خطة الله بخصوص الجنس
وعلى كل مؤمن أن يعرف خطة الله بخصوص الجنس.
(أ) لقد أمر الله بأن يكون الجنس في دائرة الزواج فقط.
"ليكن الزواج مكرماً عند كل واحد والمضجع غير نجس. أما العاهرون والزناة فسيدينهم الله" (عب13: 4)
وفي هذا النص الإلهي نجد:
(1) أن الزواج مكرم – بمعنى أن الله رتبه وقدسه.
(2) أن المضجع الزوجي يجب أن يحتفظ به نقياً وغير نجس, وذلك بممارسة الجنس في الحياة الزوجية بغير شذوذ أو انحراف عن قصد الله.
(3) العاهرون والزناة – أي الذين يمارسون الشذوذ الجنسي, أو الجنس خارج دائرة الزواج سيدينهم الله.
(ب) لقد أمر الله بالهروب من الزنى كما يهرب الإنسان من الوباء.
"اهربوا من الزنا. كل خطية يفعلها الإنسان هي خارجة عن الجسد. لكن الذي يزني يخطئ إلى جسده" (1كو 6: 18).
"لأنكم تعلمون أية وصايا أعطيناكم بالرب يسوع. لأن هذه هي إرادة الله قداستكم. أن تمتنعوا عن الزنا" (1 تس 4: 2, 3)
"لأنه بسبب امرأة زانية يفتقر المرء إلى رغيف خبز وامرأة رجل آخر تقتنص النفس الكريمة. أيأخذ إنسان ناراً في حضنه ولا تحترق ثيابه. أو يمشي إنسان على الجمر ولا تكتوي رجلاه. هكذا من يدخل على امرأة صاحبه كل من يمسها لا يكون بريئاً" (أم 6: 26 - 29).
"لا تزجر شيخاً بل عظة كأب .. والحدثات كأخوات بكل طهارة" (1 تي 5: 1, 2).
إلى أي مدى يستطيع الساب أن يقترب من أخته في الجسد؟
"أما الشهوات الشابية فاهرب منها" (2 تي 2: 22).
كتب بولس للكورنثيين قائلاً "وأما من جهة الأمور التي كتبتم لي عنها فحسن للرجل أن لا يمس امرأة" (1كو 7: 1).
ونقرأ في سفر التكوين عن حديث الله مع أبيمالك في حلم "فقال له الله في الحلم أنا أيضاً علمت أنك بسلامة قلبك فعلت هذا. وأنا أيضاً أمسكتك عن أن تخطئ إليّ. لذلك لم أدعك تمسها" (تك 20: 6).
إن الله خلق المرأة تتأثر باللمس, وقال بولس "حسن للرجل أن لا يمس امرأة" .. وخلق الرجل يتأثر بالنظر "كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه" (مت 5: 28).
ولذا فقد وضع لأولاده وبناته إشارات محذرة لمنعهم من السير في طريق الاشتعال بالشهوة وبالتالي الانحدار إلى السقوط, وذلك بالحفاظ على البعد الضروري بين الرجل والمرأة إلى أن يجتمعا معاً في عش الزوجية السعيد.
(جـ) إن عصينا وصايا الله بخصوص حياتنا الجنسية, فسنحصد في الوقت الحاضر الثمار المرة لعصياننا.
"لا تضلوا .. الله لا يشمخ عليه. فإن الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً. لأن من يزرع لجسده فمن الجسد يحصد فساداً" (غل 6: 7, 8).
إن حصاد ما يسمونه "حرية الجنس" حصاد مر, نراه في انتشار الأمراض السرية, وفي العدد الهائل من اللواتي يحملن سفاحاً في سن مبكرة جداً, وفي كثرة عدد الأطفال غير الشرعيين, وفي انتشار المجلات الرخيصة التي تنشر الصور الجنسية المثيرة فتحط بذلك من كرامة الإنسان, وفي ازدياد حالات الانتحار بين الشباب وخاصة في البلاد التي أباحت حرية الجنس .. دعك من البيوت التي تنهار, والأطفال المشردين بغير آباء وأمهات.
إن التدهور الجنسي كان ومازال هو السبب الرئيسي في انهيار المدنيات, والحاضرات, والإمبراطوريات.
(د) إن عصينا وصايا الله بخصوص الجنس, فستحصد في مستقبل أيامنا أمر الثمار.
"ارم خبزك على وجه المياه فإنك تجده بعد أيام كثية" (جا 11: 1).
