الجنس قبل الزواج - إن ممارسة الجنس قبل الزواج أو خارج دائرته هي زنى وهي بهذا شر عظيم يقع تحت العقاب الإلهي
(4) إن ممارسة الجنس قبل الزواج أو خارج دائرته هي زنى وهي بهذا شر عظيم يقع تحت العقاب الإلهي.
كتب بولس الرسول للمؤمنين في كورنثوس قائلاً "ولكن لسبب الزنى ليكن لكل واحد امرأة وليكن لكل واحدة رجلها" (1 كو 7: 2).وتعني هذه الكلمات أن أي علاقة جنسية خارج دائرة الزواج العلني الشرعي هي زنى وفي العهد القديم كانت عادة الفتاة هي دليل طهارة. حياتها وكان فقدانها بالزنى قبل الزواج تعاقب بالرجم.
"إذا اتخذ رجل امرأة وحيدة دخل عليها أبغضها. ونسب إليها أسباب كلام وأشاع عنها اسماً ردياً وقال هذه المرأة اتخذتها ولما دنوت منها لم أجد لها عذرى. يأخذ الفتاة أبوها وأمها ويخرجان علامة عذرتها لأي شيوخ المدينة إلى الباب ويقول أبو الفتاة إلى الشيوخ أعطيت هذا الرجل ابنتي زوجة فأبغضها. وها هو قد جعل أسباب كلام قائلاً لم أجد لبنتك عذرى وهذه علامة عذرة ابنتي ويبسطان التوبة أمام شيوخ المدينة فيأخذ شيوخ تلك المدينة الرجل ويأدبونه ويغرمونه بمئة من الفضة ويعطونها لأبي الفتاة. لأنه أشاع اسماً ردياً عن عذراء من إسرائيل فتكون له زوجة. لا يقدر أن يطلقها كل أيامه.
ولكن إن كان هذا الأمر صحيحاً لم توجد عذرى للفتاة. يخرجون الفتاة إلى باب بيت أبيها ويرجمها رجال مدينتها بالحجارة حتى تموت لأنها عملت قباحة في إسرائيل بزناها في بيت أبيها. فتنزع شر من وسطك" (تث 22: 13 - 21).
كذلك كانت أي علاقة جنسية بين رجل وامرأة متزوجة تعاقب بقتل الاثنين. "إذا وجد رجل مضجعاً مع امرأة زوج بعل يقتل الاثنان الرجل المضطجع والمرأة والمرأة. فتنزع الشر من إسرائيل" (تث 22: 22).
ويعلن العهد القديم عن مسئولية الفتاة في حماية نفسها من الاغتصاب إذا كان ذلك في قدرتها, وعن مسئولية الرجل وحده إذا اغتصب فتاة في ظروف لم يكن في مقدورها أن تحمي نفسها, وإليك كلمات سفر التثنية:
"إذا كانت فتاة عذراء مخطوبة لرجل فوجدها رجل في الدينة واضطجع معها. أخرجوهما كليهما إلى باب تلك المدينة ورجموهما بالحجارة حتى يموتا. الفتاة من أجل لم تصرخ في المدينة والرجل من أجل أنه أذل امرأة صاحبه فتنزع الشر من وسطك. ولكن إذا وجد الرجل الفتاة المخطوبة في الحقل وأمسكها الرجل واضطجع معها يموت الرجل الذي اضطجع معها وحده. وأما الفتاة فلا تفعل بها شيئاً ليس على الفتاة خطية للموت بل كما يقوم رجل على صاحبه ويقتله قتلاً هكذا هذا الأمر. إنه في الحقل وجدها فصرخت الفتاة المخطوبة فلم يكن من مخلص لها" (تث22: 23 - 27).
لقد اعتبر يوسف – وهو قد عاش قبل الناموس – أن العلاقة الجنسية خارج دائرة الزواج هي شر عظيم, وخطية ضد الله ولما طلبت منه امرأة سيده فوطيفار أن يضطجع معها, صرخ بوجهها قائلاً "كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله" (تك 29: 9).
إنه لم يعتبر هذه العلاقة الآثمة ضعف إنساني, أو إشباع بدافع جسدي, أو لذة يجب الاستمتاع بها أينما أتيحت الفرصة لذلك, بل اعتبرها شراً عظيماً, وخطية ضد الله.
إن على المؤمن المولود من الله أن يتحذر لنفسه في هذا العصر الخطر الذي يتصف بالإباحية والانحلالية, والذي أصبح فيه شعار الكثيرين, ما دامت الأغلبية تعيش في هذه الإباحية, فلماذا لا أتبع الأغلبية وأعيش كما يعيشون.
إن المؤمن يحب أن يعيش حياته على أساس التعاليم الكتابية, لا على أساس الانجراف مع تيار الأغلبية .. هذه الأغلبية التي تنادي بحرية كاذبة, وبضرورة التخلص من الكبت من ممارسة الجنس في أي لون من ألوانه ومع أي شخص كان, وبإشباع الرغبات الجسدية بأية وسيلة.
إن بعض المعالجين النفسيين غير المؤمنين ينصحون مرضاهم بممارسة الجنس خارج دائرة الزواج, حتى ولو كانوا متزوجين بحجة أن هذه الممارسة تولد فيهم الثقة بأنفسهم, بدلاً من أن يجد هؤلاء المرضى الراحة النفسية التي ينشدونها يعيشون في عذاب الإحساس بالذنب, وتحت ثقل الشعور بفظاعة الخيانة الزوجية والخوف من إفتضاح أمرهم, فتتحطم حياتهم, وتتدهور صحتهم, ويفقدون اتزانهم النفسي والعقلي.
