Skip to main content

الفصلُ الثامِن نُبُوَّةُ حزقِيال "روائع عجيبةٌ وغريبة"

بينما كانَ شعبُ اللهِ في طريقِهم إلى بابِل، يقولُ مُرنِّمُ المزامير أنَّ مُعذِّبيهم سخِروا بهم قائلين، " أنتُم شعبٌ تُحِبُّونَ أن تُرنِّمُوا عن إلهِكُم وأن تُسبِّحُوا إلهَكُم. فدعونا نسمَعُ البعضَ من ترانِيمِكُم للهِ الآن." ويُجيبُ المُرنِّمُ: "كيفَ نُرنِّمُ ترنيمةَ الربِّ في أرضٍ غريبة" (مزمُور 137: 4).

كانت هذه هي الظُّروف التاريخيَّة التي وعظَ فيها أنبِياءٌ مثل دانيال وحزقِيال، وعاشُوا حياتَهم غير الإعتِياديَّة كأنبِياء، خلالَ ظُروفٍ قاسيةٍ قاهِرة. لقد كانَ حزقِيالُ ودانيال من نفسِ الجيل. أُخِذَ دانيالُ إلى بابِل كأسيرٍ عندما كانَ لا يزالُ في الرابِعَةِ عشر من عُمرِه. أما حزقِيال فأُخِذَ بعدَ تسعِ سنواتٍ، عندما كانَ في الخامِسة والعِشرين. فوعظَ في مُخيَّماتِ العبيد للأشغالِ الشاقَّة، وكانَ النبيّ الوحيد الذي خدمَ مُباشَرةً بينَ العبيد.

لم يشأ اللهُ لشعبِهِ حتَّى عندما كانوا في السبي أن يبقوا بدونِ نبِيِّهم. لهذا كلَّفَ هذا الشاب حزقِيال لكي يذهبَ إلى السبي ويخدُمَ بينَ الأسرى. هُناكَ عددٌ مِفتاحِيٌّ في سفرِ حزقِيال نجدُهُ في الإصحاح 22: 30، "وطلبتُ من بَينِهم رجُلاً يبني جِداراً ويقِفُ في الثَّغرِ أمامِي عنِ الأرضِ لكيلا أَخرِبَها فلم أجِد." لقد أرادَ اللهُ أن يجدَ رجُلاً بينَ الأسرى الذي يبني جداراً ويقفُ في الثغرِ بينَ اللهِ وشعبِه. فكلَّفَ اللهُ حزقِيال بهذه المُهمَّة.


الأدَبُ الرُّؤيَويّ

"روائع عجيبةٌ وغريبة." يُعتَبَرُ هذا عُنوانٌ مُناسِبٌ لسفرِ حزقيال لأنَّهُ مليءٌ بالنُّبُوَّات الرائعة، العجيبة والغريبة. وبمعنى ما كان حزقِيال نفسُهُ عجيباً وغريباً كنبي. إذا قارنتَ الأنبياء، سوفَ تجدُ أنَّ دانيال، حزقِيال، والرسول يوحنَّا كانوا جميعاً في النفي عندما كتبوا أسفارَ دانيال، حزقِيال، والرؤيا. لقد كان دانيالُ وحزقِيالُ في السبي البابِلي، أما الرسولُ يُوحنَّا فكانَ منفِيَّاً إلى جزيرةِ بطمُس. هؤلاء الثلاثة كُتَّاب للوحي يُعطُونَنا ما يُسمِّيهِ عُلماءُ الكِتابِ المُقدَّس "الأدَب الرُّؤيَوي." كَلِمَة "رُؤيا" تعني أنَّ هُناكَ حِجابٌ وشيءٌ خَفِيٌّ وراءَه. ولن يكونَ بالإمكانِ معرِفة ما هو خلفَ الحِجاب، إلى أن يُرفَعَ الحِجاب.