فما هي الثمار المرة لعصيان الله بخصوص حياتك الجنسية؟
- ستتزوج من الشخص غير المناسب.
- ستدمر بقسوة شخصية إنسان آخر.
- ستفقد قدرتك على ضبط نفسك.
- ستفقد ثقتك الكاملة في شريكة حياتك.
- ستختل حياتك الجنسية بعد الزواج.
- ستحمل ضميراً مثقلاً بالذنب.
ثانياً: اعرف جيداً مكان الجنس في الحياة الزوجية.
من نصوص سفر التكوين نرى أن الغرض الأصيل للزواج كما قصد الله أن يكون, ليس هو إشباع الدافع الجنسي, بل إيجاد شريكة للرجل تؤنس وحدته, وتملأ فراغ حياته, وتعينه في رحلة الحياة "وقال الرب الإله ليس جيداً أن يكون آدم وحده. فاصنع له معينا نظيره"(تك 2: 18).
وواضح عند قراءتنا لقصة الخلق في سفر التكوين أننا نرى أن آدم لم يمارس الجنس مع حواء إلا بعد السقوط .. وليس معنى هذا أن الجنس شر, لأ، ممارسة الجنس كانت في الترتيب الإلهي للإنسان لأنها وسيلة الإثمار "وباركهم الله وقال لهم أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض واخضعوها" (تك 1: 28) .. ولكن ما نريد أن نقوله ونؤكده أن الجنس ليس هو السبب الوحيد للزواج. ولذلك فلا بد من فهم صحيح لدقة العلاقة الجنسية في الحياة الزوجية, وهنا نقول:
(أ) إن الجنس يجب أن يمارس بقداسة وكرامة
كتب الرسول بولس للمؤمنين في تسالونيكي قائلاً "لأن هذه هي إرادة الله قداستكم. أن تمتنعوا عن الزنا., أن يعرف كل واحد منكم أن يقتني إناءه بقداسة وكرامة. لا في هوى شهوة كالأمم الذين لا يعرفون الله" (1تس 4: 3 - 5).
ويصف الكتاب المقدس بأن المرأة هي إناء الرجل, كما قال بطرس الرسول "كذلك أيها الرجال كونوا ساكنين بحسب الفطنة مع الإناء النسائي كالأضعف معطين إياهن كرامة كالوراثات أيضاً معكم نعمة الحياة لكي لا تعاق صلواتك" (1 بط 3: 7).
وعلى هذا فإن الله يوصي الأزواج أن يقتني كل واحد إناءه – أي زوجته – بقداسة وكرامة لا في هوى شهوة كالأمم الذين لا يعرفون الله .. وهذا الأمر الإلهي الصريح يقطع الطريق تماماً أمام ممارسة الشذوذ الجنسي مع الزوجة, إن الشذوذ الجنسي هو هدر للكرامة, وهو قطعاً ضد القداسة, وممارسة الشذوذ الجنسي في دائرة الزواج هي رجس, وشر مدمر.
لقد شوهت الخطية حياة الإنسان, وقلبت معاييره, ودنست دوافعه, وانحرفت بممارساته وتصوراته .. لقد تدهور الإنسان تماماً حتى وصل إلى مرتبة أقل من مرتبة الحيوان, فليس بين الحيوانات شذوذ جنسي.
إن الانحلال الذي انتشر في هذه الأيام الأخيرة, أصاب الإنسان بمرض فقدان الحس, فأسلم نفسه للجنس, حتى أصاب الإنسان بمرض فقدان الحس, فأسلم نفسه للجنس, حتى أصبح "الجنس" في أي لون من ألوانه يشغل تفكيره في صحوه ونومه, وليس هذا ما قصده الله أن يعلى مركز الإنسان, ويرفع شأنه, ويجعله يمارس الجنس في دائرة الزواج بقداسة وكرامة.
(ب) إن تبادل الزوجات هو شر خطير يفسد تماماً العلاقة الجنسية بين الزوجين.
إننا لن نضع رؤوسنا في الرمال كالنعام, وننكر أنه في الجيل المعاصر هبطت المقاييس الأدبية هبوطاً مخزياً, وأصبحت الصحف في الدول التي تحمل اسم المسيحية تعلن على صفحاتها عن طلبات الأشخاص الذين يرغبون في تبادل زوجاتهم بزوجات الآخرين, وهكذا فقد الزواج قدسيته وطهارته وجماله.
أذكر أنني كنت في ألمانية, وكنت في بيت صديقي الدكتور فؤاد كامل غطاس وجاءت صحف الصباح وأراني الدكتور فؤاد صفحة كاملة يعلن فيها الأزواج رغبتهم في تبادل زوجاتهم بزوجات الآخرين.
