Skip to main content

عَهدٌ جَديدٌ ومُجتَمَعٌ جَديد

عندَما أعطَى الوَصِيَّةَ الجديدةَ في العُلِّيَّة، قالَ لتلاميذِهِ ما معناهُ: "لقد إلتَزَمتُم بي وأنا إلتَزَمتُ بكُم. أنتُم في عَهدٍ معِي وأنا في عَهدٍ معَكُم. لقد قَدَّمتُ هذا العهد لكُم عندما قدَّمتُ لكُم هذا التَّحدِّي: "هَلُمُّوا ورائِي فأجعَلَكُم." (متَّى 4: 19) لقدِ إلتَزمتُم بأن تَتبَعُونِي، وأنا إلتَزَمتُ بأن أجعَلَ منكُم واحِداً من حُلُولي وأجوِبَتي لثلاثِ سنواتٍ. ولكن الآن أنا أُوصيكُم أن تَقطَعُوا عهداً وأن تَلتَزِمُوا بَعضُكُم بِبَعضٍ. أحِبُّوا بعضُكُم بعضاً بالطَّريقَةِ نفسِها التي بها أحبَبتُكُم خلال الثلاث سنين التي قَضَيتُها معَكُم."

هذا هُوَ رُوحُ وجوهَرُ الطَّريقَة التي بها بدَأَ يسُوعُ عظَتَهُ في العُلِّيَّة، وكذلكَ فيما يختَصُّ بالوصيَّةِ الجديدة التي عَلَّمَتِ الرُّسُلَ بأن يُطَبِّقُوا الحقيقَةَ التي عَلَّمَها بحَرَكاتٍ دراماتِيكَّة بدأَ بها خُلوَتَهُ المسيحيَّة الأخيرة. الوَصِيَّةُ الجديدةُ عَرَّفَتِ الرُّسُلَ إلى فِكرَةِ العهدِ الجديد، وهذا العهدُ الجديدُ خلقَ مُجتَمَعاً جديداً. هذا المُجتَمَعُ الجديدُ هُو ما نُسمِّيهِ كنيسة اليوم. علينا جميعاً أن نُصَلِّيَ لِكَي تَكَونَ الكنيسَةُ التي نحنُ فيها أعضاء، لِكَي تَكُونَ مُجتَمَعَ محَبَّةٍ، كما خَطَّطَ لها يسُوعُ أن تَكُون عندما أعطَى وَصِيَّتَهُ الجديدة للرُّسُلِ في العُلِّيَّة.

ختَمَ يسُوعُ مُقَدِّمَتَهُ لهذه الخُلوة المسيحيَّة الأخيرة بوصفٍ جميلٍ للإيمان: "إن عَلِمتُم هذا، فطُوباكُم إن عَمِلتُمُوهُ." (أعمال 13: 17) تُؤمِنُ الكثيرُ منَ الحضاراتِ اليوم بأنَّ المعرِفَة هي فَضيلَة – بمقدارِ ما تعرِفُ، بمقدارِ ما تزدادُ فضيلَتُكَ أو تقواكَ. لا مكانَ لطريقَةِ التَّفكير هذه في الكنيسة، لأنَّها تتجاهَلُ القِيَمَ والحقيقَةَ التي علَّمَها يسُوعُ وأعطَى عنها مِثالاً في عظَةِ العُلِّيَة. لقد عَلَّمَ يسُوعُ أنَّ ما نعمَلُهُ حيالَ ما نعلَمُهُ هُوَ ما يجعَلُنا أتقِياء.

عبرَ الأناجيل الأربَعة، نقرَأُ أنَّ يسُوعَ أعطى قيمَةً أكبَر للأداءِ ممَّا أعطاهُ للمَنصِب (متَّى 21: 28- 31). ولقد عَلَّمَ أنَّنا نتأكَّدُ من أنَّ تعليمَهُ هُوَ منَ الله، عندما نقتَرِبُ من تعليمِهِ برَغبَةِ بأن نعمَلَ بهِ بدلَ الرَّغبَة بأن نعلمَهُ فقَط. بِكَلِماتٍ أُخرى، علَّمَ أنَّ العَمَلَ يَقُودُ إلى العِلم، بينَما مُعظَمُ العالم يُؤمِنُ أنَّ العِلمَ يَقُودُ إلى العَمَل (يُوحَنَّا 7: 17).

