الفصل الثالث: مدرسة الأحد واتصالها بالناس - الكنيسة تستخدم مدرستها الأحدية للوصول إلى الناس
الكنيسة تستخدم مدرستها الأحدية للوصول إلى الناس:
بإمكان الكنيسة أن تصل إلى الناس_ أعداد كبيرة من الناس. إنما الواجب يتطلب البحث عنهم ودعوتهم إلى حضور الاجتماعات بانتظام. أما إذا انتظرت الكنائس الناس حتى يأتوا من تلقاء ذواتهم، فستجد أنها قد باءت بالفشل. إن التعليم الكتابي هو أن تذهب الكنائس وتلزم الناس بالدخول. والمحك الأول لمدرسة الأحد هو محك الأرقام. وعلى الكنيسة أن تقيس عملها مع الآخرين بعدد الذين ما زالوا خارج مدرسة الأحد وليس فقط بالذين يحضرون بانتظام.
إن أيّة كنيسة لا يكون عدد الحضور في مدرستها الأحدية أكثر من عدد أعضائها المقيمين- أي القريبين الذين يستطيعون الحضور إذا شاؤوا- فذلك يعني أن تلك المدرسة ليست كبيرة كما يجب أو كما يمكن أن تكون. لذلك ينبغي على كل الأعضاء القريبين أن يكونوا أعضاء في مدرسة الأحد بالإضافة إلى الذين ليسوا هو بأعضاء. فمن الواضح أن أفراد مدرسة الأحد يجب أن يفوقوا عدد الأعضاء المقيمين.
ثمة كنائس كثيرة تستخدم مدارسها الأحدية للاتصال بالناس. والكنائس التي استعملت الأساليب المقدمة في هذا الفصل لاقت نجاحاً أمام محك الأرقام. وبحسب اختبار العديد من الكنائس لقد تبرهن أن هناك خمسة أمور يجب أن تتوفر في مدرسة الأحد للوصول إلى مزيد من الناس. أولاً: أن تعرف من هم الذين يجب أن يكونوا في مدرسة الأحد. ثانياً: أن تدبّر عمّالاً إضافيين. ثالثاً: أن تهيئ مكاناً مناسباً. ورابعاً: أن تدرب العمال. وخامساً: أن تقوم بزيارات منظمة.
1-معرفة من يجب أن يكون في مدرسة الأحد:
يمكننا أن نستقي المعلومات بشأن الذين يجب تسجيلهم من مصادر عدة- سجل مدرسة الأحد، سجل أعضاء الكنيسة- أصدقاء وأقرباء المسجلين من قبل، الزيارات والاتصالات الفردية الأخرى. وحيث يكون بالإمكان إجراء إحصاء ديني- أي الذهاب إلى كل بيت والسؤال عن الكنيسة التي ينتمون إليها- فهذا العمل يكون وسيلة فعالة في توفير المعلومات اللازمة. لقد جرّبه البعض ونجحوا فيه نجاحاً ملموساً.
(1)-لا تهمل أحداً من المسجلين في مدرسة الأحد. على كل مدرسة أحد أن تحتفظ بسجل دقيق لكل فرد مسجل. في هذه الحالة يكون لدى الكنيسة معلومات محددة عن الجماعة التي تمكن خدمتها بسهولة. قد تكون هناك بعض الغيابات المزمنة ولكن أسماءهم تبقى في السجل. ولكونهم مسجلين فهذا يعني أنهم كانوا مهتمين بعض الشيء في المدرسة.
(2)-راجع سجل الكنيسة. على كل عضو في الكنيسة أن يكون عضواً في مدرسة الأحد. فعندما نقابل ما بين سجل أعضاء الكنيسة وسجل أعضاء مدرسة الأحد يمكننا معرفة أسماء كل أعضاء الكنيسة غير المسجلين في المدرسة.
(3)-قم بإحصاء ديني. إن الإحصاء الديني، حيثما يسمح به، هو إحدى الطرق النافعة لمعرفة من يجب السعي وراءهم وجلبهم إلى مدرسة الأحد. والخطوات التالية لإجراء الإحصاء قابلة للتكييف حسبما تدعو الظروف التي تواجهها الكنيسة.
