Skip to main content

الفصلُ الثاني "دُخولُ وخُروجُ إشعياء" - دَعوَةُ إشعياء

الصفحة 5 من 5: دَعوَةُ إشعياء

دَعوَةُ إشعياء

 

هُناكَ مقطَعَان من سفرِ إشعياء يُساعِدانِنا على أن نتعرَّفَ على إشعياء نفسه كرجُل، كما مع خِدمتِهِ ورسالته. المقطَعُ الأوَّلُ هو إشعياء 6، الذي نجِدُ فيهِ وصفاً لدعوةِ إشعياء، وتكليفِهِ بالمُهمَّةِ النبويَّة. ولربَّما نرى في هذا المقطع أيضاً وصفاً لتوبَةِ وتجديدِ إشعياء. ففي كلمةِ الله، يدخُلُ المؤمِنُون إلى حضرةِ اللهِ بِشكلٍ مُعبِّر، بطريقةٍ تسمَحُ لهم بالخُروجِ من حضرتِهِ إلى العالم بشكلٍ مُعبِّر. إن الإصحاحِ السادِس من سفرِ إشعياء يحتوي على وصفٍ لإختِبارِ إشعياء بالدخولِ إلى حضرةِ الله والخروجِ من حضرتِه لإتمامِ عملهِ.

وبينما كانَ إشعياء يختبِرُ دُخُولَهُ إلى حضرةِ الله، سمِعَ الربَّ يقول، "من أُرسِل ومن يذهب من أجلِنا؟" (عدد 8). وجواباً على هذا السؤال، تسمَعُ إشعياء يُعبِّرُ عن إلتزامِه بقولِه، "هأنذا يا رب، أرسِلني." إن هذا النموذَج كثيراً ما نراهُ مُعلَناً في كلمةِ الله. فأولئكَ الذين يدخُلونَ إلى حضرةِ اللهِ بِحَقّ، يسمَعونَ مأمُوريَّةً ويذهَبُونَ من أجلِ اللهِ بِحق.

ونرى اللهَ يشرَحُ الأمرَ بالقول، "يا إشعياء، إن الشعبَ لن يسمَعْ لكَ. فليسَ الهدفُ من ذهابِكَ أن يتوبَ شعبُ اللهِ ويتجدَّدون. لأنَّهم اختاروا بحُرِّيَّتِهم أن يبتعِدُوا عنِّي. ولكنَّني أُريدُكَ أن تذهبَ على أيَّةِ حال، لأنَّني أُريدُهم أن يسمعوا رِسالتي." إنَّ هذا صعبٌ على الواعِظ. تصوَّر أن تكونَ واعِظاً بدونِ أن يتجاوَبَ أيُّ شخصٍ معَ وعظِكَ.

يُدهِشُنا إلتزامُ إشعياء بمأموريَّتِه. لقد سألَ إشعياءُ ببساطة، "إلى متى عليَّ أن أنتَظِر لكي يُصبِحوا مُستَعدِّينَ للإصغاء؟" فأجابَهُ اللهُ بما معناهُ، "إلى أن يُصبِحوا جميعاً أمواتاً وعبيداً وبِلادُهم خَرِبَة ومهجورة" (إشعياء 6: 11، 12). إن إلتزامَ إشعياء ينبَغي أن يكونَ مِثالاً لنا جميعاً. وبالحقيقة، إنَّ إلتزامَ جميع هؤلاء الأنبِياء هو أعظمُ عظاتِهم. لقد دخلوا في عقدٍ معَ الله الذي أمرهم أن يذهبوا وهُم أطاعُوا مأمُوريَّتَهُ بأمانة وإخلاص.

إنَّ مسؤوليَّتَنا هي أن نعمَلَ ما يدعونا اللهُ لهُ ويُكلِّفُنا بهِ. ونتيجَةُ طاعتِنا لمأموريةِ الله هي مسؤوليَّتُه. وحدَهُ اللهُ الروحُ القُدُس، يقدِرُ أن يُؤتِي الثِّمار. فمسؤوليَّتُنا هي الأمانة والإثمارُ هو مسؤوليَّةُ الله. ومسؤوليَّتُنا هي أن نعمَل ما دعانا إليهِ اللهُ.

الصفحة
  • عدد الزيارات: 11983