Skip to main content

الفصل الثالث: اختبار خلاص الله

تقدمت فتاة من جنود "جيش الخلاص" في انجلترا إلى الأسقف وستكوت وسألته "هل حصلت على الخلاص يا سيدي؟" وكان الأسقف رجلاً وديعاً وقديساً متواضعاً وعالماً كبيراً في اللغة اليونانية فنظر إليها بوجهه المشرق، وابتسامته التي لم تفارقه منذ كرس حياته للمسيح وقال: هل تقصدين Esothen؟ أو Sozomenos أو Sothesomai وظهر الارتباك على وجه الفتاة لأنها لم تفهم الكلمات اليونانية التي نطق بها الأسقف الجليل، ولاحظ الأسقف ذلك فاستطرد قائلاً "اسمعي أيتها الابنة العزيزة، إن هذه الكلمات اليونانية التي وردت في العهد الجديد، ترجمت "خلص – يخلص – سيخلص" فالخلاص فعل ماض، وعمل حاضر، ورجاء مستقبل وطيد، فهو فعل ماض كما يقول الرسول بولس "لأنه قد ظهرت نعمة الله المخلصة لجميع الناس" وهو عمل حاضر كما يقول "في ذات الآية "معلمة إيانا أن ننكر الفجور والشهوات العالمية ونعيش بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر" وهو رجاء مستقبل مجيد كما يقول أيضاً في ذات الآية "منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح" تيطس 2: 11 – 13 وكما يقول في آية أخرى "متوقعين التبني فداء أجسادنا" رو 8: 23

وسكت الأسقف لحظة ثم استأنف حديثه قائلاً "أما بخصوص سؤالك الموجه إلى شخصي فأقول وقلبي مفعم بالشكر لله "إني بنعمة الله قد خلصت – وإني مخلص – وإني سأخلص عندما يأتي الرب" هذا هو الخلاص في معناه الكتابي – غفران، وتجديد، وتقديس، وتمجيد، ولكن المهم ليس أن نعرف المعاني بل أن يختبر كل فرد بنفسه خلاص الله.


نوال الخلاص

يسبق نوال اختبار الخلاص خطوات جوهرية نوردها فيما يلي

1- الخطوة الأولى اليقظة الروحية:

ونجد هذه الخطوة في اختبارات المخلصين بصورة واضحة، فلا بد من يقظة روحية للفرد تشعره بحقيقة حالته أمام الله، وبهلاكه الذي لا مندوحة عنه إذا بقي في خطاياه، وقد تحدث هذه اليقظة من مؤثرات متنوعة، فقد يستيقظ الإنسان بعد أن تتحطم آماله البشرية التي وضعها في الناس فيتجه بقلبه إلى الله، كما حدث مع أشعياء حين مات عزيا الملك الذي كان موضع آماله فقال "في سنة وفاة عزيا الملك رأيت السيد جالساً على كرسي عال ومرتفع وأذياله تملأ الهيكل ... فقلت ويل لي إني هلكت لأني إنسان نجس الشفتين ... لأن عيني قد رأتا الملك رب الجنود" أش 6: 1 و 5، وقد تحدث هذه اليقظة من جراء معجزة يجريها الله أمامنا كما حدث مع بطرس عند صيد السمك الكثير بعد ليلة فشل مرير "فلما رأى سمعان بطرس ذلك خر عند ركبتي يسوع قائلاً أخرج من سفينتي يا رب لأني رجل خاطئ" لوقا 5: 8، وقد تستيقظ النفس بسبب كارثة مفاجئة كما حدث مع حافظ سجن فيلبي عندما تزعزعت أساسات السجن، وانفتحت الأبواب كلها. وظن الرجل أن المسجونين قد هربوا وكان مزمعاً أن يقتل نفسه لولا أن ناداه بولس قائلاً "لا تفعل بنفسك شيئاً ردياً لأن جميعنا ههنا" أع 16: 28 وعندئذٍ اندفع الرجل قائلاً "يا سيدي ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلص؟" أعمال 16: 20، وقد تأتي اليقظة للنفس نتيجة سماع كلمة الله من شخص ممتلئ من الروح القدس كما حدث يوم الخمسين عندما وعظ بطرس الجموع "فلما سمعوا نخسوا في قلوبهم وقالوا لبطرس ولسائر الرسل ماذا نصنع أيها الرجال الإخوة" أعمال 2: 27 وهذه اليقظة الروحية هي أول خطوة في طريق اختبار خلاص الله.

