إصحاح 7، آية 6
6-"ما أجملك وما أحلاك أيتها الحبيبة باللذات".
مما لا ريب فيه ان الناطق بهذه الكلمات هو العريس، وأننا نرى من خلالها سموا في العاطفة وفي الحب والإعزاز أكثر مما رأينا في الأعداد الخمسة السابقة _الأعداد التي ربما نطق بها "بنات أورشليم" فان كان الآخرون يعجبون بالعروس أيما إعجاب ويشيدون بكمالاتها وفضائلها، إلا ان العريس وحده هو الذي يجد لذة في عروسه وفرحا بها، وتبارك اسمه الجليل فان نعمته الغنية هي التي صيرتها مشابهة لشخصه الكريم، وهذه المشابهة هي التي يراها الآن وفيها يجد لذته ومسرته، وبقدر ما يجد فينا من المشابهة له بهذا القدر يلتذ ويسر بنا. ان ربنا المبارك لا يجد سروره إلا فيما يشبه كمالاته الأدبية. ياله درسا عمليا يعوزنا ان نتعلمه! ليتنا نفكر في محبته وقداسته وكمال طرقه، ثم نسائل أنفسنا: في أي النواحي يا ترى يجد سيدنا صورته منعكسة بصفة عملية في تصرفاتنا؟ ليتنا في نوره الباهر نفحص طرقنا العملية جميعها ونحرص بمعونته على ان نتشبه به كمن ترك لنا مثالا لكي نتبع خطواته: ما أجمل للنفس التي تحب المسيح ان تسمع من شفتيه هذه الكلمات "ما أجملك وما أحلاك أيتها الحبيبة باللذات".
- عدد الزيارات: 2969