إن شعار هذا العصر هو "حرية الجنس", وقد نسي المنادون بهذا الشعار "الثمار المرة" لهذه الحرية.
إن المؤمن المولود من الله "حر" لكن حريته لا تستخدم لإطاعة دوافعه الحيوانية الدنيئة, بل لإطاعة كلمة الله.
إن الحرية التي ينادي بها الكتاب المقدس, ليست هي حرية القدرة لعمل ما أريد, ولكنها حرية القدرة الممنوحة لي من الله لعمل ما يجب عمله.
فإنكم إنما دعيتم للحرية أيها الأخوة, غير أنه لا تصيروا الحرية فرصة للجسد بل بالمحبة اخدموا بعضكم بعضاً (غل 5: 13).
"كأحرار وليس كالذين الحرية عندهم سترة للشر بل كعبيد الله" (1 بط 2: 16).
"إذا لا تملكن الخطية في جسدكم المائت لكي تطيعوها في شهواته. ولا تقدموا أعضاءكم آلات إثم للخطية بل قدموا ذواتكم لله كأحياء من الأموات وأعضاءكم آلات بر لله" (رو 6: 12, 13).
"إنكم إن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي. وتعرفون الحق والحق يحرركم .. فإن حرركم الابن فبالحقيقة تكونوا أحرار" (يو 8: 31, 36).
إن غير المولودين من الله لا يعرفون شيئاً عن هذه الحرية, إنهم يظنون أنهم أحرار, ولكنهم عبيد للخطية "واعدين إياهم بالحرية هم أنفسهم عبيد الفساد. لأن ما انغلب منه أحد فهو له مستعبد أيضاً" (2 بط 2: 19).
لقد سمعت من كثيرين إن المسيحية هي الحرية, وأننا لسنا تحت أية قوانين, وإن الذين ينادون بضرورة طاعة الناموس, هم ناموسيون, وليسوا مسيحيين.
وهذا الكلام هو أكذوبة من أكاذيب الشيطان, ذلك لأن المسيحية وهي حقاً ديانة الحرية, هي كذلك ديانة الحرية المقيدة بوصايا الله.
لقد قال الرب يسوع "وأما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل" (يو 10: 10).
"لأن الرب الله شمس ومجن. الرب يعطي رحمة ومجداً. لا يمنع خيراً عن السالكين بالكمال" (مز 84: 11).
وفي ضوء هذه الكلمات الوضاءة نرى أن الله لم يعطينا وصايا تحرمنا من الاستمتاع بالحياة, أو تولد فينا كبتاً لرغباتنا المشروعة, بل أعطانا هذه الوصايا لحمايتنا من الخطر, ولإعطائنا أقصى متع الحياة وأجملها.
لقد جاء المسيح له المجد إلى أرضنا, وعاش, ومات على الصليب لفدائنا, وأعلن مدى عظمة وعمق حبه لنا, والطريق إلى الاستمتاع الكامل بالحياة هو طريق معرفة شخصه, والإيمان بقدرته.
"أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني" (في 4: 13).
إن الوصايا الإلهية ضرورة حتمية لسعادتنا وشعبنا النفسي, والروحي, والجسدي.
وإذا قيل لماذا يجب أن نتبع الوصايا ونحن لسنا تحت الناموس؟! لماذا لا نعيش في حرية غير مقيدة بقوانين؟
أجبنا: إن القوانين ضرورة حتمية في كل دائرة من دوائر الحياة, لاستمرار النظام والانسجام.
ففي دائرة الجسد البشري نحن ملتزمون أن نأكل ونشرب بقوانين, وإلا متنا من الجوع, أو أصبنا بأمراض الشراهة, والإفراط في الأكل.
وفي دائرة الحياة العقلية والعاطفية, نحن ملتزمون بإتباع قوانين واضحة للاحتفاظ بالاتزان العقلي والعاطفي, وإلا انتهى بنا المطاف إلى مصحة للأمراض العقلية والنفسية.
وفي دائرة الحياة الاجتماعية, هناك قوانين ضد السرقة, والقتل, والاغتصاب, وبدون هذه القوانين يتحول العالم إلى غابة يأكل فيها القوي الضعيف.
فالقوانين هي أصدقاء البشر وليست أعداء البشر.
اشترى شاب آلة معينة. زلم يكلف نفسه قراءة قوانين تشغيلها, انفجرت الآلة في وجهه وشوهته.
وفي دائرة الحياة الجنسية نحن في حاجة إلى قوانين الله ليقودنا في هذه الدائرة من الحياة.
والله يدين بصورة لا غموض فيها أية ممارسة للجنس قبل الزواج, إنه يدين الملاطفة غير المشروعة, ولمس أجزاء الجسد ذات الكرامة, والمداعبات المثيرة, وأية صورة من صور الجنس خارج دائرة الزواج.
إن ترتيب الله للإنسان البشري, هو "الطهارة" قبل الزواج و الأمانة بعد الزواج.
وترتيب الله لا يعني "كبت" الدافع الجنسي, بل يعني الاحتفاظ به للوقت المعين, وللشخص المعين, إنه يعني ضبط الجنس لا سيادة الجنس.
- عدد الزيارات: 31706