن الظُّرُوف، لأنَّ الرُّوحَ القُدُس يحيا فينا. وبما أنَّ الرُّوحَ القُدُس يسكُنُ فينا، فالألمُ والمُعاناةُ قد يكُونانِ حَتمِيَّين، ولكنَّ البُؤسَ سيكُونُ إختِيارِيَّاً.
الثمرُ التالي للرُّوح هُوَ السلام. فإن كُنَّا قد قَبِلنا الرُّوحَ القُدُس، سيكُونُ لنا سلامٌ، حتَّى في الأوقاتِ التي يبدُو فيها من غَيرِ الطبيعيّ أن يكُونَ لنا سَلامٌ. يُسمِّي بُولُس هذا "بالسلام الذي يَفُوقُ كُلَّ عقل." (أنظُر فيلبِّي 4: 7)
- عدد الزيارات: 17548