Skip to main content

الفصلُ الخامِس رابِطُ الإنسِجام - مناطِقُ الإنسجِام

الصفحة 3 من 6: مناطِقُ الإنسجِام

مناطِقُ الإنسجِام

لمُساعدَتِكَ على وضعِ لوائِحِ الإنسجام، لِنَنظُرْ معاً إلى المناطِق الهامَّة في الإنسجام.

أوَّلاً هُناكَ الانسجام الجَسَدِي. ففي الزواجِ الناجِح، إن كانت العلاقةُ الجسديَّةُ في الزواج، أي الجِنس، سليمةً كما ينبَغِي أن تكون، فهي تُشكِّلُ عندَها 10 % من العلاقة. ولكن إن لم تكُنِ العلاقةُ الجسديَّةُ سليمةً كما ينبَغِي أن تَكُون، قد تصلُ أهميَّتهُا إلى 90 %. كثيرٌ من الزيجات تُفسَخُ اليوم بسبب عدم الانسجام الجَسَدِي. كم من عدم الانسجام الجَسَدِيّ سوفَ يُصحَّحُ، إن كانَ مَوجُوداً أصلاً، إذا تغيَّرتَ أنتَ من التركيزِ على نفسِكَ إلى التركيزِ على شريكةِ حياتِك؟ وإذا وضعتَ الشريكَ الآخر في وسطِ دائرةِ اهتماماتِكَ؟

إنَّ الانسجامَ لهُ علاقةٌ بالقِيَم. والقيمةُ هي "تلكَ النوعيَّة لأيِّ أمرٍ مُعيَّن التي من خِلالِها نُقرِّرُ ما إذا كانَ هذا الأمرُ أقلّ أو أكثرَ أهمِّيَّةً أومنفعةً، ومَرغُوباً به." وجميعُنا لدينا قِيَمٌ، سواءٌ إستَطَعنا تحديدَها أم لا. وبعدَ أن يرتَبِطَ إثنانِ في الزواج، فهناكَ يُمكِنُ أن يظهرَ عدمُ الانسجام. فالقِيَمُ لها علاقةٌ مثلاً بكيفَ نقضِي وقتَنا. هل سبقَ لكَ وتشاجرتَ معَ شريكةِ حياتِكَ حولَ هذا الموضوع؟

أمرٌ آخر تُحدِّدُهُ قِيَمُنا هو كيفَ نصرِفُ مالَنا؟ في حضارَاتٍ عديدة، يُشكِّلُ المال الطريقة التي بها نصرِفُ الوقت. فمالُنا ومُمتَلَكاتُنا تعكِسُ كيفيَّةَ صرفِنا لوقتِنا. فعندما نصرِفُ مالَنا، نصرِفُ أيضاً وقتَنا وحياتَنا. هل سبقَ وواجهتُما مشاكِل حولَ المال؟ فعندما يتصادَمُ الأزواجُ أحياناً حولَ كَيفيَّةِ إنفاقِ المال، يظهَرُ نموذَجٌ دقيقٌ لِقياسِ إنسجامِهما.

إن كيفيَّةَ تربِية الأولاد هي منطَقَةٌ أخرى من المناطِق التي تُعبِّرُ عن القِيَم. فينبَغي عليكُما أن تُجيبا معاً على السؤال، "ماذا نُريدُ لأطفالِنا؟ أيَّ نَوع من الثقافَةِ والتعليم نُريدُ لأولادِنا؟ وكيفَ نُؤدِّبُ أولادَنا؟" عندما يأتي كُلٌّ من الزوجَين من خلفيَّةٍ مُختَلِفةٍ جداً عن الآخر، فعلى الأرجح سوفَ يكونُ بينَهُما صِراعٌ في إجابتِهما على هذه الأسئِلة معاً.

منطَقَةُ الإنسجام الأخيرة التي تُعتَبَرُ هامَّةً اليوم هي ما يُسمَّى تعريف الدور. فكيفَ تنظُرُ إلى دورِ الزوجِ والأب؟ وكيفَ تنظُرُ إلى دورِ الزوجةِ والأُمّ؟ بينما تقوم بتعريفِ هذه الأدوار، أودُّ أن أسألكَ سُؤالَين: هل تستَقي تعريفاتِكَ من الحضارة أم من كَلِمةِ الله؟ وإن كُنتَ تستَقيها من الحضارَة، فكيفَ تجري الأُمور في زواجِكَ وعائِلتِك؟

فإن كُنتَ تُؤمِنُ بأنَّ اللهَ خلقَ  الزواج ووضعَ خُطَّةً لهُ، فينبَغي أن تكونَ طريقَةُ تعريفِكَ للأدوار في علاقتِكَ الزوجيَّة مُؤسَّسَةٌ على كلمةِ الله. تذكَّر أنَّ الأساس الذي بدأنا عليه هذه الدراسات عن الزواج والعائِلة، هُوَ أن الزواج والعائِلة هُما قانُونُ الحياة الذي وضعَهُ اللهُ عندما خلقَ الإنسانَ ذكراً وأُنثَى. لقد أعطى في كَلِمتِهِ خُطَّةً لِكيفيَّةِ عملِ الأزواج والعائِلات. فإن كُنتُما تُؤمِنانِ أنَّ الكتابَ المقدَّسَ هو كلمةُ الله المُوحَى بها، عليكُما أن تقترِبَا من كلمةِ الله مُفتِّشينِ عن خطَّةِ اللهِ لتعريفِ الأدوار. فإذا إتَّفقَ الزوجُ والزوجَةُ على إستِقاءِ تعريفاتِهما للأدوار من خُطَّةِ الله، سيمنحُهما هذا فُرصَةً عظيمةً للإنسجامِ والتلاؤُم.

الأدوارُ الكِتابِيَّة
الصفحة
  • عدد الزيارات: 11813