وقد حذر الكتاب المقدس في العهدين القديم والجديد من هذه الخطية البشعة فقال سليمان في سفر الأمثال:
"اشرب مياهاً من جبك ومياهاً جارية من بئرك. لا تفض بينابيعك إلى الخارج سواقي مياه في الشوارع. لتكن لك وحدك وليس لأجانب معك. ليكن ينبوعك مباركاً وافرح بامرأة شبابك. الظبية المحبوبة والوعلة الزهية. ليروك ثدياها في كل وقت وبمحبتها اسكر دائماً. فلم تقتن يا ابني بأجنبية وتحتضن غريبة" (أم 5: 15- 20).
وقال الرب في سفر اللاويين "ولا تجعل مع امرأة صاحبك مضجعك لزرع فتنجس بها" (لا 18: 20).
وقال بولس الرسول "لأن هذه هي إرادة الله قداستكم. أن تمتنعوا عن الزنا. أن يعرف كل واحد منكم قداستكم. أن تمتنعوا عن الزنا, وأن يعرف كل واحد منكم أن يقتني إناء بقداسة وكرامة. أن لا يتطاول أحد ويطمع على أخيه في هذا الأمر لأن الرب منتقم لهذه كلها كما قلنا لكم قبلاً وشهدنا لأن الله لم يدعنا للنجاسة بل في القداسة" (1تس 4: 3 - 7).
فلنحذر من التدهور في شرور هذا العصر مهما كانت صورها وألوانها "لأن الرب منتقم لهذه كلها".
(جـ) إن الجنس يجب أن يمارس بالموافقة المتبادلة بين الزوجين.
خصص بولس الرسول جزءاً من رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس. تحدث فيه بصراحة عن العلاقة الجنسية بين الزوجين, ورسم فيه الخطوط التي تؤدي للاستمتاع السليم بالجنس في الحياة الزوجية.
ويبدو من حديث بولس أن المؤمنين في كورنثوس كتبوا إليه يسألونه عن الأمور الخاصة بالزواج, وأجابهم بولس الرسول قائلاً:
"وأما من جهة الأمور التي كتبتم لي عنها .. ليكن لكل واحد امرأته وليكن لكل واحدة رجلها. ليوف الرجل المرأة حقها الواجب وكذلك المرأة أيضاً الرجل. ليس للمرأة تسلط على جسدها بل للرجل وكذلك الرجل أيضاً ليس له تسلط على جسده بل للمرأة. لا يسلب أحدكم الآخر إلا أن يكون على موافقة إلى حين لكي تفرغوا للصوم والصلاة ثم تجتمعوا أيضاً معاً لكي لا يجبركم الشيطان لسبب عدم نزاهتكم" (1كو 7: 1 - 5).
من هذا النص نرى أن العلاقة الجنسية في الزواج المسيحي هي أرق, وأقدس العلاقات, وأكثرها حساسية, وتفهمها واجب حتى على كل اثنين مقبلين على الزواج, فبينما أن هذه العلاقة هي علاقة جسدية, لكنها تتطلب في ذات الوقت الإعداد اللائق عقلياً, وعاطفياً, والذين يستمتعون بالجنس في معناه السامي الصحيح.
إن هناك حقيقة لا بد من التنبيه عليها بشدة, هي أن الاستمتاع الحقيقي بالجنس في الزواج لا يقوم على أساس الإثارة الجسدية وحدها, لكنه يتطلب الانسجام الروحي. والنفسي, والعقلي, والعاطفي بين الزوجين, تتزوج بغير مؤمن لن يجدا في علاقتهما الجنسية المتعة الكاملة.
لقد أوصى بولس الرسول قائلاً: "ليوف الرجل المرأة حقها الواجب وكذلك المرأة أيضاً الرجل".
إن المرأة ليست مجرد "شيء" بل هي "شخص", ليست مجرد "وسيلة" لإشباع الدافع الجنسي, بل هي "شريكة" في الاستمتاع بالجنس, ولذا فممارسة "الجنس" في الحياة الزوجية يجب أن تخلوا تماماً من العنف, والإرغام, والضغط, وأن تكون بالموافقة المتبادلة بين الزوجين, وأن تتميز بالصراحة الواضحة بينهما فيما يتعلق بما يزيد استمتاعهما معاً بهذه العلاقة الرقيقة.