منذ وقت ليس ببعيد وقفت مسز كولين تونسند ايفانز - وقد كانت نجمة سينمائية لامعة في طريقها للمجد العالمي - أمام إحدى عشر ألفاً من سكان مدينة لندن، حضروا اجتماعات الحملة التبشيرية التي قام بها بلى جراهام، وسردت اختبارها لهذا الجمع الحاشد معلنة كيف استيقظت نفسها، فطوحت بكل مجدها وآمالها وطموحها لتكرس حياتها للمسيح.

قالت مسز كولين "منذ ست سنوات كنت في مركز من الغنى والسعادة والشهرة يحسدني عليه الكثيرون حتى أعز أصدقائي؛ وكنت المرأة الوحيدة التي انفردت بعقد أكبر اتفاق مع أكبر شركات السينما في هوليود؛ وكان المال الذي وعدوني به أكثر مما كنت أحلم أو أفكر ... وكانت الشهرة تسعى إلي، وكنت أتمتع بمكانة ممتازة في مهنتي ... ومع كل المباهج التي كانت تحيط بي؛ إلا أنني اعترف أنه في اللحظات التي كنت أخلو فيها إلى نفسي؛ كنت أفزعسس من قلق داخلي ناجم عن حاجة ملحة في قلبي .. إلى شيء أكثر أهمية من الشهرة والمال؛ والمجد؛ والمطامع الذاتية ... وتقابلت مرة مع بعض شابات من كنيسة هوليود وسمعت منهن أجمل قصة عرفتها في حياتي؛ قصة مصالحة الله للخطاة بواسطة ابنه يسوع المسيح.

لقد ذهبت إلى الكنيسة مراراً كثيرة، وسمعت هذه القصة مرات ومرات، لكنني لم أدركها بطريقة واضحة، ولم أفهم ما يقصده الإنجيل من ورائها، لأنها قدمت إلى بطريقة عسيرة غير مشوقة ... أما هؤلاء الشابات فقد قدمن إلي القصة بأسلوب عجيب مؤيدات إياه بالآيات الكتابية الحلوة كقول السيد له المجد "أنا هو الطريق والحق والحياة ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي" وكان الشيء الذي أثار انتباهي، وأيقظ ضميري هو سلوك أولئك الشابات الذي يتفق تمام الاتفاق مع أقوالهن التي لم تكن مجرد كلمات جوفاء. بل تعاليم غيرت مجرى حياتهن وبدلت كل ما يتعلق بهن .. أحسست بجوع شديد لما يتمتع به هؤلاء الشابات من سلام، ورافقتهن لحضور أحد المؤتمرات، وانشغل فكري بمطالب الرب يسوع، وبشخصه المبارك العجيب، وفي صباح يوم أحد استيقظت مبكرة وخرجت للنزهة، لكنني كنت أسمع صوتاً يتردد داخل قلبي قائلاً "أعط الله فرصة في حياتك" ومع معرفتي القليلة بالصلاة جثوت وصليت، وقلت لله: "إن كانت الرسالة التي سمعتها عن يسوع حقيقة، وإن كان يسوع شخصية حقة، وإن كان في استطاعته عمل ما قالته أولئك الفتيات، فإني أود أن أمنحه حياتي كلها ... إني أريد مخلصاً يحررني منالذات التي تأكل قلبي، ومن المطامع الشخصية التي سادت على حياتي! إني أود أن يكون يسوع هو سيد حياتي وأن ينزع مني كل شيء ويهبني الغبطة التي وهبها لأولئك الشابات".

وفي اللحظة التي قلت فيها للرب يسوع "ادخل قلبي يا ربي" حدث أمر عجيب، لم يكن هناك أي حركة للعواطف، ولم أر رؤى، ولم أسمع صوتاً، ولكن لأول مرة في حياتي صار الله حقيقة ملموسة لي، وعرفت أن المسيح له المجد قد غيرني، وجعلني شخصية جديدة، طاهرة لطيفة، وتذوقت طعم السلام الحقيقي الذي كنت أتمناه، وأشهد إنني وجدت في يسوع سلاماً فياضاً وبهجة دائمة لم أجدهما في المال الوفير، أو الشهرة الواسعة، أو المركز الكبير!!

وهكذا استيقظت هذه المرأة لتقابل الرب وتسعد به، ولا بد لكل فرد أن يستيقظ يقظة روحية قبل نواله الخلاص "لذلك يقول استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضيء لك المسيح" أفسس 5: 14.

