Skip to main content

الفَصلُ الخامِس "وصفَةٌ للخَلاص"

كُلُّ حضارَةٍ ودِيانَةٍ حولَ العالَم تُحاوِلُ أن تُقدِّمَ نصائِحَ أو وصفاتٍ للحاجَةِ الأعظَم عندَ الإنسان – ألا وَهِيَ الحاجَةُ للخلاصِ الشَّخصِيّ الأبدِيّ. تُخبِرُنا كلمةُ اللهِ أنَّ اللهَ أحبَّ العالَمَ إلى دَرَجَةِ أنَّهُ أرسَلَ إبنَهُ الوَحيد ليكُونَ مُخَلِّصَ العالم، وعندما جاءَ إبنُهُ إلى عالَمِنا، أخبَرَنا أنَّ جاءَ إلى العالم ليُخَلِّصَ العالم (يُوحَنَّا 3: 16- 18). المُخَلِّصُ الذي ماتَ على الصَّليبِ من أجلِ خلاصِنا، أعطانا أيضاً وَصفةً تُظهِرُ لنا كيفَ نُطَبِّقُ هذا الخلاص شَخصيَّاً.

يُخبِرُنا التَّاريخُ أو أيَّةُ مَوسُوعَةٍ عن العجائب القَديمة السبع في الدُّنيا، وعن العجائِبِ الحديثة السبع في الدُّنيا، وعن العجائِبِ الطبيعيَّة السَّبع في الدُّنيا. ويُخبِرُنا الكتابُ المُقدَّسُ أنَّ أعظَمَ بُعدٍ في الحَياةِ هُوَ البُعدُ الرُّوحِيُّ، وأنَّ العجائِب الحقيقيَّة في هذا العالم هي العجائب الرُّوحِيَّة السبع في الدُّنيا.


الخُطَّة الأَعظَم في العالم

العجيبةُ الروحية الأولى في الدُّنيا هي الخُطَّة الأعظم في العالم. إنَّ العُلماء الذين يُراقِبُونَ هذا العالم بواسطة التليسكوب أو الميكروسكوب يحتارُونَ من الخُطَّة العجيبَة والنِّظام المُدهِش في عالمِنا. فالخُطَّةُ والنِّظام اللذين نراهُما في الأُمور الكبيرة والصغيرة في هذا العالم هُما رائعَان، جميلان، ومُعقَّدَان. فعندَما تنظُرُ إلى الخُطَّة العجيبة في العالم الكبير الذي تراهُ من خِلال التليسكوب وفي العالم الصغير الذي تَراهُ من خِلالِ الميكروسكوب، سيُعوِزُكَ من الإيمان لكي تعتقِد أن هذا العالم وُجدَ بالصُدفة، أكثر مما سيُعوِزُكَ من الإيمان لتعتقِد أن هُناكَ مُهندِساً وخالِقاً لكُلِّ ما نراهُ في عالمِنا. إن أهلَ الإيمان يعتقِدُونَ أن الخُطَّةَ العجيبة التي نُلاحِظُها في هذا العالَم هي بمثابةِ توقِيعِ اللهِ المكتوب على لوحةِ خليقتِه.

إن تعريفَ القاموس لكلمة "نفس" هو: الفرادَة، أو فرديَّةُ شخصٍ ما التي تُميِّزُهُ عن كُلِّ شخصٍ آخر." في العَهدِ الجَديد، يطرَحُ الربُّ يسوعُ المسيح السُّؤالين التاليين: "ماذا ينتَفِعُ الإنسانُ لو رَبِحَ العالمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نفسَه؟ أو ماذا يُعطِي الإنسانُ فِداءً عن نفسِه؟" لقد خلَقَنا اللهُ القَدِير ذوي فَرَادةٍ تُميِّزُ كُلَّ واحدٍ منَّا عن كُلِّ كائنٍ بشريٍّ آخر على الأرض. ويُخبِرُنا يسوعُ أنهُ علينا أن لا نُضحِّي بنفسِنا الحقيقيَّة أو بالهويَّة الفرديَّة المُعطاة لنا من الله، حتَّى ولو كُنَّا سنربحُ العالم بأسرِه.

