أساليب شهود يهوه الجهنّمية
على ضوء كل هذه البيّنات من كلمة الله، آن الأوان لشهود يهوه ليعيدوا النظر في بدعتهم السخيفة هذه ويحلّلوا عقائدهم تحليلاً جذرياً ويضعوا تعاليمهم الحمقاء على مائدة التشريح، ليروا أنفسهم كم هم على خداع وضلال، وبعد أن يعتنقوا الإيمان الصحيح المعلن فقط في شخص الرب يسوع المسيح.
إن الكتاب المقدس ينذرهم من استحقاق غضب الله ونقمته، ويحذرهم من لظى نار جهنّم التي ستبتلعهم إلى أبد الآبدين... فالتحذير واضح تماماً في (سفر الرؤيا 22: 18- 19) (لأني أشهد لكل من يسمع أقوال نبوّة هذا الكتاب إن كان أحد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب وإن كان أحد يحذف من أقوال كتاب هذه النبوّة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة ومن المدينة المقدسة ومن المكتوب في هذا الكتاب...).
ينتمي شهود يهوه إلى تلك الفئات التي دأبت على غش وتحريف الكتاب المقدس، فهم يتجنّون على قواعد وقوانين التفسير المتّبعة من رجال الاختصاص والخبرة في دراسة الكتاب. إنهم يتّبعون البهلوة في استعمال ترجمات الكتاب المقدس العديدة، مختارين من بينها العبارات التي يظنّون أنها تدعم مبادئهم... فمثلاً: نراهم يستشهدون بـ (توراة أورشليم- The Jerusalem Bible) لأنها حوت على اسم يهوه (6500 مرة) تقريباً، ويتكلمون عنها بكل حماس، وذلك لتسهيل عمليات التلاعب بالنصوص، وهم يعلمون جيداً أن هذه الترجمة النفيسة جداً هي المرجع الأول للطائفة الكاثوليكية، والتي بنظرهم هي أكبر طائفة شيطانية على وجه الأرض... تأملوا...؟
للتضليل في موضوع ألوهية المسيح، يستعملون اللعب على اللغتين العبرية واليونانية، فيقولون مثلاً: إن كلمة (ايلوهيم)، (ايل) أو (اله) العبرية، أو (تيوس) في اليونانية، تعني القدير، القوي، وهي تنطبق على المسيح، وعلى الملائكة وعلى البشر أيضاً، كما أن هذه العبارة استعملت أكثر من مائتي مرّة في التعبير عن الآلهة الكاذبة... لقد كلفوا أنفسهم كل هذا العناء الطويل، كما رأينا، لكي يقولوا أن المسيح عندما ذكر عنه الكتاب المقدس أنه إله لم يكن إلا كأحد الملائكة أو البشر أو حتى إله كاذب... وهم في ذلك يناقضون أنفسهم بشدّة، عندما يسندون رأيهم بما جاء في رسالة (يوحنا5: 20) (ونحن في الحق في ابنه يسوع المسيح هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية...).
لقد علمنا من كتاباتهم أن مجيء المسيح الثاني قد تم بصورة غير منظورة وسرّية، وذلك لتغطية فشلهم في تعيين تاريخ معيّن لمجيئه العلني، وفي محاولتهم لإثبات هذا الادعاء، استعملوا اللعب على الكلام بالشكل التالي مستندين على الآيات التي تدعم ادعاءهم الكاذب: (ملكوت الله لا يأتي بمراقبة) (لوقا 17: 20)، (لا أترككم يتامى إني آتي إليكم بعد قليل لا يراني العالم أيضاً وأما أنتم فستروني أني أنا حي فأنتم ستحيون) (يوحنا 14: 18- 19) و (ها أنا آتي كلص طوبى لمن يسهر... ) (رؤيا 16: 15).
أمام هذا التصرّف، يجب على كل من يقرأ كتابات شهود يهوه، أن يتخذ جانب الحيطة والحذر، لئلا ينجذب بأقوالهم المعسولة وتعاليمهم المضلّة، وخير ما يفعله أن كان يريد أن يقرأها، هو أن يفتح كتابه المقدس، ويراجع نصوصه في كل موضوع.
