حقيقة المسيح
ما هي حقيقة المسيح؟ هل كان إلهاً وإنساناً معاً أم كان مجرد إنسان من صنف ممتاز؟ لماذا تجسد المسيح وهل من ضرورة حاتمة لهذا التجسد؟ ما هو تأثير الإيمان بحقيقة التجسد؟ ما هو تعليم
الكتاب المقدس بخصوص حقيقة التجسد؟ كل هذه أسئلة طالما تملأ العقل الإنساني خاصة عندما يستيقظ الإنسان يقظة روحية، ويحس بثقل خطاياه، ويبدأ في التفكير في الله والأبدية والدينونة فتجول برأسه هذه الأسئلة كلها.
وكثيراً ما يخدع الشيطان الكثيرين من جهة حقيقة التجسد، لأن الشيطان يعلم أن الإيمان بلاهوت السيد المجيد، يعطي الإنسان يقيناً تاماً بغفران خطاياه. وراحة تامة بالنسبة لحاضره وماضيه، لذلك يحاول الشيطان أن يزرع بذور الشك في حقيقة التجسد ليبعد الإنسان عن مصدر النور والحياة. وفي سنة 325 بعد الميلاد، انتشرت ضلالة رهيبة تقول إن المسيح هو مخلوق كسائر البشر خلقه الله من العدم، وكان صاحب هذه الضلالة هو "آريوس"، وبسبب هذه الضلالة المخيفة عقد مجمع نيقية الذي حضره 318 عضواً، فوقف أثناسيوس العظيم، الذي لقب بحق أثناسيوس الرسولي وحطم بأدلة كتابية قاطعة، وبقوة روح الله، عقيدة آريوس حتى أصدر المجمع قانون الإيمان النيقوي، وعادت الكنيسة تبني على صخرة الإيمان بالمسيح الإله المتجسد. لكننا اليوم نواجه جماعة "شهود يهوه" الذين يعلمون بأن المسيح لم يكن سوى إنسان من عظماء التاريخ، وهم يملأون البلاد بكتبهم المليئة بالتجاديف، لذلك وجب أن نكتب لأولاد الله هذه الرسالة الموجزة لتثبيتهم في الحق الواضح الجلي عن لاهوت الرب المجيد، حتى يعرفوا أن يجيبوا المعاندين عن سبب الرجاء الذي فيهم بوداعة وخوف. وصلاتي أن يستخدم القدير هذا القلم الضعيف لخلاص النفوس وبنيان المؤمنين، وسوف أسير في بحثي مع الكتاب إلى التمام.
- عدد الزيارات: 3120