الفَصلُ الأوَّل "مُقَدِّمَة لِلعيشِ الصَّحيح" - إفرَحُوا في ضيقاتِكُم
إفرَحُوا في ضيقاتِكُم
يُعطينا بُولُس نظرتَهُ الثَّانِيَة عن كيفَ نَصِلُ إلى نِعمَةِ اللهِ، عندما يُشَجِّعُ المُؤمنينَ في رُوما، وأنتَ وأنا بالطَّبع، على أن نفرَحَ في ضيقاتِنا. ولكن لماذا يُشَجِّعُنا بُولُس على الفَرَحِ في ضيقاتِنا وآلامنا؟ وما هي علاقَةُ الفَرَحِ في ألَمِنا معَ وُصُولِنا إلى النِّعمَة؟
كتبَ بُولُس يَقُولُ أنَّنا علَينا أن نفرَحَ في آلامِنا، لأنَّ اللهَ أحياناً يستَخدِمُ ألَمَنا ليَدفَعَنا إلى الوُصُولِ إلى النِّعمَة المَوصُوفَة والمَنصُوح بهِا في ذلكَ العدد الشَّهير الذي قرأناهُ من رسالَتِهِ الثَّانِيَة إلى أهلِ كُورنثُوس. فالنِّعمَةُ مُتَوَفِّرَةٌ لكُلِّ تلميذٍ حقيقيٍّ ليسُوع المسيح.
ولكن كيفَ يشعُرُ اللهُ عندما يرانا نُصارِعُ لنعيشَ كما ينبَغي في هذا العالم، عالِماً أنَّهُ وفَّرَ لنا طريقَةً للوُصُولِ إلى النِّعمَةِ التي نحتاجُها، وأن ليسَ لنا وُصُولٌ إلى النِّعمَة؟ بعدَ أن كتبَ بُولُس أنَّهُ بإمكانِنا أن نَصِلَ إلى نِعمَةِ اللهِ بالإيمان، عندما يَحُضُّنا للمرَّةِ الثَّانِيَةِ بأن نفرَحَ، يُعلِمُنا بطريقَةٍ ثانِيَةٍ للوُصُولِ إلى نِعمَةِ الله. علينا أن نفرَحَ لأنَّ نِعمَتَهُ تُؤَهِّلُنا لنُمَجِّدَهُ بالعَيشِ الصَّحيح، وعندما يستَخدِمُ اللهُ الألَم ليُقدِّمَ لنا عَرضاً لا يسَعُنا رفضُهُ.
تُوجَدُ درجاتٌ منَ الآلامِ، التي لا نستطيعُ إحتِمالَها بِدُونِ نِعمَةِ الله. عندما يَدفَعُنا ألَمُنا إلى ما وراءِ حدُودِ الإحتِمالِ البَشَريَّةِ الكامِنَةِ فينا، تُصبِحُ أوقاتُ التَّجارِبِ القاسِيَة هذه فُرصَةَ اللهِ ليُوفِّرَ لنا نعمَتَهُ. عَبَّرَ أحدُ المُرَنِّمينَ الأتقياء عن هذه الحقيقَة بالطَّريقَةِ التَّالِيَة:
"يُعطينا نعمَةً زائدة عندما يزدادُ الحِملُ أكثر
يُرسِلُ قُوّةً مُضاعَفَةً عندما يُصبِحُ العَملُ أكبر
كُلَّما إزدَادَتِ المَلَمَّاتُ، زادَ رحمَتَهُ العظيمة
كُلَّما تفاقَمَتِ الآلامُ، ضاعَفَ لنا سلامَهُ
عندما نستَنفِدُ طاقَتَنا على الإحتِمال
عندما تَخُورُ قُوَّتُنا ويأفُلُ نهارُنا
عندما تنضُبُ منابِعُنا البَشَريَّة
عندَها يبدَأُ أبانا السَّماوِي بالعَطاء
محبَّتُهُ ليسَ لها حدُود
نعمَتُهُ ليسَ لها قِياس
قُوَّتُهُ لا يَعِرفُ حَدُّها بَشَرٌ
لأنَّهُ من غنى المسيح الذي لا يُستَقصَى
يُعطي ويُعطِي ويُعطِي بِدُونِ توقُّف.
عندما نختَبرُ تلك َالنِّعمة علينا أن نفرَحَ بالألم الذي قادَنا لتحقيقِ هذا الإكتِشاف. في الأعدادِ الثَّلاثَةِ التَّالِيَة، يَصِفُ بُولُس هذه العمليَّة: "ولَيسَ ذلكَ فقَط بَل نَفتَخِرُ في الضِّيقاتِ عالِمِينَ أنَّ الضِّيقَ يُنشِئُ صَبراً والصَّبرُ تزكِيَةً والتَّزكِيَةُ رجاءً. والرَّجاءُ لا يخُزِي لأنَّ محبَّةَ اللهِ قدِ إنسَكَبَت في قُلُوبِنا بالرُّوحِ القُدُسِ المُعطَى لنا." (رُومية 5: 3- 5).