2- الخطوة الثانية التوبة الحقيقية:

وقف بولس الرسول يعظ فيلكس الوالي برسالة الله "وبينما كان يتكلم عن البر والتعفف والدينونة العتيدة أن تكون ارتعب فيلكس وأجاب أما الآن فاذهب ومتى حصلت على وقت أستدعيك" أع 14: 25، وهذا الرجل هو صورة للشخص الذي يستيقظ ضميره ليواجه الله، ولكنه لا يخطو الخطوة الثانية، خطوة العزم القلبي على ترك خطاياه، ففيلكس قد ارتعب من تأثير الكلمة، واهتز كيانه أمام الحقائق الأبدية، لكنه قال لبولس، "اذهب الآن ومتى حصلت على وقت أستدعيك"، وبهذا وضع أمر خلاصه بعد قضاء مآربه ولذاته، فقد عرف الرجل أن الخلاص يتطلب منه ترك دروسيلا المرأة غير الشريفة التي كان يحيها، وترك الرشوة التي فتح يده لقبولها، وترك الشرور التي كان يرتكبها، لكنه لم يكن يريد ترك الأوزار فهدأ يقظة ضميره بالتأجيل ومات في خطاياه.

فاليقظة الروحية لا بد أن يعقبها توبة حقيقية لنوال الخلاص، ونحن نرى هذا بوضوح فيما حدث يوم الخمسين، فبعد أن نخست قلوب الناس في ذلك اليوم من تأثير الكلمة، سلألوا بطرس وسائر الرسل "ماذا نصنع أيها الرجال الأخوة؟" فقال لهم بطرس "توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا" ولقد كانت التوبة هي الرسالة الجوهرية في خدمة الأنبياء والرسل والرب يسوع نفسه، فأشعياء يقول "ليترك الشرير طريقه ورجل الإثم أفكاره وليتب إلى الرب فيرحمه وإلى إلهنا فإنه يكثر الغفران" أش 55: 6، ويوحنا يعظ الجموع قائلاً "توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات" متى 3: 2، والرب يسوع يحذر المهملين بالقول "إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون" لو 13: 3، وبطرس يردد للجماهير التي سمعته "فتوبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم لكي تأتي أوقات الفرج من وجه الرب" أع 3: 19. وبولس ينادي للأثينيين برسالة التوبة قائلاً "فالله الآن يأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا متغاضياً عن أزمنة الجهل" أع 17: 30. فالتوبة إذاً هي مفتاح نوال اختبار الخلاص.

لكن ما هي التوبة؟ وقف دكتور في اللاهوت في اجتماع حافل يعظ عن التوبة. لكنه بدلاً من أن يشرح معنى التوبة. حاول أن يتكلم في لغة رفيعة وفلسفة عالية حتى أن الجمهور لم يفهم ما هي التوبة وكان حاضراً أحد القسوس المختبرين. وكان شيخاً وقوراً. فطلب من الدكتور الجليل أن يسمح له بالحديث إلى الجمهور خمس دقائق. وصعد القسيس الشيخ فوق المنبر وعصاه بيده ثم واجه الجمهور قائلاً "هذه هي التوبة!! وبينما كان الجمهور ينتظر ما سيقول، نزل من فوق المنبر، وسار في ممر الكنيسة وهو يضرب على الأرض بعصاه ويردد العبارة "أنا ذاهب إلى الجحيم ... أنا ذاهب إلى الجحيم ... أنا ذاهب إلى الجحيم" وكان الجمهور يتأمله في ذهول وهو يردد هذه الكلمات، حتى وصل إلى منتصف الممر ثم أدار وجهه نحو المنبر وشرع يضرب بعصاه على الأرض ويقول "أنا ذاهب إلى السماء، أنا ذاهب إلى السماء" ثم ارتقى المنبر وتكلم للجمهور قائلاً: هذه هي التوبة الحقيقية ... كنت في طريقي للجحيم، فعزمت على ترك الطريق القديم، والعودة إلى الله. كنت في طريق مخالف لإرادة الله، فعدت إلى طريق طاعة الله. إن التوبة تعني ترك الطريق الملتوي الأثيم، وترك أفكار الشر والرجوع إلى الرب لطلب الرحمة الغفران .. لكن من أسف أن كثيرين يتوبون في ساعة الضيق كتوبة فرعون ثم لما يأتي الفرج يقودون إلى خطاياهم من جديد، بينما التوبة بحسب إرادة الله تعني تغيير الفكر عن الخطية وعدم الاستهانة بها، فيحس المرء من ناحية الخطية بذات إحساس الله من جهتها، والدليل القاطع على التوبة الحقيقية هو الانقطاع الإرادي عن الخطية، لأن الفرد يجد شبعه وسعادته في الرب.

