Skip to main content

إصحاح 6، آية 4

4-"أنت جميلة يا حبيبتي كترصة حسنة كأورشليم مرهبة كجيش بألوية".

ما أعجب محبتك ولطفك وطول أناتك يا ربنا يسوع ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍، نعم أليس عجيبا ان تخرج كلمات المحبة والنعمة هذه من شفتي الرب يسوع وان يتحدث بها إلى عروسه بعد فشلها المحزن _بعد رجوعها وتحولها عنه؟ أنه لعجيب حقا ان يناجي العريس عروسه قائلا "أنت جميلة يا حبيبتي" يا لها من محبة‍‍‍‍ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍، محبة المسيح الفائقة المعرفة ورأفته التي لا تكل وصلاحه الذي لا يزول. ان الرب يغفر الخطايا فقط بل ينساها كلها حينما ترجع النفس إليه نادمة. أنه يقبل كل تائب بأحلى مظاهر النعمة في اللحظة التي تأخذ النفس فيها مكانها الصحيح قدامه. ان أول ما يذكره العريس لعروسه الراجعة إليه هو جمالها الذي يراه فيها "أنت جميلة يا حبيبتي" فلا يشير بكلمة واحدة إلى حيث كانت أو إلى ما فعلت.

وهو يجيب المرتجى ويظهر كل الرضا

لا يذكر شر الخطأ وينسى كل ما مضى

* * *

"جميلة. . . . كترصة حسنة كأورشليم مرهبة كجيش بألوية" صحيح ان مدينة ترصة قد ولى عهدها، وأورشليم قد زال مجدها، وألوية يهوذا وأفرايم قد طواها التأديب وقضاء الله، ولكن قلب الرب هو هو لا يتغير، فهو يقول لعروسه "جميلة كترصه" وترصه معناه "مسرة أو بهجة" وقد كانت مقر ملوك إسرائيل قبل ان تبنى السامرة (1مل15: 33) "وحسنة كأورشليم" وقد كانت هذه مقر ملوك يهوذا، وكانت كما نعلم من كلمة الله مشهورة بكثرة أمجادها "جميل الارتفاع فرح كل الأرض جبل صهيون. فرح أقاصي الشمال مدينة الملك العظيم. الله في قصورها يعرف ملجأ"(مز48: 2و3) ولكن أورشليم هذه احتقارت مسياها ورفضته _ رفضت "الملك العظيم" حقا ما أعجب ان يرى الرب حسنا في أورشليم التي ذرف دموعا غزيرة عليها _ أورشليم التي بدل ان تتوجه ملكا عليه توجته بإكليل من شوك بدل ان تجلسه على عرشه رفعته على صليب الذل والعار‍، كذلك عجيب ان يرى الرب جمالا في ترصه التي كانت عاصمة مملكة الأسباط المتمردين، ومع ذلك فان هاتين المملكتين التائبتين يهوذا وإسرائيل، سوف تتحدان في بوم المجد العتيد تحت رأس واحد ولن ينفصلا إلى الأبد، وما نراه هنا في صور تشبيهية يتحدث عنه الأنبياء بعبارات واضحة "هكذا قال السيد الرب. هأنذا آخذ بني إسرائيل من بين الأمم التي ذهبوا إليها واجمعهم من كل ناحية وآتي بهم إلى أرضهم. وأصيرهم أمة واحدة على جبال إسرائيل وملك واحد يكون ملكا عليهم كلهم ولا يكونون بعد أمتين ولا ينقسمون بعد إلى مملكتين"(خر37: 15-22).

فحينما ترجع الأسباط الأثناء عشر ومسيا يكون ملكا عليهم، يومئذ يكون مجد الأمة عظيما "ملك واحد يكون ملكا عليهم" وعندئذ تكون الأمة "مرهبة بألوية".

* * *

"مرهبة كجيش بألوية" وفي إشارة إلى جنود الرب الظافرين وألوية النصر ترفرف عليهم، فالرب يرى عروسه كالغالبة ويريد ان يكون شعبه منتصر في كل حين "شكرا لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين"(2كو2: 14) وجدير بكل واحد منا نحن المؤمنين ان يفحص ذاته جيدا ليعرف المؤثرات والمشاعر والملكات التي يجب ان ينتصر عليها، والكسل في الحياة الروحية من أشر الأعداء، والروح القدس يحذرنا منه في هذا السفر (ص3: 1، 5: 2) وإذا لم ننتصر بنعمة الله ومعونته على كل هذه الأعداء فأنها تغلبنا وتهزمنا في ميدان الحرب الروحية.

ومن الواضح الجلي ان العريس يتحدث دائما عن جمال عروسه بالتفصيل عندما تكون في حالة النصرة الروحية كما في ص4 وكذا في ص6و7، وأنه لا يصفها بهذه الأوصاف الجميلة عندما تكون على فراشها أو في حالة الراحة والتراخي بعيدة عنه.

عندما يخاطب الرب الكنائس السبع (رؤ2و3) ينبّر على وجوب الغلبة والانتصار كشرط للتمتع بالبركة وبرضاه "من يغلب".

* * *

وان في قول الرب عن عروسه بأنها "مرهبة" حقا عمليا يجب ان يراعيه المؤمنون سيما في أيام التهاون والتراخي هذه، فمع أنه يجب ان يكون المؤمنون ودعاء ولطفاء مع جميع الناس، إلا أنه من واجبهم أيضا ان يكونون أشداء ومرهبين ضد الخطية وضد عدو النفوس "قاوموا إبليس فيهرب منكم" وان يكونوا قساة ومرهبين ضد كل تعليم شرير، ولا سيما ما يمس أمجاد ابن الله الأزلي _ الرب يسوع_ يهوه الكائن على الكل إلها مباركا إلى الأبد.

* * *

  • عدد الزيارات: 3787