الفَصلُ السابِع "وعظُ بُولُس"
عندما ذهبَ بُولُس إلى مدينَةِ أثينا، احتدَّت رُوحُهُ فيهِ إذ رأى الشعبَ في كُلِّ مكانٍ يعبُدُونَ الأصنام (أعمال 17: 16)." قالَ أحدُ المُؤرِّخِين أنَّهُ كانَ من الأسهَل إيجاد إلهٍ من إيجادِ رجُلٍ في مَدينَةِ أثينا التي زارَها بُولُس. وذلكَ بسببِ كثرة عبادَةِ الأصنامِ فيها الذي أقلَقَت بُولُس جداً، لأنَّهُ يعرِفُ أنَّ هذه الأصنام ليسَت آلِهة، وأنَّ هؤلاء الناس لن يعرِفُوا اللهَ الحقيقيّ من خِلالِ هذه الأَوثان.
لقد شكَّلَ هَمٌّ أساسيٌّ نمُوذَجَ ستراتيجيَّتهِ الإرساليَّة في المُدُن التي بَشَّرَها. فلَقَد ذهَب أوَّلاً إلى المجمَع، وأعَلن لليَهُود أنَّ: "يسُوع هُوَ المسيح." كانَ بُولُس مُعلِّماً للنامُوس، وكانت لديهِ وثائق تُبرهِنُ هذا. لهذا، كانَ يذهَبُ إلى المجمَع ليحصَلَ على إذنٍ بالكلامِ والتعليم. ثُمَّ كانَ يَعِظُ ويُعلِّمُ الإنجيلَ لليهُود. كانت هذه دائماً ستراتيجيَّةُ بُولُس، "لليهودي أوَّلاً، ثُمَّ لليُوناني." (رُومية 1: 16). فحتَّى ولو أنَّ بُولُس مدعوٌّ ليخدُمَ للعالم غير اليهودي، إلا أنَّهُ كانَ مُثقَّلاً جداً تجاهَ الشعبِ اليهودي، ولذلكَ دائماً كانَ يذهَبُ أوَّلاً لتَبشيرِ اليهود. بإمكانِنا أن نفهَمَ لماذا ذهبَ دائِماً ليكرِزَ لليهُود أوَّلاً، عندما نقرَأُ وصفَهُ للثِّقل الذي كانَ على قلبِهِ تجاهَ اليهود في رِسالتِهِ إلى أهلِ رُومية (9: 1-5).
الجزءُ الثاني من ستراتيجيَّتِهِ، هُوَ أنَّهُ كان يذهَبُ إلى السُّوقِ ويكرِزُ بالإنجيل حيثُ كانَ الناسُ يتجمَّعُونَ بأعدادٍ كَبيرَة. نقرأ، "وأمَّا الأثينيُّونَ أجمَعُون والغُرَباء المُستَوطِنون فلا يتفرَّغُونَ لِشَئٍ آخر إلا لأن يتكلَّمُوا أو يسمَعوا شيئاً حديثاً." (أعمال 17: 21) لقد كانَ اليونانِيُّونًَ متَفلسِفِينَ، وأحبُّوا المُحاجَجَةَ في مواضيع فكريَّة عميقَة، خاصَّة الجديدة منها. وهكذا كانَ بُولُس يذهَبُ إلى السُّوقِ كُلَّ يَومٍ، ويُشارِكُ الإنجيلَ معَ أيٍّ شخصٍ يسمَعُهُ.