يُخبِرُنا بُولُس في هذه الأعداد أنَّ إرادَةَ اللهِ لن تَقُودَنا أبداً إلى حَيثُ لا تستطيعُ نعمَةُ اللهِ أن تحفَظَنا. ولكنَّ إرادَةَ اللهِ غالِباً ما تَقُودُنا إلى حيثُ تستطيعُ نِعمَتُهُ أن تحفَظَنا. كَثيراً ما تظهَرُ هذه الحقيقَةُ في إختِباراتِنا للألَم. يكتُبُ بُولُس قائِلاً أنَّ "الألَمَ يُنتِجُ." فعندما لا نستَطيعُ أن نتحمَّلَ ألَمنا، فنُطالِبُ اللهَ بأن يُعطِيَنا قياسَ النِّعمَةِ الذي ينبَغي أن نتحلَّى بهِ، تنتُجُ فَضِيلَةٌ رُوحِيَّةٌ فينا، يُعَبَّرُ عنها هُنا بكلمة "صَبر،" وهي باليُونانِيَّة: Hupo-mone. تتألَّفُ هذه الكلمة من جزئَينِ يعنِيان: "البَقاء تَحت."
تُوجَدُ أوقاتٌ نجدُ فيها أنفُسَنا في أماكِنَ صَعبَة، وعندما نصرُخُ للرَّبِّ طَلَباً للإنقاذ، يُجيبُ صلاتَنا، ويُنقِذُنا من هذه الأماكن الصَّعبَة. ولكن تُوجدُ أوقاتٌ أُخرى حَيثُ لا يُنقِذُنا بل يمنَحُنا النِّعمَة للبقاءِ تحتَ ضُغوطاتِ مشاكِلِنا.
طَلَبَ بُولُس منَ الفِيلبِّيِّين أن يُصَلُّوا لكَي يُمنَحَ لهُم من السِّجنِ، أي أن يُحَرَّرَ ويُرسَلَ إليهِم. ولكنَّ بُولُس كانت لدَيهِ مُشكِلَة وصفَها بأنَّها "شَوكَة في الجَسد،" وأنا مُقتَنِعٌ أنَّها كانت مُشكِلَةً صِحِّيَّةً. باليُونانِيَّة، قالَ بُولُس حرفِيَّاً للغَلاطِيِّين أنَّ مُشكِلَةَ عينِهِ كان يصعُبُ على النَّاظِرِ أن ينظُرَ إليها بدُونِ أن يشعُرُ بالقَرَف. عندما دخَلَ غلاطية أوَّلاً، مُنِعَ منَ الرُّوحِ أن يدخُلَ آسيا. في تلكَ النُّقطَة المفصَلِيَّة من رحلَتِهِ التَّبشيريَّة، إنضَمَّ إليهِ طَبيبُهُ المَحبُوب لُوقا، الذي كتبَ سفرَ الأعمال، وغَيَّرَ الضَّميرَ من الغائِبِ الجمع "هُم" إلى المُتَكَلِّمِ الجَمع "نحنُ." (غلاطية 4: 15؛ 6: 11؛ أعمال 9: 8، 18؛ 16: 6، 10). فلقد طلَبَ منَ اللهِ ثلاثَ مرَّاتٍ أن يُحَرِّرَهُ من هذا المرَض. فأجابَ اللهُ قائِلاً لبُولُس أنَّهُ لن يُحَرِّرَهُ، بل سيُعطِيهِ النِّعمة "ليَبقَى تحتَ" المُشكِلَة (2كُورنثُوس 12: 7- 10). يعرِفُ بُولُس من الإختِبار الشَّخصِيّ ما يَصِفُهُ وينصَحُ بهِ هؤلاء المُؤمنينَ في رُومية.
ويكتُبُ بُولُس قائِلاً أنَّ الأمرَ يعمَلُ بالطريقَةِ التَّالِيَة: عندما يُعطينا اللهُ نعمَةَ تحمُّلِ العَيش معَ مشاكِلِنا، تتطوَّرُ نَوعيَّةٌ منَ الصَّبرِ في شخصِيَّتِنا، التي تُصبِحُ بُعداً حَيَويَّاً لمن وما نحنُ في المسيح. يُقالُ أنَّ البُرتُقالَة تُصبِحُ بُرتُقالَة، لأنَّها بِبَساطَةٍ تثبُتُ في مكانِها إلى أن تُصبِحَ بُرتُقالَة. بِحَسَبِ بُولُس، هذا المُستَوى منَ الصَّبر يُنتِجُ تَزكِيَةً، والتَّزكِيَةُ رجاءً. ثُمَّ يكتُبُ بُولُس قائِلاً أنَّ الرَّجاءَ لا يُخزِي. (رُومية 5: 5) وهُوَ يقصُدُ أنَّ التِّلميذَ الذي سيتحلَّى بهذه الشَّخصِيَّة المُختَبَرَة، لن يترُكَ مكاناً صَعباً، كما تركَ يُوحَنَّا مرقُس عائداً إلى مَنزِلِهِ، عندما تعرَّضَ معَ بُولُس والآخَرِينَ للإضطِّهادِ في الرحلة الإرساليَّة الأُولى (أعمال 15: 37- 40).
