Skip to main content

عزل الخبيث

سنبحث الآن الصورة القصوى للتأديب، أو بتعبير أدق عملية العزل عن الجماعة بالنسبة لشخص لم يستجب لكل صور التأديب الأخرى. ولقد سبق أن أشرنا إلى هذه العملية عدة مرات، ورأينا أنها الخطوة الرابعة في التعامل مع الشخص غير التائب وغير الخاضع في حالة الخطأ الشخصي.

وعملية العزل هي أخطر وأشد صور التأديب، ولا تمارس إلا كالمنفذ الأخير عندما تسد أمامنا كافة سبل الإصلاح الأخرى. ولنلاحظ أن هذه العملية لا يجوز أن تتم بواسطة فرد أو أفراد حتى ولو كانوا الشيوخ أو الذين يمارسون عمل النظار، بل يجب أن تتم بواسطة الكنيسة كلها.

وبالنسبة للتعليمات الكتابية الخاصة بهذا التأديب، لنرجع إلى 1 كورنثوس 5، حيث نجد الرسول يبحث حالة الشخص الذي أخطأ خطية الزني. وهذا الإصحاح كله مليء بالتعاليم، ويجب دراسته إذا أردنا التعامل مع الشر الذي قد يظهر في الكنيسة. ولأنه سبق أن رجعنا إلى أعداد من هذا الإصحاح عندما تكلمنا عن ضرورة التأديب وطريقة ممارسته فلذلك سنكتفي هنا باقتباس ع 11 - 13.

"وأما الآن فكتبت إليكم إن كان أحد مدعواً أخاً زانياً، أو طماعاً، أو عابد وثن، أو شتاماً، أو سكيراً، أو خاطفاً. أن لا تخالطوا ولا تؤاكلوا مثل هذا. لأنه ماذا لي أن أدين الذين من خارج؟. ألستم أنتم تدينون الذين من داخل. أما الذين من خارج فالله يدينهم. فاعزلوا الخبيث من بينكم".

الخبيث: من المهم أن تلاحظ أن أولئك الذين يمكن وصفهم بكلمة الخبيث هم فقط الذين يجب عزلهم من بين جماعة المؤمنين "اعزلوا الخبيث من بينكم". إنه من الخطأ الجسيم أن نعزل شخصاً أخذ في زلة ما أو ارتكب إثماً، ليس إلا. بل يجب على الجماعة أن تتأكد من أن الشخص فعلاً ينطبق عليه وصف "الخبيث" وأن يتقرر ذلك ويكون واضحاً أمام الجميع، وأقل من ذلك لا يفي بالمطلوب.

ولقد رأينا أن هناك صوراً مختلفة للتأديب بالنسبة للأخطاء المختلفة التي تحدث. وهذه الصور التي تأملناها فيما سبق يمكن أن نسميها التأديب الوقائي، والتأديب العلاجي، لأن الغرض منها هو منع الشخص من التمادي في خطيته حتى لا يتحول إلى خبيث، وأيضاً لعلاجه وإصلاح سلوكه.

لكن عندما يرفض الشخص الإصلاح ويصر على المسار الشرير، فإن المسألة تتحول إلى خبث. وعندما يظهر الخبث بأي صورة في الجماعة فإنه يجب التعامل معه بحسم لحفظ الجماعة من تأثيره الخطير كقول الكتاب "ألستم تعلمون أن خميرة صغيرة تخمر العجين كله؟ إذاً نقوا منكم الخميرة العتيقة لكي تكونوا عجيناً جديداً كما أنتم فطير" (1 كو 5: 6 و 7). ولهذا فإن الشخص الخبيث يجب عزله. وهذا التأديب يمكن أن نسميه التأديب الحافظ، وهو لازم جداً إذا أرادت الجماعة أن تحفظ نفسها في شركة مع الرب، الذي هو "القدوس الحق".

إن عزل الشخص الخبيث هو مثل قطع أحد أعضاء الجسم. إنه أمر مؤلم ومؤسف للغاية، ولا يعمل إلا عندما ينعدم الأمل في هذا العضو. وهذا البتر يتم لحفظ باقي الجسد من التأثير السام لهذا العضو المريض. وهكذا فإن عزل الشخص الخبيث هو لازم لمنع الخمير من الانتشار في الجماعة.

وقد يسأل واحد. وما هو الخبث؟ إن كلمة خبث في اليوناني هي "بونيروس" poneros. وتعني النشاط الإيجابي للفساد، والشهوات الجامحة. فهي ليست مجرد خطية مفردة، بل نشاط خطر وإيجابي للشر، أو بالحري عيشة في الخطية. وبصفة عامة، الشخص الخبيث هو شخص فاسد أدبياً وشرير في المبدأ والممارسة. وهو يتسم إما بالظلم أو الفساد كما كان الناس أيام نوح (تك 6: 5 و 11 - 13). وهو ممتلئ بالمرارة والعداوة. ويميل بشدة لعمل الأذى والشر. إن الخبث هو مسار للسلوك أكثر من كونه مجرد فعل واحد للخطأ.

