Skip to main content

ما هي ألقاب ووظائف رئيس الملائكة ميخائيل؟ - يهوه والمسيح

الصفحة 4 من 6: يهوه والمسيح

يهوه والمسيح

مما سبق يتضح لنا أن:

المسيح ابن الله, له ذات علم الله «يهوه» إله العهد القديم ونحن لا نؤمن بإلهين, بل بإله واحد.

إذا : من يكون هذا الذي له صفات الله ذاتها?

نعم إنه هو الله الابن. الأزلي, والموجود في كل مكان, والعالم بالسر والغيب وكل شيء.

1 - المسيح يعرف ما في القلوب وما يدور في الأفكار:

أ - يعرف أفكار وقلوب المقاومين له:

1 - عندما أحضر إليه المجنون الأعمى والأخرس وشفاه قالت كل الجموع «ألعل هذا ابن داود?» أما الفريسيون فلما سمعوا قالوا «هذا لا يخرج الشياطين إلا ببعلزبول رئيس الشياطين فعلم يسوع أفكارهم» (متى 22:12 - 25).

2 - في معجزة شفاء ذي اليد اليابسة يوم السبت يقول الإنجيل عن الفريسيين إنهم «تشاوروا عليه لكي يهلكوه فعلم يسوع وانصرف من هناك» (متى 14:12, 15). ويقول البشير لوقا: «أما هو. فعل م أفكارهم» (لوقا7:6, 8).

3 - عندما ذهب الفريسيون إليه وتشاوروا لكي يصطادوه بكلمة, وأرسلوا إليه تلاميذهم مع الهيروديسيين وقالوا له «أيجوز أن نعطى جزية لقيصر أم لا. (فعلم يسوع خبثهم) وقال لماذا تجربونني يا مراءون» (متى 15:22 - 21) ويقول مرقس إن الرب يسوع «علم رياءهم» (مرقس15:12) ويقول لوقا الطبيب «فشعر بمكرهم» (لوقا23:20) .

4 - عندما قدموا إليه مفلوجا يحمله أربعة أنزلوه من السقف بعد أن نقبوه قال للمفلوج «يا بني مغفورة لك خطاياك. وكان قوم من الكتبة هناك جالسين يفكرون في قلوبهم لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف. من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده, فللوقت شعر يسوع بروحه أنهم يفكرون في أنفسهم فقال لهم لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم» (مرقس3:2 - 12).

وفي (لوقا18:5 - 25) «فشعر يسوع بأفكارهم» وفي (متى 2:9 - 7) «فعلم يسوع أفكارهم».

5 - عندما طلب قوم من اليهود منه آية من السماء ليجربوه يقول الكتاب المقدس: «فعلم أفكارهم» (لوقا16:11, 17).

ب - يعرف أفكار وقلوب التلاميذ جملة:

1 - لما جاء التلاميذ إلى العبر ونسوا أن يأخذوا خبزا . وقال لهم يسوع «انظروا وتحرزوا من خمير الفريسيين والصدوقيين. ففكروا في أنفسهم قائلين إننا لم نأخذ خبزا فعلم يسوع وقال لهم لماذا تفكرون في أنفسكم يا قليلي الإيمان أنكم لم تأخذوا خبزا» (متى 5:16 - 8).

2 - عندما داخلهم فكر من عسى أن يكون أعظم فيهم «فعلم يسوع فكر قلبهم» (لوقا46:9) .

3 - علمه بما يحدث منهم عند المحاكمة والصلب فقال لهم قبل حدوث الأمر «كلكم تشكون فيّ في هذه الليلة» (متى 31:26, مرقس27:14) وقال لهم «هوذا تأتي ساعة وقد أتت الآن تتفرقون فيها كل واحد إلى خاصته وتتركونني وحدي» (يوحنا32:16) .

4 - في نهاية حديثه الوداعي لتلاميذه قالوا له «هوذا الآن تتكلم علانية ولست تقول مثلا واحدا . الآن نعلم أنك عالم بكل شيء ولست تحتاج أن يسألك أحد» (يوحنا30:16, 31).

ج- يعرف أفكار وقلوب التلاميذ أفرادا :

1بطرس :

عندما أظهر الرب لتلاميذه أنه ينبغي أن يذهب إلى أورشليم ويتألم ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم, أخذه بطرس إليه وابتدأ ينتهره قائلا حاشاك يا رب لا يكون لك هذا لكن الرب لم يخدع فيمن هو المتكلم هل بطرس أم الشيطان يتكلم على فم بطرس, لذلك قال لبطرس «اذهب عني يا شيطان أنت معثرة لي لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس» (متى 21:16 - 32 , مرقس23:8).

الرب يسوع الذي يعلم كل شيء, أعلن لبطرس ما سيحدث بالنسبة لهم وما هو مطلوب منه ففي (لوقا31:22, 32) قال له «سمعان. سمعان هوذا الشيطان قد طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة. لكني طلبت من أجلك لكي لا يفني إيمانك. وأنت متى رجعت ثبت إخوتك».

عندما قال سمعان للرب «يا رب أنني مستعد أن أمضي معك حتى إلى السجن وإلى الموت» فقال الرب «أقول لك يا بطرس لا يصيح الديك اليوم قبل أن تنكرني ثلاث مرات أنك تعرفني» (لوقا33:22, 34).

وفي إنجيل متى «فأجاب بطرس وقال وإن شك فيك الجميع فأنا لا أشك أبدا . قال له يسوع الحق أقول لك إنك في هذه الليلة قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات قال له بطرس: ولو اضطررت أن أموت معك لا أنكرك» (متى 33:26 - 35). والواقع أثبت صدق علم الرب فلقد أنكر سمعان الرب أمام الجارية وأنكر قدام الجميع ولعن وحلف أنه لم يعرف يسوع (متى 69:26 - 75).

في عتاب الرب له بعد القيامة عند بحر طبرية إذ كرر له عبارة «أتحبني» لم يتركه قبل أن يقول جوابه النهائي «يا رب أنت تعلم كل شيء. أنت تعرف أني أحبك» (يوحنا17:21) . وهذا اعتراف بربوبيته وعلمه بكل شيء ومعرفته الخاصة بقلب بطرس وبقلبك وكذلك أخبره أيضا بما سيكون في مستقبله (يوحنا18:21, 19).

2 - يهوذا:

لقد عرف نيته قبل أن يخونه فقال للتلاميذ عندما قالوا «ونحن قد آمنا وعرفنا أنك أنت المسيح ابن الله الحي... أليس أني أنا اخترتكم الاثني عشر وواحد منكم شيطان. قال عن يهوذا سمعان الإسخريوطي لأن هذا كان مزمعا أن يسلمه وهو واحد من الاثني عشر» (يوحنا69:6 - 71).

3 - نثنائيل :

لقد عرف المسيح نثنائيل قبل أن يأتي إليه, بل رآه في مكانه وهو بعيد عنه بالجسد, وكان يعلم ما يدور من حديث بينه وبين فيلبس وعدم تصديقه له ولاسيما عندما سمع أن «يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة». لذلك عندما «رأي يسوع نثنائيل مقبلا إليه فقال عنه هوذا إسرائيلي حقا لا غش فيه. قال له نثنائيل من أين تعرفني أجاب يسوع وقال له قبل أن دعاك فيلبس وأنت تحت التينة رأيتك. أجاب نثنائيل وقال له يا معلم أنت ابن الله. أنت ملك إسرائيل» (يوحنا45:1 - 49).

4 - توما :

هذا واحد من تلاميذ المسيح الذي عندما قال الرب يسوع لهم «لعازر مات... لنذهب إليه» (يوحنا14:11, 15) قال هو «لنذهب نحن أيضا لكي نموت معه» (يوحنا16:11) وهو الذي قال للرب يسوع «يا سيد لسنا نعلم أين تذهب فكيف نقدر أن نعرف الطريق. قال له يسوع أنا هو الطريق والحق والحياة ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي» (يوحنا5:14, 6).

وبعد قيامة الرب وإخبار التلاميذ له بذلك إذ لم يكن معهم حين جاء يسوع قال لهم: «إن لم أبصر في يديه أثر المسامير, وأضع إصبعي في أثر المسامير, وأضع يدي في جنبه لا أؤمن» (يوحنا24:20, 25) لقد كان الرب يعلم ما قاله توما عنه في غيابه بالجسد دون أن يعلمه به أحد لذلك جاء يسوع بعد ثمانية أيام حيث كان التلاميذ ومعهم توما وقال لتوما «هات إصبعك إلى هنا وأبصر يدي وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا» (يوحنا26:20, 27) هذا مما جعل توما يدرك أن يسوع هو الرب الإله الموجود في كل الوجود والعالم بكل شيء رغم تجسده لذلك قال له: «ربى وإلهي» (يوحنا28:20) .

5 - يوحنا وبطرس :

لقد أظهر لهما الرب معرفته بالأشخاص وما يفعلونه, فلما «جاء يوم الفطير الذي كان ينبغي أن يذبح فيه الفصح, فأرسل بطرس ويوحنا قائلا : اذهبا وأعدا لنا الفصح لنأكل. فقالا له: أين تريد أن نعد ? فقال لهما: إذا دخلتما المدينة يستقبلكما إنسان حامل جرة ماء اتبعاه إلى البيت حيث يدخل وقولا لرب البيت يقول لك المعلم: أين المنزل حيث آكل الفصح مع تلاميذي? فذاك يريكما علية كبيرة مفروشة. هناك أعدا. فانطلقا ووجدا كما قال لهما. فأعدا الفصح» (لوقا7:22 - 13).

