الفصلُ الثامِن قِيامَةُ كُلِّ المُؤمنين - الوَكالَةُ الأمينة
الوَكالَةُ الأمينة: (1كُورنثُوس 16)
يشعُرُ الكثيرُونَ من المُؤمنين بخَيبَةِ الأمل بعدَما يرفَعُهُم بُولُس إلى حقائقِ الإنجيل السماوِيَّة عن القيامَة في الإصحاح 15، ومن ثَمَّ ينتَقِلُ ليقُولَ بعدَهُ، "وأمَّا من جِهَةِ الجمع." نحتاجُ أن نفهَمَ بعضَ الأُمُور عن جمعِ المُساعدات، ونحتاجُ أن نُقدِّرَ لماذا وضعَ بُولُس قضيَّة الجمع حيثُ وضعها في هذه الرِّسالَة الرَّعويَّة.
ختمَ بُولُس رسالتَهُ الأُولى إلى الكُورنثِيِّين بالطلبِ منهُم أن يُساهِموا في جمعِ المال للمُؤمنينَ من أصلٍ يهُودِي، الذي يتألَّمُونَ في أُورشَليم، والذين كانُوا يُعانُونَ من جُوعٍ رَهيب وإضطِّهادٍ مُخيف. فَوَضَعَ بُولُس مَوضُوعَ الوكالَةِ الأمينة في الجزءِ التعليمي البنَّاء من رسالتِهِ، لأنَّ الوكالَةَ هي إحدى "الأُمور الرُّوحِيَّة" التي أخبَرنا بها في الأعدادِ الأُولى من الإصحاحِ الثانِي عشر، عندما بدَأَ هذا القسم التعليميّ البنَّاء من الرِّسالة. ولقد وضعَ أيضاً هذا المَوضُوع حيثُ وضعَهُ لأنَّ الوكالَةَ الأمينةَ على أموالِنا هي واحِدَةٌ من الترتيبات الرُّوحِيَّة التي تُحدِّدُ صِحَّتَنا الرُّوحِيَّة وحيويَّتَنا كمُؤمِنين.
وتُعتَبَرُ هذه أيضاً نظرَةً جميلَةً إلى واقِعِ أنَّ الرسُول بُولُس كانَ واحِداً من تِلكَ الخلائِق الجديدة التي أخبَرَنا عنها في كتاباتِه (2كُورنثُوس 5: 17؛ غلاطِية 6: 15). إنَّ نعمة الله المُغَيِّرَة للحياة هي جَوهَرُ الإنجيل. ولقد كانَ بُولُس مرَّةً ذلكَ الشخص الذي يزرَعُ الرُّعبَ في قُلوبِ المُؤمنينَ في أُورشَليم واليهُودِيَّة (أعمال 8: 3؛ 9: 1، 13، 14). والآن ها هُوَ يجمَعُ تقدِمَةً مالِيَّةً من المُؤمنينَ الأُمَم الذين قادَهُم لمعرِفَةِ المسيح، لمُساعَدَةِ المُؤمنينَ المُتألِّمينَ من أصلٍ يهُودِيّ، والذين سبقَ لهُ وكانَ يقُودُهم للسجنِ وللموت.
- عدد الزيارات: 6649