والخبث هذا يذكرنا بمرض البرص المذكور في العهد القديم. وعليه فإن الدراسة المتأنية لسفر اللاويين 13، ستلقي مزيداً من الضوء على الموضوع الذي نحن بصدده. وسوف نمر بسرعة على الفصل، لكننا ندعو القارئ إلى دراسة الفصل كله، ففيه ترد تعليمات دقيقة عن كيفية اكتشاف المرض وكيفية التعامل معه. لقد كان على الكاهن أن يبحث بصبر كل شيء يحمل أعراض البرص. كان عليه أن يفحص الضربة أو اللمعة ليرى إذا ما كانت أعمق من الجلد. فإذا كانت أعمق من الجلد كان الكاهن يحكم بنجاسة المصاب، وكان يعزل الشخص باعتباره أبرص. أما إذا لم تكن أعمق من الجلد فكان عليه أن يحجزه سبعة أيام ثم يفحصها ثانية. وإذا ظلت الحالة غير مؤكدة كان عليه أن يحجزه سبعة أيام أخر ثم يقوم بالفحص من جديد. فإذا كانت الضربة ممتدة كان الكاهن في النهاية يحكم بنجاسته. إنه أبرص.

كل هذا يؤكد لنا العناية الكهنوتية، والملاحظة الصابرة، والإدراك التقوي اللازم قبل الحكم على الشخص بأنه خبيث، لاحظ التكرار الواضح في هذا الإصحاح كله لكلمة "إن رأى"، "يحجز"، "يحكم" فلا يجب أن يكون هناك مجال للعجلة ولا لمجرد الشبهة في الحكم على أمر كهذا.

إذا كان شخص في جلده ناتئ أبيض، وتحت الناتئ لحم حي، فهذا معناه برص، والشخص يعتبر نجساً. إن الضربة أعمق من الجلد. وليس مجرد ظهور مفاجئ للطبيعة بل إنه مرض دفين للبرص، وهو يبعد الإنسان عن محضر الله.

وهذا هو الفارق بين "الخطية" و "الخبث". إن الخطية ساكنة في كل مؤمن. فإذا لم يسهر المرء، ولم يحكم على ذاته، فهي عرضة لأن تظهر عن طريق حدة طبع مفاجئة، أو تسرع زائد في الكلام، أو السقوط في زلة ما. إنها مثل الناتئ أو اللمعة المذكورين في لاويين 13: 2 و 23. وهذه الظهورات المحزنة للجسد، ليست هي البرص أو بالحري الخبث، مع أن البرص (أو الخبث) قد يتطور منها. بل إن هذه الظهورات للطبيعة الفاسدة تستلزم الحكم عليها وملاحظتها لئلا تنتشر وتصبح ضربة أعمق من الجلد. فالخطية الساكنة في المؤمن، إذا سمح لها أن تعمل في المؤمن فإنها سرعان ما تتمكن منه، من ثم تتطور إلى خبث، شيء أعمق من مجرد ظهور للطبيعة، أعمق من مجرد شيء على السطح. إنها قد تتطور إلى حالة خبث حقيقي، ويصبح "في الناتئ وضح من لحم حي"، الذي هو علامة برص حقيقي بحسب لاويين 13: 10 و 11.

وبالرجوع إلى 1 كورنثوس 5: 1 فإننا نجد ستة مظاهر توضح الخبث الأدبي (إن كان أحد مدعو أخاً زانياً أو طماعاً أو عابد وثن أو شتاماً أو سكيراً أو خاطفاً، أن لا تخالطوا ولا تؤاكلوا مثل هذا". إن هذه بعض الأمثلة الخاصة لما يميز الشخص الخبيث.

فالزاني: هو شخص فاسد أدبياً، وعائش في الفجور[1]. وشخص كهذا يعتبر غير لائق للشركة مع القديسين.

والطماع: هو شخص شره للربح، دؤوب على طلب ما ليس عنده، مشتهياً أن يسلب ما يمتلكه الآخرون. إن الطمع هو رغبة جامحة لاقتناء أشياء بما يتعارض مع الآداب الحسنة. وحقاً ما قيل إنها رغبة نهمة غير شبعانة، أو هي شهوة مطلقة عنانها (انظر أف 5: 3، كو 3: 6). وشخص كهذا، يجب عزله كشخص خبيث. فالطمع كما جاء في كولوسي 3: 5 هو عبادة أوثان.

وعابد الوثن: هو الذي يعطي كرامة إلهية للأصنام أو الصور. أو الذي يعطي إكراماً زائداً أو قيمة أكثر من اللائق لأي إنسان أو شيء ما.