د - يعرف أسماء الأشخاص دون أن يخبره أحد:

1 - عندما جاء اندراوس بأخيه سمعان بعد أن قال له قد وجدنا مسيا الذي تفسيره المسيح يسوع, «فنظر إليه يسوع وقال أنت سمعان بن يونا. أنت تدعى صفا الذي تفسيره بطرس» (يوحنا40:1 - 42).

2 - عندما دخل واجتاز في أريحا وإذا رجل في هذه المدينة قصير القامة اسمه زكا رئيس للعشارين « طلب أن يرى يسوع من هو. وإذ لم يقدر من الجمع صعد إلى جميزة لكي يراه. فلما جاء يسوع إلى المكان نظر إلى فوق فرآه وقال له: «يا زكا أسرع وانزل» (لوقا1:19 - 6).

فهذا هو الذي قال لإسرائيل قديما في (إشعياء 1:43) «لا تخف لأني فديتك. دعوتك باسمك .أنت لي» وفي العهد الجديد يقول في (يوحنا3:10) «فيدعو خرافه الخاصة بأسماء ويخرجها» وأيضا «أعرف خاصتي» (يوحنا14:10) وأيضا «خرافي أنا... أعرفها» (يوحنا27:10) .

ه - يعرف ماضي حياة الناس:

في حديثه مع السامرية قالت له: «يا سيد أعطني هذا الماء لكي لا أعطش ولا آتي إلى هنا لأستقي قال لها يسوع اذهبي وادعي زوجك وتعالى إلى ههنا. أجابت المرأة وقالت ليس لي زوج. قال لها يسوع حسنا قلت ليس لي زوج لأنه كان لك خمسة أزواج والذي لك الآن ليس هو زوجك. هذا قلت بالصدق عندئذ قالت له أرى أنك نبي» (يوحنا15:4 - 19).

و - يعرف تاريخ مرض الناس:

في حادثة مريض بركة حسدا الذي تألم من المرض (ثماني وثلاثين سنة) «هذا رآه يسوع مضطجعا وعلم أن له زمانا كثيرا» فقال له أتريد أن تبرأ» (يوحنا5:5, 6).

ز - يعرف الجميع وما في الإنسان:

لذلك جاء بخصوص هذا القول «لكن يسوع لم يأتمنهم على نفسه لأنه كان يعرف الجميع ولأنه لم يكن محتاجا أن يشهد أحد عن الإنسان لأنه علم ما كان في الإنسان» (يوحنا24:2) .

ح - يعلم ما يجول في الأفكار دون أن يسمع كلاما وما يحدث مع الناس دون أن يقول له أحد:

1 - في حادثة الفريسي والخاطئة: عندما جاءت من ورائه باكية لم يذكر الكتاب أنها تكلمت بكلمة لكن كل دمعة من عينيها كانت تتكلم, لم يعلم الفريسي ما تتكلم به هذه المرأة في قلبها وشعورها باحتياجها إلى يسوع, لذلك تذمر الفريسي وتكلم في نفسه قائلا «لو كان نبيا لعلم من هذه المرأة التي تلمسه وما هي إنها خاطئة» فعلم يسوع ما في قلبه وعاتبه.

وعلم حاجة المرأة فقال لها «مغفورة لك خطاياك إيمانك قد خلصك اذهبي بسلام» (لوقا48:7 - 50) نعم إن الرب عالم الغيب وعارف الأسرار وكاشفها.

2 - نازفة الدم: بعد أن تألمت من أطباء كثيرين وأنفقت كل ما عندها وصارت إلى حالة أردأ, أخيرا سمعت بيسوع, جاءت له بإيمان قائلة في قلبها ولو

مسست هدب ثوبه لشفيت, وبالفعل شقت الطريق رغم الزحام ووصلت إليه ولمست ثيابه لمسة الإيمان وللوقت جف ينبوع دمها. « فللوقت التفت يسوع

بين الجمع شاعرا في نفسه بالقوة التي خرجت منه وقال من لمس ثيابي. فقال له تلاميذه أنت تنظر الجمع يزحمك وتقول من لمسني. وكان ينظر حوله

ليرى التي فعلت هذا » (مرقس30:5 - 33) ويقول البشير لوقا (46:8) إن الرب يسوع قال «قد لمسني واحد لأني علمت أن قوة خرجت مني» عندئذ

إذ وجدت المرأة أنها لم تستطع أن تختبئ جاءت وهي خائفة ومرتعدة عالمة بما حصل لها وخرت وقالت له الحق كله (مرقس33:5) .

3 - في حادثة موت لعازر أخي مرثا ومريم: لقد أرسلت الأختان إليه قائلتين له «هوذا الذي تحبه مريض» (يوحنا3:11) فلما سمع يسوع قال هذا المرض ليس للموت, بل لأجل مجد الله ليتمجد ابن الله به (يوحنا4:11) ثم مكث الرب يسوع في الموضع الذي كان فيه يومين. ثم أعلنها لتلاميذه قائلا لهم دون أن يخبره أحد بذلك لأنه العالم بكل شيء «لعازر حبيبنا قد نام لعازر مات» (يوحنا11:11, 14).

ط - يكشف خبايا القلوب لأنه يعلمها:

1 - مع أنه لا يوجد عمق أعمق من قلب الإنسان كما هو مكتوب في (مزمور 6:64) «داخل الإنسان وقلبه عميق» ولكن الله يقول في (إرميا 1:17) «أنا الرب فاحص القلب ومختبر الكلى». وفي (رؤيا 23:2) «وستعرف جميع الكنائس أني أنا هو الفاحص الكلى والقلوب». وقد بره ن على ذلك في حادثة المرأة الزانية التي أمسكت في ذات الفعل وأتى بها الكتبة والفريسيون إليه قائلين له يا معلم: هذه المرأة أمسكت وهي تزني في ذات الفعل, وموسى في الناموس أوصانا أن مثل هذه ترجم.. فماذا تقول أنت? «أما يسوع فانحني إلى أسفل وكان يكتب بإصبعه على الأرض. ولما استمروا يسألونه انتصب وقال لهم: من كان منكم بلا خطية فليرمها أولا بحجر وأما هم فلما سمعوا وكانت ضمائرهم تبكتهم, خرجوا واحدا فواحدا مبتدئين من الشيوخ إلى الآخرين» (يوحنا2:8 - 11).

لقد كشف ما في داخل قلب كل واحد أمام عينيه لأنه يعرف ما في داخل قلوبهم جميعا وهو القائل «لأنه من الداخل من قلوب الناس تخرج الأفكار الشريرة زني, قتل, سرقة, طمع, خبث, مكر, عهارة, عين شريرة, تجديف, كبرياء, جهل» (مرقس21:7, 22).

نعم إننا نقول مع سليمان الحكيم «لأنك أنت وحدك قد عرفت قلوب بني البشر» (1ملوك 39:8) ونصغي إلى ما قاله داود الملك لابنه سليمان «لأن الرب يفحص جميع القلوب ويفهم تصورات الأفكار» (1 أخ 9:28) .

2 - عندما تكلم إلى الجموع التي أتت إليه في غد الشبع الذي أشبعهم فيه بخمسة الأرغفة والسمكتين فأتوا ليختطفوه ويجعلوه ملكا فأعثرهم كلامه لأنهم لم يفهموه كان هذا في كفرناحوم فتراجع حتى من التلاميذ كثيرون إلى الوراء ولم يعودوا يمشون معه وقال «كثيرون من تلاميذه إذ سمعوا إن هذا الكلام صعب من يقدر أن يسمعه. فعلم يسوع في نفسه أن تلاميذه يتذمرون على هذا فقال لهم... ولكن منكم قوم لا يؤمنون لأن يسوع من البدء علم من هم الذين لا يؤمنون ومن هو الذي يسلمه» (يوحنا61:6 - 64).

ى - كان يعلم المستقبل وما سوف يحدث قبل حدوثه:

1 - «لما قربوا (الرب يسوع ومعه تلاميذه) من أورشليم وجاءوا إلى بيت فاجي عند جبل الزيتون, حينئذ أرسل يسوع تلميذين قائلا لهما: اذهبا إلى القرية التي أمامكما فللوقت تجدان أتانا مربوطة وجحشا معها فحلاهما وأتياني بهما, فذهب التلميذان وفعلا كما أمرهما يسوع وأتيا بالأتان والجحش» (متي 2:21 - 7).

2 - لقد سأله التلاميذ على انفراد قائلين: «قل لنا متى يكون هذا? وما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر» ولقد أجابهم يسوع في (متى 3:24 - 41).

3 - لما أقبل إليه جمع كثير, قال لفيلبس «من أين نبتاع خبزا ليأكل كل هؤلاء وإنما قال هذا ليمتحنه لأنه هو علم ما هو مزمع أن يفعل» (يوحنا5:6, 6).

ك - كان يعلم ويعرف جميع الأمور الخاصة به:

1 - كان يعلم لماذا جاء إلى العالم, ولذلك في مجمع الناصرة يوم السبت عندما دخل ود فع إليه سفر إشعياء النبي وفتح السفر وقرأ القول «روح الرب على لأنه مسحني لأبشر المساكين أرسلني لأشفي المنكسري القلوب لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر وأرسل المنسحقين في الحرية وأكرز بسنة الرب المقبولة. ثم طوى السفر وسلمه إلى الخادم وجلس... فابتدأ يقول لهم: إنه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم» (لوقا16:4 - 21) وفي (لوقا10:19) في بيت زكا قال «لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك» وفي (يوحنا10:10) قال: «أما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل».

