الفصل السابع: الزيارات- واسطة نمو ونشاط - الدافع للزيارات
الدافع للزيارات:
إذا ما أراد الموظفون والمعلمون أن يثابروا على عمل الزيارات فإنهم يحتاجون إلى محرّك داخلي. وهذا المحرك يجب أن يكون قائماً على دوافع سامية وقوية.
1-حالة النفس الضالة:
إن حاجات النفوس الهالكة هي التي حدت بيسوع للمجيء إلى هذه الأرض. ونفس هذا الدافع هو الذي حرّك بولس ليذهب ويقاسي الصعاب كجندي صالح ليسوع المسيح، واقتاد كارى إلى الهند، ولفنجستون إلى أفريقيا، كما أنه يقود رجالاً عظاماً ونساء طيّبات ليعيشوا للمسيح. ولاشيء أقل من معرفة حالة النفس الضالة يدفع الموظفين والمعلمين وأعضاء الصفوف للسعي وراء الآخرين باستمرار.
2-قيمة حياة واحدة:
لا تقتصر زيارات العاملين في مدرسة الأحد على الهالكين فقط، بل هم يزورون المخلّصين أيضاً ليعرفوهم أن المسيح يطلب الحياة بكاملها. لقد أعطى يسوع الحياة- حياة واحدة- قيمة كبرى حين قال: "ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه؟" وكما هو معلوم فإن قدرة الإرادة البشرية لا حدود لها، وسعة الذاكرة لا قيود لها، والخيال يتوقف فقط عند حدود الكون، والقلب البشري في عمقه وعرضه وعلوه في حيّز المحبة والشفقة لا يعرف حدوداً أو سدوداً، ونمو النفس الروحي يبلغ كماله فقط في ذاك الذي "كله مشتهيات". فقط علم الحساب السماوي يستطيع أن يقيس تأثير حياة واحدة. وهذه الطاقات والامكانات والتأثيرات غير المحدودة تعتمد، في توجيهها وتكييفها واستخدامها لأجل المسيح، على عمل موظفي ومعلمي مدرسة الأحد- ويا للعمل المجيد! إن مفهوماً كهذا عن الحياة لا بد أن يحول الزيارات من عمل شاق إلى امتياز مبارك ومفرح.
3-امتياز خدمة يسوع:
مريم ويوّنا وسوسنة كن يخدمن يسوع بأنفسهن. كيف يستطيع المؤمنون أن يخدموا يسوع اليوم؟ فهو يقول: "كل ما فعلتم بأحد أخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم" (مت25: 4).
4-قدوة المسيحيين الأولين:
إن طريقة الزيارات في العهد الجديد مذكورة على النحو التالي: "وكانوا لا يزالون كل يوم في الهيكل وفي البيوت معلمين ومبشرين بيسوع المسيح". ليس في فترات متفاوتة بحكم الواجب أو العادة، بل كل يوم يجب أن تتم الزيارات بدافع محبة المسيح في القلب، وبدافع حالة النفس الهالكة، وبقدر ما يعطي الرب من شجاعة للنفس وحركة لليدين والقدمين.
- عدد الزيارات: 10438