بِحَسَبِ يسُوع، ليسَت معرِفَةُ ما عَلَّمَ بهِ عندما غَسَلَ أرجُلَ التَّلاميذ هُوَ ما سيُبارِكُ حياةَ وعلاقاتِ الرُّسُل. بل سيتبارَكُونَ عندما سيَعمَلُونَ ما عَلَّمَهُم بمثالِهِ الذي أعطاهُ في الخُلوَةِ المسيحيَّةِ الأخيرة. لقدِ إختَتَمَ يسُوعُ خُلوَتَهُ المسيحيَّة الأُولى بإيضاحٍ عَميقٍ عنِ الفَرقِ بينَ أولئكَ منَ تلاميذِهِ الذين سَمِعُوا كَلِمتَهُ وطبَّقُوا ما سَمِعُوهُ، وأُولئكَ الذينَ إكتَفُوا بالسَّمعِ ولم يُطَبِّقُوا أبداً ما سَمِعُوهُ (متَّى 7: 24- 27).

العَمَلُ الرَّمزِيُّ العميقُ الذي بهِ بدَأَ يسُوعُ هذه العِظَة والوصيَّة الجديدة التي تُفَسِّرُ وتُطَبِّقُ محبَّتَهُ للرُّسُل، هي الأساسُ الذي ستُبنَى عليهِ كنيسةُ المسيح. فكُلُّ كَنيسَةٍ غير مَبنِيَّة على أساسِ محبَّةِ المسيح، وعلى أساسِ محبَّةِ المُؤمنينَ لبَعضِهم البَعض، ستَسقُطُ عندما ستَهُبُّ عواصِفُ المشاكِلِ منَ الدَّاخِلِ والخارِج على هذه الكنيسة. الكنيسةُ المَبنِيَّةُ على الوَصِيَّةِ الجديدة، وعلى الطَّريقَة التي بدأَ بها يسُوعُ أطوَلَ عظَةٍ من عظاتِهِ، هي التي سَتثبُتُ لأنَّهَا مُؤَسَّسَةٌ على صَخرَةِ المسيح الحَيِّ المُقام.


"هَل أنا" (يُوحَنَّا 13: 18- 38)

بَينَ العملِ الرَّمزِيِّ بغسلِ أرجُلِ التَّلاميذ وبينَ الوَصِيَّةِ الجديدة، أضافَ يسُوعُ على التَّصريحِ الذي قدَّمَهُ مُسبَقَاً بأنَّهُ لم يَكُنْ كُلُّ الرُّسُل أنقِياء، وأنَّهُ عرَفَ أيَّاً منهُم سيُسلِمُهُ.

قالَ يسُوعُ في العدد 18: "لَستُ أقُولُ عن جَميعِكُم. أنا أعلَمُ الذينَ إختَرتُهُم. لكن لِيَتِمَّ الكِتابُ. االذي يأكُلُ معِي الخُبزَ رَفَعَ عليَّ عَقِبَهُ. أقُولُ لكُم الآن قبلَ أن يَكُونَ حتَّى متى كانَ تُؤمِنُون أنِّي أنا هُو. الحقَّ الحَقَّ أقُولُ لكُم، الذي يَقبَلُ من أُرسِلُهُ يقبَلُني. والذي يقبَلُني يقبَلُ الذي أرسَلَني." (يُوحَنَّا 13: 18- 20)

لمَّا قالَ يسُوعُ هذا، إضطَّرَبَ بالرُّوحِ وشَهِدَ وقال: الحقَّ الحَقَّ أقُولُ لكُم إنَّ واحِداً منكُم سيُسَلِّمُني. فكانَ التَّلاميذُ ينظُرُونَ بَعضُهُم إلى بَعضٍ وهُم مُحتارُونَ في مَن قالَ عنهُ. وكانَ مُتَّكِئاً في حِضنِ يسُوع واحِدٌ من تلاميذِهِ كانَ يسُوعُ يُحِبُّهُ. فأومأَ إليهِ سِمعانُ بُطرُسُ أن يسأَلَ من عَسَى أن يَكُونَ الذي قالَ عنهُ. فإتَّكَأَ ذاكَ على صَدرِ يسُوع وقالَ يا سَيِّد من هُو. أجابَ يسُوعُ وقالَ هُوَ ذاكَ الذي أَغمِسُ أنا اللُّقمَةَ وأُعطِيهِ." (21- 26).