2 - كان يعلن لتلاميذه بعد أن عرفوه أنه ابن الله أنه ينبغي أن يذهب إلى أورشليم فيتألم كثيرا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم (متى 21:16) . لذلك في عتابه بعد القيامة مع تلميذي عمواس قال لهما «أما كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهم الأمور المختصة به في جميع الكتب» (لوقا26:24, 27).

وأيضا في قوله للتلاميذ بعد القيامة «هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم أنه لابد أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير وقال لهم هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث» (لوقا44:24 - 46).

ولقد تكلم مع التلاميذ قبل صلبه عن موته وقيامته وإرسال الروح القدس لهم وكذلك عن الآلام والضيقات التي يواجهونها (يوحنا27:12) قال الرب يسوع للآب: «الآن نفسي قد اضطربت وماذا أقول أيها الآب نجني من هذه الساعة ولكن لأجل هذا أتيت إلى هذه الساعة».

وفي (يوحنا23:12, 24) قال الرب يسوع «قد أتت الساعة ليتمجد ابن الإنسان الحق الحق أقول لكم: إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت فهي تبقى وحدها ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير». وكان يتحدث عن موته وقيامته ونتائج عمله هذا.

وفي (يوحنا1:13) مكتوب «أما يسوع قبل عيد الفصح وهو عالم أن ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم إلى الآب إذ كان قد أحب خاصته الذين في العالم أحبهم إلى المنتهى» وفي (يوحنا33:13) قال لتلاميذه «يا أولادي أنا معكم زمانا قليلا بعد. ستطلبونني. وكما قلت لليهود حيث أذهب أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا, أقول لكم أنتم الآن».

وفي (يوحنا18:14 - 20) قال لتلاميذه «لا أترككم يتامى. إني آتي إليكم. بعد قليل لا يراني العالم أيضا وأما أنتم فترونني. إني أنا حي فأنتم ستحيون. في ذلك اليوم تعلمون أني أنا في أبي وأنتم في وأنا فيكم» وأيضا «سمعتم أني أنا قلت لكم أنا أذهب ثم آتي إليكم. لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون لأني قلت أمضي إلى الآب» (يوحنا28:14) .

وفي (يوحنا3:13) مكتوب «يسوع وهو عالم أن الآب قد دفع إليه كل شيء إلى يديه وأنه من عند الله خرج وإلى الله يمضي».

وفي (يوحنا5:16 - 7) قال لتلاميذه «الآن فأنا ماض إلى الذي أرسلني وليس أحد منكم يسألني أين تمضي. لكن لأني قلت لكم هذا قد ملأ الحزن قلوبكم. لكني أقول لكم. الحق إنه خير لكم أن أنطلق لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي. ولكن إن ذهبت أرسله إليكم».

وفي (يوحنا16:16) قال لتلاميذه «بعد قليل لا تبصرونني ثم بعد قليل أيضا ترونني لأني ذاهب إلى الآب».

وفي (يوحنا28:16) قال لتلاميذه: «خرجت من عند الآب وقد أتيت إلى العالم وأيضا أترك العالم وأذهب إلى الآب». لذلك قال له التلاميذ «الآن نعلم أنك عالم بكل شيء» (يوحنا30:16) .

وفي (يوحنا32:16) قال لتلاميذه: «هوذا تأتي ساعة, وقد أتت الآن. تتفرقون فيها كل واحد إلى خاصته وتتركونني وحدي. وأنا لست وحدي لأن الآب معي».

وفي (يوحنا26:15) قال أيضا «متى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي».

وفي (يوحنا4:18) عندما جاء إليه يهوذا الخائن والجند والخدام من عند رؤساء الكهنة والفريسيين بمشاعل ومصابيح وسلاح يقول الوحي «فخرج يسوع وهو عالم بكل ما يأتي عليه وقال لهم من تطلبون».

وفي (يوحنا28:19) عن علمه باكتمال الآلام يقول الوحي «بعد هذا رأي يسوع أن كل شيء قد كمل, فلكي يتم الكتاب قال: أنا عطشان».

وفي (مرقس30:8) في تعليمه للتلاميذ مكتوب «وابتدأ يعل مهم أن ابن الإنسان ينبغي أن يتألم كثيرا ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة ويقتل وبعد ثلاثة أيام يقوم» وهذا نفس ما ورد في (لوقا51:9) .

وفي (لوقا37:22) قبل أن يسل م لي صلب قال للتلاميذ «لأني أقول لكم إنه ينبغي أن يتم في أيضا هذا المكتوب وأحصي مع أثمة. لأن ما هو من جهتي له انقضاء».

وفي (لوقا7:24) الرجلان اللذان كانا عند القبر بعد قيامة المسيح اللابسان الثياب البراقة (الملاكان) قالا للنسوة عند القبر «لماذا تطلبن الحي بين الأموات. اذكرن كيف كلمكن وهو بعد في الجليل قائلا : إنه ينبغي أن يسل م ابن الإنسان في أيدي أناس خطاة ويصلب وفي اليوم الثالث يقوم. فتذكرن كلامه».

وفي (يوحنا14:3) في كلامه مع نيقوديموس «وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان».

وفي (يوحنا33:7) قال للخدام الذين أرسلهم الفريسيون ورؤساء الكهنة ليمسكوه: «أنا معكم زمانا يسيرا بعد ثم أمضي إلى الذي أرسلني. ستطلبونني ولا تجدونني, وحيث أكون أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا».

وفي (يوحنا1:16 - 4) قال للتلاميذ من جهة ما ينتظرهم من آلام لأنه كان يعلمها: «قد كلمتكم بهذا لكي لا تعثروا. سيخرجونكم من المجامع بل تأتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله. وسيفعلون هذا بكم لأنهم لم يعرفوا الآب ولا عرفوني, لكن قد كلمتكم بهذا حتى إذا جاءت الساعة تذكرون أني أنا قلته لكم ولم أقل لكم من البداية لأني كنت معكم».

) وفي (يوحنا19:15) «ولكن لأنكم لستم من العالم بل أنا اخترتكم من العالم لذلك يبغضكم العالم».

) وفي (يوحنا33:16) «قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام. في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم».

من الآيات السابقة يتضح لنا أنه كان يعلم:

1 - لماذا جاء إلى العالم.

2 - رسالته وإتمامها.

3 - تلاميذه وأحوالهم, فكان يعلم من ينكره ومن يسلمه أيضا , ومن يشك فيه.

4 - موته ومتى يكون.

5 - طريقة موته والآلام التي يجتاز فيها بالصليب.

6 - دفنه ومدة بقائه في القبر.

7 - قيامته وإرسالية التلاميذ للشهادة.

8 - ما يجتاز فيه التلاميذ بعد موته وقيامته وصعوده من آلام نتيجة الشهادة لاسمه.

وهنا يواجهنا هذا السؤال:

إذا كان المسيح ابن الله هو الله والعالم بكل شيء أفلا تثبت أقواله الواردة في (مرقس32:13) .

«وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بها أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن.. إلا الآب» عدم معرفته ليوم أو ساعة مجيئه مما يدل على أنه ليس عالما بكل شيء وبالتالي ليس هو الله.

الرد:

أولا : إن الآية في صيغتها السابقة تضع المسيح ابن الله في مركز فريد بين خلائقه فهي تتحدث عن:

أ - البشر: في القول «وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بها أحد «أي أحد من البشر».

ب - الملائكة الذين في السماء: في القول فلا يعلم بها ولا الملائكة الذين في السماء.

ج -الابن: في القول فلا يعلم بها ولا... الابن «فلو كان الابن في مستوى البشر وهو مجرد إنسان لكان وضع نفسه مع البشر وما كان انفرد بالقول ولا الابن».

ثانيا : بالرجوع إلى قرينة هذه الآية من نفس الأصحاح, نجد المسيح يقول: «وحينئذ يبصرون ابن الإنسان آتيا في سحاب بقوة كثيرة ومجد, فيرسل حينئذ ملائكته ويجمع مختاريه من الأربع رياح. من أقصاء الأرض إلى أقصاء السماء» (مرقس26:13, 27).

وفي هذه الآية نلاحظ أن الملائكة ملائكة المسيح وأنه هو الآتي بالقوة والمجد الكثير. فكيف إذا لا يعلم المسيح باليوم والساعة?

ثالثا : ولكي يكون الجواب واضحا ينبغي لنا أن نأخذ ولو فكرة بسيطة عن البشائر الأربع وموضوع كل بشارة:

أ - بشارة متى: كتبت لليهود وتتحدث عن المسيح الملك ومفتاحها هو «أين هو المولود. ملك اليهود?» (متى 5:2) .

ب - بشارة مرقس: كتبت للرومان. وتتحدث عن المسيح العبد الخادم ومفتاحها هو «لأن ابن الإنسان لم يأت لي خدم بل لي خدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين» (مرقس45:10) .

ج - بشارة لوقا: كتبت لليونانيين. وتتحدث عن المسيح الإنسان الكامل ومفتاحها هو «إني لا أجد علة في هذا الإنسان» (لوقا4:23) وأيضا «بالحقيقة كان هذا الإنسان بارا» (لوقا47:23) .