حين قال بولس الرسول "ليوف الرجل المرأة حقها الواجب" لم يكن يتحدث عن مجرد العلاقة الجنسية, فحق المرأة على الرجل هو أن يحبها حباً قلبياً شديداً, يظهر في بذله, وتضحيته, ووده, ورعايته, وعنايته, وحمايته.
"أيها الرجال أحبوا نساءكم كما حب المسيح الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها" (أف 5: 25).
"كذلك يجب على الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم. من يحب امرأته يحب نفسه. فإنه لم يبغض أحد جسده قط بل يقوته ويربيه كما الرب أيضاً الكنيسة" (أف 5: 28).
"وأما أنتم الأفراد فليحب كل واحد امرأته هكذا كنفسه" (أف 5: 33).
إن حق المرأة على الرجل هو أن يعطيها الكرامة, وأن يسكن معها بالفطنة (1 بط 3: 7).
إن حق المرأة على الرجل هو أن يعاملها برقة لا بقسوة.
"أيها الرجال أحبوا نساءكم ولا تكونوا قساة عليهن" (كو 3: 19).
وحق الرجل على المرأة هو الاستجابة المسرورة لعاطفته الفياضة بالحب نحوها, هذه الاستجابة التي تظهر في خضوعها.
وسفر نشيد الأناشيد إذا اعتبرناه قصة حب زوجي يرينا المدح التبادل بين الزوجين, والعاطفة القوية التي ربطت بين قلبيهما, وبالتالي بين جسديهما.
فالزوج يتحدث إلى زوجته حديثاً رقيقاً فيقول "ها أنت جميلة يا حبيبتي ما أنت جميلة عيناك حمامتان .. شعرك كقطيع معز رابض على جبل جلعاد. شفتاك كسلكة من القرمز. وفمك حلو" "كلك جميلة يا حبيبتي ليس فيك عيبة" (نش 1: 1 – 3, 7).
والزوجة تستجيب لهذا الحديث الجياش بالحب فتقول "أنا لحبيبي وحبيبي لي. الراعي بين السوسن" (نش 6: 3). ثم تعود فتقول "أنا لحبيبي إليّ اشتياقه" (نش 7: 10).
"اجعلني كخاتم على قلبك كخاتم على ساعدك. لأن المحبة قوية كالموت الغيرة قاسية كالهاوية, لهيبها لهيب نار لظى الرب. مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفيء المحبة والسيول لا تغمرها. إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة تحتقر احتقاراً" (نشيد 8: 6, 7).
إن العلاقة الجنسية في الزواج يجب أن تمارس بمزيج من الحب, والرقة, والموافقة المتبادلة.
ورفض أحد طرفي الزواج هذه العلاقة, أو إهمالها إهمالاً عامداً هو "سلب" لحق الطرف الآخر, وبولس الرسول يوصي قائلاً "لا يسلب أحدكم الآخر".
إنني أنصح كل زوجين أن يقرأ كتاباً علمياً نظيفاً يوضح لهما دقة وحساسية هذه العلاقة, ويزيد من استمتاعها بها. فالجهل بدقة وحساسية العلاقة الجنسية في الزواج هدم كثيراً من البيوت.
(د) إن الزوجين يجب أن يتفقا على فترات محددة يمتنعان فيها عن ممارسة الجنس, ويتفرغان للصلاة والصوم.
إن فترات الامتناع عن العلاقة الجنسية باتفاق الزوجين, ستزيد من استمتاعهما بهذه العلاقة, ذلك لأن الإغراق في الجنس حتى في دائرة الزواج يؤدي إلى تدهور العلاقات بين الزوجين.
"أوجدت عسلاً فكل كفايتك لئلا تتخم فتتقيأه" (أم 25: 16).
"أكل كثير من العسل ليس بحسن" (أم 25: 27).
لا بد إذا من فترات امتناع ممارسة الجنس كما أوصى بولس الرسول بكلماته "لا يسلب أحدكم الآخر إلا أن يكون على موافقة إلى حين لكي تتفرغوا للصوم والصلاة ثم تجتمعوا أيضاً معاً لكي لا يجربكم الشيطان لسبب عدم نزاهتكم" (1كو 7: 5). إن تكريس وقت للصوم والصلاة يتطلب الامتناع عن ممارسة الجنس.
حين قال لموسى "ها أنا آت إليك في ظلال السحاب لكي يسمع الشعب حينما أتكلم معك فيؤمنوا بك أيضاً إلى الأبد" (خز 19: 9).
"فانحدر موسى من الجبل إلى الشعب وقدس الشعب وغسلوا ثيابهم وقال للشعب كونوا مستعدين لليوم الثالث. لا تقربوا امرأة" (خر 1: 14, 15).