خلالَ زِيارَتي لمُرسَلينَ على الحُدُودِ بينَ باكستان وأفغانِستان عام 1977، تعلَّمتُ أنَّ إحدَى أكثَر المُؤهِّلات أهمِّيَّةً التي يطلُبُها قادَةُ الجمعيَّات الإرساليَّة في المُرشَّحِينَ للعمَلِ الإرساليّ، هي ما يُمكِنُ تَسمِيَتُهُ، بالبقاءِ أو الإلتِصاق." أي القُدرَة على البَقاء في المكانِ الذي يضَعُكَ اللهُ فيه. فهل بإمكانِكَ أن تذهَبَ إلى حضارَةٍ أجنَبِيَّة، كبعضِ الأطِبَّاء المُرسَلين الذين إلتَقَيتُهُم في تلكَ الحضارَة الصَّعبَة، وأن تبقَى لمُدَّةِ خمسة عشر عاماً، أو عشرين أو خمسة وعشرين عاماً؟ وهل بإمكانِكَ أن تحيا حياةَ التِّشبُّهِ بالمسيح في تلكَ المناطِق، بِطريقَةٍ تُصبِحُ فيها حياتُكَ تفوحُ منها رائحَةُ المسيح الزَّكِيَّة، وتُعَبِّرُ عن بشارَةٍ لا يُمكِنُ إنكارُها عن إنجيلِ المسيح، لأشخاصٍ عدائِيِّينَ ضدَّ المسيحِ وأتباعِهِ؟
تبحَثُ المُؤَسَّساتُ الإرساليَّة عن مُرَشَّحِينَ لدَيهم تلكَ النَّوعِيَّة في شَخصِيَّاتِهِم، لأنَّهُم يعلَمُونَ أنَّهُ لكَي تكُونَ مُرسَلاً طَويلَ الأمد ومُثمِراً في حضارَةٍ أجنَبِيَّة، إحدى المُؤَهِّلاتِ التي ينبَغي أن تتحلَّى بها هي الصَّبر أو المُثابَرَة. مُعظَمُ العمَلِ الإرساليّ لا يقتَصِرُ على مُجَرَّدِ الوعظ، بل على تحدِّي العَيش في المسيح في حضارَةٍ تختَلِفُ تماماً عن حضارَتِكَ، إلى أن يرى النَّاسُ الذين تُحاوِلُ تبشيرَهُم "المسيحَ في جَسَدِكَ المائِت،" إذا أردنا أن نستَخدِمَ كَلِمات أعظَم مُرسَل في تاريخِ الكنيسة (2كُورنثُوس 4: 11).
ثُمَّ يَصِفُ إختِبارَ تلميذٍ إمتُحِنَ وتبرهَنَ ثباتُهُ بالإضطِّهاد، عندما يكتُبُ قائِلاً أنَّ "محبَّة الله قدِ إنسَكَبَت في قُلُوبِنا بالرُّوحِ القُدُس المُعطَى لنا. قد تَكُونُ هذه طريقَةٌ أُخرى لوَصفِ ما قصدَهُ بُولُس في مكانٍ آخر بكَونِ المُؤمن مَملُوءاً منَ الرُّوحِ القُدُس (أي مُقاداً منهُ). (أفسُس 5: 18) قد يكُونُ هذا أيضاً ما وصفَهُ يسُوعُ في آخرِ مواقِفِهِ المُبارَكَة، عندما منحَ بَركَةً لأُولئكَ الذين يُضطَّهَدُونَ من أجلِ البِرّ (متَّى 5: 10).
هل بإمكانِكَ أن ترى لماذا قالَ بُطرُس أنَّهُ علينا أن نفرَحَ في الضِّيقاتِ، لأنَّها تُنتِجُ ثماراً؟ فالضِّيقُ يُنشِئُ صَبراً، والصَّبرُ تزكِيَةً، والتَّزكِيَةُ رجاءً، (أي "إلتِصاق")، أو الصَّبر الطَّويل الأناة، الذي لا يستَسلِمُ ويهرُبُ منَ المنارَةِ التي وَضَعنا عليها ستراتيجيَّاً المسيحُ الحَيُّ المُقامُ، لنُنِيرَ في وسطِ العالَمِ المُظلِم. عندها يملأُ اللهُ هكذا تلميذ بمحبَّتِهِ، التي هي ثَمَرَةُ أو بُرهانُ الحقيقَةِ الجميلة أنَّ الرُّوحَ القُدُس يُسَيطِرُ على حياةِ تلميذِ يسُوع.
