دعوة للرجوع الى المكتوب
تكاد الكنيسة اليوم تكون مختلفة تماما ولا تشبه الكنيسة الكتابية بشيء. فالكنيسة المثالية النموذجية في سفر الاعمال، لا نجد لها اثر اليوم وقد اختفت معالمها كليا.. الامر الذي اضعف العالم المسيحي اليوم.. فاصبحت الكنيسة اليوم كرجل مسن هرم عاجز، لا يحترمه احد.... مع ان الكنيسة هي جسد المسيح رب الكل وروح الله القدير فيها وكلمة الله الحية الفعالة تقودها، فلا ينبغي ان تكون هزيلة تتأرجح، مرتعبة من العالم او متهادنة معه، كشجرة كبيرة تتآوى فيها كل طيور السماء اي كل التعاليم الغريبة... دعنا نتامل ببعض الفروق الملموسة بين الكنيسة اليوم والكنيسة الاولى في الكتاب المقدس.
الفروق بين كنائس اليوم، وبين كنيسة العهد الجديد في اعمال الرسل 2
· يسود اليوم التناوب في الوعظ، فاليوم انا وغذا انت وبعد غذ هو وهكذا.. بينما في نموذج العهد الجديد، الرسول بطرس هو الذي وعظ في كل المناسبات ولم يتناوب في الوعظ الكثيرون.. فلم يعظ اليوم بطرس وغدا يوحنا ثم توما وهكذا..حتى اخوة يسوع لم يكن لهم اي دور في اع 2
· النساء اليوم لهم دور قيادي في الكنيسة وهم يقررون في الكثير من شؤون الكنيسة، بينما في العهد الجديد في الكنيسة الاولى في اعمال 2، لا نجد للنساء دور قيادي.. حتى ام يسوع اي مريم العذراء كان لها دور هامشي وجانبي(اعمال 1: 14).. انظروا دقة المكتوب فكان الاخوة يواظبون على الصلاة في الكنيسة، مع النساء وام يسوع، ولا يقول كانوا مع النساء وام يسوع يواظبون.. فالذي كان يقود هم التلاميذ وليس ام يسوع.. وفي كل سفر الاعمال الرسل لا نجد دور لام يسوع المطوبة والقديسة التقية !
· اليوم اي واحد يريد او يرغب ان يكون واعظ ومعلم للكتاب المقدس، يمكنه ذلك، بينما في العهد الجديد فقط المُقام من الله فعل ذلك. فبطرس اقامه الله مبشرا ولا نرى الرسول يوحنا يعظ، وبولس يعلّم لكن لا نرى بطرس يعلّم الانجيل.. بطرس في التبشير (اع 1-12) وبولس في التعليم (اع 12-28)
· اليوم التركيز على الانفعالات العاطفية والمعجزات والتكلم بالالسنة والقصص، اما في الكتاب المقدس فكان التركيز على كلمة الرب.. لم تنخس قلوب السامعين في اع 2 بسبب المعجزات والالسنة، بل فقط عندما وعظ بطرس، حدث التغيير وتاب المستمعون..
· اليوم نرى تعديات وفوضى في داخل الكنائس ولا احد لديه الجرأة لتصليح الاخطاء، اما في اعمال 2 بسبب كذبة واحدة اي غلطة بسيطة اع 5 ، واجهها بطرس امام الجميع
· اليوم نرى البخل في العطاء للرب ولعمل الرب ولخدام الرب، ويفكر "المؤمن" حديثا كيف يكسب ويربح وينجح بسسب انضمامه للكنيسة، اما في الكنيسة الاولى فقد باع الجميع املاكهم الشخصية ووضعوا اثمانها تحت تصرف القيادة في الكنيسة، مع ان القيادة كانت مكونة من صيادي سمك اي رجال بسيطين للغاية
· اليوم المشاكل الكنسية تتفاقم ولا احد يبالي بمواجهتها ومعالجتها، اما في الكنيسة الاولى اع 6 ، واجهت القيادة المشكلة وعالجتها
· اليوم ينضم البعض الى الكنيسة، وبعد وقت يتركون الكنيسة متذمرين، ولا نرى قصص تجديد حقيقية يتبعها تغيير جذري واضح للجميع، اما في الكنيسة الاولى اع 9 فقصة تجديد بولس تبعها تحوّل واضح ودائم
· اليوم احيانا يضطهد المسيحيون اهل العالم ويظلمونهم، اما في سفر الاعمال فكان المؤمنون يواجهون الاضطهاد من العالم لاجل ايمانهم.. كانوا مستعدين لدفع اي ثمن لاجل اطاعة الانجيل
· اليوم هنالك الكثير من التشكي والتذمر والخصام والتعقيد والتحليل والظنون والشكوك، اما في الكنيسة الاولى فسادت المحبة والبساطة والشكر والفرح والثقة
· المقاييس كانت روحية محضة، فالرب استخدم بطرس صياد السمك العامي، ولا نرى تدخل اصحاب العلم والمناصب والاغنياء، واليوم نرى الاغنياء واصحاب المناصب والذين من عائلة كبيرة يقررون في الكنائس، ولكلامهم له وزن، حتى ولو كانوا حديثي الايمان او عالمييين او جسديين!
· اليوم الكنيسة تخشى وتخاف وترتعب من العالم، ومن كلام الناس ومن اناس لهم نفوذ او ثروة في العالم، اما في الكنيسة الاولى فكان العالم يرتعب من الكنيسة رغم بساطتها.. فالملوك والرؤساء والاغنياء وزعماء الدين، الجميع ارتعب من بطرس الصياد ومن صلوات الكنيسة الاولى
أ لم يحن الوقت للاصلاح والرجوع للمكتوب، ولنفض التقليد وازالة التعاليم الغريبة، ورفض الافكار والمقايييس العالمية السائدة في الكنائس... يتوقع الله ان تكون الكنيسة جسد المسيح ان تُظهر قوة الله وتُحدث انقلاب في العالم وتتمم ارادة الله في هذا العالم، يا ترى هل تقوم الكنيسة اليوم بدورها ام تجلب العار على اسم المسيح ؟. ليتنا نكون صادقين نعترف بالواقع ، ونكون جريئين نواجه الحقيقة ونكون حكماء نعرف كيف نرجع الى المكتوب قبل فوات الاوان ونكون متواضعين نبدأ بانفسنا.....
- عدد الزيارات: 4993