مقدمة عامة - مزايا بشارة يوحنا
مزايا بشارة يوحنا
من أظهر مزايا هذه البشارة, أنها "بشارة الحق" فقد وردت فيها كلمة "الحق" 50 مرة. وفي كل مرة منها ذكرت مثنى "الحق. الحق". ولم ترد مكررة على هذه الصورة إلا في بشارة يوحنا وعلى لسان المسيح وحده. فهو "الحق" الذي يقول "الحق". وهذه الكلمة جاءت (أ) متممة لحديث، أو (ب) لتقرير حقيقة مهمة,
أو (جـ) جواباً على سؤال.
هذه هي بشارة "ذات" المسيح , فيها يحدثنا بنفسه, عن نفسه قائلاً: "أنا هو" ولقد وردت هذه العبارة على لسان المسيح 14 مرة أي 7 مرات مضاعفة: والسبعة عدد كامل
(1) "أناهو (المسيح)" 4: 26
(2) "أنا هو لا تخافوا" 6: 20
(3) "أنا هو خبز الحياة" 6: 35
(4) "أنا هو الخبز الذي نزل من السماء" 6: 41
(5) "أنا هو نور العالم" 8: 12
(6) "أنا هو الشاهد لنفسي" 8: 18
(7) "حينئذ تفهمون أني أنا هو" 8: 28
(8) "أنا هو الباب" 10: 9
(9) "أنا هو الراعي الصالح" 10: 14
(10) "أنا هو القيامة والحياة" 11: 24
(11) "أنا هو الطريق, والحق, والحياة" 14: 6
(12) "أنا هو الكرمة" 15: 1 و5
(13) "إن لم تؤمنوا أنى أنا هو" 8: 24
(14) "أنا هو" 18: 5
هذه هي بشارة الشهادة المكملة إذ نرى فيها شهادة "سباعية" للمسيح:
(1) شهادة يوحنا المعمدان للمسيح 1: 7، 5: 35
(2) شهادة الكتب للمسيح 5: 39-46
(3) شهادة أعمال المسيح له 10: 25، 6: 36
(4) شهادة الآب للمسيح 5: 34، 18: 37
(5) شهادة المسيح لنفسه 8: 14، 18: 37
(6) شهادة الروح القدس للمسيح 15: 26، 16: 14
(7) شهادة التلاميذ للمسيح 15: 27، 19: 35
هذه هي بشارة التدرج والتقدم: فلنلق نظرة إلى الدرجات التي ارتقى عليها:
(أ) إيمان نيقوديموس: في الإصحاح الثالث والعدد الثاني نقرأ عنه أنه "جاء إلى يسوع ليلاً" هذه درجة ابتدائية في سلم إيمان هذا الرجل. وإذ نتقدم إلى الإصحاح السابع والعدد الخمسين وما بعده نجد القول: "قال لهم نيقوديموس.. ألعل ناموسنا يدين إنساناً لم يسمع منه" هنا نرانا أمام درجة أرقى في إيمان هذا الرجل, لأنه خرج من خباء تستره وقصد أن يدافع عن سيده وإن يكن بشيء من الخوف. وإذ نبلغ منتهى البشارة في 19: 39، نجد القول: "وجاء أيضاً نيقوديموس… فأخذا جسد يسوع لأن الخوف طرد من قلبه فجاهر بأيمانه على رؤوس الأشهاد.
(ب) إيمان خادم الملك: نقرأ عنه في 4: 50 أنه "آمن بالكلمة التي قالها له يسوع فذهب" وإذ نتقدم في القصة نجد إيمان الرجل وقد ارتقى درجة أعلى "ففهم الأب في تلك الساعة… فآمن هو وبيته" 4: 53
(جـ) ايمان الرجل المولود أعمى:
في 9: 11 قال عن المسيح أنه "يسوع". هذه درجة ابتدائية في سلم الإيمان,
وفي 9: 17 قال عنه أنه "نبي". هذه درجة مناسبة في سلم الإيمان,
وفي 9: 33 قال عنه أنه "من الله". هذه درجة راقية في سلم الإيمان,
وفي 9: 38 آمن أنه "ابن الله"ز هذه درجة أرقى في سلم الإيمان,
(د) إيمان أهل السامرة:
في 4: 39 نجد القول: "فآمن به كثيرون بسبب كلام المرأة" – هذه درجة ابتدائية،
وفي 4: 42 نجد القول: "فقالوا للمرأة أننا لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن, لأننا نحن قد سمعنا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة مخلص العالم". هذه درجة راقية.
ولنلق نظرة أخرى إلى الدركات التي هبط إليها عدم الإيمان:
(ا) عدم ايمان يهوذا:
في 6: 64 نرى لمحة خفيفة عن خلقه "من هو الذي يسلمه"
وفي 13: 2 نجد القول "ألقى الشيطان في قلب يهوذا-أن يسلمه"
وفي 13: 27 نجد القول"دخله الشيطان". في الخطوة السابقة ألقى الشيطان أفكاره في قلب يهوذا. وفي الخطوة النهائية دخل هو بكليته في قلبه.
(ب) عدم إيمان الأمة اليهودية:
في 1: 11 نقرأ القول "وخاصته لم تقبله".
وفي 2: 18 نرى أن بغضهم له قد بدأ في النمو فطلبوا منه آية:"وقالوا له أية آية ترينا حتى تفعل هذا"؟
وفي 5: 16 نجد بغضهم له أضحى انتقاماً:"ولهذا كان اليهود يطردون يسوع ويطلبون أن يقتلوه".
وفي 12: 10 نجد معارضتهم له برزت ونظمت" فتشاور رؤساء الكهنة ليقتلوا لعازر أيضاً" – أي المسيح ولعازر.
وفي الإصحاحات الأخيرة نجد معارضتهم له وقد نضجت واستوت فنفذت بصلبه على الصليب.
- عدد الزيارات: 23441