حدّد كامل المنطقة التي تقع ضمن مسؤولية الكنيسة. قسّم المنطقة حسب شوارعها وطرقاتها وفروعها. جنّد بنفسك عدداً كافياً من جامعي الإحصاءات. هيئ بطاقات الإحصاء والمواد الأخرى اللازمة. عيّن اليوم والساعة للقيام بهذا العمل. زوّد جامعي الإحصاءات بالإرشادات التالية: يجب عليهم:
- أن يذهبــوا إلى كـــل بيــت
- أن يزودوا كل فرد بالمعلومات اللازمـة
- أن يحصلوا على المعلومات من مصادرها
- أن يملأوا الفراغ على كـل بطاقـــة
- أن يحصلوا على السن الصحيحة لكل فرد
- أن يتأكــدوا من صحـة الأسمـــاء
- أن يكملوا المنطقـة المعينــة لهـــم
بعد الانتهاء من المنطقة المعينة، يجب إعادة المعلومات فوراً إلى الكنيسة. ومن الضروري أن تكون المنطقة صغيرة لكي يكون بالإمكان إنهاء العمل خلال فترة ما بعد الظهر من يوم معين.
ويجب ترتيب المعلومات بشكل جيد لكي تكون جاهزة للاستعمال في أي وقت. ومن المستحسن جمع بطاقات الإحصاء لكل المسجلين في مدرسة الأحد والذين يرجح انضمامهم إليها. وإذا استخدمت بطاقة العائلة في الإحصاء، فيمكن تخصيص بطاقة لكل فرد من المسجلين أو المرشحين للعضوية، ووضع بطاقات العائلات في ملف خاص. كما أنه يجب أن تخصص بطاقة لكل عضو في مدرسة الأحد والكنيسة ممن لم توجد أسماؤهم في سجل الإحصاء. وهكذا تكون لدينا بطاقة لكل فرد في مدرسة الأحد وكل مرشح لها.
الخطوة التالية هي تقسيم البطاقات بحسب الأعمار على النحو التالي:
من الولادة حتى الثالثة من العمـــر - المهد والحضانة
من الرابعة حتى الخــامسة من العمــــر - الروضة
من السادسة حتى الثامنــة من العمـــر - المبتدئون
من التاسعة حتى الثانية عشرة من العمـــر - الأحداث
من الثالثة عشرة حتى السادسة عشرة من العمر - الفتيان
من السابعة عشرة حتى الرابعة والعشريــن - الشبيبة
من الخامسة والعشرين ومــا فــوق - البالغــون
ثم يجب ترتيب البطاقات على الطريقة الأبجدية. كما يجب رمي النسخ الإضافية. بعد هذا تقسم البطاقات إلى وحدات.
وعلى قدر الإمكان يجب إيجاد دوائر وصفوف كافية تتسع لجميع الناس، المسجلين منهم وغير المسجلين، الذين يقعون تحت مسؤولية الكنيسة. وإذا برهنت الزيارات الإضافية أن البعض لا يستطيعون الحضور، فيجب، والحالة هذه، إحالتهم على دائرة التوّسع.
إن الترتيب التالي يشير إلى الوحدات اللازمة. فإذا تعذر على الكنيسة إيجاد كل الدوائر والصفوف المذكورة أدناه، أو إذا تعذر عليها توفير العدد الكافي من المعلمين، وجب عليها أن تعمل كل ما في وسعها في الوقت الحاضر.
وفي الوقت ذاته تضع النموذج المقترح نصب عينيها وتسعى جاهدة للوصول إليه بأسرع ما يمكن.
