كُتب عنه قبل ميلاده!
الوحيد بين البشر الذي كُتب عن كل تفاصيل حياته قبل ولادته بمئات السنين. يحتفل العالم المسيحي بميلاد االسيد المسيح. وولادته هي رسالة محبة وسلام الى العالم، وهي دعوة عامة الى التواضع والوداعة. وقد وُلد يسوع قبل حوالي 2000 عام في بيت لحم. والعجيب انه كُتب عن كل تفاصيل حياته حتى قبل ولادته بمئات السنين، وقد تمت عشرات النبوات عنه وبالتدقيق، واود ان اسرد هنا أهمّ ما ذُكر عنه قبل ولادته:
1- مكان ولادته:
نقرأ في سفر النبي ميخا في الكتاب المقدس عن مكان ولادة المسيح "أما انتِ يا بيت لحم افراتة وانت الصغيرة ان تكوني بين الوف يهوذا، فمنك يخرج لي الذي يكون متسلّطاً على اسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الازل... ويرعى بقدرة الرب بعظمة اسم الرب الهه ويثبتون لأنه يتعظم الى اقاصي الارض ويكون هذا سلاماً" (سفر ميخا، فصل 5 آية 2). هذا ما يتطابق مع الانجيل والتاريخ، فقد وُلد يسوع في مدينة بيت لحم، وقد كتب ميخا نبوته هذه قبل المسيح ب 800 عام!.
2- زمان ولادته:
كتب النبي دانيال نبواته زمن سبي اليهود في بابل أي 500 عام قبل المسيح. وقد ذكر ان المسيح سيأتي بعده بسبعين اسبوع اي 490 يوما اذ يقول: "سبعون اسبوعاً قضيت على شعبك... لمسح قدوس القدوسين. من خروج الامر الى تجديد اورشليم وبنائها الى المسيح قدوس القدوسين سبعة اسابيع واثنان وستون اسبوعا... وبعد اثنين وستين اسبوعا يقطع المسيح" (الرجاء قراءة النص في دانيال 9: 25). ولما نعلم ان التاريخ يؤكد ان بين نبوة دانيال عن المسيح وميلاده فترة 490 عاما، عندها نتعجب من الدقة. والتوراة تعطي المجال احيانا للتحدث عن ايام مع انها تقصد سنيناً مثلاً نقرأ عن يعقوب ابي الاسباط "فخدم يعقوب براحيل سبع سنين وكانت في عينيه كأيام قليلة بسبب محبته لها" (سفر التكوين 29: 20). وايضا يقول الرب "وانا قد جعلت لك سني اثمهم حسب عدد الايام ثلاث مئة يوم وتسعين يوما... فقد جعلت لكل يوم عوضاً عن سنة" (حزقيال 4: 5). أ ليس عجيباً ان يُذكر بالتحديد متى يأتي المسيح حتى قبل مجيئه بمئات السنين!.
3- كيفية ولادته:
ذكر النبي اشعياء ان المسيح سيولد من عذراء إذ كتب يقول: " يعطيكم السيد نفسه آية، ها العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل (اي الله معنا)" (سفر اشعياء 7: 14). وقد كتب اشعياء كتابه قبل المسيح بحوالي 700 سنةّ. (ان المخطوطات الاصلية لسفر اشعياء موجودة اليوم في المتحف في القدس). وهذا فعلاً ما حدث، إذ وُلد السيد المسيح من عذراء حسب النبوة.
4- حقيقة مجيئه:
عاش موسى النبي حوالي 3000 عام قبل المسيح وقد تنبأ عن مجيء المسيح اذ قال: "يقيم لك الرب الهك نبياً من وسطك من اخوتك مثلي، له تسمعون.... أقيم لهم نبياً من وسط اخوتهم مثلك واجعل كلامي في فمه فيكلّمهم بكل ما اوصيه به" (سفر التثنية 18: 15 / 18). كيف نعرف ان المقصود هنا هو المسيح وليس سواه؟. اولاً يقول "من وسطكم من اخوتكم" اي ان هذا النبي هو من شعب موسي. ثم يقول "مثلي" اي كما كان موسى مؤسساً وبادئاً لدين جديد هو الدين اليهودي ومخلصاً لشعبه من العبودية، هكذا المسيح ايضا هو بداية ورئيس الايمان المسيحي وهو المخلص من عبودية الخطية والشر.