هذا الأدبُ الرُّؤيَويُ يُسمَّى أيضاً أدبُ الأُمُورِ العتيدة، لأنَّهُ لا يأخُذُنا فقط خلفَ الحِجاب، بل يأخُذُنا أيضاً إلى المُستقبَل، أو الإسكاتولوجيا. إنَّ الكلمة اليونانيَّة "إسكات" تعني "الأُمور الأَخيرة." وهكذا فإن كلمة إسكاتولوجي تعني عِلم الأُمُور الأخيرة. فهُناكَ نبِيٌّ يأخُذُكَ خلفَ الحِجاب ويُريكَ ما سيحدُثُ عندما يُنهِي اللهُ تاريخ البشريَّة. ويُشيرُ المُفسِّرونَ إلى خُطَّةِ الله لإنهاءِ التاريخِ البَشريّ بعقيدة الأُمور الأخيرة أو الإسكاتُولوجيا.


تقسيمُ سفرِ حزقِيال

إنَّ موضُوعَ نُبوَّةِ حزقِيال المُنظَّمَة بِشكلٍ جيِّد، هو التالي: يتنبَّأُ حزقِيال بأنَّ أورشليمَ سوفَ تُدمَّر. فكنبيٍّ للسبي، كانَ جزءٌ من هدفِ خِدمتِهِ هو أن يدحَضَ رِسالة الكثير من الأنبياءِ الكذبة الذينَ وَعَظُوا أنَّهُ سيكُونُ هُناكَ رُجوعٌ مُبَكِّرٌ من السبي، لأنَّ هذا ما أحبَّ الأسرى المسبيُّون سماعَهُ.

يذكُرُ إرميا نبيَّاً كذَّاباً يُدعَى حَنَنيا، الذي ناقَضَ إرميا وقالَ أنَّ السبيَ لن يستَمِرَّ سبعينَ سنةً، بل مُجرَّدَ سَنَتَين؟ فتحدَّاهُ إرميا وتنبَّأَ عن هذا النبيّ الكذَّاب أنَّهُ سيمُوتُ قبلَ إنتِهاءِ السنة التي تنبَّأَ فيها. ولقد تحقَّقت نُبُوَّةُ إرميا بحذافِيرِها (إرميا 28: 11- 17). يبدو أنَّهُ كانَ يُوجَدُ العديدُ من الأنبياء الكذبة الذين كانوا يعِظُونَ بهذه الرسالة.

وفي الإصحاحات الأربع والعِشرين الأُولَى من سفرِ حزقِيال، يرفُضُ حزقِيالُ تلكَ النُّبُوَّة الكاذِبة بمُجرَّدِ تنبُّئِهِ بأنَّ أورشليم سوفَ تُدمَّرُ كُلِّيَّاً. ولقد وعظَ حزقِيالُ، تماماً كما فعلَ إرميا، بأنَّهُ لا مفرَّ من الإحتلالِ البابِلي، ولا يُمكِنُ تجنيبَ أُورشليم من الدمار.

ثُمَّ في الإصحاحات 25 إلى 32 من نُبُوَّةِ حزقِيال، يتنبَّأُ حزقِيالُ ضِدَّ بابِل، الأُمَّة التي ستُدمِّرُ أورشليم. ثُمَّ أتبَعَ حزقِيالُ هذا بِرسالَةِ رجاء ، حيثُ يقولُ أنَّ أورشليم سوفَ تقومُ مُجدَّداً (الإصحاحات 33 إلى 40). وفي الإصحاحات 40 إلى 48، يُعطينا نُبُوَّةً عن آخرِ الأيَّام. لقد أشارَ بهذه النُّبُوَّة إلى المُستَقبَل، حيثُ يقولُ أنَّهُ في المكانِ ذاتِهِ الذي كانَ يُوجدُ فيهِ هيكلُ سُليمان، سوفَ يُبنَى هيكَلٌ آخر، يُشارُ إليهِ بهيكَلِ المُلكِ الألفِيّ.