بُعدٌ آخر في ستراتيجَّتِهِ، كانَ أن يُقدِّمَ الإنجيلَ للقادَةِ ذوي التأثير في المُجتَمَع. فبِما أنَّ بُولُس كانَ أحد أعظَم مُفَكِّري عصرِهِ، كانَ فعَّالاً جداً في الوُصُولِ إلى هؤلاء القادَة. وبينما كانَ يُطبِّقُ ستراتِيجيَّتَهُ في أثينا، دُعِيَ عرَضاً إلى مكانٍ جميلٍ مُمَيَّز على تلَّةِ مارس، التي كانت تُعرَفُ بآريُوس باغُوس. كانَ آريُوس باغُوس مكانَاً لا يُدعَى إليهِ إلا أشخاصٌ مشهُورونَ للمُقارَعة. وكان المكانُ يُستَخدَمُ أيضاً كقاعَةِ محكَمة، وكانَ مُشرِفاً على مدينَةِ أثينا. عندما دُعِيَ بُولُس ليتكلَّمَ في آريُوس باغُوس على تلَّةِ مارس، ألقَى عِظَةً في مُنتَهى البَلاغة. بدأَ بالقول: "أيُّها الرجالُ الأثِينيُّون أراكُم من كُلِّ وجهٍ مُتَدَيِّنونَ كثيراً. لأنَّني بينما كُنتُ أجتازُ وأنظُرُ إلى معبُوداتِكُم وجدتُ أيضاً مذبَحاً مكتُوباً عليهِ: لإلهٍ مجهول. فالذي تتَّقُونَهُ وأنتُم تجهَلُونَهُ هذا أنا أُنادي لكُم بهِ." (22، 23).
لقد كانَ تصرُّفُ بُولُس في غايَةِ الذَّكاء. مدَحَ بُولُس شعبَ أثينا لكَونِهم مَُتَديِّنين. ثُمَّ قالَ لهُم ما معناهُ، "رأيتُ أنَّ أحدَ آلهِتِكُم كانَ مكتُوباً تحتَهُ ما يعني أنَّهُ يُوجَدُ على الأقلّ إلهٌ واحِدٌ أنتُم تجهَلُونَهُ. هذا هوَ الإلهُ الذي سأُخبِرُكُم عنهُ."
ثُمَّ وعظَ بُولُس أنَّنا نحنُ ذُرِّيَّةُ الإله خالِقِ السماءِ والأرض. لهذا، لا يُمكِن أن يُصنَعَ اللهُ من ذهَب أو فضَّة أو حجر أو خشب. هُنا يقتَبِسُ بُولُس من شُعرائِهم اليُونانِيِّين، لأنَّهُ حتَّى شعراؤُهُم قالُوا أنَّنا ذُرِّيَّةُ اللهُ. ومن ثَمَّ إقتَبَسَ من شُعَرائِهم، وفي نهايَةِ عظتِهِ، أعلنَ موت وقِيامَة يسُوع المسيح. وعندما وعظَ بُولُس عنِ القِيامة، نقرَأُ: "ولمَّا سمِعُوا بالقِيامَةِ من الأموات كانَ البَعضُ يَستَهزِئُونَ والبَعضُ يَقُولُون سنسمَعُ مِنكَ عن هذا أيضاً. وهكذا خرجَ بُولُس من وَسَطِهم. ولَكِنَّ أُناساً إلتَصَقُوا بهِ وآمنُوا. منهُم دِيونِيسيُوس الأريُوباغِيّ وامرأَةٌ إسمُها دامِرس وآخرُونَ معَهُما." (32- 34)
يختَلِفُ المُفسِّرونَ حولَ طريقَةِ تقييم عِظَةِ بُولُس على تَلَّةِ مارس. يعتَقِدُ بعضُ المُفسِّرين أنَّ بُولُس إستسلَمَ للضُّغُوطات الفكريَّة للحضارَةِ اليُونانيَّة، عندما إقتَبَسَ من فلاسفتِهم وشُعَرائِهم، ولهذا كانت الحصيلَةُ التبشيريَّةُ هزيلَةً جداً. فلا نَجدُ رسالَةً إلى أهلِ أثينا، ولا نرى بُولُس يُشيرُ إلى كنيسةٍ أسَّسَها في أثينا كما في سائِرِ المُدُن، مثل كُورنثُوس وأفسُس. هُناكَ مُفسِّرُونَ آخرونَ يُخالِفُونَ هذا الرأي. أنا شخصيَّاً مُقتَنِعٌ أنَّ بُولُس نما في فلسفةِ وعظِهِ التَّبشِيريّ نتيجَةً لإختِبارِهِ في أثينا.