د - بشارة يوحنا: ك تبت للمؤمنين وللعالم أجمع. وتتحدث عن المسيح ابن الله ومفتاحها هو «وآيات أخر كثيرة صنع يسوع. أما هذه فقد ك تبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه» (يوحنا30:20 - 31).

إن الآية السابقة جاءت في بشارة مرقس فقط دون البشائر الثلاث الأخرى ونحن نعلم أن بشارة مرقس تتكلم عن المسيح وهو في مركز الاتضاع كالعبد.

وفي (يوحنا15:15) يقول الرب لتلاميذه «العبد لا يعلم ما يعمل سيده». مع أنه السيد الذي كل الخلائق هي عبيده «أخلى نفسه آخذا صورة عبد» (فيليبي 6:2 - 8). فكيف يكون في إتضاعه «عبد يهوه» ويعلم اليوم والساعة?

لأن المسيح أخذ «صورة عبد» صار عبدا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان . فارتضى بخدمة العبيد والطاعة حتى موت الصليب لذلك يرد عنه القول إن الابن لا يعلم اليوم والساعة, ونلاحظ أن المسيح وإن كان قد أخلى نفسه آخذا صورة عبد لكنه في نفس الوقت كان هو السيد العظيم العالم بكل شيء. ولأنه صار في مقام العبد فما كان ليبلغ أحدا بشيء إلا ما يكلف به من قبل الله سيده. وهو في هذا بخلاف الأنبياء قديما الذين لم يكونوا يعرفون أكثر مما يعلنه الله لهم لكي يبلغوه بدورهم للبشر بل وفي بعض الأحيان ينطقون بأشياء أسمى من أفكارهم عندما يقول الرب في نبوة عاموس (2:3) «إياكم فقط عرفت من جميع قبائل الأرض». هذا لا يعني أنه لا يعرف جميع البشر وعندما يقول السيد في (مت 12:25) للعذارى الجاهلات «الحق أقول لكن إني ما أعرفكن» لا تعني أنه يجهلهن وعندما يقول في (2تيموثاوس 19:2) «يعلم الرب الذين هم له» لا تعني أنه لا يعلم الآخرين. وهكذا هنا عدم معرفة الابن للساعة لا تعني جهله بها بل أنه ليس من اختصاصه باعتباره العبد أن يتحدث عنها.

وقد تنبأ العهد القديم عن المسيح كعبد في (إشعياء 6:49, 7) فقال «قليل أن تكون لي عبدا لإقامة أسباط يعقوب ورد محفوظي إسرائيل. قد جعلتك نورا للأمم لتكون خلاصي إلى أقصى الأرض, هكذا قال الرب فادي إسرائيل قدوسه للمهان النفس لمكروه الأمة لعبد المتسلطين».

وفي (إشعياء 1:49 - 3) «الرب من البطن دعاني من أحشاء أمي ذكر اسمي. وجعل فمي كسيف حاد في ظل يده خبأني وجعلني سهما مبريا في كنانته أخفاني وقال لي أنت عبدي إسرائيل الذي به أتمجد».

وفي (إشعياء 13:52 - 15) يظهر لنا مدى سمو هذا العبد العجيب فيقول: «هوذا عبدي يعقل يتعالى ويرتقى ويتسامى جدا كما اندهش منك كثيرون, كان منظره كذا مفسدا أكثر من الرجل وصورته أكثر من بني آدم. هكذا ينضح أمما كثيرين من أجله يسد ملوك أفواههم لأنهم أبصروا ما لم يخبروا به وما لم يسمعوه فهموه».

وخلاصة القول:

إن هذه العبارة قد جاءت في بشارة مرقس التي فيها المسيح في صورة إتضاع لا كالإنسان فقط, بل كالعبد أيضا ومن المعروف أن العبد لا يعلم ما يعمل سيده, لذلك لا عجب في القول «أما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بها, ولا الابن».

4 - نور السموات والأرض

مكتوب في كلمة الله في (1يوحنا5:1) إن «الله نور وليس فيه ظلمة البتة» لذلك كما قال داود في (مزمور 12:139) «الظلمة أيضا لا تظلم لديك. والليل مثل النهار يضئ كالظلمة هكذا النور».

في (حبقوق 3:3, 4) «الله جاء من تيمان والقدوس من جبل فاران. سلاه. جلاله غطى السموات والأرض امتلأت من تسبيحه وكان لمعان كالنور» فإن كان المسيح يسوع ابن الله هو النور فبالتبعية يكون هو الله. أما إذا كان نوره مستمدا مثلنا من الله فلا يكون هو الله.

فالمسيح هو نور في ذاته وطبيعته نور فإن كان هذا ما يتضح لنا فيما بعد فيكون هو الله.

لقد جاء عنه في الكتاب المقدس.

في (إشعياء 2:9) «الشعب السالك في الظلمة أبصر نورا عظيماً . الجالسون في أرض ظلال الموت أشرق عليهم نور» (متى 16:4) .

وفي (إشعياء 6:42) «أنا الرب. قد دعوتك بالبر فأمسك بيدك وأحفظك وأجعلك عهدا للشعب ونورا للأمم, لتفتح عيون العمى, لتخرج من الحبس المأسورين, من بيت السجن الجالسين في الظلمة».

وفي (إشعياء 6:49) «قد جعلتك نورا للأمم لتكون خلاصي إلى أقصى الأرض».

وفي (يوحنا4:1) «فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس والنور يضئ في الظلمة والظلمة لم تدركه».

(يوحنا6:1 - 9) «كان إنسان مرسل من الله اسمه يوحنا. هذا جاء للشهادة ليشهد للنور, لكي يؤمن الكل بواسطته. لم يكن هو النور بل ليشهد للنور كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتيا إلى العالم».

وفي (يوحنا19:3) «وهذه هي الدينونة أن النور قد جاء إلى العالم وأحب الناس الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة».

وفي (يوحنا12:8) «ثم كلمهم يسوع أيضا قائلا أنا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة».

وفي (يوحنا35:12, 36) «فقال لهم يسوع (للجمع) النور معكم زمانا قليلا بعد فسيروا مادام لكم النور لئلا يدرككم الظلام. والذي يسير في الظلام لا يعلم إلى أين يذهب. مادام لكم النور آمنوا بالنور لتصيروا أبناء النور».

وفي (ي - و 46:12) «أنا جئت نورا إلى العالم حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة».

وفي (أفسس14:5) «لذلك يقول استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضئ لك المسيح».

وفي (1يوحنا8:2) «وصية جديدة أكتب إليكم ما هو حق فيه وفيكم, أن الظلمة قد مضت والنور الحقيقي الآن يضئ».

وفي (رؤيا 23:21) «والمدينة لا تحتاج إلى الشمس ولا إلى القمر ليضيئا فيها لأن مجد الله قد أنارها والخروف سراجها».

وفي (يوحنا5:9) «مادمت في العالم فأنا نور العالم».

من الآيات السابقة نلاحظ أن ما قيل عن الله قيل أيضا عن المسيح, إذا لابد أن يكون المسيح هو الله.

لقد قيل عن الله في (يعقوب 17:1) إنه أبو الأنوار وفي (مزمور 1:104, 2) «باركي يا نفسي الرب. يا رب إلهي قد عظمت جدا مجدا وجلالا لبست. اللابس النور كثوب».

فالمسيح هو النور الحقيقي (يوحنا9:1)

الذي في أيام تجسده على أرضنا كانت حياته تنير دائما في جميع الظروف وتكشف الظلام من حولها وتوبخ الآخرين وهي غير موبخة من أحد.

وفي نوره الفاحص لم يخدع من أحد حتى الفريسيين كان يكشف ما في قلوبهم من أمور خفية (لوقا39:7 - 50 , لوقا44:11).

5 - القدرة على كل شيء

القدرة هي أعظم الصفات الإلهية وأظهرها.

لأنه تعالى اسمه وتبارك إلى الأبد يفعل ما يريد. وأعظم ألقاب الله هو «القدير» لأنه تفرد بالقدرة وحده. لذلك قال لإبراهيم قديما «أنا الله القدير سر أمامي وكن كاملا» (تكوين 1:17) وقال لموسى «أنا أظهرت لإبراهيم وإسحق ويعقوب بأني الإله القادر على كل شيء» (خر 3:6) .

وفي (تكوين 3:48) قال يعقوب ليوسف «الله القادر على كل شيء ظهر لي في لوز في أرض كنعان وباركني» وقال أيضا في نبوته عن يوسف «من إله أبيك الذي يعينك ومن القادر على كل شيء الذي يباركك تأتي بركات السماء من فوق وبركات الغمر الرابض تحت بركات الثديين والرحم» (تكوين 25:49) .

وفي (إشعياء 6:13) «ولولوا لأن يوم الرب قريب قادم كخراب من القادر على كل شيء».

وفي (يوئيل 15:1) وفي (2كورنثوس18:6) يقول «وأكون لكم أبا وأنتم تكونون لي بنين وبنات يقول الرب القادر على كل شيء».

ويظهر الكتاب المقدس قدرة الله على كل شيء:

«عظيم في المشورة قادر في العمل» (إرميا 19:32) .

«ومن يسلك بالكبرياء فهو قادر على أن يذله» (دانيال 37:4) .

إن «الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولادا لإبراهيم» (متى 9:3) .

إن «ما وعد به هو قادر أن يفعله أيضا» (رومية 21:4) .

«ولكنه سيثبت لأن الله قادر أن يثب ته» (رومية 4:14) .

«والله قادر أن يزيدكم كل نعمة» (2كورنثوس8:9) .