مأمُوريَّةُ حزقِيال

مُعظَمُ عِظاتِ حزقِيال أتَتهُ بشكلِ رُؤىً، نجدُ الكثيرَ منها في سفرِ الرُّؤيا. أوَّلُ واحدةً من رُؤَى حزقِيال تبدأُ كالتالي: "فنظرتُ وإذا بِريحٍ عاصِفَةٍ جاءَت من الشِّمَال. سحابةٌ عظيمةٌ ونارٌ مُتواصِلةٌ وحَولَها لَمَعانٌ ومِن وسطِها كَمَنظَرِ النُّحاسِ اللامِع من وسطِ النار. ومن وسطِها شِبهُ أربَعَةِ حيواناتٍ وهذا منظَرُها. لها شِبهُ إنسان. ولِكُلِّ واحِدٍ أربعَةُ أوجُهٍ ولِكُلِّ واحِدٍ أربعةُ أجنِحَة... أمَّا شِبْهُ وُجُوهِها فوجهُ إنسانٍ ووَجهُ أسدٍ لليَمينِ لأربَعتِها ووجهُ ثورٍ من الشِّمال لأربَعَتِها ووجهُ نسرٍ لأربَعَتِها... فنظرتُ الحيواناتِ وإذا بَكَرَةٌ واحِدَةٌ على الأرض بِجانِبِ الحيواناتِ بأوجُهِهَا الأربَعة... لأنَّ رُوحَ الحيواناتِ كانت في البَكَرات." (حزقِيال 1: 4- 6، 10، 15، 21).

إنَّ الحيوانات الأربَعة هي مركزُ الإهتمام في هذه الرُّؤيا. وسوفَ تجدُ يُوحنَّا أيضاً يذكُرُ هذه المخلوقات نفسَِها في سفرِ الرُّؤيا، عندما يُفتَحُ البابُ للسَّماء. وحولَ العَرش رأى أربعةَ حيوانات. الأوَّلُ هُوَ مثلُ أسد، والثاني مثل ثور، والثالث مثلُ إنسان، والرابِع مثل نَسر. (رُؤيا 4: 6، 7).

يعتقِدُ الكثيرونَ أنَّ هذا هو تَلخِيصُ الإعلانِ عنِ اللهِ في الكتابِ المقدَّس. فعندما أعلنَ اللهُ نفسَهُ أوَّلاً للإنسان في جبلِ سيناء، كانَ صوتُ اللهِ يُشبِهُ زمجرةَ الأسد. الطريقةُ التالية التي أعلنَ بها اللهُ عن نفسِهِ كانت من خِلالِ النظامِ الذبائحي الذي اكتشفناهُ في سفرِ اللاويين. فالثورُ يُشيرُ إلى الحيوانات التي كانت تُقدَّمُ كذبائح عن خطايا الشعب.

والإنسانُ من بينِ هذه الكائنات الأربعة يأخُذُنا في إعلانِ اللهِ المُتقدِّم إلى نقطةَ الأناجيل حيثُ أصبَحَ اللهُ إنساناً. لقد عاشَ اللهُ معنا لمُدَّةِ ثلاثٍ وثلاثِينَ سنة. يقولُ البعضُ أن النسرَ يُشيرُ للأُلوهَة. هذا الإنسان الذي عاشَ بينَنا، كانَ إنساناً حقَّاً من إنسانٍ حَقّ وإلهاً حقَّاً من إلهٍ حقّ،" كما يقولُ قانونُ الإيمان. إنَّ تجسُّدَ يسوع المسيح كانَ قمَّة إعلان الله عن نفسِهِ لهذا العالم.

والبكراتُ أو العجلاتُ مُمكن أن تُشيرَ إلى إعلان الله المُستَمِرّ، الذي يتضمَّنُ الأنبياء الذي كَرَزوا بالإعلان، بما أنَّ رُوحَ الكائِنات الحيَّة كانت في العجلات أو البَكَرات. هذه هي بعضُ التفسيرات المُحتمَلَة لهذه الرُّؤيا الأُولى لحزقِيال.

عندما إستَلمَ حزقِيالُ مأمُوريَّتَهُ من الله (الإصحاح الثاني)، إستلَمَها بعدَ أن رأى هذه الرُّؤيا. لهذا يُمكِنُ أن نُسمِّي هذه الرؤيا "بإختِبارِ دُخولِ حزقِيال إلى حضرةِ الرب." هل تذكُرونَ إختِبارَ دُخُولِ إشعياء إلى حضرةِ الربّ؟ إن جميعَ أنبِياء ورجالات الله العِظام في العهدِ القديم كانت لهُم إختباراتُ الدخول والخُروج. بعضُ هذه الإختِبارات وصَلت بِهم إلى الدخُولِ إلى حضرةِ الله، وعندها كانت لهُم إختِباراتُهم بالخُروجِ من أجلِ الله.

