Skip to main content

الفصلُ الأوَّل قانُونُ الزواج والعائِلة - أشخاصٌ، شُرَكَاءٌ، ووَالِدُون

الصفحة 3 من 7: أشخاصٌ، شُرَكَاءٌ، ووَالِدُون

أشخاصٌ، شُرَكَاءٌ، ووَالِدُون

ما نراهُ حتى هذه المرحلَة في كَلِمَةِ الله هو قانونُ حَياة. ويُمكِنُنا تسمِيَتُهُ "قانونُ الزواج والعائلة." ولِكَي تعمَلَ هذه الخطَّة، كان ينبَغي أن يكونَ لدى الله والِدَينَ مُتلائِمَين. ولكي يَكُونا هُما والِدَينَ مُتلائِمَين، ينبَغ أن تكونَ بينَهُما شراكَةٌ مُلائِمَة. ولكي تكونَ بينَهُما شراكَةٌ مُلائِمة، ينبَغي أن يكونا شخصين مُتَلائِمَين.

 إنَّ الشراكَةَ التي خطَّطَ لها اللهُ عندَما خلقَ آدَم وحَوَّاء، لم تكُنْ شراكةَ مخلوقَين طُفيلِيَّين يقتاتانِ على بَعضِهما البعض. ولم تكُن الشراكةُ بين شخصٍ عادي وشخصٍ طُفُولي إتِّكالي، والتي يكونُ فيها شخصٌ يمتصُّ الحياةَ من الآخر. إنَّ الخُطَّة كانت وهيَ، أن يقومَ شخصانِ مُتكامِلانِ بِبناءِ الحياة في بعضِهِما البَعض، وببناءِ الحياةِ معاً، كما قصدَ اللهُ عندما خلقَ الرجُلَ والمرأة. إنَّ هذا المبدأ يصحُّ اليومَ بِمِقدَارِ ما كان يَصِحُّ في بدءِ الخليقة.

إنَّ خُطَّةَ الزواجِ والعائلةِ هذه هي تحتَ هُجومٍ شرِسٍ اليوم. فهُناكَ الكثيرونَ يقولُون اليوم، على سبيلِ المِثال، أنَّهُ على المرأة أن تُبرهِنَ مُساواتَها للرَّجُل من خِلالِ قِيامِها بكلِّ ما يَقُومُ بهِ الرجُل. فهذهِ النظريَّة تقولُ أنَّهُ إن لم يكُن للمرأةِ نفسَ دور وعمل الرجُل، فلن يكونَ لها نفسُ الأهميَّة أو الجدارة مثل الرجل.

من جِهةٍ نجِدُ المُتعصِّبِين للرُّجُولة يُنادُونَ بِتفوُّقِ الرِّجال. ومن جهةٍ ثانية، سوفَ نجدُ المُتعصِّبين للنساءِ يُنادُونَ بِتَفوُّقِ النساء، وكأنَّ القضيَّةَ هي إختيارٌ حَتميٌّ لواحدٍ من أمرين. بِحَسَب خُطَّة الكِتاب المقدَّس، فإنَّ علاقَةَ الذكَرِ والأُنثَى هي علاقة وِحدَة. فإن كانَ شخصانِ مُتشابِهَينِ تماماً، سيكونُ وُجودُ واحِدٍ منهُما غيرَ ضَروريّ. لهذا خلقَنا اللهُ تعمُّداً بطريقةٍ فَريدة، ذكراً وأُنثَى، لِكَي يُكمِّلَ كُلٌّ منَّا الآخر. تُحاوِلُ الحضارَةُ أن تُقلِّلَ من الفُروقاتِ بينَ الجِنسَين، لكي يُبرهِنَ أنَّ الذكرَ والأُنثَى هما مُتشابِهانِ تماماً. ولكن هُناكَ تنوُّعٌ جميلٌ وقصدٌ رائِع في الطريقَةِ التي حلقَ بها اللهُ الذكرَ والأُنثَى.

إحدَى الطرُق لتَوضِيحِ قانونَ الزواج والعائلة هذا، هي بتصوُّرِ هرمٍ مَقسُومٍ إلى ثلاثةِ أقسام. أُكتُبْ على القِسم السفلي (أو قاعِدة الهَرَم): "أشخاص،" وعلى القسم الوسَطي: "شُرَكاء،" وعلى القسم الأعلى (أو قمَّة الهَرَم) أُكتُبْ: "والِدَين."

(صُورَة مُثَلَّث مقسُوم إلى ثلاثَةِ أقسام كما جاءَ الوصف.)

 فَلِكَي يُصبِحَ لديكَ هرَم، لا يُمكِنُكَ أن تكتَفي بالقسمِ الأعلى فقط. بنفسِ الطريقة، من المُستَحِيل أن يكونَ لَدينا والِدَين مُلائِمَين لا يكونُ لديهما شراكَة ممسوحَة من الله. ومن المُستَحيل أن يكونَ لدينا القسمُ الوسطي من الهرم بدونِ القسم السُفلي. إن أساسَ الشراكَة التي تَصنَعُ والِدَين صالِحَين هي شخصانِ مُتلائِمان. فالقسمُ السُفلي هو القسمُ الأساسي والحيوي. وبِنَفسِ الطريقة، فإنَّ الجزءَ الحيويَّ من الزواج هو الشخصان اللذانِ يقومُ عليهما الزواج.

من أينَ نبدَأُ؟
الصفحة
  • عدد الزيارات: 13733