والشتام: هو إنسان بذيء يحب الشجار، متصلف، ومزعج، طبعه حاد، يهاجم الآخرين بافتراءات مفضوحة ولغة بذيئة. وشخص كهذا هو غير لائق لشركة القديسين وكنيسة الله.

والسكير: هو شخص نهم للخمر، معتاد على الوقوع تحت تأثير المسكر.

والخاطف: هو الذي يمارس الجور والظلم والاغتصاب ويحصل بالعنف والتهديد على ما ليس من حقه.

إن كان هناك أحد مدعو أخاً، ووجد متبعاً أسلوب سلوك لأي من الأوصاف المذكورة سابقاً، يجب أن يعزل كشخص خبيث. وفي الحقيقة نحن لا نعتقد أن 1 كورنثوس 5: 11 تعطينا قائمة كاملة بالأمور التي تجعل الإنسان خبيثاً أو الوصاف الوحيدة التي بسببها يعزل الواحد. فلقد قال الرسول "لا تؤاكلوا مثل هذا". ونعتقد أن هذا التعبير يشمل معنى أوسع من مجرد الصفات الست المذكورة في هذا العدد. ومن 1 صموئيل 15: 23 نتعلم أن "التمرد كخطية العرافة، والعناد كالوثن والترافيم". فالتمرد والعناد إذاً، وهما في حقيقتهما إرادة ذاتية، هما أيضاً خبث.

ومن المهم أن نلاحظ أن نفس الشرور المذكورة في 1 كورنثوس 5: 11 - 13، والتي بمقتضاها اعتبر واحد مدعو أخاً أنه خبيث، هي مذكورة أيضاً في 1 كورنثوس 6: 9 و 10 كصفات أولئك الذين لن يرثوا ملكوت الله. وعليه فإن شخصاً واقعاً في شر من هذه الشرور، إنما يضع نفسه خارجاً ضمن قائمة الذين ليس لهم ميراث في ملكوت المسيح، وبالتالي فإن مكانه خارج الجماعة لا داخلها.

إن شراً من هذه الشرور يرفع التساؤل" هل هذا المخطئ هو حقاً ابن للّه؟ إن سلوكه مضاد لاعترافه. ولذلك فإن الرسول لا يقول "إن كان أحد الإخوة" بل إن كان أحد مدعو أخاً ،زانياً..الخ" لأنه إذا كان الشخص المدعو مسيحياً يسلك في مثل هذه الشرور، فإن المرء لا يمكن أن يتأكد أنه بالحقيقة أخ في الرب. ولكن إذا نشأ عن العزل حزن تقوي وتوبة، كما حدث في الحالة المذكورة في 1 كورنثوس 5 (انظر 2 كورنثوس 6 - 11)، فإن الجماعة بذلك تتأكد من أن هذا الشخص هو بالحقيقة ابن لله.

الشر التعليمي

لقد درسنا فيما سبق ما هو الخبث، وما هي الأوصاف التي تميز أولئك الذين يجب عزلهم عن الجماعة باعتبارهم خبثاء. ولقد انشغلنا بصفة خاصة بالخبث الأدبي، أي الشرور التي قد تظهر في حياة الفرد وسلوكه. إلا أن هناك مظهراً آخر للشر، أعني به الشر التعليمي. والوحي تكلم عن هذا الأمر في أماكن عديدة من كلمة الله.

لقد تأملنا سابقاً في كلمات الرسول في 1 كورنثوس 5: 6 و 7 "ألستم تعلمون أن خميرة صغيرة تخمر العجين كله؟" فالخطايا الأدبية تعتبر أنها خميرة تستلزم التنقية، وإلا فإنها ستخمر العجين كله. أي أن كل الجماعة ستتخمر بها. ونحن نجد نفس هذه الكلمات مذكورة في غلاطية 5: 9 "خميرة غيرة تخمر العجين كله". وبدراسة رسالة غلاطية نجد أن الخميرة التي يشير إليها الرسول هناك، والتي كانت كنائس غلاطية في خطر أن تتخمر بها، كانت خطية تعليمية بالنسبة للإنجيل. فبعض المعلمين في كنائس غلاطية قد غيروا إنجيل المسيح، وهكذا فإن أساسات الإيمان المسيحي قد هوجمت.

من هذا نتعلم أن التعليم الشرير هو أيضاً خمير، ويجب أن تنظر إليه الجماعة باعتباره يفسد نقاوتها. مثله تماماً مثل الشر في العيشة أي الشر الأدبي. ونفس المسئولية التي ألقيت على كنيسة كورنثوس لينقوا منهم الخميرة العتيقة، ألقيت أيضاً على كنائس غلاطية، بل وأيضاً على كل الجماعات في الوقت الحاضر، لينقوا من وسطهم أي خمير تعليم شرير، أو أشخاص تعلم مثل هذه التعاليم.