«والقادر أن يفعل فوق كل شيء أكثر جدا مما نطلب أو نفتكر بحسب القوة التي تعمل فينا» (أفسس20:2) .

«لأنني عالم بمن آمنت وموقن أنه قادر أن يحفظ وديعتي إلى ذلك اليوم» (2تيموثاوس 12:1) .

«إذ حسب أن الله القادر على الإقامة من الأموات» (عبرانيين 19:11) .

«الساكن في ستر العلي في ظل القدير يبيت» (مزمور 1:91) .

«القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس» (لوقا49:1) .

«مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية» (رومية 20:1)

فإن كان المسيح ابن الله له ذات صفات الله فيكون هو الله ذاته. فإن كان هو القدير والقادر على كل شيء.

(1) قدرة الابن في العهد القديم:

بلا شك يكون هو الله لأنه ليس أحد قادرا على كل شيء سوى واحد وهو الله فقد قيل عن «الابن» في التوراة ما يدل على أنه القادر على كل شيء كالآب في:

1 - (إشعياء 6:9) «ويدعى اسمه عجيبا مشيرا إلها قديرا» (أي الإله القدير).

2 - وفي (أم 14:8) «أنا الفهم. لي القدرة».

(2) قدرة الابن في العهد الجديد:

3 - في (رؤيا 15:11 - 17) الأصوات العظيمة التي صارت في السماء قائلة «قد صارت ممالك العالم لربنا ومسيحه فسيملك إلى أبد الآبدين. والأربعة والعشرون شيخا قائلين أيها الرب الإله القادر على كل شيء الكائن, والذي كان والذي يأتي لأنك أخذت قدرتك العظيمة وملكت.

4 - وفي (رؤيا 3:15) الغالبون على الوحش وصورته وسمته وعدد اسمه يقولون في ترنيمتهم للخروف «عظيمة وعجيبة هي أعمالك أيها الرب الإله القادر على كل شيء».

5 - وأيضا في (رؤيا 6:19) «هللويا فإنه قد ملك الرب الإله القادر على كل شيء». فهو «الحامل كل الأشياء بكلمة قدرته» (عبرانيين 3:1) .

«كما إن قدرته الإلهية قد و هبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة» (2 بطرس3:1) .

وقال نيقوديموس معلم ورئيس اليهود الذي جاء إلى يسوع ليلا «يا معلم ليس أحد يقدر أن يعمل هذه الآيات التي أنت تعمل إن لم يكن الله معه» (يوحنا1:3,2) وقال الذين رأوا الأعمى منذ ولادته الذي خلق له يسوع عينين من الطين, قالوا لبعضهم البعض «كيف يقدر إنسان خاطئ أن يعمل مثل هذه الآيات» (يوحنا16:9) .

وعندما جاء إليه أعميان يصرخان إليه قال لهما «أتؤمنان أني أقدر أن أفعل هذا قالا له نعم يا سيد» وقد انفتحت أعينهما (متى 27:9 - 30).

وعندما جاء إليه الأبرص «سجد له قائلا يا سيد إن أردت تقدر أن تطهرني» (متى 2:8, مرقس40:1).

لقد قيل عنه:

«يقدر أن يخلص إلى التمام» (عبرانيين 25:7) .

«ويقدر أن يعين المجر بين» (عبرانيين 18:2) .

«وبحسب عمل استطاعته أن يخضع لنفسه كل شيء» (فيليبي 21:3) .

«وقادر أن يرثى لضعفاتنا» (عبرانيين 25:4) .

نعم إنه القادر على كل شيء فكيف لا يكون هو الله بذاته?

إن كل نبي أرسله الله إلى هذه الأرض أجرى معجزات, لكنه لم يفعلها بقوته الشخصية بل بقوة الله. أما المسيح له المجد فقد أجرى المعجزات بقوة لاهوته.

قدرته المعلنة في سلطانه الفائق:

إنه صاحب السلطان, ولم يكن مثيل لسلطانه على الإطلاق, لأنه الرب القادر على كل شيء. لذلك قيل عنه في تعليمه «لأنه كان يعل مهم كمن له سلطان وليس كالكتبة» (متى 29:7) وعندما أخرج الروح النجس من الرجل الذي كان في الهيكل مكتوب «فتحيروا كلهم حتى سأل بعضهم بعضا قائلين: ما هو هذا التعليم الجديد لأنه بسلطان يأمر حتى الأرواح النجسة فتطيعه» (مرقس27:1) .

والآن لنتقدم إلى الأمام لندرس الأمور العظمى التي أظهرت سلطانه وقدرته الإلهية الفائقة:

1 - سلطانه الإلهي على الطبيعة

أ - الطبيعة لابد لها أن تطيعه لأنه خالقها ففي (مرقس35:4 - 41) عندما كان في السفينة وقال للتلاميذ «لنجتز إلى العبر. فصرفوا الجمع وأخذوه كما كان في السفينة فحدث نوء عظيم فكانت الأمواج تضرب إلى السفينة... حتى صارت تمتلئ وكان هو في المؤخرة على وسادة نائما فأيقظوه فقام, وانتهر الريح وقال للبحر اسكت. ابكم. فسكنت الريح وصار هدوء عظيم وقالوا بعضهم لبعض من هو هذا فإن الريح أيضا والبحر يطيعانه».

وفي (متى 23:8 - 27) يقول بعد صنع المعجزة.. «فتعجب الناس قائلين أي إنسان هذا فإن الرياح والبحر جميعا تطيعه».

نعم هذا هو الشخص الذي نرى «أعماله وعجائبه في العمق» (مزمور 24:107) والذي قيل عنه «أمر فأهاج ريحا عاصفة فرفعت أمواجه, يهدئ العاصفة فتسكن وتسكت أمواجها. فيفرحون لأنهم هدأوا فيهديهم إلى المرفأ الذي يريدونه فليحمدوا الرب على رحمته وعجائبه لبني آدم» (مزمور 25:107 - 32).

ب - بعد إشباع الجموع ألزم تلاميذه أن يدخلوا السفينة ويسبقوه إلى العبر إلى بيت صيدا حتى يكون قد صرف الجمع. ولما صار المساء كان هو على البر وحده وأما السفينة فكانت قد صارت في وسط البحر معذبة من الأمواج لأن الريح كانت مضادة وفي الهزيع الرابع من الليل أتاهم ماشيا على البحر. فلما أبصره التلاميذ ماشيا على البحر اضطربوا قائلين إنه خيال ومن الخوف صرخوا. فللوقت كلمهم يسوع قائلا : تشجعوا. أنا هو لا تخافوا. فصعد إليهم إلى السفينة فسكنت الريح, والذين في السفينة جاءوا وسجدوا له قائلين: بالحقيقة أنت ابن الله (متى 22:14 - 32), (مرقس48:6 - 51).

وهنا أسأل من هو هذا الذي يسير على البحر ولا يغرق?

وعند دخوله السفينة تسكن الرياح ويهدأ البحر?

لقد سار بطرس على الماء لكن بأمر من يسوع ولكن لما رأي الريح شديدة خاف وابتدأ يغرق فما كان عليه إلا أن صرخ قائلا «يا رب نجني ففي الحال مد يسوع يده وأمسك به وقال له: لماذا شككت يا قليل الإيمان» (متى 28:14 - 32).

نعم بطرس يغرق. لكن يسوع لن يغرق, بل ينجي من كاد يغرق إذا من هو هذا? إنه ابن الله الأزلي القادر على كل شيء. تبارك اسمه إلى أبد الآبدين.

2 - سلطانه على النباتات

عندما كان راجعا من بيت عنيا في الصباح إلى المدينة «وجاع فنظر شجرة تين على الطريق وجاء إليها فلم يجد فيها شيئا إلا ورقا فقط. فقال لها : لا يكن فيك ثمر بعد إلى الأبد. فيبست التينة في الحال» (متى 18:21, 19).

3 - سلطانه على المادة

في عرس قانا الجليل حول الماء إلى خمر: «قال لهم يسوع املأوا الأجران ماء فملأوها إلى فوق ثم قال لهم يسوع استقوا الآن» (يوحنا7:2) «هذه بداية الآيات فعلها يسوع في قانا الجليل وأظهر مجده فآمن به تلاميذه» (يوحنا11:2) .

4 - سلطانه الإلهي على كافة الأمراض

(متى 35:14 - 36) «وأحضروا إليه جميع المرضى وطلبوا إليه أن يلمسوا هدب ثوبه فقط. فجميع الذين لمسوه نالوا الشفاء» وفي (متى 30:15, 31) «فجاء إليه جموع كثيرة معهم عرج وعمي وخرس وشل وآخرون كثيرون, وطرحوهم عند قدمي يسوع فشفاهم حتى تعجب الجموع إذ رأوا الخرس يتكلمون والشل يصحون والعرج يمشون والعمي يبصرون ومجدوا إله إسرائيل».

وفي (مرقس32:1 - 34) «ولما صار المساء إذ غربت الشمس قدموا إليه جميع السقماء والمجانين وكانت المدينة كلها مجتمعة على الباب فشفى كثيرين كانوا مرضى بأمراض مختلفة».

وفي (مرقس10:3) «لأنه كان قد شفى كثيرين حتى وقع عليه ليلمسه كل من فيه داء». وفي (ص 55:6, 56) «فطافوا جميع تلك الكورة المحيطة وابتدأوا يحملون المرضى إلى حيث سمعوا أنه هناك وحيثما دخل إلى قرى أو مدن أو ضياع ووضعوا المرضى في الأسواق وطلبوا إليه أن يلمسوا ولو هدب ثوبه وكل من لمسه شفي».