لكي ينكروا قيامة المسيح بالجسد، ورجوعه إلينا بالجسد، يقولون: إنه ليس ثمة موجب لأن يكون المسيح منظوراً حتى نثبت مجيئه الثاني، لأن أباه غير منظور من البشر، فبذلك يوفّقون بين الحقيقة الكتابية وآراءهم الشخصية... فانسجاماً مع هذه النظرية، يفسرون مثلاً (أعمال 1: 11) هكذا (إن يسوع الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقاً إلى السماء...) إن هذه الآية لا تعني بأنه سيأتي منظوراً في الجسد، بل سيأتي بالطريقة عينها كما ذهب بلا ضجّة ولا مهرجان ولا صوت بوق، بل بهدوء وسكينة مثل اللص، وقبل انطلاقه قال لتلاميذه: (وتكونون لي شهوداً...) (أعمال1: 8)، فشهوده فقط رأوه يذهب، ولا غرو في أن الشهود الأمناء (أي شهود يهوه) يكون لهم امتياز رؤياه. أن رجوعه سيكون منظوراً من عيون القلوب المستنيرة بإعلانات الكلمة الإلهية، متحججين بالآية (مستنيرة عيون أذهانكم...) (أفسس1: 18).
جواب الكتاب صريح جداً من هذه الناحية إذ يقول: (هوذا يأتي مع السحاب وستنظره كل عين والذين طعنوه وتنوح عليه جميع قبائل الأرض...) (رؤيا 1: 7)، فالذين طعنوه ليسوا هم شهود يهوه الحقيقيين، وكذلك حين يقول الكتاب أن كل عين ستراه، لا يعني هنا عين الذهن... الخ...
في كتابهم المسمّى (من الفردوس المفقود إلى الفردوس المردود) أدرجوا آية تحت عنوان الكتاب، ولأن هذه الآية تدحض تعليمهم فيما يخص القيامات، حرّفوها بشكل مدهش جداً، مما يدل على حنكة ودهاء هذه الجماعة المضلّة. (ثم قال ليسوع (أي اللص على الصليب) اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك فقال له يسوع الحق أقول لك أنك اليوم تكون معي في الفردوس...) (لوقا23: 42- 43). أي إنسان ولو بثقافة بسيطة، يدرك بأن الرب يسوع عنى للصّ وهو على الصليب بأنه عند قيامته في اليوم الثالث سيقوم معه ويصعد معه إلى الفردوس...
فهذا النص الكتابي لم يلق استحسان عند شهود يهوه فحرّفوه بهذا الشكل: (... فقال له يسوع الحق أقول لك اليوم، ستكون معي في الفردوس...) فوضعوا (،) بعد كلمة اليوم وأضافوا السين (س) إلى كلمة (تكون) فتغيّر كل معنى الآية، وفُهمت بهذا الشكل، أي أن يسوع الذي كان يكلّم اللص في ذلك الحين، وعده بأنه سيفتقده في المستقبل الأرضي، إذ أنه من غير المعقول أن يكون ذلك اللص من عداد الـ (144000).
وكم نشكر الرب إذ أنهم يستعملون في تبشيرهم في لبنان والعالم العربي الترجمة الإنجيلية، المعروفة بترجمة (فان دايك- اليازجي) هذه الترجمة النفيسة المستعملة في المشرق العربي من الطوائف الإنجيلية والأرثوذكسية والقبطية، لكنهم لو ترجموا كتابهم الإنجليزي (ترجمة العالم الجديد The New World Bible) لأضلّوا أضعاف أضعاف ما أضلّوا من ضعاف النفوس...
هذه آية بسيطة اخترتها لأقدمها للقارئ، نموذجاً على ما يقومون به من ضروب التزوير في النصوص المقدسة: (ليس الله بفظ ولا بقاس، لذلك لا يمكن أن يحكم على الشرير العاجز عن إصلاح نفسه، بالعذاب، بل يحكم عليه بالموت، أي الملاشاة الأبدية أو الاضمحلال، وعدم القيامة...) (ترجمة العالم الجديد- متى25: 46).
أما نص الآية الأصلي فهو كما يلي: (يمضي هؤلاء إلى عذاب أبدي والأبرار إلى حياة أبدية). (متى25: 46). فشهود يهوه حرّفوا النص بإبدال كلمة عذاب أبدي بكلمة (ملاشاة أو اضمحلال) مما يوافق تعليمهم بعدم وجود جهنّم، فمن هنا يرى أن سوء أمانتهم لا يقف عند حد.
- عدد الزيارات: 3640