الإنجيلُ يَصِلُ إلى كُورنثُوس
من أثينا، إنتَقَلَ بُولُس مُباشَرَةً إلى كُورنثُوس. ولقد كانت كُورنثُوس مدينَةً مُنحَلًَّةً أَخلاقِيَّاً. في عالَمِ القرنِ الأوَّل، أن تدعُوَ شخصاً "كُورنثُوسِيّ" كان يعني أنَّكَ تتَّهِمُهُ بأنَّهُ مُنحَلٌّ أخلاقِيَّاً. بينما كانَ بُولُس يتفكَّرُ في الكرازَةِ بالإنجيل في مدينَةٍ مثل كُورنثُوس، إمتَلأَ بالخَوف (1كُورنثُوس 2: 3). ولكنَّ اللهَ طمأنَ بُولُسَ في رُؤيا قائِلاً لهُ، "لا تخَفْ بل تكلَّم ولا تسكُتْ. لأنِّي أنا معكَ ولا يقَعُ بكَ أحدٌ ليُؤذِيَكَ. لأنَّ لي شعباً كثيراً في هذه المدينَة." (أعمال 18: 9، 10).
لقد كانت لدى بُولُس عنصَرتُهُ الخاصَّة لتحضيرِهِ لخدمتِهِ في كُورنثُوس. بمعنى ما بإمكانِنا القَول أنَّهُ كانَ لدَيهِ إختِبارٌ حضَّرَهُ لخدَماتِهِ للغَلاطِيِّين، للأفسُسِيِّين، للفِيلبِّيِّين، وللكُورنثِيِّين. لقد كانت هذه الإختِباراتُ تَدَخُّلات إلهيَّة أكَّدَت لبُولُس حقيقَةَ أنَّ المسيح الحَي القائِم من الموت كانَ معَهُ عندما كانَ ينشُرُ الإنجيل في هذه المُدُن الستراتيجيَّة. وهكذا إستَمرَّت عجائِبُ وآياتُ يوم الخمسين كصدى تمَوُّجاتٍ من القُوَّة لتُمكِّنَ الكنيسةَ من إعلانِ الإنجيل الذي إئتَمَنَها عليهِ المسيح. إنَّ نماذِجَ يوم الخَمسين أو العَنصَرَة هي التي زرعت الكنيسة في الجيل الأوِّل من التاريخ الكَنَسيّ.
إنَّ وُجهَةَ النَّظَرِ التي شاركتُكُم بها عن العظة التي ألقاها بُولُس في أثينا، لها علاقَةٌ بوُجهَةِ النظر التي شارَكَها بُولُس معَ مُؤمني كُورنثُوس. لقد كتبَ لهُم قائِلاً أنَّهُ عندما أتى إلى كُورنثُوس، كانَ قد قرَّرَ أن لا يستَخِدِمَ "كلامَ الحكمةِ الإنسانِيَّة المُقنِع،" بل أن يُقدِّمَ بِبَساطَةٍ بُرهان الرُّوح والقُوَّة (1كُورنثُوس 2: 1- 5). عندما ألقَى بُولُس تِلكَ العظة على تَلَّةِ مارس، لم يستَخدِم "كلامَ الحِكمَةِ الإنسانيَّةِ المُقنِع." إقتَبَسَ من شُعَرائِهم وفلاسِفتِهم، مُلقِياً عظةً في مُنتَهى البَلاغَةِ والذَّكاء.
إنَّ الكلمة اليُونانِيَّة "تبشير" تعني حَرفِيَّاً "إعلان"، أي الطريقة التي كانَ يُعلَنُ بها مرسُومُ المَلِك لِرعاياهُ في مُدُنِ وقُرى مملكتِهِ. إذ تدرُسُونَ وعظَ بُولُس في الإصحاحاتِ الستَّة القادِمة من هذا السفر التاريخي المُوحى بهِ، لاحِظوا أنَّ ما تعلَّمَهُ بُولُس بينَ أثينا وكُورنثُوس كانَ محطَّةً رُوحِيَّة في تكوينَ ستراتيجيَّتِهِ لِلوعظِ بالإنجيل.
