Skip to main content

الخادم والخدمة

لقد تحدثنا بإسهاب في موضوع المواهب المتنوعة المعطاة من المسيح المقام ورأس الكنيسة، والآن لننظر في موضوع الخادم والخدمة. ونود قبل أن نخوض في هذا الأمر، أن نذكر قراءنا أننا سنتناول موضوع الخدمة في "كنيسة الله الحي" كما هو معلن في الكتاب المقدس. وليس قصدنا من ذلك هو التعرض للطريقة التي تؤدّى بها الخدمة في مختلف الطوائف والكنائس، ولا أن نسترشد بما يعلم به دكاترة اللاهوت وقادة التعليم، ولا حتى للطريقة المعتادة والمتبعة للخدمة في هذه الأيام.

"ماذا يقول الكتاب؟"

لا يوجد سوى سؤال واحد واعتبار واحد لكل ابن مطيع لله، يريد أن يفعل إرادة سيده ومخلصه، وهذا الاعتبار هو "ماذا يقول الكتاب؟" (رومية 4: 3). وما هي توجيهات الرب في هذا الأمر؟. فالطاعة لكلمة الرب هي أهم شيء بالنسبة للنفس المخلصة ذات الضمير الصالح. وإن ما ينبغي عمله هو ما تكلم به الرب وأعلنه للتعبير عن إرادته من نحو شعبه وكنيسته. وبالنسبة للشخص الذي تحكمه كلمة الله فإنه لا يهتم كثيراً بما يقوله الناس أو يفكرون فيه أو يفعلونه، بل إنه يقول مع أشعياء في القديم "إلى الشريعة وإلى الشهادة. إن لم يقولوا مثل هذا القول فليس لهم فجر" (أشعياء 8: 20).

والآن نحن نؤمن إيماناً حقيقياً بأن الرب قد أعطانا في كلمته التعاليم والتوصيات الصريحة بالنسبة لترتيب وتدبير كنيسته، وخدامه في الخدمة، كما في كل شيء آخر، وانه لم يترك شيئاً لاختيارنا أو ابتكارنا. فالكنيسة في الطريق الذي تنهجه وفي نظامها، وكذلك الخدام في طريقهم وفي نظامهم، كل ذلك نراه واضحاً تمام الوضوح في الكتاب المقدس، تماماً كما نرى فيه طريق الخلاص أو أي حق آخر معلن، وليس علينا إلا أن نفتش عنه ونتعلم فكر الله في هذه الأمور جميعها.

ويسجل سفر الأعمال التقرير الإلهي عن الكنيسة في زمان الرسل، الكنيسة التي بناها المسيح. وفي الرسائل، وبالأخص في رسائل بولس، لدينا التعاليم والتوصيات الخاصة بترتيب الكنيسة وعملها في هذا العالم، كما تعطينا رسالة كورنثوس الأولى – بوجه خاص – ترتيب كنيسة الله. وفي هذه الكتابات الرسولية نرى النموذج أو المثال الإلهي للكيسة في كل الأجيال. ومهمتنا أن ندرس هذا المثال ونتبعه، وليس علينا أن نتبع ما هو مناسب أو ما نظن أنه الأفضل في أيامنا الحاضرة. فعند بناء خيمة الاجتماع مسكن الله في وسط إسرائيل، كان الرب قد حَرّض موسى ثلاث مرات أن يفعل كل شيء "حسب المثال الذي ظهر لك في الجبل" (خروج 25: 9 و 40، 26: 30). وهذا التحريض عينه ينبغي أن يطبق علينا الآن بخصوص كنيسة الله، التي هي بيت الله في تدبير النعمة الحاضر. ياليت الكاتب والقارئ معاً يكون لهما ذات الرغبة المخلصة في إتباع هذا المثال الخاص بكنيسة الله والمبين بكلمة الله.

  • عدد الزيارات: 6107