الخروج الثالث: تألم الرب يسوع خارج أبواب أورشليم - دينونة مطلقة أو نعمة مطلقة
دينونة مطلقة أو نعمة مطلقة
فإذا كان الإنسان قد رُفض هكذا بالتمام، وانتهى أمره كلية من جهة إمكانية وجود شيء فيه يصلح لله فماذا بقي؟ الجواب يبقى أمامه إما دينونة مطلقة وإما نعمة مطلقة ولا شيء آخر ينفع معه. ولا شيء وسط بين الاثنين. وهذه هي الحالة التي عليها الإنسان الآن. وليس كما يزعم الناس أنهم الآن تحت الاختبار ولا يعرفون ماذا يكون المآل. لكن الأمر صريح ولا غموض فيه. إن الناس ليسوا تحت الاختبار- لقد كانوا تحت الاختبار، وكانت النتيجة أنه "ليس بار ليس ولا أحد" (رومية3: 10و 11و 12) هذه هي دينونة العالم والإنسان كبشر، أسير مقيد تحت الدينونة وتحت الحكم. ليس هو أمام المحاكمة بل هو تحت الحكم فعلاً أي محكوم عليه.
ولكن ما أعظم إنجيل الله!! إنه إنجيل رحمة الله في وسط كل هذه الظروف التعسة. والسؤال الوحيد الآن هو: هل يقبل الإنسان البائس نعمة الله؟ ليس السؤال هو عما إذا كان الإنسان مُستذنباً أثيماً، لأن كل الناس خطاة أثمة مُستذنبون لدى الله. والمسألة ليست هي ما إذا كانت للإنسان فرصة أخرى للامتحان، لأن ليس هناك حجة جديدة يدفع بها الإنسان التهمة عن نفسه، بل المسألة الآن هي أن الله في نعمته الغنية- تبارك اسمه- يطلب الإنسان الهالك- الإنسان الفاجر الذي بلا قوة- الإنسان الخاطئ والعدو لله. هذا ما يقرره الرسول بولس الذي يعتبر نموذجاً تحققت فيه كل هذه التعبيرات حين يقول "لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا" وأيضاً "ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه" (رومية5: 8، 10) ههنا يتلاقى إنجيل نعمة الله مع الفُجار الضعفاء والأعداء. هذه النعمة المباركة مقدمة لكل من يقبلها.
- عدد الزيارات: 9544