Skip to main content

الخدمات الكهنوتية الخاصة بالناس في العهد القديم ومدلولها في العهد الجديد

قبل التحدث عن هذه الخدمات، يجدر بنا الإشارة إلى أنه كان من الواجب على الكهنة، قبل القيام بها، لا أن يغتسلوا فقط كما ذكرنا، بل وأن يخلعوا أيضاً أحذيتهم. وكان هذا دليلاً على وجوب الوجود في حالة الاتضاع والوقار أمام الله. ولذلك قال تعالى لموسى قديماً عندما رآه يقترب إلى العليقة التي كان يخاطبه منها: "لا تقترب إلى ههنا. اخلع حذاءك من رجليك، لأن الموضع الذي أنت واقف عليه، أرض مقدسة" (خروج3: 4- 5). كما قال ليشوع بعد ذلك عندما تراءى تعالى له: "اخلع نعلك من رجلك، لأن المكان الذي أنت واقف عليه هو مقدس" (يشوع5: 15). وقد أشار سليمان الحكيم إلى هذه الحقيقة بحالة معنوية فقال: "احفظ قدمك حين تذهب إلى بيت الله، فالاستماع أقرب (إلى الله) من تقديم ذبيحة الجهال لأنهم لا يبالون بالشر. لا تستعجل فمك ولا يسرع قلبك إلى نطق كلام قدام الله، لأن الله في السموات وأنت على الأرض. فلذلك فلتكن كلماتك قليلة" (جامعة5: 1- 2). وقال بولس الرسول بعده للمؤمنين: "لذلك ونحن قابلون ملكوتاً لا يتزعزع، ليكن عندنا شكر، به نخدم الله خدمة مرضية بخشوع وتقوى. لأن إلهنا (في قداسته مثل) نار آكلة" (عبرانيين12: 28- 29)، ولذلك يجب ألا نتسرع في الصلاة، بل أن نتريث ونتمهل حتى تصبح قلوبنا في حالة القداسة اللائقة به.

فالله وإن كان يحبنا أكثر من محبة الآباء بدرجة لا حد لها، وقد شق الحجاب الذي كان يفصل بيننا وبينه إلى الأبد على أساس كفاية كفارة المسيح، ويدعونا للدنو منه في كل حين لكي نتمتع بالشركة معه ما شاء لنا التمتع، ويضع أمامنا كل بركاته لكي نفيد منها إلى أقصى درجة ممكنة لدينا، لكن مع كل ذلك، له قدسيته التي تفوق كل قدسية في الوجود. ومن ثم قال النبي للعابدين "أعبدوا الرب بخوف" (مزمور2: 11)، كما قال لله "أسجد في هيكل قدسك بخوفك" (مزمور5: 7). وقال بطرس الرسول بعده للمؤمنين "وإن كنتم تدعون أباً الذي يحكم بغير محاباة حسب عمل كل واحد، فسيروا زمان غربتكم بخوف". كما قال "خافوا الله[1]" (1بطرس1: 17، 2: 17).


24-إن المؤمنين الحقيقيين يخافون الله أي يهابونه. ولكنهم لا يخافون منه لأنه أبوهم. أما غير المؤمنين والمؤمنون بالاسم فهم وحدهم الذين يخافون من الله، لأنه لا رجاء لهم عنده.

  • عدد الزيارات: 3788