3- الخطوة الثالثة الاعترافات الشخصية:

الاعتراف أمر جوهري وخطوة لازمة لنوال الخلاص، لذلك يتكلم هوشع قائلاً "خذوا معكم كلاماً وارجعوا إلى الرب. قولوا فه ارفع كل إثم واقبل حسناً فنقدم عجول شفاهنا" هو 14: 2، وداود يتحدث عن أهمية الاعتراف قائلاً "لما سكت بليت عظامي من زفيري اليوم كله ... اعترف لك بخطيتي ولا أكتم إثمي. قلت أعترف للرب بذنبي وأنت رفعت آثام خطيتي" مز 32: 3 – 5 ومعنى هذا أن داود لم يجد راحة من آثامه إلا بالاعتراف، فالاعتراف هو طريق راحة القلب من ثقل الخطية، وهو وسيلة راحة النفس من عقدة النقص التي تنغص الحياة، وهو الدليل الملموس للعزم على ترك الخطية، ولذلك فنحن نقرأ عن الابن الضال أنه لما أراد أن يعود إلى أبيه قال "أقوم وأرجع إلى أبي وأقول له يا أبي أخطأت إلى السماء وقدامك ولست مستحقاً بعد أن أدعي لك ابناً"، وليس شك أن اعتراف الابن الضال لأبيه قد أزاح عن كاهله حمل خطاياه، ولذا فصاحب الأمثال يقول "من يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقرّ بها ويتركها يرحم" أم 28: 13 ويوحنا الحبيب يكتب قائلاً "إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم" 1 يو 1: 9 وهذه الكلمات تعني أننا لما نعترف لله بخطايانا نعترف للأمين الذي لا يفشي أسرارنا، ولا يفضح أعمالنا، وللعادل الذي أخذ عقاب هذه الخطايا في الصليب، وهو لذلك "يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم".

ومع الاعتراف لله، ينبغي أن نعترف للناس بالزلات التي ارتكبناها في حقهم، وبالاساءات التي وجهناها إليهم كما يقول يعقوب الرسول "اعترفوا بعضكم لبعض بالزلات" يع 5: 16 وكما أوصانا رب المجد "فإن قدمت قربانك إلى المذبح وهناك تذكرت أن لأخيك شيئاً عليك. فاترك هناك قربانك قدام المذبح واذهب أولاً اصطلح مع أخيك وحينئذٍ تعال وقدم قربانك" متى 5: 23 و 24

إن إلهنا ليس جائعاً إلى قرباننا، ولكنه جائع إلى القلوب الغافرة الصافية التي تصفح عن الآخرين، وتعترف بالإساءات لمن آذتهم بإساءاتها.

عاش منذ زمن ليس ببعيد رجل اسمه هوكمان، عزم على أن يعيش لله، وكان روح الله يعمل في قلبه ويطالبه بأن يكتب إلى ستة أشخاص في بلاد بعيدة كان قد أساء إليهم منذ وقت طويل، ولم يسترح هو كمان إلا بعد أن كتب ستة خطابات لهؤلاء الأشخاص، ويقول الرجل في اعترافه "أحسست بأن سلام الله ملأ قلبي عندما اصطدمت الخطابات بقاع صندوق البريد".

4- الخطوة الرابعة الثقة القلبية:

هذه هي النقطة المركزية لنوال الخلاص، وهي خطوة الإيمان في عمل المسيح الذي أجراه على الصليب، وكم من أشخاص يتصورون أن الإيمان بالمسيح مسألة معقدة، مع أنه أمر بسيط للغاية ... لما سأل حافظ سجن فيليبي بولس وسيلاً "يا سيدي ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلص؟" قالا ""آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص" ومعنى هذا أنهما طلبا إلى حافظ السجن أن يؤمن بالمسيح رباً "آمن بالرب"؛ وأن يؤمن به مخلصاً "بالرب يسوع" "وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم"؛ وأن يؤمن به ممسوحاً من الله لخلاص البشر "آمن بالرب يسوع المسيح"؛ ونتيجة هذا الإيمان نوال الخلاص كما يقول بولس "لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم. هو عطية الله. ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد" أفسس 3: 8 و 9

سئل شخص مخلص: كيف نلت الخلاص؟ فأجاب: كان الأمر غاية في البساطة فقد اتخذت مكان باراباس! فسئل: وما معنى هذا؟ أجاب: كان باراباس سجيناً في أورشليم ينتظر حكم الإعدام، كان مجرماً، قاتلاً، لصاً، ولو اتخذت العدالة مجراها فيه لصلبوه على الصليب الذي صلب عليه يسوع، لكن يسوع جاء في طريق ذلك الرجل، فحكموا عليه وهو البريء بالصلب، وأطلقوا باراباس المجرم حراً ... ولا شك أن أحد الضباط ذهب إلى باراباس ليبشره بالإفراج عنه وأتخيل أنه جرت بينهما المحادثة التالية:

الضابط: أبشر يا باراباس أنت اليوم حر، حكم بيلاطس بإطلاقك.

