الجنس قبل الزواج
(1) إنه لا بد من الامتناع التام عن ممارسة الجنس قبل الزواج:
لقد أثبتت الإحصائيات أن عدداً غي قليل من الشبان والفتيات يمارسون العلاقة الجنسية قبل الزواج.
ويقيناً إننا نعيش في عصر "جنون الجنس" عصر ركز اهتمامه وانتباهه وعنايته في الجنس .. فالملابس الجميلة توصف بأنها "مثيرة للجنس" وإعلانات التلفزيون تركز على أن معجون الأسنان يجعلك أكثر جاذبية من ناحية الجنس, وأن الجوارب موضوع الإعلان يزيد من الجاذبية الجنسية للمرأة, وأن العطر المعلن عنه سحر الحياة الجنسية.. في روايات التلفزيون, والسينما, والكتب, والمجلات, والصور, أصبح المجتمع مجتمعاً متساهلاً مع الانحراف الجنسي, كدت أقول موافقاً على العلاقات الجنسية خارج دائرة الزواج.
ومع "جنون الجنس" هناك "جنون السرعة", فهناك "القهوة" التي تصنع الحال, والخضراوات التي تطهى في "الحال" واللحوم التي يمكن تقديمها في الحال .. كل شيء في هذا العصر متسماً بالسرعة .. ولذا فإن شباب هذا العصر لا يرد أن ينتظر إلى أن يتزوج ويمارس الجنس في دائرة الزواج, ولكنه يريد ممارسة الجنس الآن وفي كل مكان ومع أي إنسان.
كانت هذه سياسة أولاد عالى الكاهن مع الذين يقدمون الذبائح في بيت الرب "كذلك قبل ما يحرقون الشحم يأتي غلام الكاهن ويقول للرجل الذابح أعط لحماً ليشوي الكاهن. فإنه لا يأخذ منك لحماً مطبوخاً بل نيئاً. فيقول له الرجل ليحرقوا أولاً الشحم ثم خذ ما تشتهيه نفسك. فيقول له لابل الآن تعطى وإلا فأخذ غصباً" (1صم2: 15, 16).
وكان هذا أسلوب "عيسو" الذي أسلم نفسه لشهوة الأكل, فاحتقر الكورية بكل ما تحمل من امتيازات, وباع بكوريته لأخيه في سبيل أن يأكل "الآن".
وكان هذا أسلوب الابن الضال الذي طلب القسم الذي يصيبه من المال "الآن".
وتحت سيطرة الفلسفة المدمرة القائلة بالحياة للآن. يمارس الكثيرون الجنس قبل الزواج.
وقد يقول قائل منهم: وما ضرر ممارسة الجنس قبل الزواج؟!
ونجيب أن ممارسة الجنس قبل الزواج أمر شرير مدمر على أساس ما سنسرده من أسباب كتابية.
(1) إن المجتمع الإنساني الذي عرف الله, وعاش قبل الناموس رفض بإباء فكرة ممارسة الجنس قبل الزواج, وعاقب بغير هوادة هذا التصرف المشين, ونقرأ عن هذا الحق في سفر التكوين:
وخرجت دينة ابنة ليئة التي ولدتها ليعقوب لتنظر بنات الأرض. فرأها شكيم ابن حمور الحوى رئيس الأرض وأخذها واضطجع معها وأذلها. وتعلقت نفسه بدينة ابنة يعقوب وأحب الفتاة ولاطف الفتاة. فكلم شكيم حمور أباه قائلاً خذ لي هذه الصبية زوجة. وسمع يعقوب أنه نجس دينة ابنته. وأما بنوه فكانوا مع مواشيه في الحقل. فسكت يعقوب حتى جاءوا.
فخرج حمور أبو شكيم إلى يعقوب ليتكلم معه. وأتى بنو يعقوب من الحقل حين سمعوا. وغضب الرجال واغتاظوا جداً لأنه صنع قباحة في إسرائيل بمضاجعة ابنة يعقوب. وهكذا لا يصنع. وتكلم حمور معهم قائلاً شكيم ابني قد تعلقت نفسه بابنتكم. أعطوه إياها زوجة .. ثم قال شكيم لأبيها ولإخوتها دعوني أجد نعمة في أعينكم. فالذي تقولون لي أعطي. كثروا على جدا مهراً وعطية. فأعطي كما تقولون لي. وأعطوني الفتاة زوجة. (تك 34: 1 - 12).
والسجل المقدس يرينا كيف غضب إخوة "دينة" واغتاظوا جداً لما فعله "شكيم "مع "دينة" وقرروا الانتقام, ورسموا له خطة ماكرة.
"فأجاب بنو يعقوب شكيم وحمور أباه بمكر وتكلموا. لأنه كان قد نجس دينة أختهم. فقالوا لهما لا نستطيع أن نفعل هذا الأمر. أن نعطي أختنا لرجل أغلف. لأنه عار لنا. غير أننا بهذا نواتيكم. إن صرتم مثلنا بختنكمكل ذكر. نعطيكم بناتنا ونأخذ لنا بناتكم ونسكن معكم ونصير شعباً واحداً."
فحسن كلامهم في عيني حمور وفي عيني شكيم بن حمور. ولم يتأخر الغلام أن يفعل الأمر. لأنه كان مسرور بابنه يعقوب. وكان أكرم جميع بيت أبيه. فأتى حمور وشكيم ابنه إلى باب مدينتهما وكلما أهل مدينتهما قائلين. هؤلاء القوم مسالمين لنا. فليسكنوا في الأرض ويتجروا فيها. هوذا الأرض واسعة الطرفين أمامهم. نأخذ لنا بناتهم زوجات ونعطيهم بناتنا. غير أنه بهذا فقط يواتينا القوم على السكن معنا لنصير شعباً واحداً. وبختننا كل ذكر كما هم مختونون. ألا تكون مواشيهم ومقتناهم وكل بهائمهم لنا. نواتيهم فقط فيسكنون معنا. فسمع لحمور وشكيم ابنه جميع الخارجين من باب المدينة. واختتن كل ذكر. كل الخارجين من باب المدينة.
فحدث في اليوم الثالث إذ كانوا متوجعين أن ابني يعقوب شمعون ولاوى إخوة دينة أخذ كل واحد سيفه وأتيا على المدينة بأمن وقتلا كل ذكر. وقتلا حمور وشكيم ابنه بحد السيف. وأخذ دينة من بيت شكيم وخرجا. ثم أتى بنو يعقوب على القتلى ونهبوا المدينة. لأنهم نجسوا أختهم. (تك 34: 13 - 27).
هذا هو موقف المجتمع الإنساني حتى قبل إعطاء الناموس من ممارسة الجنس قبل الزواج .. لقد نظر إلى هذه الممارسة على أنها قباحة ونجاسة.
- عدد الزيارات: 31708