الفئة حسب السن عدد أفراد الصف
الرجــال البـالغــون من 10 إلى 15
النســـاء البالغــات من 10 إلى 15
الشابـات المتزوجــات من 8 إلى 15
الشبـاب المتزوجـــون من 8 إلى 15
العازبون من 17 – 18 سنة من 8 إلى 15
العازبات من 17 – 18 سنة من 8 إلى 15
العازبون من 19 -24 سنة من 8 إلى 15
العازبات من 19 – 24 سنة من 8 إلى 15
الفتيان من 13 – 16 سنة من 6 إلى 10
الفتيات من 13 – 16 سنة من 6 إلى 8
الأحداث من 9 – 12 سنة من 6 إلى 8
الحدثات من 9 – 12 سنة من 6 إلى 8
المبتدئون من 6 – 8 سنة من 5 إلى 7
الروضة من 4 – 5 سنوات من 5 إلى 7
الحضانة (من هم دون الرابعة) أربع دوائر للحضانة
المهد واحد لكل 6 – 8 بيوت
دائرة التوسع واحدة لكل 5 – 8 أفراد
في كل مدرسة أحد عمال بحسب الحاجة
بعد ترتيب البطاقات على أساس الدوائر والصفوف، يلزم تحضير ثلاث نسخ من كل من البطاقات الخاصة بالزيارات والتقارير. وتوضع المجموعة الأولى من النسخ في ملف رئيسي. أما الباقي فيستخدم لتعيين الزيارات، وكتابة التقارير وحفظ سجلات المكتب جاهزة للاستعمال.
2-توفير ما يلزم من الموظفين والمعلمين:
للمباشرة بما يلزم من دوائر وصفوف، يكون من الضروري تجنيد عمال إضافيين. إن المشكلة الرئيسية عند الراعي ومدير مدرسة الأحد هي توفير وحفظ العدد الكافي من الموظفين والمعلمين المناسبين.
(1)-كيفية توفير الموظفين والمعلمين- دعوة العمال هي من عمل الروح القدس وهو يبارك الخطوات التالية إذا استخدمناها:
أ- صلّ لأجلهم- حين رأى يسوع الجماهير أوصى تلاميذه أن يصلوا لأجل مزيد من الفعلة. وعلى الراعي ومدير مدرسة الأحد أن يصليا ويحثا الكنيسة على الصلاة لأجل فعلة جدد. ثم يجب إقامة الصلاة بلا انقطاع في اجتماع العبادة واجتماع الصلاة واجتماع المعلمين وأيضاً في المخدع.
ب- أكرز عن الحاجة إلى فعلة – من المناسب أن يعظ الراعي بين الحين والآخر عن امتياز الخدمة المسيحية ومسؤولية المؤمنين ومجازاة الخدمة المسيحية والحاجة إلى مزيد من العمال. رسائل كهذه تساعد الناس على رؤية الفرص والشعور بالحاجة وقبول الدعوة.
ج- انتق العمال من سجل أعضاء الكنيسة – ينبغي على الراعي والمدير أن يستعرضا سجل الأعضاء ويختارا بعناية فائقة من يمكن ترشيحهم للعمل في مدرسة الأحد. قد يكون هؤلاء ممن لا خبرة لهم، ولكن يكون من المفيد اختيار أفضل الأشخاص الموجودين وتدريبهم على عملهم الجديد. ويجب الاحتفاظ بقائمة دائمة للمرشحين للتعليم، كما أنه يجب إتاحة كل الفرص المتوفرة أمامهم ليخدموا كمعلمين وموظفين في الحالات الاستثنائية.
د- جنّدهم لعمل معيّن – بعد اتخاذ قرار بالمباشرة بصف أو دائرة، يتحتم على الراعي والمدير أن يراجعا قائمة المرشحين للتعليم ويختارا بروح الصلاة أنسب الأشخاص للقيام بالعمل. في هذه الحالة يطلب من الفرد أن يتقابل مع الراعي والمدير. ويكون من المستحسن أن تتم المقابلة في مبنى الكنيسة للابتعاد عن كل تشويش. وبعد بحث الموضوع تختم المقابلة بفترة صلاة.
يجب إعطاء المرشح وقتاً للصلاة في الموضع. فإذا لم يقبل بالمسؤولية وجب البحث عن شخص آخر إلى أن تتكل المساعي بالنجاح.
هـ - شجّعهم على الأمانة – يحتاج العمال الجدد إلى تشجيع ومساعدة. ومما لا شك فيه أن كلا الراعي والمدير يشجعان ويساعدان العمال حتى ينجحوا.
متى قام الراعي والمدير بهذه الأمور الخمسة بجدّية واهتمام وانتظام، فلا بد أنهما يجدان حاجتهما من المعلمين. على أية حال، يجب أن يعرفا أن تزويد مدرسة الأحد النامية بالعدد الكافي الوافي من المعلمين يحتاج إلى وقت وصلاة وجهد كثير.