أنا مُقتَنِعٌ أنَّهُ بينَ خَدَماتِهِ في أثينا وكُورنثُوس، إختَبَرَ بُولُس أزمةً أثَّرَت بِعُمق على ستراتيجيَّتِهِ في وعظِ الإنجيل. لقد أدركَ بُولُس أنَّ الوعظَ كانَ خِدمَةً رُوحِيَّةً، وكُلّ ما كانَ يحتاجُ إليهِ هُو أن يُعلِنَ حقائِقَ الإنجيل عن يسُوع المسيح. ختمَ بُولُس رسالتَهُ إلى الكُورنثُوسيِّين بِتصريحٍ آخر عن الإنجيل الذي كرزَ بهِ عندما جاءَ إلى مدينتِهِم (1كُورنثُوس 15: 1-4). كتبَ يقُولُ لأهلِ رُومية: "لستُ أستَحي بإنجيلِ المسيح لأنَّهُ قُوَّةُ اللهِ للخلاص لكُلِّ من يُؤمِن." (رُومية 1: 16).
بعدَ أثينا وكُورنثُوس، أعلَنَ بُولُس ببساطَة رسالةَ الإنجيل، وتحدَّثَ تِكراراً عن إختِبارِهِ الشخصِيّ وعن كيفَيَّةِ إختِبارِهِ لهذا الإنجيل.
بُولُس في أفسُس
لقد كانت خدمَةُ بُولُس العظيمة في مدينَةِ أفسُس هي إتمامُهُ لِرغبَتِهِ بإيصالِ الإنجيل إلى آسيا. في أفسُس، دخلَ بُولُس في مجالِ خدمةِ مُثمِرَةٍ جداً في تأسيسِ الكنائِس. يعتَقِدُ المُفسِّرُون أنَّ الكنيسةَ التي تأسَّسَت في أفسُس أصبَحت الكَنيسة الأُمّ التي وُلِدَت منها ستَّةُ كنائِس أُخرى، التي نراها مذكُورَةً في سفرِ الرُّؤيا. فكنائِسُ برغامُس، ثِياتِيرا، سميرنا، فيلادِلفِيا، لاوُدكِيَّة، وساردِس، لرُبَّما كانت مراكز تبشيريَّة أسَّستها كنيسَةُ أفسُس. إنَّ رسالَةَ بُولُس إلى أهلِ كُولُوسي لَرُبَّما وُجِّهَت إلى كنيسةٍ كانت أيضاً إبنَة كنيسةَ أفسُس.
أحد أسباب كون الكنيسة التي تأسَّست في أفسُس مُثمِرَةً إلى هذا الحدّ، هُوَ أنَّ بُولُس أسَّسَ فيها مدرَسَة لاُهوت. نقرَأُ أنَّهُ علَّمَ "في مدرَسَة تيرانُّوس لمُدَّةِ سنتَين." (أعمال 19: 10). تُخبِرُنا إحدى المخطُوطات القديمة أنَّهُ كانَ بإمكانِ بُولُس أن يستَعيرَ مبنى هذه المدرسة ويُعلِّم فيها من الحادِيَة عشرة صباحاً وحتَّى الخامِسة مساءً من كُلِّ يَوم، أي في الوقت الذي لم تكُن المدرَسَةُ تُستَخدَمُ فيه. ففي هذا الجزء من العالم، يتوقَّفُ نهارُ العمَل لبِضعِ ساعاتٍ من قَيلُولَةِ العصرِ، عندما يكُونُ الطقسُ حارًّاً، ممَّا يُوقِفُ الصُّفُوف.
لرُبَّما درَّبَ بُولُس رُعاةَ هذه المراكِز التَّبشيريَّة في تلكَ المدرسة. إنَّ مدرسَةَ الله هذه تُفسِّرُ لماذا بَقِيَ بُولُس في أفسُس لأكثَرِ من ثلاثِ سنوات، هذه المُدَّة التي كانت أطوَل من تِلكَ التي قضاها في أيٍّ من المُدنِ الأُخرى التي أسَّسَ فيها كنائِس. لقد كانت الكنيسةُ في أَفَسُس قد تعلَّمت الكَثير بِعُمق من خِلالِ هذا الراعي والمُعلِّم، لدرجةِ أنَّهُ يُذكِّرُهم في النِّصفِ الأوَّل من رسالتِهِ الرائِعة للأفسُسِيِّن بما سبقَ وعلَّمَهُم بهِ.