اللهُ هُوَ مُهندِسُ وخالِقُ هذا العالم، وخالِقُكَ وخالِقِي. ومن الإنسجامِ معَ طَبيعَةِ اللهِ أن نُؤمِنَ أنَّ اللهَ لديهِ هدفٌ مُتَعمَّدٌ لكُلِّ شَيءٍ يُخَطِّطُ لهُ ويَخلُقُهُ. الخُطَّة الفريدَة التي يَقُولُ لنا اللهُ أنَّهُ خصَّصَها لِحَياةِ كُلِّ كائِنٍ بَشَرِيٍّ، هي الخُطَّة الأعظَمُ في العالم!

إنَّ مِفتاحَ لُغزِ خُطَّتِنا وفرديَّتِنا هو أن كُلَّ شخصٍ من الستة مِليارات نسمة، الذين يعيشونَ على الأرضِ الآن، لديهِ بَصماتٌ فريدة، وخامةُ صوتٍ فريدة، وخصائصُ وِرَاثيَّةٌ فريدة (DNA). فهُناكَ ستة مِليارات نسمة على أرضِنا اليوم، وكُلُّ واحدٍ منهم لهُ بصمتُهُ الفَرِيدَة. إن التصريحَ الكِتَابيَّ العميق بأنَّ للهِ خُطَّة فريدة لكُلِّ فردٍ من الستة مِليارات نسمة الذي يعيشون على الأرض اليوم، وكان لهُ خطَّة فريدة لكُلٍّ من الذين عاشوا قبلَنا، وسوفَ يكونُ لهُ هكذا خُطَّة لكلٍّ مِنَ الذين سيعيشونَ بعدَنا، هو بمثابةِ واحدة من عجائب الدُنيا السبع الروحيَّة. (مرقُس 8: 36، 37؛ مزمور 139: 16؛ إرميا 1: 5؛ رومية 12: 1، 2).


الإنفصال (أو الطَّلاق) الأعظم في العالم

قد تتساءلُ، "كيفَ يُمكِنُ أن يكونَ هُناك إلهٌ، أو نظامٌ أو خُطَّةٌ، وراءَ عالمٍ مثل عالمِنا المملوء بالإنحراف، والطلاق، والعائلات المُفكَّكَة، والجريمة، والقتل، والأسلحة لنوويَّة والبِيُولوجيَّة للدَّمار الشامِل، والحُروب، واللاجِئين، والشَّغَب، والأمراض المُستعصِيَة، وسائر المشاكِل المُرعِبة والمُربِكة التي تغمُرُنا؟ فإن كانَ لدَى الله خُطَّةٌ لكُلِّ شيء ولكلِّ فرد، فلماذا يمتلئ عالمُنا بذلكَ النوعٍ من الألم الذي يبدو ناتِجاً عن الفوضَى والمُصادَفَة؟ ولماذا يُوجدُ في هذا العالم كثيرونُ مُتألِّمون ومُحبَطُون ومُشوَّشون ومنبُوذون ومُستوحِدون ومُكتَئبُون؟"

يُجيبُ الكتابُ المقدَّس على هذه الأسئلة. ولن تجدَ نظرةً أكثر واقعيَّةً للحياة، وأجوبةً أفضل على هذه الأسئلة في أيِّ مكانٍ آخر، كما ستجدُها في كلمةِ الله. يُعلِّمُنا الكتابُ المقدَّس أنَّ اللهَ يُريدُنا أن نحيا بِطَرِيقةٍ تتناغمُ مع خُطَّتِهِ لحياتنا، ولكنَّ اللهَ أعطَانا أيضاً الحُرِّيَّةَ باختِيارِ أو رفض العلاقةَ مع الله وخُطته لِحَياتنا. ونحنُ نستطيعُ أن نستخدِمَ هذه الحُرِّيَّة التي أعطانا إيَّاها الله لكي نعيشَ على طريقتِنا بأنانيَّة، فنعمل ما نشاء، ونُعلِنُ إستقلالنا عن الله. فنحنُ نستطيعُ أن نُطلِّقَ أو نفصِلَ أنفُسَنا عنِ الله وعن خطتِهِ لحياتِنا.