وفي لوقا (ص 19:6) «وكل الجموع طلبوا أن يلمسوه لأن قوة كانت تخرج منه وتشفي الجميع».

وفي (ص 40:4) يقول «وعند غروب الشمس جميع الذين كان عندهم سقماء بأمراض مختلفة قدموهم إليه فوضع يديه على كل واحد منهم وشفاهم».

شفاء الأصم الأعقد (مرقس31:7 - 37).

فالمسيح له المقدرة على شفاء الأمراض بكلمة (لوقا8:5) , ومن على بعد أيضا (لوقا5:4) .

ولقد شفى المسيح كثيرا جدا من المرضى مثل:

غلام قائد المئة (متى 5:8 - 13 , لوقا1:7 - 11).

والمفلوج (متى 1:9 - 28 , مرقس1:2 - 13 , لوقا18:5 - 26),

ومريض بركة بيت حسدا الذي ظل في مرضه 38 سنة (لوقا1:5 - 9) ,

وشفاء المجنون الأعمى الأخرس (متى 22:12 - 23)

والمرأة المنحنية (لوقا10:13 - 17),

وذا اليد اليابسة (متى 10:12 - 13 , مرقس1:3 - 6 , لوقا6:6 - 11)

ونازفة الدم (متى 20:9 - 22),

وحماة بطرس (متى 14:18 - 5) ,

وتطهير برص كثيرين (متى 1:8 - 4 , مرقس40:1 - 45 , لوقا 12:5 - 14 , لوقا 11:17 - 19)

وأيضا شفاء الأصم الأعقد (مرقس31:7 - 37),

وإعادة أذن ملخس عبد رئيس الكهنة التي قطعها بطرس بسيفه (متى 51:26)

وإعطاء البصر للعميان (متى 27:9 - 31 , مرقس22:8 - 26 , متى 30:20 - 34 , لوقا6:9 - 7 , متى 22:12 - 23).

5 - سلطانه على الأرواح الشريرة

يقول البشير مرقس في بشارته «لأنه بسلطانه يأمر حتى الأرواح النجسة فتطيعه» (مرقس27:1) وفي (مرقس11:3) «والأرواح النجسة حينما نظرته خرت له وصرخت قائلة إنك أنت ابن الله» (لوقا41:4) .

وفي بشارة متى يقول الوحي لنا «فأخرج الأرواح بكلمة وجميع المرضى شفاهم» (متى 16:8, مرقس34:11).

تحرير الأخرس المجنون (متى 32:9, 33).

تحرير مجنون كورة الجدريين (متى 28:8 - 34 , مرقس1:5 - 20 , لوقا26:8 - 39).

إخراج الشيطان الذي فشل في إخراجه التلاميذ (مرقس17:9 - 26 , متى 14:17 - 18 , لوقا37:9 - 43).

تحرير الإنسان الذي كان في المجمع يوم السبت وبه روح نجس (مرقس23:1 - 27 , لوقا33:4 - 37).

تحرير ابنة الكنعانية (متى 22:15 - 28 , مرقس25:7 - 30).

6 - سلطانه على الخلائق غير العاقلة

أ - قال الرب له كل المجد لبطرس «اذهب إلى البحر وألق صنارة والسمكة التي تطلع أولا خذها ومتى فتحت فاها تجد إستارا فخذه وأعطهم عني وعنك» (متى 27:17) وهكذا صار كما قال.

ب - بعد فشل سمعان الليل كله في اصطياد أية سمكة قال له المسيح: «ابعد إلى العمق وألقوا شباككم للصيد» (لوقا4:5) وعندما ألقوها على كلمته أمسكوا سمكا كثيرا جدا فصارت شبكتهم تتخرق (لوقا5:5, 6).

ج -بعد قيامة المسيح من الأموات وظهوره للتلاميذ مرات مختلفة ذهب بطرس ومن معه ليتصيدوا سمكا وتعبوا الليل كله ولم يمسكوا شيئا , لكن جاءهم يسوع وبعد أن سألهم قائلا «يا غلمان ألعل عندكم إداما . وأجابوه لا. قال لهم: ألقوا الشبكة إلى جانب السفينة الأيمن فتجدوا. فألقوا ولم يعودوا يقدرون أن يجذبوها من كثرة السمك» (يوحنا5:21, 6).

7 - سلطانه على تسديد الأعواز

أ - عندما جاء إليه الجمع الكثير من مدينة صيدا وتحنن عليهم وشفى مرضاهم «فإذا صار المساء تقدم إليه تلاميذه قائلين الموضع خلاء, والوقت قد مضى. اصرف الجموع لكي يمضوا إلى القرى ويبتاعوا لهم طعاماً» (متى 14:14, 15) لكن كيف يكون هذا والقادر على كل شيء موجود? فلما قالوا ليس عندنا ههنا إلا خمسة أرغفة وسمكتان, قال ائتوني بها إلى هنا فأمر الجموع أن يتكئوا على العشب. ثم أخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وبارك وكسر وأعطى الأرغفة للتلاميذ والتلاميذ للجموع فأكل الجميع وشبعوا ثم رفعوا ما فضل من الكسر اثنتي عشرة قفة مملوءة والآكلون كانوا نحو خمسة آلاف رجل ماعدا النساء والأولاد» (متى 17:14 - 21 , مرقس34:6 - 44, لوقا12:9 - 17 , يوحنا5:6 - 14).

ب - عند جانب بحر الجليل, عندما صعد إلى الجبل وجلس هناك واجتمع إليه جموع كثيرة ومكثوا معه ثلاثة أيام وليس لهم ما يأكلون, قال لتلاميذه «إني أشفق على الجمع ولست أريد أن أصرفهم صائمين لئلا يخوروا في الطريق, وسأل تلاميذه قائلا كم عندكم من الخبز فقالوا سبعة وقليل من صغار السمك فأمر الجموع أن يتكئوا على الأرض وأخذ سبعة الخبزات والسمك وشكر وكسر وأعطى تلاميذه والتلاميذ أعطوا الجمع فأكل الجميع وشبعوا ثم رفعوا ما فضل من الكسر سبعة سلال مملوءة والآكلون كانوا أربعة آلاف ماعدا النساء والأولاد» (متى 32:15 - 35).

8 - سلطانه على الموت

قال هو بنفسه «لأنه كما أن الآب يقيم الأموات ويحيى. كذلك الابن أيضا يحيى من يشاء» (يوحنا21:5) ونرى هذا واضحا في:

أ - إقامة الموتى جسديا :

إقامة ابنة يايرس «طليثا قومي» (مرقس41:5)

إقامة الشاب ابن أرملة نايين «أيها الشاب لك أقول قم» (لوقا14:7) .

إقامة لعازر بعد أن أنتن إذ كان له أربعة أيام في القبر «لعازر هلم خارجا» (يوحنا43:11) .

ب - إحياء وقيامة الموتى روحيا بصوته:

«تأتي ساعة وهي الآن, فيها يسمع الأموات (روحيا ) صوت ابن الله والسامعون يحيون» (يوحنا25:5) .

ج -في قيامة نفسه بعد موته:

قال له كل المجد «لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضا» (يوحنا18:10) وفي (يوحنا19:2 - 22) قال لليهود «انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمه أما هو فكان يقول عن هيكل جسده. فلما قام من الأموات تذكر تلاميذه أنه قال هذا فآمنوا بالكتاب والكلام الذي قاله يسوع».

د - في قيامة الأموات:

«إذ مكتوب تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة والذين فعلوا السيئات إلى قيامة الدينونة» (يوحنا28:5, 29).

بالنسبة للمؤمنين الراقدين: مكتوب «فإنه سيبوق فيقام الأموات عديمي فساد» (1كورنثوس2:15) وأيضا «الأموات في المسيح سيقومون أولاَ» (1تسالونيكي 16:4) .

9 - سلطانه الإلهي في اختطافنا

1 - في قيامة الراقدين.

2 - في تغيير أجسادنا نحن الأحياء «الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده. بحسب عمل استطاعته أن يخضع لنفسه كل شيء» (فيليبي 21:3) اقرأ (1كورنثوس15 , أفسس13:4 - 18).

10 - سلطانه على البشر وعلى القلوب

لقد كانت كلماته خارقة للقلب وتأثيرها فعالا , فعندما كان مجتازا من مدينته رأي إنسانا جالسا عند مكان الجباية اسمه متى فقال له اتبعني. فقام وتبعه (متى 9:9) وعندما جاءوا إلى بيت فاجى عند جبل الزيتون أرسل تلميذين قائلا لهما «اذهبا إلى القرية التي أمامكما فللوقت تجدان أتانا مربوطة وجحشا معها فحلاهما وأتياني بهما. وإن قال لكما أحد شيئا فقولا الرب محتاج إليهما. فللوقت يرسلهما, فذهب التلميذان وفعلا كما أمرهما يسوع» (متى 2:21, 3,6) وليس ذلك فقط بل كان له سلطان عجيب في تبكيت الجموع (يوحنا2:8 - 11).

ولقد أثر بكلماته وسلطانه وعمل نعمته في الملايين ولازال أيضا وسيظل. ولذلك حتى في تعليمه قيل عنه بالوحي «لأنه يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة» (متى 29:7) .