5- مدة حياته على الارض:
عاش يسوع المسيح حياة قصيرة على الارض اي 33 عاماً ونندهش عندما نقرأ ما كتبه النبي داود حوالي 1000 سنة قبل المسيح اذ قال لله على لسان المسيح "قصّر أيامي. أقول يا الهي لا تقبضني في نصف أيامي" (مزمور 102: 23). وحسب مزمور 90 نفهم ان الانسان يعيش على الارض بمعدل سبعين سنة، ونصف هذه المدة هو 35 سنةّ. يا لدقة هذه النبوة!.
6- طبيعة مهمته، عمله ورسالته:
يصف النبي اشعياء مهمة ودور المسيح بالتدقيق اذ قال على لسانه "روح السيد الرب عليّ لان الرب مسحني (منها كلمة المسيح) لأبشّر المساكين أرسلني لأعصب منكسري القلوب لأنادي للمسبيين بالعتق والمأسورين بالاطلاق" (اشعياء 61: 1)، وايضاً " لتفتح عيون العمي لتُخرج من الحبس المأسورين" (اشعياء 42: 7)، وايضا "ويحلّ عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب" (اشعياء 11: 2)، وايضاً "لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابناً وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيباً مشيراً الهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام. لنمو رياسته وللسلام لا نهاية" (اشعياء 9: 6).
7- عن نهايته على الارض:
يكتب النبي اشعياء عن المسيح انه سيحمل خطايا البشر وانه سيتألّم ويكون الذبيحة عنهم اذ يقول" :لكن احزاننا حملها واوجاعنا تحمّلها ونحن حسبناه مصاباً ومضروباً من الله... وهو مجروح لاجل معاصينا مسحوق لاجل اثامنا .. ظُلم، اما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق الى الذبح... ضُرب من اجل ذنب شعبي وجُعل مع الاشرار قبره ومع غني عند موته" (اشعياء 53: 4-9)، ويكتب داود عن موت المسيح صلباً "الى تراب الموت تضعني... ثقبوا يديّ ورجليّ" (مزمور 22: 16)، وطعنه بالحربة "وينظرون الى الذي طعنوه" (زكريا 12: 10).
8- قيامته وملكه:
يعوزني الوقت لسرد مئات النبوات عن كل تفاصيل حياة السيد المسيح من المهد الى اللحد، لكن أختم بالاشارة الى قيامته ورجوعة للمُلك والسيادة. يكتب النبي داود قائلاً "لانك لن تترك نفسي في الهاوية. لن تدع تقيك يرى فساداً" ((مزمور 16: 10)، وايضاً نقرأ "وتقف قدماه في ذلك اليوم على جبل الزيتون الذي قدام اورشليم من الشرق فينشق جبل الزيتون من وسطه نحو الشرق ونحو الغرب وادياً عظيماً.... ويأتي الرب الهي وجميع القديسين معه" (سفر زكريا 14: 14، كتب قبل المسيح بحوالي 500 سنة!)
هذا هو الذي وُلد قبل 2000 عام ونحتفل دائما بميلاده ونتعجب من شخصه الفريد ونندهش كيف كتب عنه اكثر من سبعة انبياء اكثر من مئة نبوة عن كل تفاصيل حياته حتى الدقيقة منها، وكلها تمّت دون اي تناقض او نقصان. اتمنى في هذا العام ان يكون الاحتفال بميلاد السيد المسيح رسالة واضحة للشعوب، رسالة محبة وسلام لعالم يفتقر الى الطمأنينة والوئام الذين امامهما يُحتقر المال والعيال ولا بديل للسلام في كل الاحوال وكل عام والجميع بخير.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
- عدد الزيارات: 15094