باراباس: حر! لا تتهكم عليّ أيها الضابط، أنا في طريقي إلى الموت!

الضابط: لو سار العدل في طريقه لكنت اليوم تساق إلى الصليب لكن رجلاً بريئاً اسمه يسوع الناصري أخذ مكانك هناك، وسيموت هو لكي تخرج أنت حراً ...

ويخرج باراباس، وأتخيله مسرعاً إلى موضع الجلحثة حيث صلبوا يسوع، وهناك يرى الرجل بديله البار معلقاً على الصليب ويسمع صلاته لأجل أعدائه "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون"، واعتقد أن باراباس تأثر وركع هناك في احد الأركان مكرساً حياته لمن مات بدلاً عنه ... وهذا ما فعلته أنا, رأيت مخلصي والجروح في يديه، وإكليل الشوك على رأسه، وأثر الحرية في جنبه المطعون، وعرفت أنه "مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا" أش 53: 5 فوثقت فيما عمله لأجلي، وقلت مع بولس "ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي" وبهذا الإيمان البسيط نلت الخلاص.


يقين الخلاص

بعد أن ينال الفرد الخلاص يحاول الشيطان أن يشككه في اختباره، ولذا فلا بد من أن يمتلئ المؤمن بيقين الخلاص.

دعتني جمعية خلاص النفوس بالمنيا للوعظ بالمجمع الذي أقامته هناك يوم الجمعة 16 يوليو 1954، وما كنت أستقر في الغرفة التي أعدتها الجمعية لي، حتى جاءني شاب تبدو عليه علائم الهدوء والحياء وقال في أدب جم: هل يمكن أن تعطيني جزءاً من وقتك؟ قلت: بكل تأكيد. جلس الشاب على حافة مقعده وقال بصوت خافت: تجددت سنة 1948، ولكنني لم أذق طعم السرور أو السلام منذ ذلك التاريخ لأن الشيطان يشككني من جهة خلاصي، ويحرمني من التمتع بيقين الخلاص، فهل لك أن تزيل شكوكي وتريح قلبي.

تحدثت إلى ذلك الشاب بما أراح قلبه، ودفعني ذلك الحديث أن أكتب للمخلصين عن يقين الخلاص، فمما لا شك فيه أن الشخص المخلص ينبغي أن يتيقن خلاصه، وليس هناك كبرياء أو غرور في الاعتراف بنوال الخلاص، ولو كان الاعتراف بيقين الخلاص كبرياء وغروراً لكان الرسل أول من نضعهم على رأس قائمة المتكبرين المغرورين لأنهم اعترفوا بخلاصهم بكل ثقة ويقين.

فبولس يقول "فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله" 1 كو 1: 18 ثم يعود فيقرر "لأنني عالم بمن آمنت وموقن أنه قادر أن يحفظ وديعتي إلى ذلك اليوم" 2 تي 1: 12. وأكثر من ذلك يعلن ثقته بنواله إكليل البر فيقول "وأخيراً قد وضع لي إكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل" 2 تي 4: 8.

وبطرس يعلن خلاصه في الكلمات "مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الأموات" 1 بط 1 - 3

ويوحنا يقرر يقين خلاصة قائلاً "أيها الأحباء الآن نحن أولاد الله" 1 يو 3: 2 "نعلم أننا نحن من الله" 1 يو 5: 19

وأكثر من هذا يكتب للمؤمنين ليؤكد لهم خلاصهم قائلاً: "أكتب إليكم أيها الأولاد لأنه قد غفرت لكم الخطايا من أجل اسمه" 1 يو 2: 12 "كتبت إليكم أنتم المؤمنين باسم ابن الله لكي تعلموا أن لكم حياة أبدية ولكي تؤمنوا باسم ابن الله" ا يو 5: 13 والرب يسوع نفسه يقول لتلاميذه "افرحوا ... لأن أسماءكم كتبت في السموات" لوقا 10: 20

هذه الإعلانات الكتابية ترينا، أن الاعتراف بيقين الخلاص، من امتيازات المؤمن الحقيقي، وذلك لأن هذه اليقين يهدئ عواطف القلب، ويعطي للإنسان بهجة وسلاماً فياضاً.

