الفصل الخامس: اختبار قيادة الله - نتائج طاعة قيادة الله
نتائج طاعة قيادة الله
ما هي نتائج قيادة الله؟ لنتقدم إلى مقادس الوحي لنراها معاً:
1- النتيجة الأولى هي الألم لمجد الله:
يعتقد الكثيرون أنهم إذا أطاعوا صوت الله، امتلأ طريقهم بالورود وانتفت من حياتهم الآلام؛ وهذا خطأ جسيم فقد يقودنا الرب في إعلان واضح ومع ذلك نتألم آلاماً مبرحة لأجل مجده، ونرى هذا جلياً في حياة بولس الرسول، فقد كانت الرؤيا التي جاءت لبولس وهو في ترواس واضحة صريحة، وقد تحقق هو وزملاؤه أن الرب يدعوهم للذهاب إلى مكدونية، ولكن ما كاد بولس يصل إلى فيلبي التي هي أول مدينة من مقاطعة مكدونية حتى قابلته جارية بها روح عرافة، فأخرج بولس الروح العراف منها، الأمر الذي دفع مواليها أن يجروه مع زميله سيلاً إلى الحكام، وهناك قام الجمع معاً عليهما ومزق الولاة ثيابهما وأمروا أن يضربا بالعصا " فوضعوا عليهما ضربات كثيرة وألقوهما في السجن وأوصوا حافظ السجن أن يحرسهما بضبط وهو إذ أخذ وصية مثل هذه ألقاهما في السجن الداخلي وضبط أرجلهما في المقطرة" أع 6: 19 – 24 وأتخيل حديثاً جرى بين بولس وسيلا في السجن على النحو التالي:
سيلا: هل أنت واثق من أنك رأيت رؤيا يا بولس؟
بولس: بكل يقين.
سيلا: إذن لماذا هذا الألم وهذا العذاب؟.
بولس: لأنه قد وهب لنا لأجل المسيح لا أن نؤمن به فقط بل أيضاً أن نتألم لأجله.
سيلا: إذاً هلم بنا نصلي ونرنم ونجعل من هذا السجن سماء صغيرة.
وهذا هو الشيء الحساس في هذه القصة، فعندما نسير في إرادة الله، ونتألم لأجل مجده، ويتعذب الجسد الخارجي، فإن سلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبنا وأفكارنا في المسيح، ولذا فنحن نقرأ عن بولس وسيلا أنهما "نحو نصف الليل كانا يصليان ويسبحان الله والمسجونون يسمعونهما" وهذا عكس ما يحدث عندما ننفذ إرادتنا، ونسير في عناد قلوبنا، فإننا نحزن ونكتئب ولا نجد رجاء أو عزاء، كما اختار لوط لنفسه فخسر خسارة كبيرة.
2- النتيجة الثانية هي خلاص النفوس:
في وسط الانتعاش العظيم الذي حدث في السامرة، قال ملاك الرب لفيلبس اذهب في الطريق إلى غزة التي هي برية، وأطاع فيلبس، وهناك كلمه الروح القدس أن يرافق مركبة الوزير الحبشي، فتقدم الخادم الخاضع وكلم الوزير! وماذا كانت نتيجة الطاعة؟ خلص وزير كنداكة ملكة الحبشة، واعتمد بالماء، ومضى في طريقه فرحاً.
وفي فيلبي بعد أن أطاع بولس وسيلا الرؤيا التي ظهرت لبولس تجددت ليديا وبدأت اجتماعاً في بيتها، وبعد آلام السجن التي اجتاز فيها بولس وسيلا خلص الرب بواسطتهما حافظ السجن وجميع بيته، وتأسست هناك كنيسة مباركة كانت من أسخى الكنائس في عصرها.
وكذلك كانت طاعة بطرس في الذهاب لبيت كرنيليوس سبباً في بركة ذلك البيت وامتلاء عدة أشخاص من الروح القدس. فعندما نطيع الصوت الإلهي الذي يدفعنا لزيارة شخص مريض، أو للتحدث برسالة الإنجيل لإنسان معين، أو لإرسال رسالة خاصة لنفس حزينة، لا بد من أن نرى الثمار المباركة بخلاص النفوس التي يقودنا الرب إليها.
3- النتيجة الثالثة هي العيشة في رعاية القدير:
لا يوجد إنسان أطاع صوت الله، وتخلت عنه العناية الإلهية أبداً، فها هو إيليا النبي وهو يعيش في أيام الجوع والجفاف يناديه الرب قائلاً "انطلق من هنا واتجه نحو المشرق واختبئ عند نهر كريث الذي هو مقابل الأردن فتشرب من النهر وقد أمرت الغربان أن تعولك هناك" فلما أطاع النبي صوت إلهه وذهب إلى "هناك" "كانت الغربان تأتي إليه بخبز ولحم صباحاً وبخبز ولحم مساءً وكان يشرب من النهر" أمل 17: 2 – 6، ثم جاء الوقت الذي جف فيه النهر الأرضي، والموارد الإنسانية تجف وتنضب، وعندئذٍ قال الرب لإيليا أن يذهب إلى صرفة التي لصيدون، لأنه هناك أمر امرأة أرملة أن تعوله، فلما ذهب إلى هناك وجد الإعالة الكاملة، فلم يفرغ كوار الدقيق، ولم ينقص كوز الزيت في بيت المرأة التي أضافت رجل الله الأمين المطيع ... وعناية الله ورعايته وتدبيره تحيط بكل ابن من أبنائه، وبكل بنت من بناته، ما دام ذلك الابن وتلك الابنة في مركز قيادته ومشيئته.
فيا نفسي اخضعي لقيادة الله
وارفعي إليه هذه الصلاة
لكني دائماً معك. أمسكت بيدي اليمنى.
برأيك تهديني وبعد إلى مجدك تأخذني" مزمور 73: 23 و 29.
- عدد الزيارات: 15325