إن التعليم الخاطئ يقوض أساس الإيمان المسيحي، ويفسد صفاته كلية، كما يهين شخص المسيح وعمله، وبالتالي يسلب مجده اللائق به. إنه في الحقيقة أشد خطراً وأبعد أثراً من الشر الأدبي باعتبار أن الأول غير منفر. فالتعليم الخبيث قد يتبناه وينشره شخصيات لا يوجد في حياتهم الشخصية لوم ظاهر، وبالتالي فإنه يخدع أشخاصاً أكثر بكثير مما تقدر الشرور الواضحة في الحياة أن تعمله. لأن الشر الأدبي غالباً ما يلاحظ بسرعة من الأكثرين ويشجب منهم تلقائياً، بعكس الشر التعليمي.. ونحن نعلم أن الشيطان يغير شكله إلى شبه ملاك نور، وهكذا يفعل خدامه أيضاً (2 كو 11: 12 - 15). فقد يعلم إنساناً تعليماً تجديفياً، ومع ذلك يعطي لعباراته الصورة التقوية، ولحياته صورة الإنسان المكرس للمسيح. ولهذا ينبغي على شعب الله أن يكونوا أكثر سهراً ضد خمير الشر التعليمي.

كثير من الإنذارات أعطيت لنا في كلمة الله ضد المعلمين الكذبة الذين يظهرون بين شعب الله، والذين سراً "يدسون بدع هلاك.. وينكرون الرب الذي اشتراهم" (انظر أع 20: 28 - 30، في 3: 18 و 19، 2 تي 3، 2 بط 2، 1و 2 و3 يو، يه) "لكن الروح يقول صريحاً أنه في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان تابعين أرواحاً مضلة وتعاليم شياطين في رياء أقوال كاذبة" (1 تي 4: 1 و 2).

الشر التعليمي هو كل تعليم يمس أقنوم المسيح، أو ينكر لاهوته باعتباره الله، أو إنسانيته الحقيقية الكاملة الخالية من الخطية، أو يقلل من كمال عمله الكفاري باعتباره كفارته الكاملة هي الأساس الوحيد للخلاص، أو يلقي الشك على قيامته الحرفية ومجيئه بالمجد. فإذا علّم أي شخص أو احتضن ما ينكر هذه الحقائق الخاصة بشخص المسيح وعمله أو الحقائق المتعلقة بالتبرير بالإيمان والنعمة وحدها، أو لزوم التغيير والولادة من الله، أو الدينونة الأبدية لغير المخلصين، ويصر على مثل هذه التعاليم، فإن هذا الشخص واقع في شر تعليمي، ولا مكان له في كنيسة الله. إن مكانه هو "في الخارج" وليس "في الداخل". إن أي تعليم يقلب أساس الإيمان المسيحي هو شر تعليمي، وخمير يجب تنقيته من الجماعات، وخلف كل هذه التعاليم توجد الأرواح المضلة والشياطين.

ولكن هنا ينبغي أن نكون حذرين، فلا نتصرف إلى الناحية الأخرى ونعتبر أن كل تعليم مغلوط هو تعليم شرير، أو نعتبر أن كل تفسير أو تطبيق للمكتوب مخالف لوجهة نظرنا هو تعليم خبيث. فعندما لا يمس الموضوع حقيقة من الحقائق الجوهرية، فإن المحبة والاحتمال، الواحد نحو الآخر، ينبغي أن تمارس. كما ينبغي أن نطبق ما اقله الرسول بولس في فيلبي 3: 15 و 16 "وإن افتكرتم شيئاً بخلافه فالله سيعلن لكم هذا أيضاً. وأما ما قد أدركناه، فلنسلك بحسب القانون عينه ونفتكر ذلك عينه".

لا شك أن الشخص الذي يكون تعليمه غير صحيح وغير كتابي، لا يمكن قبوله كمعلم في الكنيسة. ربما يقتضي الأمر ممارسة تأديب الإسكات معه، ومع ذلك فإن تعليمه لا يحتم بالضرورة عزله عن الجماعة كشخص خبيث.

والرسالة الثانية ليوحنا تمدنا أيضاً بتعليمات هامة عن المعلمين الكذبة وكيفية تعاملنا معهم "لأنه دخل إلى العالم مضلون كثيرون لا يعترفون بيسوع المسيح أتياً في الجسد. هذا هو المضل والضد للمسيح.. كل من تعدى ولم يثبت والابن جميعاً. إن كان أحد يأتيكم ولا يجيء بهذا التعليم فلا تقبلوه في البيت ولا تقولوا له سلام. لأن من يسلم عليه يشترك في أعماله الشريرة" (2 يو 7: 11).

