Skip to main content

الفصل الرابع: أول أيام الزواج - الزواج والبركات الدينية

الصفحة 2 من 2: الزواج والبركات الدينية

الزواج والبركات الدينية:

(37) من ضمن أغراض تزوُّج مؤمن بمؤمنة هو أن يقام في البيت مذبح عائلي، كأساس للسعادة الزوجية، وتربية الأولاد وحل المشاكل العائلية أمام الرب وبإرشاده وتوجيهات كلمته، وتقديم الشكر له على حسناته، هذا ولا شك أساسي وجوهري للسعادة الزوجية والعائلية.

(38) تجددت سيدة وقبلت الرب يسوع فادياً ومخلصاً لها، وقد تحملت من زوجها اضطهادات شديدة وغير محتملة. وفي يوم ما كان أحد القسوس في زيارتها وسألها: "ماذا تفعلين عندما يغضب زوجك ويقسو عليكِ؟" فأجابت: "أطهو الطعام أفضل من الأول. وعندما يتذمر ويشكو أنظف المنزل وأرتبه أجمل من الأول. ولما يتكلم معي بشدة أجيبه بكل لطف ومودة. إني أحاول أن أريه أني إذ أصبحت مسيحية، صرت زوجة أفضل، وأمّا أحسن". وكانت النتيجة أن ذلك الزوج الذي قاوم كلمة الله مراراً، لم يستطع أن يقاوم التبشير العملي الذي قامت به زوجته، فسلم حياته للمسيح وصار مسيحياً بالحق. قال الكتاب: "إِنْ كَانَ الْبَعْضُ لَا يُطِيعُونَ الْكَلِمَةَ يُرْبَحُونَ بِسِيرَةِ النِّسَاءِ بِدُونِ كَلِمَةٍ" (1 بطرس 3:1).

(39) كان أحد الأزواج رجلاً تقياً هادئاً، أما زوجته فكانت حادة الطباع، تزجر الخادمة بشدة لأتفه الأسباب. فكان يشجع الخادمة لكي تستعمل الصبر- وكانت إذا كسرت إناء أو أتلفت شيئاً تتهيج وتسخط على نفسها، بينما كان زوجها يهون عليها الأمر ويقول لها: "لا تحزني الله يعوض".

وفي يوم رآها تبكي فسألها عن سر بكائها، فقالت له: "لقد غلبتني بلطفك وهدوئك، وقد عزمت أن أتجدد".

وفعلاً تجددت وصارت مثل زوجها وديعة وهادئة!

(40) عندما يكون قلب الزوج مع الله يؤثر الرب في الزوجة فتخضع وفي الأولاد فيطيعون- لكن لما ينحرف القلب عن الله ينهدم البيت ويسيطر الشيطان على الأولاد والبنات وحتى الزوجة، فيتمرد من يتمرد، ويثور من يثور، وكأني في وسط غوغاء، لا تربطهم بي رابطة ولا حتى سابق معرفة. فأثور أنا الآخر لكرامتي المهانة حتى يوضع كل شيء في مكانه، فتأخذ الزوجة مكان الخضوع ويأخذ الأبناء مكان الطاعة وأكون أنا أخذت مكان الرأس المحرك والمدبر. ولكن هل تنتج ثورتي شيئاً؟ نعم تنتج: ترتبك الأمور أكثر فيستميلني شعور بالهروب من هذا الجو الخانق تواً، برحلة بعيدة لمدة طويلة، أو بأن أغلق على نفسي سبل الاتصال بهذه الجماعة التي (رمتني الظروف السيئة) لأعيش معها. هذا ما أقوله لنفسي لكي أعزيها ولو بعض التعزية، أو أقول هكذا لأظل على حفظ توازن رأسي الذي كان مرفوعاً.

وحتى جدران البيت الذي أعيش فيه والتي أرتبط بها كأنها من لزوميات حياتي العائلية، والتي كانت إلى وقت قريب تساعدني على حفظ تيارات المحبة الدافئة حتى لا تتسرب مع الرياح العاصفة في الخارج- حتى هذه الجدران، بدأت تتشقق وبياضها يتساقط، فأثور عليها وأدعو من يضفي عليها ألوان البهجة بألوانه، ولكنها تبقى على عبوستها، وكأنها هي الأخرى تقول: أين كتابك وأين صلاتك؟ دع النفس ترجع إلى الله، وإذا بالأمور تهدأ ويعود السلام إلى مجراه.

(41) قال أحد الأفاضل: كنت أحتد مع زوجتي بسبب الاختلاف حول بعض الأمور، وأخيراً قررنا أنه بدل الخلاف والجدال أن نضع أمورنا أمام الرب وهو يرشدنا إلى النافع من الأمور، فنهدأ أمام الرب، وعندئذٍ لا يكون هناك مجال للخلاف ولا التشبث بالآراء الخاصة ولا رفع الصوت، وما يقنعنا الرب به فهو الذي ينفذ.. وقد نجحت هذه الطريقة.