"فغمَسَ اللُّقمَةَ وأعطاها لِيَهُوَّذا سِمعان الإسخَريُوطِيّ. فبَعدَ اللُّقمَة دَخَلَهُ الشَّيطان. فقالَ لهُ يسُوعُ ما أنتَ تعمَلُهُ فاعمَلْهُ بأَكثَرِ سُرعَةٍ. وأمَّا هذا فلم يفهَمْ أحَدٌ منَ المُتَّكِئِينَ لماذا كلَّمَهُ بهِ. لأنَّ قَوماً إذ كانَ الصُّندُوقُ معَ يَهُوَّذا ظَنُّوا أنَّ يسُوعَ قالَ لهُ إشتَرِ ما نحتاجُ إليهِ لِلعِيد. أو أن يُعطِيَ شَيئاً لِلفُقَراء. فَذاكَ لمَّا أخَذَ اللُّقمَةَ خَرَجَ لِلوَقتِ. وكانَ لَيلاً." (26- 30 ).

هذه هي قِصَّةُ خيانَةِ يسُوع الجَديرَة بالإهتِمام. لاحِظُوا أنَّ يُوحَنَّا يُصِرُّ على ذكرِ أنَّ ما يُخبِرُنا بهِ كانَ إتماماً للنُّبُوَّات. بالإضافَةِ إلى تكرارِ هذه المُلاحَظة مراراً، هُناكَ تشديدٌ على أنَّ بعضَ الأحداثِ كانت تحتَ سَيطَرَةِ العنايَةِ الإلهيَّةِ لإلهٍ كامِلِ السِّيادَة. نَجِدُ هذا النَّوع منَ التَّعليقَ عبرَ إنجيلِ يُوحَنَّا بكامِلِهِ.

نسمَعُ هذه الحقائِق ذاتِها من يسُوع في هذا المقطَع، عندما يقتَبِسُ يُوحَنَّا يسُوعَ وهُوَ يَقُولُ: "أنتُم طاهِرُونَ، ولكن لَيسَ كُلّكُم، لأنِّي أعرِفُ الذين إختَرتُهُم. ولكنَّ واحِداً منكُم يُسَلِّمُني. وهذا ما سيُتَمِّمُ النُّبُوَّات. "الآكِلُ خُبزِي رَفَعَ عليَّ عقِبَهُ." (18، 26)

في تلكَ الأيَّام، كانَ التَّعبيرُ الأكثَر حَميميَّةً عنِ الصَّداقة، أن يتَّكِئَ الأصدِقاءُ حولَ مائِدَةِ الطَّعامِ لِتَناوُل الطَّعامِ من طَبَقٍ واحِد. أن تجلِسَ إلى مائِدَةِ أحدِهم، وأن تكسِرَ الخُبزَ معَهُ، وأن لا تَكُونَ صَديقاً وَفِيَّاً، كانَ هذا التَّصرُّفُ يُعتَبَرُ قِمَّةَ الخِيانَة.

بِحَسَبِ الأناجيل، عندما أخبَرَهُم يسُوعُ أنَّ واحِداً منهُم كانَ سيَخُونُهُ ويُسَلِّمُهُ، سأَلَ كُلُّ واحِدٍ منهُم، "هل أنا يا سَيِّد؟" (متَّى 26: 22؛ مرقُس 14: 19). تُحَيِّرُني الطَّريقَةُ التي بها تجاوَبَ كُلٌّ منهُم معَ حقيقَةِ أنَّ واحِداً منهُم كانَ سيُسلِمُ رَبَّهُم يسُوع. تأمَّلُوا كيفَ كَشَفَ هذا الأمرُ عدَم شُعُور الرُّسُل بالثِّقَةِ والأمان. وكم كانَ إيمانُهُم وإلتِزامُهُم سَريعَ العَطَب عِندَما قَضَوا هذه السَّاعاتِ الأخيرَة معَ يسُوع، قَبلَ أن يَذهَبَ إلى الصَّليب ليَمُوتَ من أجلِ خلاصِهم.

