Skip to main content

كيفية الإعداد للزواج السعيد؟ - اعرف مركزك واعرفي مركزك

الصفحة 3 من 3: اعرف مركزك واعرفي مركزك

(3) اعرف مركزك واعرفي مركزك

 من أهم خطوات الإعداد للزواج السعيد أن تعرف فكر الله عن مركزك ومكانك في الزواج, فتعاسة الكثيرين في حياتهم الزوجية, أو عن فهم خاطئ توارثوه عن آبائهم وأمهاتهم عن هذا المركز الخطير.

فماذا يقول الله في كلمته عن مركز الرجل ومركز المرأة في بناء البيت السعيد؟

"الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح هو أيضاً رأس الكنيسة" (أف 5: 23).

"كذلك يجب على الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم. من يحب امرأته يحب نفسه. فإن لم يبغض أحد جسده قط بل يقوته ويربيه كما الرب أيضاً للكنيسة" (أف 5: 28,29).

هذه النصوص الكتابية ترينا بوضوح التركيب العضوي للزواج السعيد, ففي إتحاد الرجل والمرأة في الزواج نجد "جسداً واحداً" رأس هذا الجسد هو "الرجل", وجسد هذا الرأس هو "الرجل", وجسد هذا الرأس هو "المرأة" فهل يعني هذا استعباد الرجل للمرأة, أو إلغاء الرجل لشخصية المرأة؟!

هذا هو الجهل الذي توارثناه وتعلمناه, وكان هو السر وراء التعاسة الزوجية التي نراها في الكثير من البيوت.

إن التركيب العضوي للجسد البشري يؤكد لنا أن الرأس ليست وظيفته استعباد الجسد.. إن الرأس هو مركز التفكير والتدبير لمصلحة الجسد,. والرأس يتلقى مشاعر الجسد ويعمل على إشباعها أو توجيهها التوجيه الصحيح, لا بالعنف, بل الاقتناع واللطف.

فالمسيح هو رأس الكنيسة "لأن الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح أيضاً هو رأس الكنيسة" (أف 5: 13) وهو لا يلغي شخصية الكنيسة, وإنما يفكر فيها ويدبر حاجاتها, ويطهرها بكلمته, ويعمل فيها بنعمته, وبجاذبية محبته لتتغير من مجد إلى مجد حتى تصل إلى صورته.. "أحب المسيح.. الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها لكي يقدسها مطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة. لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب" (أف 5: 25 - 27).

رئاسة المسيح للكنيسة لم تدفعه لاستعباد الكنيسة, ولم تعطه لحق في استغلال الكنيسة.. بل على العكس كانت محبة مضحية باذلة "أسلم نفسه لأجلها".. وقد استطرد الرسول بولس قائلاً "كذلك يجب على الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم" (أف 5: 28).

ففكرة استعباد الزوج لزوجته, فكرة وثنية غير مسيحية, وديكتاتورية الرجل في بيته لا أساس لها في العهدين القديم والجديد. فمع أننا نقرأ في رسالة بطرس الرسول الأولى الكلمات "فإنه هكذا كانت قديماً النساء القديسات المتوكلات على الله يزين أنفسهن خاضعات لرجالهن كما كانت سارة تطيع إبراهيم داعية إياه سيدها التي صرتن أولادها صانعات خيراً وغير خائفات خوفاً البتة" (1بط3: 5, 6) وهي كلمات ترينا طاعة سارة لإبراهيم واحترامها له.. إلا أنه يجب أن لا يفوت علينا أن طاعة سارة لإبراهيم لم تكن طاعة "عمياء", بل طاعة واعية مدركة لخطورة مسئوليتها وحقيقة مركزها, ولذلك نقرأ في سفر التكوين الكلمات: "ورأت سارة ابن هاجر المصرية الذي ولدته لإبراهيم يمزح.فقالت لإبراهيم اطرد هذه الجارية وابنها. لأن ابن هذه الجارية لا يرث مع ابني اسحق. فقبح الكلام جداً في عيني إبراهيم لسبب ابنه" (تك21: 9 - 11).

فهل فرض إبراهيم إرادته على سارة بديكتاتورية مستبدة, وأبقى هاجر وإسماعيل رغم إرادتها؟

يقينا لا.... لقد لجأ إلى الله يطلب حلاً للمشكلة التي هددت سعادة بيته, وهي مشكلة دقيقة لأنها ترتبط بعواطفه نحو ابنه إسماعيل, وطرد هاجر وإسماعيل يعني جرح هذه العواطف الشرعية التي لا غبار عليها.

"فقال الله لإبراهيم لا يقبح في عينيك من أجل الغلام ومن أجل جاريتك في كل ما تقول لك سارة اسمع لقولها. لأنه بإسحق يدعى لك نسل" (تك 21: 9- 12).

لقد وقف الله إلى جوار سارة, ولم يطالبها بطاعة عمياء لإبراهيم مع احترامها الشديد له, وأمر إبراهيم أن يسمع لقولها. فليس هناك خضوع أعمى في الزواج المسيحي السعيد, بل هناك حب باذل غير مستغل من ناحية الزواج, يقابله خضوع واع من ناحية الزوجة.

الصفحة
  • عدد الزيارات: 10865