إصحاح 6، آية 5
5-"حولي عني عينيك فأنهما غلبتاني. شعرك كقطيع المعز الرابض في جلعاد".
ما أعجب هذا، أنه حق لا يستطيع ان يدركه الإنسان الطبيعي، لا ولا الملائكة أنها "تشتهي ان تطلع عليه" ولكي نفهمه ينبغي ان نعرف ربنا يسوع نفسه، فأنه لا يوجد قلب يشترك في أفراح الآخرين وبركتهم مثل قلبه. سرور قلبه في ان يبارك البؤساء والمعوزين، فيسافر سفرة طويلة لكي يلتقي بالمرأة السامرية الساقطة ليباركها، أو الأممية لكي يسعدها، فان فرحه وفرح كل السماء ان خاطئا واحدا يرجع إليه ويمتلى من ملئه ويغتني بغناه.
* * *
"فأنهما غلبتاني" ان ربنا _له المجد _ لا يحتمل ان يرى مؤمنا متذللا متطلعا وشاخصا إليه، فقلبه الرقيق لا يحتمل ان يسمع طويلا أنات قديس ناظر إليه ومتعلق به، أو ان يرى عينيه دامعتين أمامه. ليت لنا هذه الثقة في الرب _ في محبته وفي رقة عواطفه فنلجأ إليه في كل ظروف الحياة بنفوس منسحقة، فأنه لا يسر بذبيحة وبمحرقة لا يرضى "ذبائح الله هي روح منكسرة. القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره" (مز51: 16و17) "لأنه لم يحتقر ولم يرذل مسكن المسكين ولم يحجب وجهه عنه بل عند صراخه إليه أستمع"(مز22: 24) "فيما هم يتكلمون بعد ان أسمع"(أش65: 24).
* * *
وكم يكون حنان قلبه عظيما يوم يتحول إليه بيت داود وسكان أورشليم نائحين باكين. يوم ترجع إليه الأسباط ويعترفون به كمسيحهم الحقيقي. عندئذ تثبت عين كل سبط عليه، ويفيض كل قلب بالحمد والتسبيح ومن أورشليم تفيض البركة لجميع شعوب الأرض (زك12: 10-14، 14: 16).
ويومئذ يكون أش53 أنشودة كل الأسباط ومظهرا لندامتهم وبالتالي لفرحهم، "مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا. تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا. كلنا كغنم ضللنا. ملنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه أثم جميعنا" وأورشليم المحبوبة ستكون أورشليم مشورات الله لا أورشليم كبرياء الإنسان وظلمه، حينئذ ستكون بهجة كل الأراضي "واسم المدينة من ذلك اليوم يهوه شمه" (أي الرب هناك خر48:35). نعم وستكون كل الأشياء طبقا لأفكار مسيا، فالشيطان سيوضع في الهاوية، واللعنة ترفع عن الأرض، وقوة إبليس ستقهر، وسليمان الحقيقي سيملك على الجميع. ومن منا يتصور نتيجة غياب الشيطان وحضور المسيح بالقوة والمجد العظيمين _وذلك على المسكونة بأسرها.
* * *
- عدد الزيارات: 4100