11 - قدرته وسلطانه على مغفرة الخطايا

قالها للمفلوج «ثق يا بني مغفورة لك خطاياك. ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا حينئذ قال للمفلوج قم احمل فراشك واذهب إلى بيتك فقام ومضى إلى بيته» (متى 2:9,6) وقالها للمرأة الخاطئة التي جاءت إليه في بيت سمعان الفريسي (لوقا48:7) .

12 - له القدرة والسلطان لإعطاء الحياة الأبدية

«إذ أعطيته سلطانا على كل جسد ليعطى حياة أبدية لكل من أعطيته» (يوحنا2:17) .

13 - له السلطان على كل قوات السماء

«الذي هو في يمين الله. إذ قد مضى إلى السماء. وملائكة وسلاطين وقوات مخضعة له» (1 بطرس22:3) . و «لذلك رفعه الله أيضا وأعطاه اسما فوق كل اسم لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض. ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب» (فيليبي 9:2 - 11).

«أخضع كل شيء تحت قدميه وإياه جعل رأسا فوق كل شيء للكنيسة» (أفسس 22:1) .

14 - له القدرة على إعطاء تلاميذه القوة

«بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئا» (يوحنا5:15) ولقد أثبت في هذا القول أنه الإله القدير, وأنه يمنح القدرة لمن يشاء. ولقد أعطى تلاميذه سلطانا على صنع المعجزات باسمه (مرقس17:16, 18) وقال الرسول بولس «أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني» (فيليبي 13:4) .

وقد ظهرت هذه القوة في:

1 - شفاء الرجل الأعرج من بطن أمه «الموجود عند باب الهيكل الذي يقال له الجميل» (أعمال 1:3 - 8).

2 - شفاء إينياس (أعمال 32:9 - 35).

3 - أقام بطرس طابيثا (أعمال 36:9 - 42).

خلاصة القول:

هل من الممكن أن يكون هذا الشخص, الذي سلطانه بلا حدود وقدرته فائقة إنسانا عاديا , أو يكون رئيس ملائكة أو ملاكا ? أو نبيا من الأنبياء?

كلا. فرئيس الملائكة والملائكة لم يظهروا سلطانا أمام الشيطان. كما فهمنا من حادثة مخاصمة إبليس لميخائيل رئيس الملائكة عن جسد موسى (يه 9) وكثير من الأنبياء الذين أرسلهم الله إلى هذه الأرض أجروا معجزات, لكن لم يفعلوها بقوتهم الشخصية بل بقوة الله.

أما هذا الشخص العجيب فقد أجرى المعجزات بقوة لاهوته لأنه ابن الله.

نعم له السلطان المطلق والقدرة غير المحدودة على كل شيء. الذي مات لأجلنا ليفتدينا هو بذاته الذي يستطيع وحده فقط أن يحررك من نير الشيطان والخطية, ويكسر القيود ويفك السلاسل ويجعلك حرا طليقا .

فأقبل إليه بالإيمان.

6 - غير المتغير

إن الله «ليس عنده تغيير ولا ظل دوران» (يعقوب 17:1) .

) وفي (ملا 6:3) قال الرب لبني إسرائيل «لأني أنا الرب لا أتغير».

وكذلك جاء عن الابن هذا القول «السموات هي عمل يديك. هي تبيد ولكن أنت تبقى وكلها كثوب تبلى, فتتغير ولكن أنت أنت وسنوك لن تفنى» (عبرانيين 1:1 - 12) وجاء عنه في (مزمور 25:102, 26) «من قدم أسست الأرض والسموات هي عمل يديك. هي تبيد وأنت تبقى. تغيرهن فتتغير وأنت هو وسنوك لن تنتهي» وفي هذا خلوده الذاتي كالله وعدم قابليته للتغيير.

ف«يسوع المسيح هو هو أمسا (الأزل) واليوم (الزمان) وإلى الأبد (أي طوال الأبدية) (عبرانيين 8:13) .

وهنا نلاحظ أنه تنتفي عنه إمكانية «التغير»كالله المتجسد أعني في لاهوته وناسوته معا باعتباره الله والإنسان في آن واحد وهذا واضح من القول «يسوع المسيح».

يظن البعض أن المسيح ابن الله قد أصابه تغيير نتيجة لتجسده ولكن الروح القدس ينفى تماما في القول «في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله... والكلمة صار جسدا وحل بيننا (أي نصب خيمته بيننا) ورأينا مجده (مجده الشخصي)» (يوحنا1:1 - 14) ولنلاحظ أنه منذ تجسده فصاعدا أصبح لا الله باعتبار لاهوته فقط كما كان في الأول ويظل إلى أبد الآبدين بل الإنسان أيضا . فقيل عنه في تجسده «الله أرسل ابنه في شبه جسد الخطية» (غلاطية 4:4) وفي صباه وهو على الأرض قيل «من مصر دعوت ابني» (متى 15:2) , وفي المعمودية قيل «هذا هو ابني» (متى 17:3) .

وفي خدمته قيل «الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر» (يوحنا18:1) وفي موته بالجسد قيل «صولحنا مع الله بموت ابنه» (رومية 10:5) .

وفي قيامته وصعوده بالجسد الذي به مات وقام قيل «الذي نزل هو الذي صعد أيضا فوق جميع السموات» (أفسس10:4) .

وعن رجوعه في مجيئه إلينا بنفس هذا الجسد «وتنتظروا ابنه من السماء الذي أقامه من الأموات يسوع» (1تسالونيكي 10:1) .

ومما يؤيد عدم انتهاء شخصيته بموته, وأنه الابن المتجسد الذي مات بجسده وقام بجسده أيضا قول الرسول بولس عنه في (رومية 3:1, 4) «عن ابنه. الذي صار من نسل داود من جهة الجسد وتعي ن ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات. يسوع المسيح ربنا» وقوله أيضا لتيموثاوس في (2 تي 8:2) «اذكر يسوع المسيح المقام من الأموات من نسل داود بحسب إنجيلي» كما أنه «ابن الله» بإنسانيته التي بها و ضع قليلا عن الملائكة.

«ولكن الذي و ضع قليلا عن الملائكة يسوع نراه مكللا بالمجد والكرامة» (عبرانيين 9:2) .

وعن مجيئه العتيد إلينا «السموات التي منها أيضا ننتظر مخلصا هو الرب يسوع المسيح. الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده بحسب عمل استطاعته أن يخضع لنفسه كل شيء» (فيليبي 2:3, 21).

وأيضا في سفر الرؤيا «هوذا يأتي مع السحاب وستنظره كل عين والذين طعنوه وينوح عليه جميع قبائل الأرض» (رؤيا 7:1) .

هذا هو الكلمة «ابن الله» الذي «صار جسدا» الله الأزلي الأبدي الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران والذي صار جسدا والذي يظل إلى الأبد إلها وإنسانا بجسده بغير انتهاء ولا تحويل ولا تغيير, إلا أنه كان هنا إنسانا في حال الإتضاع «وضع قليلا» عن الملائكة أما هناك فهو بجسده الإنسان الممجد نراه مكللا بالمجد والكرامة. كان هنا بجسد مثلنا بلا خطية لكنه سكب للموت نفسه, ليحيي نفوسنا وليسفك دمه ليفي ما علينا ويعفو عنا, أما الآن في المجد فهو كإنسان يحيا بجسده بقوة حياة لا تزول التي سيجعلها قوة حياة أجسادنا بعد تغييرها لتكون خالدة في المجد. كان هنا بجسد تختفي فيه أنوار أمجاده التي لم يظهر منها إلا القليل على جبل التجلي, أما في المجد تشع من جسده الإنساني كل أنوار مجده الإلهي, التي عندما ظهر بها مرة لشاول جعله يسقط صريعا على الأرض وصار أعمى, وأمامها ترتعب جميع قبائل الأرض وتظلم الشمس ولا يعطى القمر ضوءه (أعمال 3:9 - 9 , متى 29:24, 30).

نعم, يسوع المسيح هو هو أمسا واليوم وإلى الأبد. له كل المجد.

7 - القدوس

نحن نعلم أنه لا يوجد في العالم أجمع من حاز أو يحوز كمال القداسة من يوم سقوط آدم وحواء إلى يوم القيامة. ولا يمكن أن يقال عن أحد إطلاقا «القدوس» إلا الله وحده فقد قال لشعبه قديما في (لا 44:11) «إني أنا الرب إلهكم فتتقدسون وتكونون قديسين لأني أنا قدوس» وفي (لا 26:20) «وتكونون لي قديسين لأني قدوس أنا الرب» وفي (1بطرس 16:1) «كونوا قديسين لأني أنا قدوس».

وفي تسبيحة المفديين في (خر11:15) «من مثلك معتزا في القداسة».

وصلت حنة أم صموئيل قائلة عنه «ليس قدوس مثل الرب» (1صم 2:2) وفي (مزمور 9:99) «علوا الرب إلهنا واسجدوا في جبل قدسه لأن الرب إلهنا قدوس».

ومن جهة اسمه قال لموسى أن يكلم هرون وبنيه قائلا : «ولا يدنسوا اسمي القدوس أنا الرب» (لا 2:22) .

ويقول صاحب المزمور «لأنه به تفرح قلوبنا لأننا على اسمه القدوس اتكلنا» وفي (إشعياء 15:57) مكتوب «لأنه هكذا قال العلي المرتفع ساكن الأبد القدوس اسمه».