هذه الأقوال قيلت لسيدة مؤمنة، وهي ترينا الطريق الذي ينبغي على الأفراد أن يتبعوه بالنسبة لكل من لايثبت في تعليم المسيح، وبالتالي يعتبر معلماً شريراً. فلا ينبغي أن شخصاً مثل هذا يقبل في البيت ولا أن يسلم عليه، لأن مجرد السلام على شخص مثل هذا يجعلنا مشتركين في أعماله الشريرة.

مما تقدم نستنتج أنه إذا كانت هذه هي طريقة معاملة الأفراد المؤمنين (بسبب ولائهم للمسيح) لشخص قد أهان المسيح، فإنه بالتأكيد على الكنيسة أن تعامله بنفس المعاملة، ولا يكون لها معه شركة في أي صورة من صورها. وعليه فإنه بحسب ما جاء في 2 يوحنا 7 - 11: كل من يعلم أو يحتضن تعاليم مضادة خاصة بشخص المسيح، أو يتعدي إلى أبعد مما يعلم الوحي، ولا يعترف بيسوع المسيح أنه أتي في الجسد، فهو شخص خبيث، ويجب أن يوضع خارج الجماعة ولا يقبل في بيوت القديسين ولا حتى يسلم عليه في الشارع.

فإذا اقترن فرد أو جماعة من شعب الله بشخص خبيث فمعنى ذلك أنهم يشتركون في أعماله الشريرة، ويعتبرون في نظر الله مدنسين كما لو كانوا هم شخصياً يعلمون أو يتمسكون بهذا الشر. إن الاتحاد مع الشر يدنس[2] هذه حقيقة نتعلمها من خلال الكتاب المقدس كله "خميرة صغيرة تخمر العجين كله" "المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة" (1 كو 15: 33). فيجب على المؤمنين أن يطهروا أنفسهم تماماً من الشر ولا يكون لهم أي اتصال على الإطلاق به، ولا بالذين يتمسكون به. أما إذا كانت جماعة ترفض أن تعزل الخبيث خارجاً، سواء كان مدنساً بشر أدبي أو شر تعليمي، فإن هذه الجماعة كلها تتدنس، ويجب في الوقت المناسب، إذا استمرت في ذلك السبيل، عدم اعتبارها جماعة الله.

الخطوات المتبعة

وقد عرفنا ماهية الخبث الأدبي والروحي، فإنه يمكن الآن أن نتكلم عن الإجراءات الصحيحة والتقوية لإجراء مثل هذا التصرف الخطير، أعني عزل الشخص الخبيث.

أول كل شيء ينبغي أن يكون هناك فحص شامل للحالة بواسطة الإخوة ذوي الإدراك الروحي، الذين يتمتعون بثقة الجماعة، ويمارسون خدمة النظارة في الاجتماع. يجب الدخول في تفاصيل الحالة واستعراض كافة الحقائق بالبراهين والأدلة الواضحة. ويجب فحص كافة الإشاعات والتقارير وغربلتها حتى تظهر الحقائق، فكل صور التأديب لا يجب أن تبنى إلا على الحقائق وعلى المكتوب.

وفي تثنية 13: 12 - 15 نجد تعليمات هامة بخصوص التصرف الذي يجب أن يتبع عندما يصل إلينا خبر عن شر ما "إن سمعت عن إحدى مدنك.. قولاً، قد خرج أناس بنو لئيم من وسطك وطوحوا سكان مدينتهم قائلين نذهب ونعبد آلهة أخرى لم تعرفوها وفحصت وفتشت وسألت جيداً وإذا الأمر صحيح وأكيد قد عمل ذلك الرجس في وسطك فضرباً جيداً وإذا الأمر صحيح وأكيد قد عمل ذلك الرجس في وسطك فضرباً تضرب تلك المدينة".

"فحصت وفتشت وسألت جيداً". هذا هو ما يجب أن يتبع. فإذا اتضح صحة الخبر، وأن الأمر صحيح وأكيد عندئذ يأتي القضاء أو التأديب بعد ذلك. فكما قلنا أن الشائعات أو التقارير عن الخطأ لا تقبل على الإطلاق كحقائق قبل فحصها الصبور ليثبت صحتها.

ولقد أشرنا فيما مضى إلى لاويين 13. ولاحظنا كيف أن الكاهن يفحص بصبر وأناة أي شخص يظهر عليه أحد أعراض البرص. فلا مجال هنا لا للتسرع ولا للظن. ونكرر القول أنه قبل القيام بأي إجراء تأديبي يجب أن يكون واضحاً أو ظاهراً أو أكيداً، فعلينا أن ننتظر الرب لكي يوضحه ويظهره في النور.

