Skip to main content

الدرس السابع والسبعون: خاتمة الصلاة الربانية

لقد وصلنا إلى خاتمة الصلاة الربانية وذلك بعد أن درسنا مقدمة أو افتتاحية الصلاة الربانية والطلبات التي نجدها في هذه الصلاة. وهذه هي خاتمة الصلاة الربانية:

"لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد، آمين"

قبل كل شيء علينا أن نذكر أن طلبات الصلاة الربانية تشمل أموراً عديدة أي مواضيع قداسة اسم الله تعالى ومجيء ملكوته المقدس والعمل بمشيئته على الأرض كما يُعمل بها في السماء، وكذلك مواضيع حاجاتنا الجسدية اليومية وحاجتنا الروحية لغفران الذنوب والخطايا، والتغلب يومياً على عدونا اللدود إبليس. هذه الأمور التي نطلبها من الله تعالى لا يستطيع أن ينفذّها بشرى أو ملاك. هذه تتطلب تدخل الله القادر على كل شيء في شؤون حياتنا نحن البشر وكذلك في نظام الكون بأسره. ولذلك وبعد أن نكون قد تقدمنا بطلباتنا إلى الله نقول: لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد، آمين.

أولاً: لأن لك الملك: هذا الاعتراف المبني على جميع تعاليم الكتاب هو اعتراف هام وجوهري: لله تعالى الملك. لله الملك التام والمطلق لأنه هو الخالق الذي جاء بكل شيء إلى الوجود وهو الذي صنع كل ما يُرى وما لا يُرى. الله هو المالك المطلق لكل ما في الوجود وهو سيد الكون ورب العالمين. وبناء على هذه الحقيقة العظمى نقدر أن نطلب من الله أن يقوم بتنفيذ جميع الأمور التي نذكرها في صلواتنا.

ثانياً: لأن لك القوة: نعترف بأن الله الملك المطلق لكل ما في الكون والدنيا وهو الذي يسوس ويدبر أمور الناس وكذلك نعترف بأن لله القوة التامة على اليقين أننا لا نعترف بملكية اسمية بل فعلية أي أن الله وهو ملك الملوك ورب الأرباب، له القوة الكافية والتامة لتنفيذ مشيئته المقدسة فهو قادر إذن أن يساعدنا على تقديس اسمه وعلى العمل بمشيئته وعلى تعجيل مجيء ملكوته وعلى إعطائنا حاجات الجسد والروح والغلبة التامة على قوى الشر المحيطة بنا. يستطيع الله أن يقوم بكل ما نطلبه منه فصلواتنا إن كانت طلباتنا مبنية على تعاليم كلمته المقدسة لأن له القوة أي المقدرة الكافية لتنفيذ ما يطلبه منه المؤمنون العاملون على إرضائه تعالى.

ثالثاً: لأن لك المجد إلى الأبد: لله المجد لأنه هو الذي صنع السماء والأرض وهو الذي خلق الملائكة والبشر وهو الذي قام بكل شيء من أجل مجد اسمه القدوس. لله المجد الآن وإلى أبد الآبدين. ويتمجد الله بصورة خاصة عندما نأتي إليه كالآب السماوي طالبين منه أن يساعدنا لنحيا كما يطلب منا في كلمته المقدسة لأننا إذ ذاك نُظهر بأننا لا ننظر إلى أنفسنا كمخلوقات كاملة بل كمخلوقات ضعيفة وبحاجة دائمة وماسة إلى معونة وبركة الله. ويتمجد الله فينا كلما نزعنا من قلوبنا محبة الذات وجعلنا حياتنا تدور على محور محبة الله ومحبة القريب.

رابعاً: آمين: نختتم صلاتنا بكلمة صغيرة قد يغرب على بالنا مقدار أهميتها إذ أننا قد نظن بأنها إنما هي كلمة ليس لها معنى آخر سوى أنها كلمة نهائية نعلن بواسطتها أننا قد انتهينا من الصلاة. إن هذه الكلمة الصغيرة تعني بأننا متأكدين تماماً بأن الله سيقوم بتنفيذ جميع هذه الطلبات بشرط أننا كنا مصلّين لهذه الصلاة عن قلب صادق وليس مرددين إياها بصورة آلية.

  • عدد الزيارات: 4547