(2)- متى يجب إيجاد معلمين وموظفين إضافيين؟ - يجب إيجاد المعلمين والموظفين الإضافيين عندما تدعو الحاجة.
أ- ابدأ الآن – إذا ما درس الراعي والمدير التنظيم الحالي، فلا ريب أنهما سيدركان متى تجب المباشرة فوراً بصفوف إضافية. ومن المرجح أن أمراً كهذا يثير الاهتمام مجدداً عند البعض.
ب- قم به عند الحاجة – دراسة أوضاع الصفوف الحالية أمر ضروري كضرورة تنظيم صفوف إضافية لمجابهة النمو المتزايد. ثم أن هذه الصفوف والدوائر الجديدة تبقى مدرسة الأحد في ازدهار مستمر. أما إذا لم يتم تشكيل وحدات جديدة فالنمو يتوقف حتماً وبسرعة.
ج- قم به عند الترقية – على كل مدرسة أحد تقريباً أن تؤسس صفوفاً جديدة في وقت ترقية الطلاب إلى صفوف أعلى. إن ترقية الطلاب إلى صفوف مزدحمة أولاً تتفق وأعمارهم لهي نكبة بالفعل. يجب على قدر الامكان وضع ترتيب مسبق لتأليف صفوف جديدة وربما دوائر جديدة للطلاب المترفعين. بهذه الطريقة يمكن تحاشي النقص الهائل الذي يمكن أن يطرأ على مدرسة الأحد والسير بها قدماً إلى الأمام.
3- توفير المكان المناسب:
يمكن ترتيب المباني في كنائس كثيرة بشكل تصبح فيه قادرة على استيعاب المزيد من الصفوف والدوائر، وهكذا يضمن ازدهار مدرسة الأحد. ففي الأبنية ذات القاعة الواحدة يمكن المباشرة بصفوف إضافية باستعمال الستائر أو الحواجز. بعض الكنائس الحالية لا تستخدم كل ما لديها من سعة. فقد تكون هناك غرفة كبيرة للبالغين تكفي لاستيعاب دائرة بأكملها. إن دراسة المبنى من قبل الراعي والمدير قد تؤدي إلى تعديلات تسهل استيعاب صفوف أخرى.
ويمكن تأمين مكان واسع بإقامة أبنية جديدة. فلا داع لأن تحدّ الكنائس من نمو مدارسها الأحدية بالانتظار الطويل، نظراً لعدم قدرتها مادياً على تشييد مبان كثيرة التكاليف. تستطيع الكنائس أن تشيّد أبنية من النوع الذي يتلاءم ومدفوعات الأعضاء، وهكذا يصبح بالامكان الاتصال بمزيد من الناس.
يجب على الذين يضعون خطط البناء أن يكونوا على علم بحاجات كل دائرة من دوائر الكنيسة. ففي حالات كثيرة قامت لجنة البناء بإقامة بناء باهظ الثمن دون أن تكون ملمة بعمل مدرسة الأحد أو مدرسة التدريب. وفي النتيجة لم تقدر الكنيسة أن توفق بين مدرسة الأحد وبين البناء السيئ التخطيط.
4- تدريب العاملين:
بعد اختيار العمال الإضافيين وتجنيدهم، ينبغي أن يتدربوا على العمل المعين لهم. وبما أن المطلعين على الخطط والأساليب الصحيحة للقيام بعمل مدرسة الأحد هم قلّة، كان من الواجب تدريب الموظفين وتقديم العون والإرشاد الدائمين لهم في مجال التعليم إلى أن يتقنوا أفضل أساليب التعليم.
من واجب الراعي والمدير أن يعقدا اجتماعاً منظماً للموظفين والمعلمين بالإضافة إلى مدارس للتدريب بصورة متكررة. ويجب أن يعدا ما يلزم للعمال والمرشحين الجدد. وقد يكون من المناسب أن يضع الراعي أو المدير بين يدي كل عامل جديد كتاباً مفيداً عن إحدى نواحي العمل في مدرسة الأحد. ومن حين إلى آخر، يكون من المفيد أن يجتمع الراعي أو المدير مع العمال الجدد لتوجيه الإرشادات اللازمة لهم بشأن إعداد الدروس.