لقد صَحَّ هذا بِشَكلٍ خاصٍّ على الرَّسُول بُطرُس. ينتَهي هذا الإصحاحُ معَ الرَّبِّ يسُوع وهُوَ يتنبَّأُ بنُكرانِ بُطرُس لهُ ثلاثَ مرَّات. حاوِلُوا أن تتصوَّرُوا الإضطِّراب الذي أصابَ بطرُس في قَلبِهِ عندما سَمِعَ الرَّبَّ يَقُولُ لهُ أنَّهُ قبلَ أن يَصيحَ الدِّيكُ سيُنكِرُهُ بُطرُس ثلاثَ مرَّاتٍ. لقد كانَ بُطرُس الفُرصَةَ التي أعطَتْ يسُوعَ مَجالاً ليُعَلِّمَ هذه الحقائق الرَّائِعَة، في إطارِ غَسلِ أرجُلِ بُطرُس وباقِي الرُّسُل من قِبَلِ الرَّبّ يسُوع نفسهِ. لقد أصبَحَ بُطرُس الآن الشَّرارَةَ التي حوَّلَت هذه العِظَة إلى حِوارٍ بينَ يسُوع وهؤُلاء الأحد عشَر.

كانَ التَّنبُّؤُ بِنُكرانِهِ جواباً على سُؤالَينِ طرَحُهما بُطرُس. ففي تدريبِ يسُوع لهؤُلاء الرُّسُل، منَ الواضِحِ أنَّ أُسلُوبَ يسُوع في التَّعليم كانَ المَقصُود منهُ تشجيع لا بَل إستِدراج التلاميذ ليَطرَحُوا أسئِلَةً. مثلاً، تصريحُ يسُوعُ أنَّهُ كانَ ماضٍ إلى حَيثُ لا يَستَطيعُونَ أن يُرافِقُوهُ، كانَ هذا هُوَ ما دَعا بُطرُس ليَطرَحَ السُّؤالَين: "يا سَيِّد إلى أينَ تَذهَبُ؟ إنِّي أضَعُ نَفسي عنكَ." (13: 36، 37).

الطريقَةُ التي ينتَهِي بها هذا الإصحاحُ الثَّالِث عَشَر تُعطِينا مِثالاً آخَر من مبادِئِ دَرسِ الكتابِ المُقدَّس، الذي شارَكتُهُ معَكُم في دراسَةِ الكُتَيِّب الخامِس والعشِرين – أنَّنا لا ينبَغي أبداً أن ندعَ تقسيمَ الإصحاحاتِ أن يقطَعَ تسلسُلَ الأفكارِ خلالَ قراءَتِنا للكتابِ المُقدَّس. هذانِ السُّؤالانِ اللذانِ طرَحُهما بُطرُس، أثاراَ أسئِلَةً من تُوما، فيلبُّس والرَّسُول يَهُوَّذا، التي طَرحَها يسُوع وأجابَ عليها أمامَ التَّلاميذ وغيرهم في الإصحاح 13.

أجابَ يسُوعُ على أسئِلَةِ بُطرُس في نهايَةِ هذا الإصحاح، ولكنَّهُ أجابَ على أسئِلَةِ بُطرُس وأسئِلَةِ أُولئِكَ الرُّسُلِ الآخرين في الإصحاحِ الرَّابِع عَشَر. أسئِلَةُ هؤُلاءِ الرُّسُلِ الأربعة، خاصَّةً أجوِبَةُ يسُوع على أسئِلَتِهِم، تُعتَبَرُ مفتاحَ الإصحاحِ الرَّابِع عشَر من إنجيلِ يُوحَنَّا. خلفِيَّةُ الإصحاحِ الرَّابِع عَشَر تُوجَدُ بالفِعل في خاتِمَةِ الإصحاحِ الثَّالِث عشَر.

بينَما تقرَأُونَ الإصحاحَ التَّالِي من هذا الإنجيلِ العَميق، فتِّشُوا عن الأجوِبَة على الأسئِلَةِ التي طَرَحَها بُطرُس في نهايَةِ هذ     ا الإصحاح، ولاحِظُوا أسئِلَةَ باقِي الرُّسُل. رَكِّزُوا بالتأكيدِ في دِراسَتِكُم على أجوِبَةِ يسُوع على أسئِلَتِهِم. فأجوِبَتُهُ هي جوهَرُ عِظَتِهِ الطَّويلَة.

بينما أختَتِمُ تفسيري لإصحاحٍ آخر من هذا الإنجيلِ المَجيد، ولكَي أُلَخِّصَ أوَّلَ أربَعِ إصحاحاتٍ تتكلَّمُ عنِ عِظَةِ يسُوع في العُلِّيَّة، عليَّ أن أرجِعَ إلى الأسئِلَةِ التي كنتُ أطرَحُها عبرَ هذه الدِّراسَة بكامِلِها.