إنَّ الحقيقةَ الصعبَة أن اللهَ خلَقَنا ذوي حُرِّيَّةٍ لإتِّخاذِ الخَيَارَ الخاطِيءَ بأن نفصِلَ أنفُسَنا عن خالِقِنا وعن خُطَّتِهِ لِحَيَاتِنا، يجعلُ من هذا الإنفِصَال بيننا وبينَ الله الإنفصال الأعظم في العالم، وواحداً من عجائبِ الدُنيا السبع الروحية. ومُصالحةُ هذا الإنفصال هي جوهرُ الإنجيل. (تكوين 3؛ إشعياء 53: 6؛ يُوحنَّا 3: 19؛ رومية 1: 24، 26، 28؛ 3: 23)


المُعضِلَة الأعظَم في العالم

إن اللهَ المُعلَن في الكتاب المقدَّس، والذي جوهرُهُ المحبَّةُ الكامِلَة، يتشوَّقُ إلى علاقةِ حُبٍّ مع أولادِه. ولكنَّ اللهَ في الكتاب المقدَّس هو أيضاً إلهٌ قُدُّوس، وجوهرُهُ العدلُ الكامِل. إنَّ الوصفَ الكِتَابيَّ لشخصيَّة الله يُعطِينا مِعيَاراً مُطلَقاً نستطيعُ من خِلالِهِ قِياسَ الصواب من الخطأ في عالمِنا. فلا مجالَ لإلهٍ مُحبٍّ وقُدُّوس أن يتجاهلَ الإنفصال الأعظَم في العالم.

وللآب السماويّ الكامِل طريقةٌ مُعيَّنة يُواجِهُ بها مُعضِلَةً ما. فبطريقةٍ ما، يُواجِهُ اللهُ مُعضِلَةً مُشابِهَة للتي يُواجِهُها الكثيرُ من الأهلِ. فعندما نرغبُ نحنُ كأهلٍ أن تكونَ لدينا علاقةُ محبَّةٍ مع أولادِنا المُتمرِّدِين، كيفَ نُظهِرُ لأولادِنا المُتمرِّدِين المحبَّةَ والقُبول غير المشروطين، دونَ أن ننتهِكَ مَبادِئَ إيمانِنا وتعليمنا لأولادِنا عن الخطأِ والصواب؟

وبطريقةٍ مُمَاثِلَة، كيفَ يستَطِيعُ إلهُنا، الذي جوهرُ طبيعتِهِ الحبُّ الكامِلُ والعدلُ الكامل، وهو مُنسَجِمٌ مع جوهرِ طبيعتِه، أن يتجاوبَ مع خِدمَتِنا لهُ ونحنُ في حالةِ الانفصالِ عنه؟ هذه هي المُعضِلَةُ الأعظم في العالم، وهي واحدةٌ من عجائب الدنيا السبع الروحية. (تكوين 3: 8-13؛ لوقا 15: 11-24؛ عبرانيين 12: 5-11؛ رؤيا3: 19، 20).


الإعلانُ الأعظَم في العالم

إنَّ الإعلانَ الأعظَم في العالم هو الإعلانُ المبدئي في الكتاب المقدَّس، الذي يُبشِّرُنا بالخَبَرِ السارّ أن اللهَ وجدَ حلاً للمُعضِلَة الأعظَم في العالم، وأنَّهُ دبَّرَ مُصالحةً للانفصالِ الأعظَم في العالم! فسوفَ تجدُ في قلبِ الكتابِ المقدَّس الإعلانَ الأعظَم عن يسوع، أنَّهُ عندما ماتَ على الصليب، كان إبنَ اللهِ الوحيد. فعندما ماتَ على الصليب، كان يُقدِّمُ حلَّ اللهِ الوحيد للخطيَّة في هذا العالم الشرير المُنحرِف والمُتألِّم، وخلاصَ الله الوحيد للجنسِ البَشَري بطريقةٍ شخصيَّة.

إن رسالةَ الكِتابِ المُقدَّس هي الخبرُ السارُّ، أنهُ عندما ماتَ يسوعُ على الصليب، تمَّمَ اللهُ أمراً ينسجِمُ مع محبَّتِه الكاملة وعدلِهِ الكامل. فعندما ماتَ يسوعُ على الصليب، وضعَ اللهُ على إبنِه الحبيب الوحيد كُلَّ القصاص أو العِقَاب الذي نستحقُّهُ نحنُ البشر المُتمرِّدين بسبب خطايانا. بهذهِ الطريقة، طبَّقَ اللهُ عدلَهُ وأرضاهُ. ولقد عبَّرَ اللهُ بالتأكيد عن محبَّتِهِ الكامِلة عندما ماتَ يسوعُ على الصليب، والأهمُّ من كُلِّ شيء هو أنَّ يسوعَ بموتِهِ على الصليب فتحَ أمامَنا الطريقَ الوحيد نحو مُصالحَتِنا عن الإنفصال مع الله.