"لأنَّ المسيحَ إذ كُنَّا بَعدُ ضُعفاءَ ماتَ في الوَقتِ المُعَيَّن لأجلِ الفُجَّار. فإنَّهُ بالجَهدِ يَمُوتُ أحدٌ لأجلِ بارٍّ. رُبَّما لأجلِ الصَّالِحِ يجسُرُ أحَدٌ أيضاً أن يَمُوت. ولكنَّ اللهَ بَيَّنَ محبَّتَهُ لنا، لأنَّهُ ونحنُ بَعدُ خُطاةٌ ماتَ المسيحُ لأجلِنا. فبالأولى كَثيراً ونحنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمشهِ نخلُصُ بهِ منَ الغَضَب. لأنَّهُ إن كُنَّا ونحنُ أعداءٌ قد صُولِحنا معَ اللهِ بمَوتِ إبنِهِ، فبالأولى كَثيراً ونحنُ مُصالَحُونَ نخلُصُ بحياتِهِ. وليسَ ذلكَ فقط بل نفتَخِرُ أيضاً باللهِ بِرَبِّنا يسُوع المسيح الذي نِلنا بهِ الآنَ المُصالَحَة." (رُومية 5: 6- 11)
يرجِعُ بُولُس بِسُرعَةٍ الآنَ إلى تَشديدِهِ على حقيقَةِ الإنجيل الأُولى، عندما يقُولُ أنَّ محبَّةَ اللهِ هي غَير إعتِيادِيَّة، لأنَّ اللهَ أحَبَّنا بموتِ المسيح ومن خلالِه، ونحنُ بعدُ أثَمَة، خُطاة، وأعداء الله. فالحقيقَةُ المَهُوبَة أنَّ اللهَ أحبَّنا (وهُوَ يُحِبُّنا الآن) بالمسيح، توضِحُ لنا تماماً أنَّنا كُنَّا ولا نزالُ غير مُستَحِقِّينَ لمحبَّةِ الله. وشَرطُنا المَفقُود يُضَخِّمُ ويُرَفِّعُ من محبِّةِ اللهِ، وليسَ صلاحُنا، ولا ظَنُّنا أنَّنا نستَحِقُّ الخلاص. لهذا أحدُ جُذُورِ معنى كلمة "نعمَة" هي "العَطف غير المُستَحَقّ."
هُنا يَرجِعُ بِسُرعَةٍ إلى النُّقطَةِ الثَّانِيَة منَ الإنجيل، إذ يطرَحُ السُّؤال: "لأنَّهُ إن كُنَّا ونحنُ أعداءٌ قد صُولِحنا معَ اللهِ بمَوتِ إبنِهِ، فبالأولى كَثيراً ونحنُ مُصالَحُونَ نخلُصُ بحياتِهِ؟" فهُوَ يُخبِرُنا هُنا لماذا على الخُطاة نظيركَ ونظيري أن يُؤمِنُوا بهاتَينِ الحقيقَتَينِ منَ الإنجيل، عندما يستَخدِمُ كلمة "مُصالَحة."
النَّتيجَةُ الجَوهَرِيَّةُ للمُصالَحة معَ اللهِ عندما نتبرَّرُ بالإيمان بِرَبِّنا يسُوع المسيح، هي السَّلامُ معَ الله. يَحُضُّنا بُولُس للمرَّةِ الثَّالِثَة بأن نفرَح. فلقد سبقَ وحضَّنا على أن نفرَحَ لأنَّنا نستطيعُ أن نحيا حياةً تُمَجِّدُ الله. علينا أن نفتَخِرَ بضيقاتِنا، لأنَّها تُلزِمنا على الوُصُولِ إلى نعمَةِ الله. وأخيراً، يَحُضُّنا بُولُس على أن نفرَحَ لأنَّنا نِلنا المُصالَحة معَ الله.
إبتداءً منَ العددِ الثَّانِي عَشَر، في النِّصفِ الثَّانِي من هذا الإصحاح، يكتُبُ بُولُس ما يُمكِنُ إعتِبارُهُ واحداً من أصعَبِ المقاطِع بينَ كُلِّ كتاباتِهِ. وأنا مَدينٌ مِن جديد للدُّكتُور David Stuart Briscoe ، لأجلِ مُلَخَّصٍ بَسيطٍ ولكن رائِع لهذا المقطع، الذي يقَعُ في قَلبِ لاهُوتِ العهدِ الجديد.
- عدد الزيارات: 10338