إن أنبِياء ورجالات الله في العهدِ القديم كان لديهم إختِبارُ دُخولٍ إلى محضَرِ الله إستمرَّ أحياناً لعدَّةِ سنوات، كما كانت الحالُ معَ مُوسى. كانت لدى مُوسى ثمانونَ سنةً من إختِباراتِ الدخُولِ و أربعُونَ سنةً من إختِباراتِ الخروج. لِهذا كانت سنواتُ خُروجِهِ لأجلِ الله ديناميكيَّةً جداً، لأنَّ الأربعين سنة من الخُروج سبقتها ثمانُونَ سنةً من الدُّخول.

في الإصحاحِ الأوَّل، كانت رُؤيا حزقِيال للمخلُوقات الأربعة وللعجلات إختِبارَ حزقِيال بالدخُولِ إلى حضرةِ الله. في وقتِ إعطاءِ المأمُوريَّة لحزقِيال، كانَ شعبُ يهوّذا قد فقدُوا رُؤيتَهُم لله. لم يعُدْ لديهِم أُورشَليم، ولم يعُدْ لديهم الهيكل، ولم يعُدْ لديهم كلمةُ الله، ولم يُعدْ لدَيهِم أيَّةُ مُساعِداتٍ في العِبادة. لِهذا إحتاجَ القائِدُ الرُّوحيُّ في تلكَ الحقبة، أي حزقِيال، إحتاجَ إلى رُؤيا فوق طبيعيَّة لله.

لقد أعطى اللهُ حزقِيالَ رُؤيا عن ذاتِهِ الإلهيَّة بعدَّةِ طُرُق. أوَّلاً، قالَ حزقِيالُ مراراً وتِكراراً، "صارت إليَّ كلمةُ اللهِ قائلة." وهذا يصِحُّ علىالأنبِياء كافَّةً. وقالَ حزقِيالَ أيضاً، "إن يدَ اللهِ عليَّ." عُرِفَ حزقِيالُ كنبيِّ الروحِ القُدُس، لأنَّهُ أشارَ إلى الروحِ القُدُس أكثَرَ من أيِّ نَبِيٍّ آخر. ولكن الذي جعلَ من حزقِيال فريداً بينَ الأنبِياء كانَ أنَّ السماءَ إنفتَحَت لهُ ورأى فِعلاً مجدَ الربّ.

لقد أعطاهُ اللهُ هذه الرُّؤيا عن ذاتِهِ الإلهيَّة، لكي يحفظَ شعبَهُ من الفناء. وكذلكَ كان القصدُ من هذه الرُّؤيا من اللهِ لحزقِيال هي ليستطيعَ أن يخدُمَ كنَبِيٍّ في ذلكَ الزمان الصعب والمكانِ الصعب، أي في مُخيَّماتِ الأشغالِ الشاقة في سبي بابِل.


الرقيبُ الرُّوحيّ

عِظةٌ عظيمةٌ لحزقِيال نجدُها في الإصحاح الثالث من نُبُوَّتِه. واسمُ العِظة "رَقيبُ بيتِ إسرائيل." هذه الصُّورَةُ المجازِيَّةُ مبنيَّةٌ على حضارةٍ إنتَشرت فيها المُدُن المُسوَّرة، التي كانت كثيراً ما تُحاصَرُ من قِبَلِ مُحتَلِّينَ شرِسين. إستَخدمَ سُليمانُ هذه الصورة المجازيَّة عينها عندما قالَ أنَّهُ إن لم يحرُسِ الربُّ المدينَةُ فباطِلاً يسهَرُ الحارِس (مزمور 127: 1). دائماً كانَ هُناكَ مُراقِبُون يقِفونَ على أبراجِ المُراقَبة خلالَ الليل، يُراقِبونَ ويتنصَّطُونَ إلى أيَّةَ حركةٍ أو ضجَّةٍ من قِبَلِ العدوّ. إنَّ صُورَةَ حزقِيال التشبيهيَّة تجدُ جُذُورَها في مسؤوليَّةِ الرقيب الجدِّيَّة بأن يُحذِّرَ المُواطِنين عندما يظهَرُ العدوُّ. تبدأُ عظةُ حزقيال عن الرقيب كالتالي: "وكانَ عندَ تمامِ السبعةِ الأيَّامِ أنَّ كَلِمَةَ الربِّ صارَت إليَّ قائلةً. يا ابنَ آدَم قد جعلتُكَ رقيباً لِبيتِ إسرائيل. فاسمَعْ الكَلِمَة من فَمي وأنذِرهُم من قِبَلي... إن أنذَرتَ أنتَ الشرِّير ولَم يرجِعْ عن شرِّهِ ولا عن طريقِهِ الرديئة فإنَّهُ يموتُ بإثمِه. أمَّا أنتَ فقد نجَّيتَ نفسَك" (16- 17، 19).