هذهِ هي الطريقةَ التي عبَّرَ بها يسوعُ عن جوهر وزخم إعلانِهِ العظيم: "لأنَّهُ هكذا أحبَّ اللهُ العَالَم حتَّى بذلَ إبنَهُ الوحيد، لكي لا يهلِك كُلُّ من يُؤمِنُ بهِ بل تكونُ لهُ الحياةُ الأبديَّة." إنَّ الإعلانَ الأعظَم في العالمِ يجعلُ من صليبِ يسوع المسيح العجيبةَ الروحيةَ الأهم في الدُنيا. (يوحنا 3: 14-21؛ متى 20: 28؛ إشعياء 53: 6؛ 1بطرُس 2: 24؛ 2كورنثوس 5: 18-21.)


القرار الأعظَم في العالم

لقد أوضَحَ يسوعُ القرارَ الأعظمَ لنا عندما قال أن كُلَّ واحدٍ عليهِ أن يُؤمِنَ شخصيَّاً بالإعلانِ الأعظم في العالم. فبعدَ أن قالَ يسوعُ أنهُ المُخلِّصُ الوحيد المُرسَل من الله، قالَ عن نفسِه، "الذي يُؤمِنُ بهِ لا يُدَان، والذي لا يُؤمِنُ قد دِين، لأنَّهُ لم يُؤمِن… هذه هي الدينونة."

إنَّ إتِّخاذَ القرار بالإيمان بإعلانِ يسوع، هو القرار الأعظَم في العالم، لأنَّهُ بحسبِ قولِ يسوع، إذا آمنَّا بإعلانِهِ، نكونُ قد وجدنا حلاً لمُشكِلَةِ خطيَّتِنا التي فَصَلَتْنا عنِ الله. ولكن إن لم نُؤمِنْ بهِ نُدان لأنَّنا لم نُؤمِن بالخَبَرِ السار الذي أعلَنَهُ يسُوع. فإن كانَ قَرَارُنا بالإيمان بإعلان يسوع هو الذي يصنعُ الفَرق بين دينونتِنا الأبديَّة وبينَ خلاصِنا، عندَها يكونُ القرارُ بالإيمانِ أو عدمِ الإيمان هو القرارُ الأعظمُ في العالم، وواحدٌ من العجائب الروحية السبع في الدُّنيا. (يوحنَّا 3: 16-19؛ 1: 12؛ أعمال 16: 30-32، رومية 10: 9، 10).


الإتِّجاهُ الأعظَم في العالم

إن كُنتَ تُتابِعُ معي التسلسُلَ المَنطِقِيّ، قد تطرَحُ على نفسِكَ هذا السؤال، "كيفَ أستطيعُ أن أعرِفَ متى إتَّخذتُ القرارَ الأعظمَ في العالم؟" أجابَكَ يسوعُ على هذا السُّؤال عندَما قال: "إتبَعني." إن روحَ العهد الذي قطعَهُ يسوعُ مع الذي إعترفوا بالإيمانِ به كان، "إتبَعْنِي فأجعلَكَ…" وكأنَّ يسوع يقول، "إتبَعني. هذا دورُكَ. وأنا سأجعلُكَ. هذا دوري. إتبعني. هذه مسؤوليَّتُك. وأنا سأجعلُكَ. هذه مسؤوليَّتي." هذه الجُمَل القصيرة هي تعبيري الخاص عن العقد الشَّفَوي الذي بهِ إفتَتَحَ يسوعُ الرِّحلَةَ الروحيَّة للّذينِ تبِعُوه.

عندما تتَّخِذُ القَرار بالإيمانِ بيسوع وباتِّبَاعِه، فلو كانَ بإمكانِ أحدِهم أن يُظهِرَ لكَ ما سوفَ تكونُ تعملُهُ بعدَ عِشرِينَ سنةً، كُنتَ سوفَ تشعُرُ بالرهبَة. فالذي يبدو مُستحيلاً لكَ في بِدايةِ رحلةِ إيمانِك، سوفَ يكونُ مُمكِناً، لأنَّ يسوعَ سوفَ يقومُ دائماً بِدَورِه عندما تُؤمِنُ بهِ وتتعهَّد بأن تُصبِحَ تلميذاً حقيقيَّاً ليسوع وتتبَعُه.