"لا يقوم شاهد واحد على إنسان في ذنب أو خطية ما من جميع الخطايا التي يخطئ بها. على فم شاهدين أو على فم ثلاثة شهود يقوم الأمر" (تث 19: 15). "على فم شاهدين أو ثلاثة تقوم كل كلمة" (2 كو 13: 1، مت 18: 16). هذا مبدأ هام في كلمة الله ويذكر في الكتاب مرات كثيرة. فلكي تثبت أي شكوي على أحد ينبغي أن يكون هناك شاهدان أو ثلاثة شهود، أو اعتراف الشخص المعني نفسه بالتهمة التي عليه. فلا يكفي شاهد واحد على الإطلاق. كما أنه لم ينص على أن يكون الشهود مسيحيين حقيقيين (رغم إصرار البعض على ذلك). فإذا ما جاءت الشهادة من أشخاص مستقيمين وموثوق فيهم، فإنه يمكن أن يعول على شهادتهم.

في حالة 1 كورنثوس 5، كان معروفاً أن الخطية هي خطية زنا "يسمع مطلقاً". ولهذا فلم يكن هناك حاجة لإثبات الذنب. لقد أصبح الأمر واضحاً وعلنياً وبالتالي صارت مهمة الكنيسة واضحة وهي أن تعزل الخبيث خارجاً. وإذا كانت هناك حالة مشابهة فينبغي أن يكون تصرفنا في وقتنا الحاضر مشابهاً. لكن كمبدأ عام ينبغي فحص الشكاوى أولاً وتقرير الحقائق قبل ممارسة التأديب.

عندما تفحص الحالة كلية بواسطة الإخوة المسئولين، ويتضح أن الشخص خبيث. ينبغي عندئذ أن توضع الحقائق أمام الكنيسة، كأساس للوصول إلى موافقة موحدة أمام الرب لعزل الشخص غير التائب خارجاً. والجماعة ليست مدعوة لمناقشة التفاصيل[3]، لأنه حتى الطبيعة تعلمنا عدم لياقة وضع كافة تفاصيل حادثة مشينة أمام كل الجماعة. لكن طالما قد بحثت الحالة جيداً وأثبتت الحقائق أن الشخص خبيث ينبغي فرزه عن الجماعة، فإن الكنيسة كلها تدعى لممارسة هذا الفعل الخطير الذي يدعو للانسحاق أمام الرب، أعني عزل الشخص خارجاً. لأن عزل شخص خارج الكنيسة وكذلك قبول المؤمنين في الجماعة هو عمل الكنيسة كلها، وليس هو عمل أفراد من الإخوة، مكلفين للقيام بهذا العمل نيابة عن الكنيسة.

في 1 كورنثوس 5: 4 عندما تكلم الرسول عن عزل الأخ قال "باسم ربنا يسوع المسيح إذ أنتم وروحي مجتمعون مع قوة ربنا يسوع المسيح". هذا يدل على أن الجماعة كلها (بقدر مكان) يجب أن تكون موجودة لتعمل معاً بوحدة الروح في هذا الأمر الخطير، أمر الفرز. لأنه يجب أن كل الجماعة تحس بالإهانة التي لحقت باسم الرب الغالي نتيجة الشر الذي ظهر في وسطها، وينبغي أن كل الجماعة تتضع أمام الرب بسبب هذا الشر، معتبرة أن الذي حدث هو خطيتها هي. هذه هي الروح التي يجب أن تميز الكنيسة وهي تعزل شخصاً من وسطها، روح التواضع وتدريب القلب العميق. ولقد ذكرنا ذلك فيما سبق ولذا فلن نكرر ما قلناه الآن.

إنه إجراء للكنيسة كلها

يجب على الجماعة المحلية أن تضع في بالها دائماً أنها تعتبر تمثيلاً أو تعبيراً محلياً لكنيسة الله كلها. وإنها لذلك تتصرف نيابة عن الكنيسة في كل مكان. فالكنيسة هي جسد واحد. إنه أمر مغاير للحق تماماً أن تتصرف كنائس، أو تنشأ بالاستقلال الواحدة عن الأخرى، فحقيقة وحدة جسد المسيح وضرورة حفظ وحدانية الروح برباط السلام تحتم أن كل تأديب حقيقي يمارس بواسطة جماعة ما مجتمعة باسم الرب، يلزم أن يقبل وينفذ في كل الكنائس الأخرى. فالذي يربط، بحسب كلمة الله، في كنيسة ما، هو مربوط في السماء وبالتالي في كل مكان فوق الأرض. والجماعة مسئولة أن تعمل كممثلة لسلطة الرب الموجود في وسطها، وما يكون بحسب فكره في مكان إنما هو فكره لكنيسة الله عامة في كل مكان.

ولكن هذا يشكل مسئولية تابعة للجماعة المحلية. فحيث أن ما تعمله إنما هو ملزم لكل الجماعات الأخرى، فعليها أن يكون تصرفها بحسب كلمة الله تماماً. بما يريح ضمائر الكنائس في كل مكان. بحيث أن أي استقصاء عن أحد تصرفاتهم، يجب أن يظهرهم أبرياء وسالكين باسم الرب وكلمته.

