الفَصلُ الثَّالِث أخبارُ الأيَّام "أُمُورٌ مَنسِيَّة" - صَلاةٌ لأجلِ نَهضَة
صَلاةٌ لأجلِ نَهضَة
أحدُ أهمِّ الأعداد في أخبارِ الأيام هو أخبار الأيام الثاني 7: 14،
"فإذا تواضَعَ شعبي الذين دُعِيَ اسمي عليهم وصلُّوا وطلبوا وجهي وَرَجَعُوا عن طُرُقِهِم الرديَّة فإنَّني أسمعُ من السماء وأغفِرُ خطيَّتَهُم وأُبرئُ أرضَهُم."
في هذا العدد، نسمعُ كلمةً من الهَيكَلِ إلى القصر، من الحياة الدينية إلى الحياة السياسية للأُمة، نجدُ عهداً يُقدِّمُهُ اللهُ لشعبِه. فما يقولُه اللهُ هنا هو، "أنا حاضرٌ لأغفِر، أنا حاضرٌ لأشفي. ولكن قبلَ أن أغفِرَ وأشفي، هُناكَ بعضُ سُبُلِ البرّ التي أُريدُ أن يسلُكَ شعبي فيها." لهذا، أعتَقِدُ أنَّ كُلَّ واحِدٍ منَّا ينبَغي أن يحفَظَ هذا العدد من 2 أخبار الأيَّام 7: 14 عن ظَهرِ قَلب، أوَّلاً على الصعيدِ الشَّخصي، ومن ثَمَّ يُمكِنُ تطبيقُهُ على الصَّعيدِ الوَطَنِيّ.
ومفتاحُ فهمِ وحَلِّ المُفارقات والتَّكرار في هذه الحقبة من التاريخ العبري كما جاءَ في سِفرَي أخبارِ الأيَّام، هو: أن طُرُقَ اللهِ ليست طُرُقَنا، ولا أفكارُهُ أفكارنا. فالفرقُ بين طريقة تفكير الله وطريقة عمله، وبين طريقة تفكيرنا نحنُ البشر وطريقة عملِنا، هو مثلُ إرتفاعِ السماواتِ عن الأرض. (إشعياء 55: 8- 9). فإن أردتَ أن تحصلَ على وجهة النظر الإلهية، وإن أردتَ أن تجعلَ طريقةَ تفكيرك وعملِكَ تنسجمُ مع طريقة تفكير الله وعمله، عليكَ بقراءةِ أخبارِ الأيام. عندها سوفَ تكتشفُ درساً عظيماً في القِيَم وفي وُجُهاتِ النظر.
"أمورٌ منسيَّة" هو عُنوانٌ جيِّدٌ لسفري أخبارِ الأيام. إنها أخبارٌ سارَّةٌ عندما نكتشفُ أن خطايانا مُمكِن أن ينساها الله، كما نسِيَ خطايا سُليمان وداود في أخبارِ الأيَّام. وكذلكَ نجدُ تحدِّياً رهيباً عندما نُلاحِظُ أن اللهَ لم يأتِ على ذكرِ المملكة الشمالية لأن أهلَ تلكَ المملكة الشمالية لم يكونوا مدعوِّين بحسب قصدِ الله. إنَّها لَفِكرَةٌ مُهِيبَة أن نتصوَّرَ أنَّ وُجُودَنا بأَكمَلِهِ يتجاهَلُهُ اللهُ اليوم، وسوفَ يتجاهَلُهُ في الأبديَّة، لكَونِنا لم نجعلْ أفكارَنا وطُرُقَنا وحياتَنا تنسَجِمُ معَ إرادَةِ اللهِ وطُرُقِهِ.
أُصلِّي أن تُؤدِّي مُقارنتُكَ بين سفري أخبارِ الأيام وبين أسفار صموئيل وملوك إلى تحدٍّ لكَ لكي تُقارنَ بين وجهة نظر الله وبين وجهة نظر الإنسان، ليسَ فقط خلالَ هذه الحقبة التاريخية، بل في الحقبةِ التَّاريخيَّة التي نعيشُ فيها اليوم، وفي تاريخِنا الإجتِماعِيّ الشَّخصيّ.
- عدد الزيارات: 10799