الفصلُ السَّابِع نُبُوَّةُ ناحُوم - ناحُوم يُعلِنُ خَرابَ نينَوى
ناحُوم يُعلِنُ خَرابَ نينَوى (الإصحاحُ الأوَّل)
في الإصحاحِ الأوَّل من سفرِ ناحُوم، نجدُ الويلَ يُعلَنُ على نينوى. ولِكونِ المدينَةِ مبنيَّةً على نَهرين، تنبَّأَ ناحوم أنَّ نينَوى ستسقُطُ لأنَّ النهرَ سوفَ يفيضُ عليها ويُحطِّمُ سُورَها. هذان النَّهران كانا يُعزِّزانِ قُوَّةِ المدينة بِحمايَةِ مُحيطِها، ولكنَّ ناحُوم تنبَّأَ أن الرَّبَّ سوفَ يُحوِّلُ من مصدَرِ حمايَةِ المدينة سبباً لخرابِها، وذلكَ بِفيضانِ النهرينِ عليها (1: 8).
يعني إسمُ ناحُوم "مملووء بالتعزِيَة،" ورسالتُهُ كانت سبباً للتعزِيَةِ للمملكةِ الجنُوبيَّة. كانَ الأشُّوريُّونَ قد سبقوا واحتَلُّوا المملكة الشماليَّة، فخافَت المملكةُ الجنوبيَّة أن ينحدِرَ الأشُوريُّونَ جنوباً ويتابِعوا إحتلالهم. وبعدَ أن إحتَلَّ الأشوريُّونَ المملكةَ الشماليَّة، وأخذُوها إلى السبي، إنحدَروا بالفعل نحوَ الجنوب بهدَف إحتِلالِ المملكة الجنُوبيَّة. فاحتَلُّوا ستَّةً وأربَعينَ مدينَةً مُسوَّرَةً وأخذوا إلى السبي مائتي ألف أسير.
وكما تعلَّمنا عندما درسنا نُبُوَّةَ إشعياء، عندما وصلَ الأشوريُّونَ إلى أبوابِ أُورشَليم، أُنقِذَت المملكةُ الشماليَّة من براثِنِهم من خِلالِ خدمةِ النبيّ العظيم إشعياء. وعلى الرُّغمِ من ذلكَ الإنتِصار، بَقِيَت المملكة الجنُوبيَّة خائفةً من إجتِياحٍ أشوريّ. بإمكانِكَ أن ترى أنَّ نُبوَّةَ ناحُوم القائِلة أنَّهُ "ولو كانُوا في أوجِ قُوَّتِهم وكثرتِهِم، فرُغمَ ذلكَ سوفَ يُقطَعُونَ ويُبادُون،" قد أدَّت التعزية والسلام والرجاء لأرضِ يهُوَّذا (11).
- عدد الزيارات: 12079