فكيف يتيقن الإنسان من خلاصه؟ هناك أدلة كثيرة تؤكد للمرء تمتعه بالخلاص، وتغمر قلبه بهذا اليقين الثمين.

1- الدليل الأول شهادة كلمة الله:

إن سر عذاب الكثيرين من أولاد الله هو اعتمادهم على عواطفهم ومشاعرهم من جهة خلاصهم، مع أن العواطف متقلبة، والمشاعر متغيرة، والدليل الأكيد على نوالنا الخلاص ليس هو الشعور البهيج الذي يملأنا، بل هو كلمة إلهنا الثابتة إلى الأبد! وقد كان العبرانيون الذين وضعوا الدم على بيوتهم وهم في أرض مصر في يقين كامل من نجاتهم، لا على أساس عواطفهم ومشاعرهم، بل لأنهم وثقوا في كلمة الله "لما رأى الدم أعبر عنكم" فيقينهم كان مبنياً على وعد الله الأمين وهذا هو الأساس الوطيد لليقين. وماذا تقول لنا كلمة الله؟ "من يؤمن بابن الله فعنده الشهادة في نفسه من لا يصدق الله فقد جعله كاذباً لأنه لم يؤمن بالشهادة التي قد شهد بها الله عن ابنه" 1 يو 5: 10 (اقرأ أيضاً 1 يو 5: 11 و 12)

يحتفظ لنا التاريخ باختبار جميل في حياة الملكة فكتوريا ملكة الانجليز، كانت الملكة تصلي ذات يوم في كنيسة "القديس بولس" بلندن، وتوجهت بعد العظة إلى راعي الكنيسة وسألته "هل يمكن للمرء أن يتأكد تماماً من نواله الخلاص وهو ما زال على قيد الحياة؟" وكان الراعي رجلاً عصرياً فلم يستطع أن يعطيها جواباً شافياً، لكن رجلاً ممتلئاً من الروح القدس اسمه جون تونزيد، قرأ هذه الحادثة في النشرة الملكية، فقضى وقتاً في الصلاة ثم كتب للملكة المشتاقة إلى التمتع بيقين الخلاص الرسالة التالية: إلى صاحبة الجلالة الملكة فكتوريا من أحد رعاياها المخلصين – أكتب إليك يا صاحبة الجلالة بقلب مفعم بالمحبة؛ لأخبرك في ثقة كاملة بأننا نقدر أن نتأكد تماماً من خلاصنا الأبدي في هذه الحياة، وهذا اليقين مؤسس على كلمة الله التي لا تزول، فأرجوك أن تقرأي يوحنا 3: 16، رومية 10: 9 و 10 فهذه الأعداد نؤكد لنا الخلاص التام بالإيمان بيسوع المسيح، وتريح قلوبنا على عمله الكامل لأجلنا ... المخلص: جون تونزند"

تسلمت الملكة العظيمة هذا الخطاب، وكان جون تونزند يصلي مع بعض أصدقائه لأجلها، وبعد أسبوعين تقريباً، تسلم جون تونزند الرد التالي: "عزيزي جون تونزند ... قرأت بتمعن وصلاة الآيات التي أشرت إليها في خطابك الكريم الذي أرسلته لي، وقد ملأتني هذه الآيات يقيناً بخلاصي، على أساس العمل الكامل الذي أجراه المسيح على الصليب لأجلي، وأثق أنني سأقابلك بنعمته في بيت الآب"فكتوريا.

وتعال الآن لنسمع كلمات السيد له المجد "الحق الحق أقول لكم إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة" يو 5: 24 وفي هذه الآية الفريدة نجد خمس حقائق:

(1) السماع (2) الإيمان (3) امتلاك الحياة الأبدية (4) النجاة من الدينونة (5) الانتقال من الموت إلى الحياة ... فمن يستند على كلمة الله لا شك أنه يتمتع بيقين الخلاص.