فالله وحده هو القدوس ولا يعادله في قداسته أحد من البشر ولا من الملائكة, من خلائق ترى أو لا ترى, ولكوننا أدركنا أن الله واحد لكنه جامع أقانيم لذلك فكل أقنوم يطلق عليه قدوس فقيل عن الآب في الوحي إنه «القدوس» في القول الذي قاله الرب يسوع في (يوحنا11:17) «أيها الآب القدوس».

كذلك قيل عن الابن في (لوقا35:1) «القدوس المولود منك».

وعن الروح القدس إنه القدوس في (مزمور 11:51) «وروحك القدوس» وإنه «روح القداسة» (رومية 4:1) ونعود إلى أساس حديثنا وهو أقنوم الابن شخص المسيح ونسأل سؤالا :

هل هو القدوس... بالفعل?

نحن نعلم أنه ليس قدوس إلا الله لأن البشر جميعهم زاغوا وفسدوا وليس فيهم بار ولا واحد. «وليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد» (رومية 1:3 - 12) وبالتالي إن كان المسيح هكذا يكون هو الله.

نعم بكل تأكيد إن المسيح هو الله القدوس.

فعندما بشر الملاك العذراء بولادته قال لها «لذلك القدوس المولود منك يدعى ابن الله» (لوقا35:1) فبما أن المسيح هو القدوس الكامل لذلك فهو ابن الله.أي إن هذه القداسة هي البرهان الواضح الدال على لاهوته وقالت العذراء مريم وهي تعظم الرب عنه «لأن القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس» (لوقا49:1) .

وفي خطاب بطرس أمام الإسرائيليين بعد شفاء المقعد عند باب الهيكل الجميل قال لهم: «ولكن أنتم أنكرتم القدوس البار» (أعمال 14:3) لقد وبخهم لأنهم أنكروا القدوس البار أي أنكروا الإله القدوس.

وفي صلاة التلاميذ في (أعمال 27:4) قالوا: «اجتمع على فتاك القدوس يسوع الذي مسحته. هيرودس وبيلاطس» وهنا نرى إتماما للنبوة الواردة في المزمور الثاني واعترافا بلاهوت المسيح وقداسته.

وفي رسالة العبرانيين جاء عنه «قدوس بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السموات» (عبرانيين 26:6) .

وفي (أعمال 27:2) قيل عنه «لأنك لن تترك نفسي في الهاوية ولا تدع قدوسك يرى فسادا» وأيضا (أعمال 35:13) .

وجاء عنه في (رؤيا 7:3) «هذا يقوله القدوس الحق».

وقيل عنه في (عبرانيين 15:4) «مجر ب في كل شيء مثلنا بلا خطية». لقد شهد كاتب العبرانيين أن المسيح قدوس بار بلا خطية.

وهذا ما شهد المسيح لنفسه به, عندما قال لخصومه وأعدائه والمقاومين له «من منكم يبك تني على خطية» (يوحنا46:8) .

وقال الرسول يوحنا وهو يصف المسيح «وتعلمون أن ذاك أظهر لكي يرفع خطايانا وليس فيه خطية» (1يوحنا5:3) .

ويصفه بطرس الرسول قائلا «فإن المسيح أيضا تألم لأجلنا تاركا لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته. الذي لم يفعل خطية ولا و جد في فمه مكر» (1بطرس 21:2, 22), ويصفه الرسول بولس قائلا «الذي لم يعرف خطية» (2كورنثوس21:5) .

هذا هو المسيح الذي جاء إليه ذات مرة شاب غني رئيس وقال له «أيها المعلم الصالح أي صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبدية» فقال له «لماذا تدعوني صالحا ? ليس أحد صالحا إلا واحدا وهو الله» (متى 16:19, 17) وهنا لا يقصد الرب يسوع أنه ليس صالحا لأنه ليس هو الله!

فهو لم يقل له لا تدعوني صالحا بل قال له لماذا تدعوني صالحا ? وقصد الرب من ذلك أمرين:

الأول: أن يعلن حقيقة شخصه لذلك الشاب.

والثاني: أن يعلن ضعف الإنسان وفشله وعجزه الكامل في عمل الصلاح.

لقد سأله الشاب,أي صلاح أعمل. وهو سؤال يفترض أن في الإنسان قدرة على عمل الصلاح. وهذا غير صحيح «فليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد» (رومية 12:3) ولذلك قال الرب له «ليس أحد صالحا إلا واحد وهو الله». لقد شجب الرب ظن ذلك الشاب في محاولة عمل الصلاح. هذا من ناحية ومن الناحية الأخرى أراد أن يعلن حقيقة شخصه لذلك الشاب. إنك تدعوني صالحا فلماذا تدعوني كذلك. هل هي مجاملة منك لي أم إنه إيمان حقيقي بأني الله. لماذا تدعوني صالحا ?? ليس أحد صالحا إلا واحد وهو الله والرب الذي قال هذا الكلام هنا هو بعينه الذي قال في مناسبة أخرى «أنا هو الراعي الصالح». لقد شهد عن صلاحه, لأنه هو الله.

بل كان يقصد أيضا أن يقول لهذا الشاب أتدعوني صالحا بمقياس الصلاح البشري? أم تدعوني صالحا بمقياس الصلاح الإلهي?. وإذا كنت تقصد أنني صالح بمقياس الصلاح الإلهي فهذا يعني أنني الله. لأنه ليس أحد صالحا إلا واحد وهو الله. فإذا اعترفت بحق صلاحي بالمقياس الإلهي وجب عليك أن تعترف بأنني الله.

نعم إن المسيح هو الصالح, المنزه عن الخطأ لأنه هو الله المتجسد.

نعم هذا هو الشخص العجيب الذي يكشف الخبايا ويظهر ما في القلوب, ويوبخ منه الجميع لكن لا يوبخه أحد لأنه القدوس البار, أما كل البشر فجميعهم أشرار.

في ذات مرة جاء الكتبة والفريسيون إليه وهو في الهيكل بينما كان يعل م الشعب وقدموا إليه امرأة أمسكت في ذات الفعل «زنا». ولما أقاموها في الوسط قالوا له «يا معلم هذه المرأة أمسكت في ذات الفعل وموسى في الناموس أوصانا أن مثل هذه ت رجم. فماذا تقول أنت? قالوا هذا ليجربوه لكي يكون لهم ما يشتكون به عليه» (يوحنا2:8 - 6). لكن المسيح العالم بكل شيء له كل المجد «انحنى إلى أسفل وكان يكتب بإصبعه على الأرض ولما استمروا يسألونه انتصب. وقال لهم: من كان منكم بلا خطية فليرمها أولا بحجر. ثم انحني أيضا إلى أسفل وكان يكتب على الأرض. وأما هم فلما سمعوا وكانت ضمائرهم تبكتهم فخرجوا واحدا فواحدا مبتدئين من الشيوخ إلى الآخرين» (يوحنا6:8 - 9) . لقد كشف لكل واحد خباياه, وخطاياه. فكيف يظلون أمام قداسته ونور عينيه ويقول الكتاب: «بقي يسوع وحده والمرأة» لأنه القدوس المنزه عن الخطأ. ولقد غفر لهذه المرأة لأنه من حقه وحده أن يغفر الخطايا, وفي نفس الأصحاح الذي بكت فيه الجميع وأظهر خباياهم وخطاياهم, تحداهم قائلا «من منكم يبكتني على خطية» (يوحنا46:8) ولم يستطع أحد أن ينطق بكلمة لأنه القدوس الذي بلا شر ولا دنس.

لذلك شهد عنه بيلاطس الوالي الروماني مرارا , وهو يحاكمه قائلا «لست أجد فيه علة واحدة» (يوحنا31:18) وقالت زوجته أيضا له عن هذا القدوس «إياك وذلك البار» (متى 19:27) . وقال عنه أحد اللصين الذي أنار الله قلبه لزميله «أولا أنت تخاف الله إذ أنت تحت هذا الحكم بعينه أما نحن فبعدل لأننا ننال استحقاق ما فعلنا. وأما هذا فلم يفعل شيئا ليس في محله» (لوقا40:23, 41) وقال عنه قائد المئة الذي أشرف على صلبه «بالحقيقة كان هذا الإنسان بارا» (لوقا47:23) .

نعم هذا هو الذي عندما لطم من أحد الخدام الواقفين أمام رئيس الكهنة إذ كان يحاك م, قال له: «إن كنت قد تكلمت رديا فاشهد على الرديء وإن حسنا فلماذا تضربني» (يوحنا23:18) . لقد قال عنه إشعياء النبي «على أنه لم يعمل ظلما ولم يكن في فمه غش» (إشعياء 9:53) وقال عنه بطرس «الذي إذ شتم لم يكن يشتم عوضا وإذ تألم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضى بعدل» (1بطرس 3:2) .

نعم هذا هو الذي شهدت له حتى الشياطين بأنه هو الله القدوس. ففي كفر ناحوم لما دخل المجمع وأخذ يعلم, كان في مجمعهم «رجل به روح نجس فصرخ قائلا : آه ما لنا ولك يا يسوع الناصري. أتيت لتهلكنا. أنا أعرفك من أنت, قدوس الله». ولذلك لاق به وحده أن يقول «إن رئيس هذا العالم يأتي وليس له في شيء» (يوحنا30:14) .

ورئيس العالم هو إبليس الذي أذل البشر ونال من جميع الناس مبتغاه, ولكنه لم ينل شيئا من المسيح لأنه الإله القدوس القدير على كل شيء

أعماله الإلهية
الصفحة
  • عدد الزيارات: 27400