(42) جاء رجل وزوجته إلى القسيس وكل منهما يود الإنفصال، فأجابهما: إني مستعد أن أنفذ رغبتكما على شرط أن تعداني بقراءة فصل من الكتاب المقدس كل يوم مع الصلاة، وذلك لمدة أسبوعين فقط، وبعدئذٍ سأنظر في أمر الفصل بينكما. فمضيا وقد قبلا شرطه على أن يعودا إليه بعد المدة التي عيّنها لهما. واستمرّا يقرآن فصلاً من الكتاب ويصليان. وفي يوم ما وجد الرجل وهو يقرأ الكتاب هذه الاقوال: "أَيَّتُهَا النِّسَاءُ، اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا يَلِيقُ فِي الرَّبِّ. أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ، وَلَا تَكُونُوا قُسَاةً عَلَيْهِنَّ" (كو 3:18،19) فقال الرجل في نفسه: "متى كنت محباً لزوجتي؟ لقد أحببت نفسي باستمرار، وكنت آخذ لنفسي أفضل الأشياء وأعطيها الأردأ. لقد كنت حقاً مخطئاً" وأخذت هي تراجع نفسها قائلة: "متى كنت أنا خاضعة لزوجي؟ كنت أتمرد عليه باستمرار وأعامله بكل عناد. حقاً لقد كنت مخطئة جداً". ثم بدأ الواحد منهما يبتسم للآخر. وكانت اعترافات وكان صفح وكان هناء وولاء.

ومضى الأسبوعان ورجعا إلى القسيس، لا لكي يتمم لهما الانفصال والطلاق، بل ليقدما له هدية لأن علاجه الذي فكر فيه نجح كل النجاح!

أيتها العائلات المتهدمة، أيها الأزواج الحائرون أمام تمرد زوجاتكم، أيتها الزوجات المعذبات من قسوة أزواجكن: ادرسوا الكتاب ومارسوا الصلاة العائلية تجدوا السعادة تسعى إليكم وتستقر في قلوبكم وفي بيوتكم...

(43) قولي لصديقتك الحائرة اليائسة الراغبة في ربح زوجها للمسيح والتي حاولت وفشلت كثيراً:

لا تنتقديه ولا تزعجيه طول اليوم بعظاتك ونصائحك. إن المسيح لا يريدنا أن نكون وعاظاً بقدر ما نكون شهوداً أمناء. تكلمي معه قليلاً عن المسيح وصلي كثيراً من أجله. أن عشر كلمات مصحوبة بقوة الروح القدس لمدة دقيقة أنفع من آلاف الكلمات التي ترددينها في عشر سنوات.

لا تخبري الآخرين عن خطاياه، ولا تعددي صفاته السيئة عند الصلاة من أجله، لئلا تمنعيه عن الذهاب للكنيسة بهذا التصرف، إذ يسمع أن كل الكنيسة تعرف عنه كل شيء. اطلبي الصلاة من أجله دون أن تذكري التفاصيل.

لا تقارني زوجك بأزواج الأخريات. لا تقولي كم كنت أتمنى أن تذهب معي إلى الكنيسة كما يذهب زوج فلانة. إنك بذلك تجرحين كبريِاء زوجك وتخسرين المعركة المقدسة. أشعريه أنه أحسن زوج وقولي له: "أكون سعيدة أكثر لو ذهبنا معاً للكنيسة". ادفعيه للرغبة في التقدم الروحي دون أن يشعر بذلك، زيدي فيه الثقة بالنفس.

لا تثيري ضجة حول عاداته فهي ليست الهدف. إنه يخطئ لأنه خاطئ، وسوف يقلع عن عاداته الرديئة عندما يسلم قلبه للمسيح. إذاً قبل أن تحاولي معه أن يمتنع عن عادة لا تعجبك قوديه للرب يسوع الذي يخلصه تماماً. لا تحاربي عاداته، فهذا لن يجدي، بل ربما يدفعه هذا أن ينقّب على أخطائك ليحاسبك على بعض عاداتك التي لا تعجبه. قال الزوج: "إني أدخن حقاً، ولكن زوجتي المؤمنة تمسك سيرة الناس، فأيهما أخطر؟"

عيشي كما يحق للمسيح. قال أحد الصينيين: "إنني لم أسمع الإنجيل مطلقاً، بل رأيته في إحدى سيدات القرية". إن زوجك لن يؤمن بما يسمع في كلمة الله إلا عندما يرى ذلك مجسّماً في حياتك وسلوكك.

اكتشفي هوايات زوجك. لكل منا هوايات ورغبات داخلية يحب أن يحققها. ابحثي عن هوايات زوجك وحاولي تحقيقها في دائرة نعمة الرب. أهو يحب الموسيقى؟ إذن قوديه إلى الكنيسة في اجتماعات الترنيم. أهو طموح؟ اتركي على مكتبه كتاباً عن أحد رجال الله الأمناء الناجحين. أهو محب للحفلات؟ خذيه لحفلات الكنيسة، وهناك سيجد خلاص نفسه في عشرة القديسين.

تعلمي أن تربحي زوجك عن طريق الآخرين. إن كنت لا تستطيعين أن تربحي زوجك بمفردك، ساعديه على التعرف بالمؤمنين وبمعاشرتهم يكتشف فيهم حياة الإيمان، ثم يكتشف نفسه. الرب معك.

الصفحة
  • عدد الزيارات: 16371