التصرف إزاء الشخص المعزول

الشخص المعزول يجب أن يوضع خارج دائرة مجال الشركة المسيحية بكل صورها. ويجب ألا نحتفظ معه بأية شركة أو علاقة، بل حتى مجرد الأكل معه غير مسموح به "لا تواكلوا مثل هذا" (1 كو 5: 11). فالمسألة ليست هي مجرد عزل الخبيث عن الكنيسة، بل "اعزلوا الخبيث من بينكم" أي عزله خارج كل دائرة الشركة المسيحية، سواء في المجال الكنسي أو الاجتماعي. إن شخصاً مثل هذا يجب أن يترك وحده ليحس بجدية خطئه فيتذلل ويقاد إلى التوبة، ويرجع إلى الرب.

بالطبع عندما يكون هذا الشخص عضواً في عائلة مسيحية، ويعيش في منزل واحد مع إخوة (كحالة زوج أو ابن مثلاً) فعلينا أن نفهم الكلام المتقدم بعيداً عن حرفيته المطلقة. فلا يفهم من القول "لا تؤاكلوا مثل هذا" أن الزوجة ترفض أن تجلس على المائدة في المنزل مع زوجها الواقع تحت التأديب، لأنها لو فعلت ذلك فإنها تكون قد أنكرت مسئوليتها كزوجة، بل يجب أن تظهر رفضها للشركة معه بطرق أخرى.

ومع أن الجماعة عليها أن تتصرف بالأمانة حسب الكتاب تجاه الشخص المعزول، إلا أن هذا لا يمنع أن تكون الصلوات الفردية مرفوعة باستمرار إلى الرب من جهته حتى يعود إلى الرب وإلى الشركة مع الجماعة مرة ثانية. ولقد ناقشنا هذه المسألة في حديثنا عن غرض التأديب فعندما يأخذ التأديب فرصته، فربما يشعر بعض الإخوة، بقيادة الرب لهم، لزيارة هذا الأخ المخطئ بطريقة رعوية محضة، ويعملوا لأجل رد نفسه. أما إذا لم تكن هناك نعمة وقوة روحية كافية للتصرف هكذا معه فلا يجب أن يتم نحو شخص كهذا أي تقدم في العلاقات، فإن مجرد الزيارات الحبية أو الاجتماعية تضعف بلا شك، بل وتهدم تأثير العزل، وبالتالي فإنها تؤثر تأثيراً كبيراً وسلبياً في رد نفسه.

وفي الحقيقة ينبغي أن تكون الخطوة الأولى نحو رد الشركة في بادئهة من الشخص الذي قد عزل، فحزنه وتواضعه وانسحاقه تبين للجماعة أن التأديب أصبح فعالاً، وأن عمل الله يجري بالفعل في نفسه. وعندما يكون سبب العزل قد انقضى، وأزيل من حياته، وعدما تكون هناك ظواهر حقيقية بأن نفسه قد ردت فعلاً إلى الرب، فعلى الجماعة أن تعمل نحو رد شركة الجماعة إليه، وتحل التأديب.

أوضاع مشتبه فيها

أحياناً تبرز صعوبة في كنيسة ما بالنسبة لفرد، تكون الأمور الخاصة بحالته غير مقررة، أو تكون الحقائق مشكوكاً فيها، وبالتالي يكون الأمر غير مؤكد سواء كان بالنسبة لذنب الشخص أو براءته، أو بالنسبة لمدى خطورة الأمر، أهي حالة إنسان قد أخذ في زلة (غل 6: 1) أو هي حالة خبث في طريقة سلوكه؟ وفي ظروف كهذه لا ينبغي على الكنيسة أن تتخذ إجراءاً تأديبيا حتى يظهر ويتقرر كل شيء. ويستلزم الأمر انتظار جاد لله حتى يوضح الطبيعة الحقيقية للحالة، ويقود نحو التصرف الواجب اتخاذه بحسب كلمة الله.

وكما لاحظنا قبلاً في لاويين 13 عندما كانت تظهر على شخص ما من شعب الله القديم علامات البرص، كان يجب حجزه سبعة أيام، ثم يفحص بواسطة الكاهن. فإذا لم تمتد الضربة، يجب أن يحجز سبعة أيام أخر، ثم يعاد فحصه بواسطة الكاهن في نهاية هذه المدة. فإن رآه الكاهن وإذا الضربة كامدة اللون ولم تمتد الضربة في الجلد يحكم الكاهن بطهارته. لكن إن كانت القوباء تمتد في الجلد بعد عرضه على الكاهن يجب أن يفحص مرة أخرى فإذا اتضح أن القوباء قد امتدت، وأنها أعمق من الجلد، يحكم الكاهن بنجاسته. أما البرص فخارج المحلة يكون مقامه.