إحدى أكثر المُلاحظات تأثيراً حِيالَ بُولُس وخدمتِهِ في سفرِ الأعمال التاريخي هذا، نجدُها في الإصحاح العشرين. لقد كانَ بُولُس على طريقَهِ إلى أُورشليم، حيثُ أوضَحَ الرُّوحُ القُدُسُ أنَّهُ سيتمُّ توقِيفُهُ هُناك، وسوفَ يُقَيَّدُ ويُضرَب (أعمال 20: 22- 24). عندما وصلَ إلى مكانٍ يُسمَّى مِيليتُس، بالقُربِ من أفسُس، أَدرَكَ أنَّهُ لن يكُونَ مُجدَّداً قريباً من هؤلاء المُؤمنين، الذي وضعَ فيهم الكثير من الجُهد في خدمتهِ معهُم. لهذا أرسلَ بطلبِ شُيوخِ كنيسةِ أفسُس، وهُناك، على شاطِئِ ميليتُس، أعطاهُم خَطَابَهُ الوداعِي. لقد كان كلماتُ بُولُس الأخيرة لهؤلاء الشيُوخ هي: "والآن أستَودِعُكُم يا إخوَتي لله ولِكَلِمَة نعمتِهِ القادِرة أن تَبنِيَكُم وتُعطِيَكُم مِيراثاً معَ جميعِ المُقدَّسين. فِضَّةَ أو ذهَبَ أو لِباسَ أحدٍ لم أشتَهِ. أنتُم تعلمُونَ أنَّ حاجاتي وحاجات الذين معي خدمتها هاتانِ اليَدان. في كُلِّ شيءٍ أريتُكُم أنَّهُ هكذا ينبَغي أنَّكُم تتعَبُونَ وتعضُدُونَ الضُّعَفاء مُتَذَكِّرينَ كَلِماتِ الرَّبّ يسوع أنَّهُ قالَ: مغبُوطٌ هُوَ العطاءُ أكثَر من الأخذ." (أعمال 20: 32- 35).
بما أنَّ بُولُس دعَمَ نفسَهُ في أفسُس، لم يستَطِعْ أحدٌ أن يتَّهِمَهُ بالوعظِ والتعليمِ لِقاءَ أُجرَةٍ أو عطايا أرادَ الحُصُولَ عليها منهُم. بالواقِع، لم يدعَمْ بُولُس نفسَهُ فحسب، بل ودعمَ كُلَّ فريقه الإرساليّ أيضاً، لأنَّهُ أرادَهُم أن يتعلَّمُوا حقيقَةَ كلمات يسوع، "مغبُوطٌ هُوَ العطاءُ أكثر من الأخذ." إنَّ تصريحَ يسُوع هذا ينبَغي أن يُمثِّلَ دافِعنا للعملِ الشاق. فإن كُنَّا نعمَلُ عملاً شاقَّاً ونَكسَبُ المال، سيكُونُ لدينا شيءٌ نُعطيه، ولهذا سيكُونُ بإمكانِنا أن نتعلَّمَ هذه "التطويبة التاسِعة" من يسُوع.
عندما أخبَرَ بُولُس هؤلاء الشُّيُوخ أنَّهُم لن يرَوا وجهَهُ ثانِيَةً، "كانَ بُكاءٌ عظيمٌ من الجَميع ووَقَعُوا على عُنُقِ بُولُس يُقَبِّلُونَهُ." (37) إنَّ هذه هي نظرَةٌ جميلة لعبارَة Koinonia, أو الشركة الحميمة التي نجدُها في الجيلِ الأوَّل من الكنيسة.
- عدد الزيارات: 8213