الفَصل الرَّابِع أناجيل العَهد القَديم المُتَشابِهَة النَّظرَة - المُحتَوى المُتشابِه بينَ سِفرَي عزرا ونَحَميا
المُحتَوى المُتشابِه بينَ سِفرَي عزرا ونَحَميا
إن سفري عزرا ونحميا سُمِّيا بأناجيل العهد القَديم المُتشابِهَةِ النَّظرَة، بسبب كثرة التشابُه بينهما. فلنُلاحظ البَعض من هذه التشابُهات:
- يبدو وكأنَّ هذين السفرين لديهما الكاتبُ نفسُهُ، أي عزرا، بسبب التشابُه الكبير في اللغة العبرية المُستخدمة فيهما.
- ويتشابَهُ سفرا عزرا ونحميا أيضاً في كونِهما كلاهما يتعاملانِ مع نفسِ الحدث من التاريخ العبري، الذي هو ا لرجوع من السبي البابلي. وهما مُتشابِهانِ أيضاً لكونِ الموضوع الأساسي في كُلٍّ من هذين السفرين هو عمل الله، في زَمانِ كُلٍّ من هذينِ الرَّجُلَين: ألا وهُوَ عملُ بناءِ هيكَلِ أُورشَليم.
- ونجدُ في سفري عزرا ونحميا، أن التشديد هو على المبادئ والنماذج التي ينبغي إتِّباعُها لكي يُصبِحَ عملُ الإنسانِ عملَ الله.
- هناكَ تشابهٌ آخر بين سفرَي عزرا ونحميا، هو أن كِلَي السفرين يُقدِّمانِ لنا نماذجَ عظيمةً عن القيادة. رُغمَ كَونِ هذان القائدان، عزرا ونحميا، مُختلفين جداً في أُسلوبِ قيادتهما وفي أنواعِ مواهبهما، ولكن كانَ كُلٌّ منهُما قائِداً عظيماً. فعزرا كان كاهِناً وكاتباً، أي أنهُ كان مُعلِّماً لكلمةِ الله. وكان عملُ عزرا رَعَوِيَّاً بالدرجةِ الأُولى. أما نحميا فكان براغماتِيَّاً، وكان بنَّاءً عمليَّاً.
- ولقد قادَ كُلٌّ منهُما نهضاتٍ ممسُوحَةً بالرُّوح، وكانت هذه النَّهضاتُ من عملِ الله.
- وكذلك يتشابهُ السِّفران في خُطوطِهما العريضة أو هيكليَّتِهما: ففي الإصحاح الأول من كُلٍّ منهما تجدُ جسمَ السفر الأساسي حيثَ تجدُ عمل الله الذي كان ينبغي أن يُعمَل، تجدُهُ يُتمَّم. وفي نفسِ المكان من كلي السفرين، بعد أن تكمَّلَ عملُ الله، سقطَ شعبُ اللهِ بعيداً. في الإصحاح التاسع من عزرا ومن نحميا، نجدُ هذين القائدين ينوحانِ على تصرُّفِ شعبِ الله. فصلواتُ إعترافِهما، وندمُهما وتوبتُهُما كانت الأسباب المُحرِّكة لحدوثِ نهضةٍ في شعبِ الله.
- وكلا السفران يتحدَّثانِ عن أمبراطورٍ وثني يمنحُ إذناً بالرجوع، ويُظهِرُ عطفاً، ويُقدِّمُ مُساعدةً لكي يُكمَلَ عملُ الله من خِلالِ شعبِ الله.
- إن عزرا ونحميا يُختَمانِ كِلاهُما بالتفاؤل الرُّوحِيِّ المُشَجِّع لشعبِ الله.
- عدد الزيارات: 12878