ومع أننا في العهد الجديد قد لا نجد أقوالاً تتمشى مع الأقوال السابقة في مثل وضوحها بالنسبة للتعامل مع حالات الشر المشتبه فيها في الكنيسة، إلا أن الكثيرين يعتقدون أن نفس المبادئ التي تشملها الإجراءات الرمزية المذكورة في لاويين 13 يمكن تطبيقها أيضاً بالنسبة للحالات المشتبه فيها في الكنيسة، الحالات التي تحمل بعض مظاهر أعراض البرص الروحي، مع أنها لم تتقرر بوضوح ولم تعلن بعد.

فعندما يكون الشر في طابعه خطيراً، لكن لم تكتمل معالمه ولا اتضح بعد، فإن الاهتمام الكهنوتي في الجماعة يجعلها تسأل الشخص المعني أن يمتنع اختيارياً في الوقت الحاضر عن الاشتراك من عشاء الرب، حيث تمارس الشركة في كامل صورتها، إلى أن يتضح الأمر فيمكن حينئذ أن نحدد التصرف الكتابي بالنسبة له. هذا التصرف مشابه لأمر "الحجز" الذي كان يقوم به الكاهن في العهد القديم في لاويين 13. وطبعاً هذا لا يعتبر درجة من درجات التأديب بل إنه ببساطة وضع مؤقت لحين الانتهاء من تقصي الحقائق واتضاحها. هذا التقصي ينبغي أن يكون سريعاً وقاطعاً وكتابياً، حتى لا تقع تبعات شر على شخص، ما لم يكن قد أخطأ هو فعلاً به.

وحيث أنه لا يوجد في العهد الجديد ما يعطي للجماعة السلطة لأن تطالب شخصاً هذه حالته أن يمتنع عن كسر الخبز (امتناعاً اختيارياً)، إلا أنه لأجل خاطر الشهادة، وبسبب سحابة الشر المحتملة، الواقع على الشخص، فإن الإخوة، (عاملين بدافع الاهتمام الكهنوتي) يقودهم الرب لكي يطلبوا من الأخ (أو الأخت) أن يمنع نفسه من كسر الخبز حتى تنجلي الأمور وتتضح الحقائق بطريقة أو بأخرى.

وفي "حالات الامتناع"، فإن العناية الكهنوتية في الاجتماع، يجب أن تستمر حتى يتبرر الشخص أو يظهر كخبيث فلا يجب ترك الأمور حتى تنام، كما يقولون.

وبهذا تنتهي تأملاتنا في موضوع "التأديب". ليت الرب يعطينا فهماً أعظماً لما ينبغي أن يكون عليه بيته من قداسة وما يحمله قلبه من نعمة باحثة ومحبة لا تنتهي نحو النفوس التي له.


[1] لما أرادت امرأة فوطيفار من يوسف أن يضطجع معها ويزني، أجاب: "كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله؟ (تك 39: 9). إن السقوط في الزنى ليوسف مرة واحدة هو شر عظيم أمام الله. إنها تبدأ بالشهوة ثم الزنى في القلب (مت 5: 28)، ثم يتبعها فعل الخطية.

[2] انظر لاويين 13: 46 و 52، 14: 44 _ 46، 15: 4 _ 12 و 16 _ 27، عدد 19: 13 _ 16، 20 _ 22، حجي 2: 11 _13، 2 كورنثوس 6: 17، 2 تيموثاوس 2: 19 _ 21، 2 يوحنا 10 و 11 الخ (المعرب).

[3] من شريعة البقرة الحمراء (عد 19: 14 _ 22) نتعلم أن الذي يرش ماء النجاسة على الشخص المتنجس لتطهيره، هو نفسه يصبح نجساً إلى المساء. فملامسة الشر، حتى عند اللزوم من الروحيين، يدنس. مما يعطي الانطباع أن علاج الأمور ودراسة تفاصيل الشر يجب أن يكون في أضيق دائرة ممكنة، ويحسن أن يكون من الشيوخ الذين يقومون بخدمة النظارة في وسط الجماعة، أو على الأقل من الروحيين الذين يعرفون أن يطهروا أنفسهم بماء كلمة الله، أمام الرب، بعد قيامهم بهذا العمل الخطير.

وكمبدأ عام، لا يجب أن الأمور النجسة والشريرة تسمى بين القديسين (أف 5: 3). ولا ينبغي أن الجماعة تشغل فكرها إلا بما هو حق وجليل وعادل وطاهر ومسر وصيته حسن. بالفضيلة والمدح (في 4: 8).

وعليه فإنه ليس صحيحاً كتابياً، ولا لائقاً ما اعتادت بعض الجماعات التي خلت من الروحيين والمدبرين، أن تفعله، إذ تطرح أمور الإخوة، ومشاكلهم على بساط البحث في اجتماع يحضره الكل.. إنه أمر بعيد عن روح المكتوب (المعرب).

  • عدد الزيارات: 9936