الفصلُ الثامِن نُبُوَّةُ حزقِيال "روائع عجيبةٌ وغريبة" - الأدَبُ الرُّؤيَويّ
الأدَبُ الرُّؤيَويّ
"روائع عجيبةٌ وغريبة." يُعتَبَرُ هذا عُنوانٌ مُناسِبٌ لسفرِ حزقيال لأنَّهُ مليءٌ بالنُّبُوَّات الرائعة، العجيبة والغريبة. وبمعنى ما كان حزقِيال نفسُهُ عجيباً وغريباً كنبي. إذا قارنتَ الأنبياء، سوفَ تجدُ أنَّ دانيال، حزقِيال، والرسول يوحنَّا كانوا جميعاً في النفي عندما كتبوا أسفارَ دانيال، حزقِيال، والرؤيا. لقد كان دانيالُ وحزقِيالُ في السبي البابِلي، أما الرسولُ يُوحنَّا فكانَ منفِيَّاً إلى جزيرةِ بطمُس. هؤلاء الثلاثة كُتَّاب للوحي يُعطُونَنا ما يُسمِّيهِ عُلماءُ الكِتابِ المُقدَّس "الأدَب الرُّؤيَوي." كَلِمَة "رُؤيا" تعني أنَّ هُناكَ حِجابٌ وشيءٌ خَفِيٌّ وراءَه. ولن يكونَ بالإمكانِ معرِفة ما هو خلفَ الحِجاب، إلى أن يُرفَعَ الحِجاب.
هذا الأدبُ الرُّؤيَويُ يُسمَّى أيضاً أدبُ الأُمُورِ العتيدة، لأنَّهُ لا يأخُذُنا فقط خلفَ الحِجاب، بل يأخُذُنا أيضاً إلى المُستقبَل، أو الإسكاتولوجيا. إنَّ الكلمة اليونانيَّة "إسكات" تعني "الأُمور الأَخيرة." وهكذا فإن كلمة إسكاتولوجي تعني عِلم الأُمُور الأخيرة. فهُناكَ نبِيٌّ يأخُذُكَ خلفَ الحِجاب ويُريكَ ما سيحدُثُ عندما يُنهِي اللهُ تاريخ البشريَّة. ويُشيرُ المُفسِّرونَ إلى خُطَّةِ الله لإنهاءِ التاريخِ البَشريّ بعقيدة الأُمور الأخيرة أو الإسكاتُولوجيا.
- عدد الزيارات: 12644