الفصلُ السَّابِع نُبُوَّةُ ناحُوم - ناحُوم يُدافِعُ عن شخصيَّةِ الله
ناحُوم يُدافِعُ عن شخصيَّةِ الله
تُعلِّمُنا نُبوَّةُ ناحوم القصيرة عن محبَّة وغَضَب الله. إن الكلمة العِبريَّة المُستَخدَمَة للتعبيرِ عن غضبِ الله هي مفهوم العُبُور. الفكرةُ هي أنَّ جوهَر شخصيَّة الله هو المحبَّة، ولكنَّ شُرورَ وآثام الناس أحياناً تجعَلُ اللهَ يُظهِرُ الوجهَ الآخَرَ من شخصيَّتِهِ، الذي هُوَ القداسَة والعدالَة. في هذه المرحلة، "يعبُرُ" اللهُ إلى الغضبِ والدينُونَة، لأنَّهُ في النهاية، الشرُّ لا يُمكِن أن يتواجَدَ معَ قداسَةِ الله.
لقد رأيتُ مرَّةً أباً حنُوناً لطيفاً، ولكن عندما رأى في مركَزِ الشُّرطة المُجرِمَ الذي إغتصبَ وقتلَ ابنتَهُ التي كانت في الثامِنة من عُمرِها، تطلَّبَ الأمرُ تدخُّلَ كُلِّ أفرادِ الشرطة هُناكَ لكي يردَعُوا والِدَ الفتاة عن هذا المُجرِم. فإن كانَ هذا الوالِدُ لديهِ شخصيَّةٌ بإمكانِها أن تعبُرَ من المحبَّةِ واللُّطف إلى الغضَبِ، أليسَ اللهُ قادِراً على هكذا عُبُور في شخصيَّتِه؟
بإمكانِنا أن نُعرِّفَ غضبَ اللهِ كالتالي: "هو موقِفُ القداسةِ المُستَمرّ والدائم تجاهَ عدم القداسة." وبإمكانِنا أيضاً أن نقُولَ أنَّ غضَبَ الله هُوَ "رَدَّةُ فعلِ الإبادَة من قِبَلِ محبَّةِ اللهِ المُطلَقة تجاهَ من يُدمِّرُ أحبَّاءَهُ." في هذه الحال، إن أحبَّاءَ الله كانُوا أولئكَ الذين كانَ الأشُوريُّونَ يذبحونَهم ويُقطِّعونَ أوصالَهم، كما فعلوا بالذي سبوهم من المملكة الشماليَّة.
تماماً كما حدَثَ معَ شعبِ اللهِ في مملكة يهُوَّذا الجنُوبيَّة، بإمكانِنا أن ننالَ العزاء بمُجرَّدِ التأكيد أن إلهَنا، الذي جوهَرُهُ المحبَّةُ الكامِلة، سيعبُرُ في النِّهايَةِ ليُعبِّرَ عن غضبِهِ بسبب ظُلمِ شعبِهِ. وسيُبيدُ الشرِّير من خِلالِ التعبيرِ المُطلَق والكامِل عن قداستِهِ وعدلِه.
- عدد الزيارات: 12125