عندما وبَّخَ إرميا الأنبياءَ الكَذَبَة في زَمانِهِ، قال لهُم، "لأنَّكُم لم تُنذِرُوا الشعبَ بسببِ خطاياهُم لكي تُنقِذُوهُم من هذا الويل، ولم تُحاوِلوا إنقاذَهُم بتحذيرهِم من عواقبِ خطاياهم." أمَّا حزقِيال فيذهبُ أبعدَ من ذلكَ ويقول، "عندما تأخُذُ كَلِمَةً من اللهِ كَنَبِي، فإن حذَّرتَ الشعبَ واستَمَرُّوا بِشَرِّهِم، فسيموتونَ بِخطاياهُم. ولكنَّكَ تكونَ قد نجَّيتَ نفسَكَ. ولن يطلُبَ اللهُ دَمَهُم من يدِكَ. وإن فَشِلتَ في تحذِيرِهم، فاللهُ سيعتَبِرُكَ مسؤولاً."

لقد آمنَ الرسُولُ بُولُس بِهذا في أيَّامِه. قالَ الرسولُ بُولُس، "لأنَّنا رائِحةُ المسيح الذكِيَّة للهِ في الذينَ يخلُصُون وفي الذينَ يهلِكُون. لهؤلاء رائِحةُ موتٍ لمَوتٍ ولأُولئكَ رائِحةُ حياةٍ لِحياة. ومن هُوَ كُفؤٌ لِهذه الأُمور" (2كُورنثُوس 2: 15- 16).

التطبيقُ التعبُّدي لنا هو التالي: إن كُنتَ تُشارِكُ إنجيلَ خَلاصِ يسوع المسيح معَ أحدِهم فآمنَ بالإنجيل، عندها تكونُ رائحةَ حياةٍ لهكذا شخص. وإن شاركتَ معهُ إنجيلَ الخلاصِ ورَفَضَهُ، عندها تُصبِحُ رائِحَةَ موتٍ لهُ، لأنَّكَ جعلتَ من المُستَحيلِ عليه أن يتحجَّجَ قائلاً، "لم أعرِفْ ولم أسمَعْ أبداً بهذا." إن كُنَّا نُؤمِنُ أن الكتابَ المقدَّس هو كلمةُ الله المُوحَى بها، علينا أن ننضَمَّ لحزقِيال بأن نُؤمِنَ أنَّنا "رُقباء رُوحيُّون" على نُفوسِ أولئكَ الذين نلتَقي بهم في حياتِنا.

لِهذا يُشدِّدُ حزقِيالُ على الروحِ القُدُس في كِرازتِه. فحزقِيال، مثل بُولُس، وجدَ كِفايةَ عملِهِ الجليل في الروحِ القُدُس. يقولُ بُولُس، "كِفايتُنا هي من الله."لقد آمنَ بُولُس أنَّهُ عندما كانَ يُشارِكُ الإنجيل معَ أشخاصٍ مثل الكُورنثُوسيِّين، لم يكُن يأتي شيءٌ منهُ شخصيَّاً، بل الكُل جاءَ من الروحِ القُدُس. (2كُورنثُوس 3: 5؛ 1كُورنثُوس 2: 3- 5) اللهُ وحدَهُ يستطيعُ أن يجعلنا كُفؤاً أن نكونَ رُقَباءَ رُوحيِّين.

  • عدد الزيارات: 12650