من هُوَ يسُوع؟ في هذا الإصحاح، يسُوعُ هُوَ الرَّبُّ والمُعَلِّمُ المُتواضِعُ، الذي يأخُذُ دَورَ عَبدٍ ويخدُمُ تلاميذَهُ بِغَسلِ أرجُلِهم، مُظهِراً لهُم محبَّتَهُ القُصوَى. إنَّهُ الرَّبُّ المُحِبُّ، الذي يُحِبُّ رُسُلَهُ ويُوصِيهم بأن يُحِبُّوا بَعضُهُم بعضاً كما هُوَ أحبَّهُم.

وما هُوَ الإيمانُ؟ الإيمانُ هُوَ ما نعمَلُهُ حِيالَ ما نعلَمُهُ. الإيمانُ هُوَ أن نُطَبِّقَ في علاقَتِنا معَ الرَّبِّ وفي كُلِّ علاقَاتِنا معَ النَّاس، كُلَّ ما تَعَلَّمناهُ من يسُوع عنِ التَّواضُعِ والمحبَّة. الإيمانُ هُوَ أن نسألَ الرَّبَّ، ومن ثَمَّ الناسَ الذين نلتَقيهِم في حَياتِنا، "كيفَ أستَطيعُ أن أخدُمَكَ؟" الإيمانُ هُوَ أن نسأَلَ أنفُسَنا إن كُنَّا وَطَنَ المَحَبَّةِ الذي يُريدُنا الرَّبُّ أن نَكُونَهُ، ثُمَّ أن نُجاهِدَ لنَتبَعَ مِثالَ الرَّبّ. الإيمانُ هُوَ أن نطرَحَ السُّؤال: "لو إتُّهِمنا بأنَّنا نُحِبُّ بَعضُنا بعضاً كما أحبَّ مُؤمِنُو القَرنِ الأوَّل بعضُهُم بَعضاً، فهَل سيَكُونُ هُناكَ ما يكفي منَ الأدِلَّةِ ليَثبُتَ علَينا هذا الإتِّهام؟ إن لَم يَكُن هُناكَ ما يكفي منَ الأدِلَّة، عندَها سيَكُونُ الإيمانُ أن نعمَلَ ما يُمكِنُ أن يُحدِثَ هكذا أدِلَّة – أن نُحِبَّ بَعضُنا بعضاً كما أحَبَّنا يسُوع (34).

وما هِيَ الحياةُ؟ الحَياةُ هِيَ ما نَختَبِرُهُ عندما نُحَبُّ بِدُونِ شُرُوطٍ، كما أحَبَّ المسيحُ الرُّسُلَ. الحَياةُ هي كُلُّ ما نَختَبِرُهُ عندما نُحِبُّ ونُحَبُّ بمحبَّةِ المسيح.

صَلاتي هي أن تتعرَّفُوا إلى يسُوع، وأن تَصِلُوا إلى إيمانٍ أقوى وأن تختَبِرُوا تلكَ النَّوعِيَّة منَ الحياة التي أرادَها الرَّبُّ لكُم من خلالِ دِراسَتِنا معاً لإنجيلِ يُوحَنَّا. فلقد تعلَّمنا معاً الكَثيرَ من دِراسَتِنا للإصحاحات 11 -14 من إنجيلِ يُوحَنَّا. وعلينا أن نختُمَ هذا الكُتَيِّب هُنا، ولكنِّي أُشَجِّعُكُم أن تطلُبُوا الحُصُولَ على الكُتَيِّب رَقم 27، الذي يُتابِعُ من حَيثُ ننتَهي هُنا، دراسَةَ إنجيلِ يُوحَنَّا، عدداً بعدَ الآخر. أختُمُ بكَلماتِ الرِّبِّ يسُوع المسيح القائِلة، "وَصِيَّةً جَديدَةً أنا أُعطيكُم، أن تُحِبُّوا بَعضُكُم بَعضاً؛ كما أحبَبْتُكُم أنا تُحِبُّونَ أنتُم أيضاً بَعضُكُم بَعضاً." (يُوحَنَّا 13: 34).  

  • عدد الزيارات: 6109