الفصل الثالث: الخطبة - لو انفكت الخطوبة
لو انفكت الخطوبة:
(30) نعم، يجب أن لا يندم أحد الشريكين، إذا كان الشريك الآخر، قد خدعه، أو نقض الاتفاق، فربما نكتشف عاجلاً أم آجلاً أن الأمر كان لخيرنا. ويكفي ظهور الأخلاق الفاسدة من تلون وخداع دليلاً على عدم النبل وعدم الاستحقاق.
(31) يحدث أن يخطب شاب شابة ثم تحدث المأساة فيفك خطبته، إما لعيب يكتشفه في خطيبته أو في أهلها، لكثرة مطاليب الخطيبة أو أهلها، أو لخلاف يدب بين الطرفين على أمر ما، لكن النبل يقضي بأنه إذا فشلت الجهود في الإصلاح بين الطرفين فالانسحاب الشريف أفضل من تجريح الطرف الآخر. وهذا ما عمله شاب نبيل، فبعد انسحابه كان يسأل: لماذا تخليت عن خطيبتك، مع أنه اكتشف فيها عيباً، كان يقول: »هكذا أراد اللّه«. وعبثاً حاول الناس أن يغروه ليدلهم على مواطن الضعف في الفتاة. ولكنه ظل نبيلاً في عدم تجريح سمعتها بشيء.
أو قد تكتشف الخطيبة عيباً في خطيبها، أو لا يصلان إلى حل مشاكلهما، أو لا يتم بينهما التفاهم في شيء أو في أشياء، وهنا يحسن التراجع بحكمة ونبل لا يلحق بالشريك الآخر ضرراً، ولا يعطله عن زواج موفق يكون من نصيبه.
(32) إن البعض إذ تُفسخ خطبتهم يشمئزون من الزواج على الإطلاق، وقد يصرون بعد ذلك على رفض الزواج بالمرة... لكن هذا هو عين الجبن والهروب من الميدان، والأجدى أن نقوم من كبوتنا، وأن نعاود التفتيش على الشريك الآخر الفاضل حتى نعثر عليه... ولماذا لا يكون فسخ الخطبة حافزاً أعظم على ذلك؟
- عدد الزيارات: 11003