الفَصلُ الثالِث "أربَعةُ مُلوك وأربَعةُ نوامِيس" - أربَعةُ نَوامِيس
أربَعةُ نَوامِيس
إنَّ الصورَةَ المجازِيَّةَ عن المُلوكِ الأربَعة تبدَأُ حُجّةَ المجمُوعَةِ الثانِيَة من الإصحاحاتِ الأربَعة من الرسالة. هؤُلاء المُلوك الأربعة يُحضِّرُونَنا لنسمَعَ عن النواميس الرُّوحيَّة الأربَعة التي يُبرِزُها بُولُس في آخِرِ إصحاحَين من هذ القِسم الثاني (5- 8). فإن كُنَّا سنتعلَّمُ كيفَ نكُونُ مُنتَصرينَ في المسيح، علينا بِبَساطَة أن نتعلَّمَ هذه النواميس الروحيَّة الأربعة.
النامُوسُ الأوَّلُ هُوَ "نامُوسُ الله." (7: 1- 6) إنَّ كَلِمَةَ الله هي مُعجِزَةٌ عظيمة. فالإيمانُ يأتي بسماعِ كلمةِ الله، وكلمةُ الله هي البذرةُ غير القابِلة للفَساد، والتي تُولِّدُ حياةً رُوحِيَّةً فينا (رُومية 10: 17؛ 1بطرُس 1: 22، 23).
إنَّ نامُوسَ الله يُظهِرُ بِوُضُوح النامُوسَ الرُّوحي الثاني، الذي هُوَ، "نامُوسُ الخَطيَّة والمَوت." إنَّ هذا النامُوس الروحي الثاني هو ذلكَ النامُوس الروحي المُطلَق والذي لا يُمكِن إنكارُهُ، أنَّ الخطيَّةَ دائِماً لها عواقِبُها (7: 7- 25). بحسب يعقُوب، إنَّ كَلِمَةَ الله هي مثلُ مِرآة (يعقُوب 1: 23). إنَّ عمَل المِرآةِ هو أن تُظهِرَ لنا الشوائِبَ في مظهَرِنا، لكي نُصَحِّحَها قبلَ أن نخرُجَ إلى الخارِج ونُقابِلَ الناس. بنفسِ الطريقة، فإنَّ كلمةَ الله تُظهِرُ لنا الخطيَّةَ في حياتِنا، لِكَي ننتَصِرَ عَليها قبلَ أن نتعامَلَ معَ الآخرين. فحتَّى ولو لم يكُن النظرُ إلى المِرآة يُرضينا، ولكن كم واحدٍ منَّا يتخلَّصُونَ من كلِّ مِرآةٍ في المنزِل؟
وكما معَ المُلوك الاربَعة، أوَّلُ نامُوسَين رُوحِيَّين يُعلِنانِ الأخبارَ السيِّئة، أمَّا النامُوسُ الثالِثُ والرابِع فيُعلِنانِ الأخبارَ السارَّة. يُسمِّي بُولُس نامُوسَهُ الروحي الثالِث "نامُوس رُوح الحياة في المسيح." (8: 1- 4) يُعلِنُ لنا الأخبارَ السارَّة أنَّ هذا النامُوس قادِرٌ أن يُحَرِّرَنا من "نامُوس الخَطيَّةِ والموت."
تماماً كما أنَّ قانُون الطيران النفَّاث Aerodynamics يَغلِبُ قانُونَ الجاذِبِيَّة، ويُمكِّنُ طائِرَة الرُّكَّاب الضخمة من أن تُقلِعَ من مدرَجِ الطيران وتُحلِّق، كذلكَ "نامُوس روح الحياة في المسيح" هُوَ نامُوس أو قانُون "الطيران النفَّاث الرُّوحي" الذي يُمكِّنُنا من التحليقِ والإرتِفاع فوقَ "نامُوس الخَطيَّة والمَوت."
إن كانَ هذا صحيحاً وهُوَ كذلكَ, فلماذا يقضِي الكثيرونَ منَّا رُوحيَّاً وقتاً طويلاً وكأنَّنا نقُودُ طائِراتٍ مزَوَّدَةً بمُحرِّكاتٍ جبَّارة، ولكنَّنا لا نُقلِعُ ولا نُحلِّقُ ولا نطير؟ فحتَّى ولو قَبِلنا الرُّوح القُدُس، فلماذا لا نرتَفِعُ ونتغلَّبُ على "نامُوس الخَطيَّة والمَوت؟"
إنَّ الجَوابَ على هذا السُّؤال يُقدِّمُنا إلى النامُوس الرُّوحي الرابِع، الذي هُوَ "نامُوس العَقليَّة الرُّوحيَّة." كتبَ بُولُس يقُول: "فإنَّ الذينَ هُم حسبَ الجسد فبِما للجسَدِ يهتَمُّون ولكنَّ الذين حسبَ الرُّوح فبِما للرُّوح. لأنَّ إهتِمامَ الجَسَد هُوَ مَوتٌ ولكنَّ إهتِمامَ الرُّوح هُوَ حياةٌ وسلامٌ." (8: 5- 8) إن كُنَّا لا نتخطَّى "نامُوس الخَطيَّة والمَوت" في حياتِنا، فهذا لأنَّنا جعَلنا عقليَّة "الإهتِمام بالجَسد" تتحكَّمُ بنا."
إحدى أعمَق تعاليم يسُوع يُمكِن تسمِيتُها "نامُوس العقليَّة الرُّوحيَّة." لقد علَّمَ يسُوعُ أنَّ الفَرقَ بينَ حياةٍ مملووءة بالسعادة وحياة مملووءَة بالحُزن هو الطريقة التي نرى بها الأُمور (متَّى 6: 22، 23). فالقادَةُ الرُّوحِيُّون والأبطالُ الرياضِيُّون والقادَةُ والدبلوماسِيُّون في أعمالِ العالم، يُعلِّقُونَ أولويَّةً كُبرى على أهمِّيَّةِ حِيازَةِ العقلِيَّةِ أو الذهنيَّة الصحيحة.
تأمَّل بِرُوحِ الصلاة بهذه النواميس أو المبادِئ الرُّوحِيَّة الأربَعة. ثُمَّ، إسأَل نفسَكَ هذا السؤال: ما هي ذهنيَّتي أو طريقَةُ تفكيري اليوم؟ "إنَّ نامُوسَ العقليَّةِ الروحيَّة" بإمكانِهِ أن يُحدِّدَ أيَّ مبدأٍ أو نامُوس سيسُودُ في حياتِكَ: "نامُوس روح الحياة في المسيح،" أو "نامُوس الخَطيَّة والموت."
- عدد الزيارات: 7934