2- الدليل الثاني شهادة روح الله:

يكتب رسول الأمم إلى المؤمنين في رومية قائلاً "لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله، إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضاً للخوف بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا أبا الآب. الروح نفسه أيضاً يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله" رو 8: 14 – 16، ويكتب إلى الغلاطيين قائلاً "ثم بما أنكم أبناء أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخاً يا أبا الآب. إذاً لست بعد عبداً بل ابناً وإن كنت ابناً فوارث الله بالمسيح" غلا 4: 6 و 7. ويؤكد يوحنا هذه الحقيقة للمؤمنين في قوله "وبهذا نعرف أنه يثبت فينا من الروح الذي أعطانا" 1 يو 3: 24. ومن كل ما تقدم من آيات نتعلم أن روح الله يشهد للمؤمن بحقيقة بنويته، ويهبه يقيناً كاملاً من جهة خلاصه! والروح القدس يشهد لأرواحنا بواسطة الكلمة المقدسة، كما قال بولس في سفر الأعمال "حسناً كلم الروح القدس آباءنا بأشعياء النبي" أع 28: 25 ففي كل مرة نقرأ فيها كلمة الله بتأمل، أو نسمعها من شخص مخلص ممتلئ، يكلمنا الروح القدس، ويشهد لنا بأننا أولاد الله

3- الدليل الثالث هو الحياة المتجددة:

الحياة العملية المسيحية، هي الدليل الملموس على صدق اختبارنا مع الرب، لأنه "إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداً"، ونجد في شاول الطرسوسي الذي هو بولس الرسول أقوى حجة لصدق كلامنا، فهذا الرجل كان قبل مقابلته للرب في طريق دمشق "مجدفاً ومضطهداً ومفترياً" ولكنه بعد أن قابل الرب، وسلم له مفاتيح حياته يقول "كانوا يسمعون أن الذي كان يضطهدنا قبلاً يبشر الآن بالإيمان الذي كان قبلاً يتلفه. فكانوا يمجدون الله في" غلا 1: 23 و 24 فالحياة المتغيرة دليل على نوال الخلاص.

تخيل أحدهم زكا رئيس العشارين بعد أن قبل المسيح ووعده "إن كنت قد وشيت بأحد أرد أربعة أضعاف" بأن الرجل قد مضى يقرع أبواب بيوت الناس الذين وشى بهم ويرد لهم حقوقهم أربعة أضعاف ويعتذر بأسف حقيقي عن إساءته لهم.

ها هو يقرع باب أرملة باع أثاثات بيتها منذ وقت قصير.

الأرملة – من الطارق؟

زكا – أنا زكا العشار.

الأرملة – وماذا تريد يا سيدي بعد الذي أخذت، بعت أثاثات بيتي، وهدمت عش حياتي، وماذا تريد بعد هذا؟!

زكا – افتحي ... افتحي يا أماه، أنا زكا جديد ... زكا آخر .. أنا عائد لأرد لك أربعة أضعاف ما أخذته منك، واعتذر لك يا أماه عن كل الآلام التي سببتها لك .. إن يسوع قد دخل قلبي وقد غيرني.

من ذا الذي يجرؤ أن يقول بعد هذا إن زكا لم يتجدد؟! أن حياته تشهد له، وإذاً فالحياة الجديدة تؤكد لنا حقيقة اختبارنا.

يقول حزقيال "إن رد الشرير الرهن وعوض عن المغتصب وسلك في فرائض الحياة بلا عمل إثم فإنه حياة يحيا. لا يموت" حز 33: 15

فهل ارتهنت أشياء صاحبك ولا تريد أن تعيدها إليه؟

وهل اغتصبت حق البقال، أو الترزي، أو صاحب المنزل، في بلد بعيد وفررت منه؟ .. رد المغتصب إلى صاحبه وإلا فأنت لم تعرف المسيح.

قص ف.ب ما ير اختباره التالي "ذهبت وأنا في شبابي المبكر إلى اجتماع تبشيري وسمعت الواعظ يقول: أيها الأخ إذا لم تكن تعرف يوم ميلادك الثاني، ومكان هذا الميلاد، وبواسطة مَن من خدام الله نلت الخلاص، فأنت إذاً لم تولد الميلاد الثاني!!

ويقول ماير: لم أكن أعرف متى، أو أين، أو بواسطة من نلت اختباري فقد نشأت في عائلة مسيحية، ونلت الخلاص في يوم لا أستطيع أن أذكره، وفي مكان ليس في مقدوري أن أحدده، ولا أذكر أنني تجددت بواسطة أحد رجال الله ... ولذا خرجت من ذلك الاجتماع، والأرض تميد تحت أقدامي، وظللت شهوراً وأنا معذب من الشك، إلى أن قادني الرب إلى اجتماع كان يعظ فيه القس سبرجن وقال رجل الله العظيم في عظته هذه الكلمات " قد لا تعرف أين ولدت ولا متى ولدت، ولكن كونك تحيا وتتنفس الهواء، فهذا أكبر دليل على أنك ولدت في يوم ما، فإذا كانت حياتك المسيحية لامعة، وأنت تتنفس في جو الشركة مع الله، وقلبك ينبض بحب المسيح فأنت قد نلت الخلاص في يوم ما ومكان ما .. ولا داعي للاضطراب!"