ونقرأ في سفر صموئيل الأول الكلمات التالية: "فجاء داود إلى نوب إلى أخيمالك الكاهن .. فقال داود لأخيمالك الكاهن .. والآن فماذا يوجد تحت يدك. أعط خمس خبزات في يدي أو الموجود. فأجاب الكاهن داود وقال: لا يوجد خبز محلل تحت يدي ولكن يوجد خبز مقدس إذا كان الغلمان قد حفظوا أنفسهم لاسيما من النساء. فأجاب داود الكاهن وقال له إن النساء قد منعت عنا أمس وما قبله عند خروجي وأمتعة الغلمان مقدسة. فأعطاه الكاهن المقدس" (1صم 21: 1 - 6).
فترات الاقتراب إلى الرب إذا, والتفرغ للصلاة والصوم. والتناول من مائدة الرب يجب أن تكون فترات امتناع عن ممارسة الجنس, فكما أن الصوم يعني الامتناع عن تناول الطعام فهو أيضاً يتطلب الامتناع عن ممارسة الجنس بين الزوجين.
وفترات الصوم والصلاة يجب أن تكون "إلى حين" وبموافقة الزوجين, ثم يجتمعا أيضاً معاً في علاقتهما الجنسية السوية, لكي لا يجربها الشيطان بسبب فقدانهما القدرة على ضبط نفسيهما, إذا تماديا في الانقطاع عن ممارسة الجنس بتطرف.
وقد وضع الرب ترتيباً مباركاً بخصوص العلاقة الجنسية بين الزوجين وضرورة مراعاة النظافة التامة فيها ففي سفر اللاويين فقال:
"وإذا حدث من رجل اضطجاع رزع يرحض كل جسده بماء ويكون نجساً إلى السماء. وكل ثوب وكل جلد يكون عليه اضطجاع زرع يغسل بماء ويكون نجساً إلى المساء. والمرأة التي يضطجع معها رجل اضطجاع رزع يستحمان بماء ويكونان نجسين إلى المساء" (لا 15: 16 - 18).
وقد حرم الرب ممارسة الجنس مع الزوجة وهي في طمثها واعتبر ممارسة الجنس في هذه الحالة إذلالاً لها.
"ولا تقترب إلى امرأة في نجاسة طمثها لتكتشف عورتها" (لاويين 18: 19).
"وإذا اضطجع رجل مع امرأة طامث وكشف عورتها عرى ينبوعها وكشفت هي ينبوع دمها يقطعان كلامهما من شعبهما" (لاويين 20: 18).
"فيك أذلوا المتنجسة بطمثها" (حزقيال 22: 10).
وكذلك وضع الرب وصايا واضحة بخصوص الامتناع عن ممارسة الجنس لمدة محددة بعد الولادة.
"وكلم الرب موسى قائلاً. كلم بني إسرائيل قائلاً. إذا حبلت امرأة وولدت ذكراً تكون نجسة سبعة أيام. كما في أيام طمث علتها تكون نجسة. وفي اليوم الثامن يختن لحم غرلته. ثم تقيم ثلاثة وثلاثين يوماً في دم تطهيرها. كل شيء مقدس لا تمس وإلى المقدس لا تجيء حتى تكمل أيام نطهيرها. وإن ولدت أنثى تكون نجسة أسبوعين كما في طمثها. ثم تقيم ستة وستين يوماً في دم تطهيرها. ومتى كملت أيام تطهيرها لأجل ابن أو ابنة تأتي بخروف حولي محرقة وفرخ وحمامة أو يمامة ذبيحة خطية إلى باب خيمة الاجتماع إلى الكاهن فيقدمهما أمام الرب ويكفر عنها فتطهر من ينبوع دمها. هذه شريعة التي تلد ذكراً أو انثى" (لا 12: 1 - 7).
ومع أن هذه الوصايا تتعلق بالطهارة الطقسية في الناموس إلا أننا نعتقد أهميتها الطبية, والصحية, والجسدية, ونرى أن الرب هو خالق الجسد البشري يعرف ما يفيده, وما يضره, وما يزيد استماعاً بالحياة, وما يهدم عافيته.
فليتنا نفحص هذه الأمور بتقدير, ووعي, وفهم, لنستمتع بحياتنا الزوجية, سيما في دائرة العلاقة الجنسية – الاستمتاع الكامل الذي قصده الله لكل زوجين يسلكان في وصاياه.
- عدد الزيارات: 11547