5- القيام بزيارات منظمة:
الزيارات هي العامل الرئيسي في نمو مدرسة الأحد. وهي الخطوة العملية الأخيرة للوصول إلى الناس. فقد يكون لدى مدرسة الأحد مكان متسع ومرتب، وعدد كاف من الدوائر والصفوف، وأساليب تعليمية ممتازة ومنهاج عبادة جذاب – وما أهم هذه كلها. ولكن بدون زيارات لا بد أن يصيب هذه كلها الإخفاق الجزئي على الأقل.
إن الخطوات الخمس التي سبق ذكرها يمكن استخدامها في أية كنيسة معمدانية في أي قطر من أقطار العالم. لقد جربت في أماكن كثيرة ولاقت نجاحاً عظيماً.
إن الفارق في مدارس الأحد ليس في الأسلوب بمقدار ما هو في استخدام الأسلوب. فالجهد الجزئي في استخدام الأسلوب يعطي نتائج جزئية. مراراً كثيرة نحن نضع اللوم على الأسلوب في فشل مدرسة الأحد. غير أن العلة ليست في الأسلوب بل في عدم استخدام الأسلوب من كل القلب. إذ أن، استعمال الخطوات الخمس باهتمام وانتظام ونشاط في بناء مدرسة الأحد سيؤدي إلى نتائج معقولة وملموسة في أية كنيسة.
حملت نشرة أخبار المعمدانيين في الشرق الأقصى، في عددها الصادر في شهر آذار 1965، تقريراً عن خدمة مدرسة الأحد في الكنيسة المعمدانية المركزية في أوكيناوا. ويتحدث التقرير عن زيارة قام بها بعض العمال من كنائس مجاورة إلى تلك المدرسة الأحد بعد أنم سمعوا بنجاح العمل فيها.
وقيل لهؤلاء الزوار، في أثناء تجوالهم في مختلف أقسام البناية، أن هذه الكنيسة شعرت أن نوع العمل الذي تقوم به يقرر نوع البناء الذي يجب أن يشاد. وقيل لهم أيضاً أن الكنيسة صممت لتكون كنيسة عائلية. وقد وضعت الترتيبات للأسرة بكاملها من المهد إلى الشيخوخة، أي أن كل فرد يجب أن يزوّد بما يتلاءم مع حاجاته انسجاماً مع هدف مدرسة الأحد ألا وهو "بث كلمة الله في قلب وعقل كل فرد". وهذا ما أشرنا إليه في "التقسيم حسب الأعمار" في بداية هذا الفصل. بهذه الطريقة يصبح هناك من يكون مسؤولاً عن كل فرد في البيئة كلها. ولقد قامت إحدى المدارس الأحدية مؤخراً بحملة توسعية على أساس الخطوات الخمس، فازداد عدد المسجلين فيها بنسبة عشرة بالمئة وعدد الحضور بنسبة ثماني عشرة بالمئة.
يجب أن يتضمن اجتماع الموظفين والمعلمين مساء كل أربعاء "تحسينات في التعليم". ولا بأس في استخدام بعض الوسائل السمعية والبصرية بالإضافة إلى بعض الخرائط والصور في تقديم هذا البرنامج. ثم يشترك المعلمون القدماء مع المعلمين الجدد في تبادل الآراء. قال بعض القادة: نعتقد أن هذه المبادلة في الآراء هي أفضل طريقة في تحسين نوعية التعليم في مدرسة الأحد".
كانت إحدى الكنائس في سنغافورة تعقد اجتماعاتها في حانوت صغير يتسع لحوالي ثلاثين شخصاً في مدرسة الأحد موزعين على ثلاثة صفوف ولهم ثلاثة معلمين فقط. أما عدد الحضور في اجتماع العبادة فكان ما بين الستين والسبعين شخصاً.