عندَما سمِعَ الناسُ الذي قالوا لِيَسوع أنهم يُؤمِنون به، عندما سمعوهُ يقولُ "إتبَعني"، وعندَما فكَّروا بذلكَ العهد الذي تحدَّاهُم يسوع أن يتَّخِذُوه، سُرعَانَ ما اكتشفوا أن إتِّباعَ يسوع كان يعني أنَّ عليهم أن يرجِعُوا عن خَطَاياهُم، وأن يُسلِّمُوا حَيَاتَهم بِدون شُروط ليَسُوع وأن يتبَعُوه. كثيرونَ من الذين أخبَروا يسوعَ أنَّهُم يُؤمِنُونَ بهِ، لم يكُونوا مُستَعِدِّينَ لتفعيلِ إيمانِهِم بالإستسلام ليسوع بدونِ شُروط وباتِّبَاعِهِ بحسبِ شُرُوطِه.

على أيَّةِ حال، فإنَّ الأقلِّيَّةَ المُلتَزِمة التي تعهَّدَت بالإيمانِ بيسوع وباتِّبَاعِه، حقَّقت إكتشافاً. إن تلاميذَ يسوع المسيح الحقيقيِّين حقَّقُوا إكتِشافاً مُثيراً أنَّ إتِّبَاعَ يسوع أعطَى لِحَياتِهم معنى، وتعريفاً، وإتِّجاهاً، وقصداً، وقيمة. فأولئكَ الأشخَاص الذينَ يعتَرِفُونَ بالإيمانِ بِيَسُوع ويُريدُونَ أن يلتزِموا بإتِّبَاعِه، سوفَ يكتَشِفُونَ دائماً أن إتِّجاهَ إتِّبَاع يسُوع هو الإتِّجاه الأعظَم في العالم.

إذا راقبتَ بإنتباه التغييرات الجذريَّة في حياةِ الذين يعتَرِفون بالإيمانِ بِيَسوع ويتبعونهُ بِحَق، وبين غيابِ أيِّ تغيِيرٍ في حياةِ الذين يعتَرِفُون بالإيمانِ بيسوع ولكنَّهُم لا يتبَعُونَهُ بِحَق، فسيتَّضَحُ لكَ أنَّ إتِّجاهَ إتِّبَاعِ يسوع هو عجيبةٌ روحيةٌ حيويَّةٌ أُخرَى من عجائبِ الدُنيا الروحية. إن الإتِّجاهَ الأعظم في حياتِكَ سوفَ يكونُ إتِّجاهَ إتِّبَاعِ يسوع. (متى 4: 19؛ رؤيا 1: 5، 6؛ يوحنا 8: 30-35؛ لوقا 5: 1-11). 


القُوَّة المُحرِّكة الأعظَم في العالم

رُغمَ أنَّ موتَ يسوع المسيح هو أهمُّ عجيبةٍ روحيَّةٍ في العالم، فالحقيقةُ الأكثرُ إثارةً للإهتمام عن يسوع المسيح في العهدِ الجديد هي ذلكَ الخبر السارّ، الذي بحسبِ سفرِ الأعمال، كرزَ بهِ الرُّسُلُ جميعاً: بعدَ أن ماتَ ودُفن، قامَ يسوعُ المسيح من الموت!

فالمسيحُ القائمُ من الأموات يحيا في تلاميذِهِ الحقيقيِّين. وهو المسؤولُ عن كُلِّ التغييرات في حَياتِهِم. والمسيحُ الحيُّ هو أيضاً مصدرُ القوَّة المسؤول عن تأثير تلاميذِهِ على العالمِ أجمَع وفي كُلِّ جِيل. فالمسيحُ القائمُ من الموت، والذي يحيا حياتَهُ في تلاميذِهِ الحقيقيِّين ومِن خِلالِهم، هو القُوَّةُ المُحرِّكة الأعظم في العالم. فحقيقةُ كون المسيح القائم من الموت يرغبُ بأن يحيا حياتَهُ في حياةٍ أشخاصٍ مِثلي ومِثلَك، هي واحدةٌ من عجائبِ الدُنيا الروحيَّة السبع.

