الدرس الثامن والسبعون: خلاصة دروسنا في تعاليم الكتاب المقدس
عندما ابتدأنا في دراستنا لتعاليم الكتاب المقدس رأينا أنه من واجب كل إنسان أن يصل إلى معرفة أمور ثلاثة وهي: أولاً: حالة الإنسان الحاضرة المحزنة أي كون الإنسان ساقطاً في بحر الخطية ومستعبداً لها، وثانياً: كيفية التخلّص من هذه الحالة المريعة أي الحصول على الخلاص العظيم الذي أعده ونفّذه الله في يسوع المسيح، وثالثاً: كيفية الحياة بطريقة تتفق مع حالة الإنسان المؤمن الخالص بفضل نعمة الله.
لقد درسنا هذه الأمور في دروس عديدة مبنية على تعاليم كلمة الله المقدسة. وغايتنا كانت عدم الاكتفاء بالحصول على معرفة عقلية نظرية لهذه الأمور الهامة التي تتعلق بحياة كل بشري. كانت غايتنا الوقوف على أوامر الله لكل بشري بأن يترك حالة الخطية والشر وأن يقبل الخلاص العظيم من الخطية الذي يقدم مجّاناً في إنجيل المسيح يسوع وأن يحيا الإنسان حياة جديدة مليئة بأعمال الصلاح والتقوى والخير. وبعبارة أخرى حضّرنا هذه الدراسات لنكون عاملين بكلمة الله ومطبّقين لها في حياتنا. لأن الاكتفاء بسماع كلمة الله وعدم الانصياع لأوامر الله إنما يعرّض الإنسان إلى دينونة الله العادلة التي ستقع على كل من يرفض قبول الخلاص العظيم الذي أعده الله تممه بواسطة يسوع المسيح وموته الكفاري على الصليب وقيامته المجيدة من الأموات. لم يقم الله تعالى بهذه الأمور ليبقى الناس في موقف المتفرجين على أعمال الله الخلاصية بل ليقبل الجميع إلى معرفة الحق وإلى اختبار وتذوق الخلاص.
وهكذا يجدر بنا وقد وصلنا إلى نهاية دروسنا للصلاة الربانية ولتعاليم الكتاب المقدس أن نتذكر أننا ذكرنا أهم مواضيع الحياة لمساعدة القراء: أي ليكونوا هم أيضاً من الذين يستطيعون أن يقولوا في أنفسهم: نحن لا نكتفي بالقول أننا نعرف الكثير عن أمور الله والحياة الحاضرة والمستقبلية وأمور الروح، إنما نقول ونعترف قبل كل شيء أننا خطاة وأثمة في أنفسنا وأننا لا ننتظر الخلاص إلا من الله وبما قام به تعالى من أعمال خلاصية وفدائية في السيد المسيح. ولقد منّا علينا الله بهبة الخلاص وها إننا سنعيش بمعونته تعالى من أجل مجد اسمه القدوس مظهرين شكرنا وامتنانا لله بواسطة حياة مبنية على تعاليم الكلمة حياة مليئة بأعمال الصلاح والخير، حياة طابعها الخاص الصلاة القلبية إلى الله ليساعدنا على القيام بما يأمرنا به. كل من يعترف بهكذا كلمات يكون قد استفاد بالفعل من هذه الدروس الكتابية. وصلاتنا إلى الله هي أن يمن على الجميع بأن يعترفوا هذا الاعتراف الحسن وألا يؤجلوا موضوع خلاصهم من الخطية. ونُنهي هذه الدروس في تعاليم الكتاب المقدس ببعض الآيات الكتابية المناسبة:
"اطلبوا الرب ما دام يوجد، ادعوه وهو قريب. ليترك الشرير طريقه ورجل الإثم أفكاره وليتب إلى الرب فيرحمه وإلى إلهنا لأنه يكثر الغفران..." (اشعياء55: 6و 7)
"وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يُرفع ابن الإنسان لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. لأنه لم يُرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم. الذي يؤمن به لا يُدان والذي لا يُؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد. وهذه هي الدينونة أن النور قد جاء إلى العالم وأحب الناس الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة. لأن كل من يعمل السيآت يبغض النور ولا يأتي إلى النور لئلا تُوبخ أعماله. وأما من يفعل الحق فيقبل إلى النور لكي تظهر أعماله أنها بالله معمولة" (الإنجيل حسب يوحنا3: 14- 21).
وآيات أُخر كثيرة صنع يسوع قدّام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب. وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه" (الإنجيل حسب يوحنا20: 30و 31)
"فقال لهم بطرس: توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس لأن الموعد هو لكم ولأولادكم ولكل الذين على بُعد كل من يدعوه الرب إلهنا" (أعمال الرسل2: 38و 39).
"ولكن الله بيّن محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا" (الرسالة بولس الرسول إلى أهل رومية5: 8).
"ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبّنا: فإني متيقن أنه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة ولا علو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا" (رسالة بولس الرسول إلى أهل الإيمان في رومية8: 37- 39).
- عدد الزيارات: 2801