الأشكال المختلفة للصلاة
فما هي الأشكال المختلفة للصلاة. هنالك ستة و لكل أهميته.
1-الشكر :
الشكر يحتل المركز الأول في صلوات بولس و المزامير "... اشكروا في كل شيء, لأن هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع لأجلكم (تسالونكي 5، 18).
".... شاكرين كل حين على كل شيء في اسم ربنا يسوع المسيح لله و الآب (أفسس 2، 20)
"... و ليذبحوا له ذبائح الحمد و ليعدوا أعماله بترنم(مزمور 107، 23) ترينا هذه الأعداد أهمية الشكر و كل صلاة تخلو منه هي صلاة لا توفي حقه من التقدير. ومهما شكرناه نبقى مقصرين عن تأدية الشكر الواجب لبركاته العديدة و الكثيرة.
2- الحمد
يظن البعض أن الحمد و الشكر توأمان لا فرق بينهما في حين أن الشكر تقديرا لما أعطانا إياه الله و الحمد تقديرا لشخصه العظيم و صفاته الإلهية و ماهيته الغير المحدودة.
ما الفرق بين الزوجة و مدبرة البيت؟ كلتاهما تخدمان رب البيت و لكنه هو يقدر مدبرة البيت بالنسبة لأعمالها، وأما زوجته فيقدرها لأجل شخصها و يحبها لصفاتها الحميدة و هي بدورها لا تكتفي بالشكر على ما تعمل فحسب بل ترغب أن يقدر زوجها شخصيتها وماهيتها. في حمدنا و عبادتنا نقدم لله محبتنا و احترامنا "... الساجدون الحقيقيون يسجدون لله بالروح و الحق لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له. " يوحنا 4- و لما ولدت الكنيسة الأولى يوم الخمسين أول شيء عملته كان تقديم الحمد و العبادة ".... نسمعهم يتكلمون بألستنا بعظائم الله(أعمال 2، 11) وكانوا كل يوم يواظبون في الهيكل بنفس واحد. وإذ يكسرون الخبز في البيوت كانوا يتناولون الطعام بابتهاج و بساطة قلب، مسبحين الله ولهم نعمة لدى جميع الشعب (أعمال 2، 46-47) قد يجد البعض صعوبة في هذا النوع من الصلاة، إذ يصعب عليهم التعبير. قد يساعدك على ذلك تلاوة أحد المزامير بصوت عال في فترة عبادتك اليومية وهذه بعضها – مزمور 66، 67، 86-، 93، 95، 96، 97، 98، 99، 103، 111، 113، 146، 148، 149، 150- تلاوة بعض الترانيم أيضا قد تكون مفيدة و مساعدة. إن الله يريد مثل هذا الحمد و هذه العبادة و هذا التقدير و هي جميعها جزء من إرادته لحياتنا – ففي مدحه هو, و التحدث إليه بالصلاة نتحول عن أنفسنا و ننسى همومنا- و هو عينه ما يبعد عنا الحبوط و الفشل.
3-التوبة:
عندما يركز المؤمن نظره على الرب و يتأمل بعظمته و قداسته يشعر بصغارته و خطيته حتى ونجاسته أمام قداسة كهذه. لما رأى أشعياء السيد جالسا على كرسي عال و مرتفع ما كان منه إلا أن قال " و يل لي أني قد هلكت لأني إنسان نجس الشفتين و أنا ساكن بين شعب نجس الشفتين (أشعياء 6، 1و5) إن قداسة رجال الله ليست لصالح فيهم بل لتوبتهم الكاملة من الخطيئة. لعل أفضل صلاة توبة هي المزمور الحادي و الخمسون. التوبة ضرورية جدا للشركة مع الله و هي تتضمن ثلاث نقاط 1- الامتحان الذاتي الذي شدد عليه الأقدمون
1- الإعتراف و التوبة
2- البهجة بالخلاص و هذه البهجة و هذه البهجة تمنعنا من الرجوع إلى الخطية.
لا تعني التوبة التفكير الدائم بحياتنا الماضية وأخطائنا البشعة الماضية و قصورنا بل معنى التوبة هو الرجوع التام عن هذه جميعها و توجيه أنظارنا نحو الرب يسوع.
4- التوسل و الطلب :
يعني التوسل الطلب المجدي و عندما نتوسل إلى الله ليسد حاجاتنا فإننا في أكثر الأحيان نذكر الحاجات الروحية قبل الجسدية. اذكر الصلاة الربانية في متى 6 حيث الطلب المادي يأتي عند آخر الصلاة و هو جزء بسيط منها لأن أكثرها توسل لنشر ملكوت الله، و مجيئه وإتمام مشيئته و تمجيد اسمه.
5- الوساطة:
بالتوسل نطلب لأنفسنا. بالوساطة نطلب لغيرنا، ولا حاجة بنا إلى كاهن، فكمسيحيين مؤمنين جميعنا كهنة لله و أما أنتم فجنس مختار و كهنوت ملوكي، أمة مقدسة شعب اقتناء لتخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة على نوره العجيب (1 بطرس 2، 9) الذي أحبنا و قد غسلنا من خطايانا و قد جعلنا ملوكا و كهنة لله أبيه (رؤيا 1، 5و6) فإذا ككهنة. واجبنا يدعونا، إلى الصلاة لأجل الآخرين.
هذا النوع من الصلاة له علاقة وثيقة بين المصلين و المرسلين إلى البلاد الغريبة. لا بد من إيجاد مكان للصلاة في أي مجتمع مسيحي كان – طلابي أو كنسي أو غيره حيث تجمع المعلومات عن مرسلين معينين، و الاهتمام بعملهم ثم رفعهم بالصلاة أمام عرش الله – رب الحصاد و رب الإرساليات و المرسلين لأن هذا يعني أننا نشترك معهم في حربهم ضد مكايد الشر و لو فصلت المسافات البعيدة بيننا وبينهم.
6- التأمل :
من خلال أنواع الصلوات المذكورة، أنا أكلم الله. و لكن في التأمل، الله يكلمني. وعندما أتأمل في كلمة الله المكتوبة، فأنا أصغي إلى صوت الله من خلالها، التأمل في كلمة الله و التفكير العميق فبها هو نوع من الصلاة، و يختلف هذا النوع من الصلاة باختلاف الأشخاص فالبعض يصرفون وقتا أطول في التأمل من التوسل مثلا. الكتاب المقدس هو كلمة الله الحية، ليس مجرد كتاب مدرسي أو كتاب مطالعة، فعلينا أن نتأمل في كلماته، و نصغي إلى ما يأمرنا به، ونستعد لتنفيذ الأوامر. أما إذا لم تكلمنا كلمة الله – أي الكتاب المقدس فنحن إذا غرباء عنها و بعيدون عن الله. إن أردنا أن تكون صلواتنا فعالة علينا أن نستخدم هذه الوسائل جميعها في صلواتنا اليومية.
- عدد الزيارات: 4121