الفَصلُ الثالِث "أربَعةُ مُلوك وأربَعةُ نوامِيس" - أربَعَةُ مُلُوك
أربَعَةُ مُلُوك
الآن وقد تبرَّرنا بالإيمان، كيفَ نعيشُ كأُناسٍ أُعلِنوا أبراراً؟ يبدَأُ بُولُس جوابَهُ على هذا السؤال بتَعليمٍ يُمكِنُ تَسمِيتُهُ "المُلوك الأربَعة." (5: 12 – 21) بإمكانِنا أن نُسمِّي الملك الأوَّل "الملك خَطيَّة". نقرَأُ أنَّ الملك خَطِيَّة دخَلَ هذا العالم و"تكاثَرَ" أو "إنتَشَرَ إلى كُلِّ الناس." (12) لقد تجنَّبَ بُولُس الدخُول في جدَلٍ فلسَفي حولَ كيفَ أو لماذا دخلت الخطيَّةُ إلى العالم. بل كتبَ بِبَساطَة أنَّ الخَطِيَّةَ دخلت، تكاثَرت، وسادَت.
ثُمَّ جاءَ الملِكُ مَوت مُباشَرَةً بعدَ الملك خَطِيَّة. يُخبِرُنا بُولُس لاحِقاً أنَّ، "أُجرَةَ الخَطيَّة هي مَوت." (6: 23). الخَطِيَّةُ دائِماً لها عواقِبُها، وهذه العواقِبُ غيرُ حَميدَةٍ أبداً. إحدى هذه العواقِب هي حرفِيَّاً الموت. فالموتُ هوَ أيضاً صُورَةٌ مجازِيَّاً تعني أنَّ الخطيَّة تقتَضي دائماً أُجرَةً رهيبَة. عاجِلاً أم آجِلاً سوفَ نجلِسُ جميعاً على مائِدَةِ عواقِبِ خطايانا. فالمَلِكُ مُوت دائِماً يتبَعُ الملك خَطِيَّة.
المَلِكان الأوَّلان هُمَ الأخبارُ السيِّئة، أمَّا الملِكانِ التالِيَان فهُما الأخبارُ السارَّة. بحَسَبِ بُولُس، هُناكَ مَلِكٌ آخر دخلَ وتكاثَر وسادَ في الحياة، وإسمُهُ يسُوعُ المسيح. فالملك يسُوع غلبَ الملك خَطيَّة على الصليب، وغلبَ الملك مَوت عندما قامَ من الموت.
ثُمَّ لدى بُولُس المزيد من الأخبارِ السارَّة. فالمَلِكُ الرابِعُ هوَ الملك أنتَ. بالإيمان، تستَطيعُ أن تدخُلَ الحياةَ في المسيح. بإمكانِكَ أن تفيضَ في المسيح بالإيمان. وأولئكَ الذين يدخُلُونَ إلى الحياة في المسيح، ويقبَلونَ بالنعمَةِ والإيمان عطيَّةَ البِرّ، سوفَ "يملِكُونَ في الحياةِ بالواحِد، يسُوع المسيح." بِكلماتٍ أُخرى، من المُمكِن لكَ ولي أن ندخُلَ بالإيمانِ إلى المسيح، بطريقَةٍ تجعَلُنا نملِكُ في الحياة من خِلالِه (5: 17). قالَ يسُوعُ المسيح، "جئتُ لتكونَ لهُم حَياةٌ، وليَكُونَ لهُم أفضَل." (يُوحنَّا 10: 10). يُخبِرُنا بُولُس ببساطَة كيفَ ندخُلُ إلى هذه الحياة الفَيَّاضَة في المسيح.
إنَّ هؤُلاء المُلوك الأربَعة هُم غالِبُون. لا نستطيعُ أن نتعايَشَ معَ الخَطيَّة، تماماً كما لا نستطيعُ التعايُشَ معَ السرطانِ الخَبيث. فالخَطيَّةُ ستغلِبُنا بإرسالِها الملك مَوت. ولكن عندما ندخُلُ بالإيمانِ والنِّعمَةِ إلى حياةٍ فيَّاضَةٍ في المسيح، سوفَ نكُونُ غالِبينَ على الخطية وفيَّاضِينَ بالحياة. عندما يختُمُ بُولُس هذا الجزء من حُجَّتِهِ في الإصحاحِ الثامن، يُعلِنُ أنَّهُ بإمكانِنا أن نكُونَ أعظم من مُنتَصِرين على الخطيَّةِ وفي الحياة (8: 37).
- عدد الزيارات: 7933