وكان، لما دعي راع جديد إلى الكنيسة، أن هذا الراعي طلب إلى الكنيسة قبل كل شيء أن تهتم بتوسيع مدرسة الأحد. وكان الجواب الفوري أن "لا مكان" ولكن بعد جولة قصيرة، وجدت غرفة صغيرة غير مستعملة في القسم العلوي من الحانوت. ثم لوحظ الممر واسع ويكفي لصف آخر. كما وجد مكان لصف آخر على المنصة في قسم الجوق. وهكذا استطاعوا أن يجدوا أماكن لأربعة صفوف إضافية. ولما شرع الراعي بالبحث عن معلمين جدد، جاء الجواب من البالغين أنه ليس في وسعهم أن يعلّموا. وكان من بين الجماعة مدير مدرسة، وعدد من المعلمين، ورجال أعمال بارزون، وخريج جديد من إحدى الجامعات، وطالب طب. ومع هذا فقد شعروا أنهم لا يقدرون أن يعلّموا. فقال لهم الراعي أن إحدى طرق درس الكتاب المقدس هي بتعليمه لشخص آخر، لأن من يعلّم يحتاج أن يدرس المادة أولاً. وبعد التفكير والصلاة اختار الراعي أربعة أشخاص وذهب إليهم وحثهم على الصلاة في موضوع التعليم في مدرسة الأحد. وسألهم أن لا يجيبوه فوراً بل أن يصرفوا وقتاً في الصلاة قبل إعطاء الجواب. وفي النتيجة وافق جميعهم على طلب الراعي شرط مساعدتهم في إعداد الدروس وتسجيل تلاميذ للصفوف الجديدة.
ووجه الراعي دعوة إلى أعضاء وقادة من كنائس أخرى في المدينة وعقد صفاً لتدريب المعلمين في فترة ما بعد الظهر من بضعة آحاد. وعند انقضاء فترة الاستعداد، ذهب المعلمون والراعي معاً لزيارة المرشحين للتلمذة في المنطقة المجاورة. وبعد ثلاثة آحاد من بدء الصفوف الجديدة كان عدد الحضور قد تجاوز الـ 65.
بعد مدة قصيرة أقيم بناء جديد على مسافة بعيدة من المكان. ولم يتمكن بعض الأولاد، في مدرسة الأحد السابقة، من الحضور رغم أن المكان أصبح واسعاً وقريباً من مشروع سكن فيه ستون ألف نفس. فأخذ الراعي يبحث عن أربعة عشر معلماً وأربعة مدراء دوائر للبدء من جديد. ووضع نظام التسجيل موضع التنفيذ. وذهب المعلمون، بعد حصولهم على التدريب اللازم، اثنين اثنين لزيارة الأبنية الشاهقة التي يسكنها آلاف البشر. وفي مدة شهر واحد، كان معدل الحضور في مدرسة الأحد قد تجاوز الـ 165. فالشاب الذي كان قد تخرج حديثاً من الجامعة أصبح يعلم صف الشبيبة. في الأحد الأول كان عنده تلميذ واحد. ولم تمضِ أسابيع قليلة حتى أصبح معدل الحضور عشرة تلاميذ. وبالإضافة شرع في صف لتعليم اللغة الإنكليزية. وكان عدد التلاميذ في البداية ثلاثة فقط. ولكن بعد مرور شهر واحد بلغ عدد الحضور 37. وبعد أربعة أشهر اعتمد 14 من هؤلاء التلاميذ والآن هم من القادة العاملين في الكنيسة.
وتشهد هذه الكنيسة الآن أنه عندما يتصلون بالضالين ويسجلونهم كأعضاء في مدرسة الأحد، ويقودونهم إلى المسيح المخلص، فإنهم يجنون مؤمنين ناضجين وثابتين.
يرجح أن كنيسة فريدبور المعمدانية في باكستان الشرقية تضم أضخم مدرسة أحد في البلاد. وقد مضى على هذه المدرسة سنوات عدة وهي تعلم جميع الأعمار. ولما وجدت أنها لا تستطيع الاتصال بالناس في أيام الآحاد صباحاً بالنظر إلى وجودهم في المدارس، فقد أرجأت الوقت إلى ما بعد الظهر. وبهذه الطريقة تمكنت من الوصول إليهم.
يمكننا الوصول إلى الناس إن كان لنا نفس الحنان الذي كان ليسوع من نحوهم، وإن كنا مستعدين لإعداد صفوف ومعلمين مدربين يسعون وراءهم ويساعدونهم على تعلّم كلمة الله.
- عدد الزيارات: 7714