ويسجل ماير بعد ذلك هذه العبارات: "خرجت من الاجتماع وأنا أكاد أطير كالعصفور لأن يقين الخلاص ملأ قلبي"!!

فهل لك الحياة المتجددة. المطيعة لصوت الرب!؟ وضع يوحنا الحبيب هذا الامتحان ليعرف به المرء حقيقة نفسه!! "بهذا نعرف أننا قد عرفناه إن حفظنا وصاياه. من قال قد عرفته وهو لا يحفظ وصاياه فهو كاذب وليس الحق فيه وأما من حفظ كلمته فحقاً في هذا قد تكلمت محبة الله. بهذا نعرف أننا فيه. من قال إنه ثابت فيه ينبغي أنه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو أيضاً .. من قال إنه في النور وهو يبغض أخاه فهو إلى الآن في الظلمة" 1 يو 2: 3 – 9. فما هو موقفك إزاء هذا الامتحان الصريح؟ هل تدرس كتابك المقدس لتعرف الحق وتسير فيه بهذا نعرف أننا قد عرفناه.

4- الدليل الرابع هو محبة الإخوة:

في يقين شديد يتحدث يوحنا الحبيب قائلاً "نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب الإخوة. من لا يحب أخاه يبقى في الموت. كل من يبغض أخاه فهو قاتل نفس وأنتم تعلمون أن كل قاتل نفس ليس له حياة أبدية ثابتة فيه" 1 يو 3: 14 و 15 "من يحب أخاه يثبت في النور وليس فيه عثرة. وأما من يبغض أخاه فهو في الظلمة وفي الظلمة يسلك ولا يعلم أين يمضي لأن الظلمة أعمت عينيه" 1 يو 2: 10 و 11 فالمحبة للإخوة هي دليل رائع على حقيقة اختبارنا، ويقيناً أن المحبة هي رباط الكمال وهي الملكة المتوجة في الأبدية السعيدة، عنها قال رسول الأمم "إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة فقد صرت نحاساً يطن أو صنجاً يرن".

وقد كتب القس هملتون تفسيراً جليلاً لمميزات المحبة كما وردت في الإصحاح الثالث عشر من الرسالة الأولى إلى الكورنثيين قال:

1."المحبة تتأنى" إذا ما أوعز الناس صدورنا.

2."ترفق" إذا لم يكافئنا الناس عن إحساننا. وترفق بالجهال والضالين منا.

3."لا تحسد" أي أنها لا تغار من نجاح الآخرين، ولا تغمطهم حقهم من التقدير والاستحسان.

4."لا تتفاخر" أي لا تعتد بذاتها ولا يأخذها الزهو والغرور.

5."لا تنتفخ" يعني أنها لا يمكن أن تتكبر وتتعظم.

6."لا تقبح" أي لا تغضب أحداً بأقوال نابية.

7."لا تطلب ما لنفسها" أي أن الأثرة والأنانية لا مكان لها فيها فهي دائماً تفضل الآخرين على نفسها.

8."لا تحتد" أي ليست سريعة الغضب.

9."لا تظن السوء" أي لا تضمر العداء ولا تحمل حقداً.

10."لا تفرح بالإثم" أي لا يجذبها رواء الغش ولا يسرها ما يحيق بالآخرين من ظلم وجور.

11. "تفرح بالحق" أي تسر لنصرة الحق، وتفرح إذا ما نالت العدالة من عداها من الناس.

12. "تحتمل كل شيء" أي تعرف كيف تسكت ومتى تصمت.

13. "تصدق كل شيء" أي أنها مملوءة ثقة وإيماناً دون قلق.

14. "ترجو كل شيء" أي أنها مفعمة رجاء ويقيناً دون يأس أو استسلام.

15. "تصبر على كل شيء" أي أنها مشحونة صبراً واحتمالاً.

16. "لا تسقط أبداً" فهي ستستمر إلى آباد الدهور.

وإن كانت محبتنا البشرية يعتورها الفشل والوهن، فإن المحبة الإلهية لا تعرف إليهما سبيلاً ..

تلك هي مميزات المحبة العجيبة التي وهبنا الله إياها في المسيح يسوع، فهل لنا هذه المحبة في قلوبنا من نحو الإخوة إذاً لنرددها هاتفين "نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب الإخوة". ولنتمتع ونبتهج بيقين الخلاص.

  • عدد الزيارات: 10329