بحسبِ يسوع، أولئكَ الذينَ يختَبِرُونَ هذه القوةَّ المُحرِّكة يكونون قد وُلِدُوا من جديد. فإن لم يسبِق لكَ أنَّكَ وُلِدتَ من جديد، إتَّخِذْ القرار أن تُؤمِنَ بيسوع المسيح وأن  تلتزِم بالتحرُّك نحو الإتِّجاه العظيم في إتِّباعِ يسوع، فهذا دورُكَ. عندما تقومُ بِهاتين الخُطوتين الهامَّتين، سوفَ تكتشِفُ أن المسيحَ الحيَّ القائم من الموت سوفَ يُوجِّهُ حياتَك، وهذا هو دورُهُ ووعدُه. سلِّمْ حياتَكَ لقِيادتِهِ وإتِّجاهِه. وبتوقيتِهِ وبطريقتِهِ، سوفَ تُولدُ من جديد. وسوفَ تستردُّ أيضاً تلكَ الخطَّةَ العظيمة التي أرادَها اللهُ دائماً لِحَيَاتِك. وستكونُ هذه الخُطَّةُ لكَ الخُطَّةَ الأعظم في الدُنيا.

عندما تلتزمُ بالإيمانِ بيسوع وباتِّبَاعِه، وعندما تعيشُ حياتَكَ بانسجامٍ مع خطة الله لحياتِك، لن يكونٌ أحدٌ مثلَكَ على الأرض. والحياةُ التي تحياها كَتابعٍ ليسوع المسيح ستكونُ مُمَيَّزَةً باختِلافٍ جميل. وجمالُ إختلافِ حياتِكَ الجديدة في المسيح سوفَ يفوقُ بأضعاف جمالَ إختلافِ بَصَماتِ أصابِعِكَ، وخامةِ صوتِك، وخصائصِكَ الوِرَاثيَّة (DNA) .

هل تُريدُ أن تُولَدَ من جديد؟ هل أنتَ مُستعِدٌّ لاتِّخاذِ القرارِ الأعظم في العالم، أي أن تُؤمِنَ بالإعلانِ العظيم ليسوع المسيح؟ وهل أنتَ راغِبٌ بأن تُسلِّمَ حَيَاتَكَ بِدُونِ شُرُوطٍ ليسوع؟ هل قرَّرتَ أنَّكَ تُريدُ الآنَ أن تلتزِمَ بالاتِّجاهِ لإتِّباعِ يسوع؟ إذا أردتَ أن تبدَأَ رحلَةَ الإيمان الروحيَّة مع يسوع، صلِّ بإخلاص ومن كُلِّ قلبِكَ هذه الصلاة لله:

"أيُّها الآبُ السماوي المُحِب، أنا أعتَرِفُ أنَّني خاطئٌ، وأنا أتَّخِذُ الآن إبنَكَ يسوع المسيح مُخلِّصاً لي. أنا أثِقُ بإيمانٍ بموتِهِ على الصليب لغُفرانِ كُلِّ خطيَّة من خطاياي. وأنا الآن أترُكَ كُلَّ خطاياي وأرجِعُ عنها. أُريدُ أن أتصالحَ معكَ بعدَ أن كُنتُ مُنفصِلاً عنك. وها أنا في هذا المكان وفي هذه اللحظة أُعلِنُ أن يسوعَ المسيح هو ربِّي ومُخلِّصِي، وأنا أُسلِّمُ حَياتي بِدُونِ شُرُوط لِقيادتِهِ وتوجيهِه. إجعلْ حياتي تنسجمُ بالتمام مع تلكَ الخطَّة العظيمة التي أردتَها أنتَ دائماً لِحَياتي. ساعِدني بينما أتبعُ إبنَكَ يسوع المسيح، أن أعتمِدَ على قوَّتِهِ وسُلطَتِه، وأن أحيا لمجدِكَ. شُكراً على توفيرِكَ هذا الخلاص الأبدي العظيم لي. آمين." (يوحنَّا 3: 3-8؛ 1: 12، 13؛ 1بُطرُس 1: 22-3:3؛ فيلبي 1: 6؛ 2: 13؛ أفسُس2: 8-10).

إذا صلَّيتَ هذه الصلاة، أخبِرْ أحداً آخر عن ذلك، ثمَّ إتَّصِلْ بِنا. فلدينا المزيد من الكُتيِّبات الروحيَّة التي تُساعِدُكَ على السيرِ في رحلةِ إيمانِكَ وإتِّباعِكَ لِيسوع المسيح. (أعمال 2: 21؛ 16: 30، 31؛ رومية 10: 8-13).

  • عدد الزيارات: 12252