خرافه تتبعه
آثرت تأجيل هذه النقطة إلى الأخير، لأن الناس يتوقعون الحديث عنها في البداية، ما دام الكلام يتناول موضوع الضمان الأبدي. يخبرنا يوحنا 10: 27 بأن: " خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتبعني" لنلاحظ أمورا ثلاثة. ليس لاعتراف الإنسان أي تأثير، لأنه إن لم يسمع الإنسان صوت ابن الله فلن يكون مسيحيا حقيقيا، ولذلك لا يحسبه المخلص من خاصته. فمهما كان اعتراف الإنسان أو مجاهرته بالإيمان، فإن كان لا يتبع الرب يسوع المسيح، فهو مجرد مخادع ومحتال ومراء. وقد يتبع مؤقتا وظاهريا، كأولئك الذين يتحدث عنهم الرسول بطرس، الذين يسيرون في طريق البر، ومن ثم يعرضون عنه. " قد أصابهم ما في المثل الصادق، كلب قد عاد إلى قيئه وخنزيرة مغتسلة على مراغة الحمأة" (2 بطرس 2: 22). فلو أن ذلك الكلب تبدل وصار حملا، أو تلك الخنزيرة صارت نعجة، لما رجع أي منهما إلى القذارة. ولكن وكما يتضح، بقي الكلب كلبا والخنزيرة خنزيرة، وذلك لأن الغسل كان من الخارج ؟ والتغيير لم يشمل الداخل، وهكذا رجعا إلى حالتهما السابقة. أما بالنسبة إلى خراف المسيح، فالوضع يختلف جذريا، إذ يقول الرب يسوع عنها: " تتبعني" حذار أن تعلن أنك واحد من خرافه إن كنت لا تتبعه، إذ إن الإتباع هو امتحان الحقيقية. ثمة أناس كثيرون يدعون أنهم في وقت من الأوقات تغيروا ولكن يكونون بالحقيقة إلى الأبد. إن ما تحتاج إليه هو الولادة الجديدة، وعندما تولد ثانية، تحصل على الحياة الجديدة، وعندما تحصل على الحياة الجديدة، تبغي إتباع يسوع. أما إذا كنت لا ترغب في ذلك الإتباع، فإنك لست مؤمنا مسيحيا. تأمل في الموضوع مليا، وامتحن دعائم إيمانك.
- عدد الزيارات: 2779