Skip to main content

الفصل السادس: الراعي والمدير- زميلان في فريق واحد

مجال الراعي في مدرسة الأحد:

إن المجال المتوفر في مدرسة الأحد لترويج عمل الكنيسة، إذا فهم جيداً، يجلب إلى قلب الراعي وفكره إحساساً بالثقة والارتياح والتأكيد والشجاعة. فمدرسة الأحد، كمؤسسة كنسية، يمكن استخدامها في أية مهمة تعينها لها الكنيسة.

حينما يدرك الرعاة أن مدرسة الأحد هي وسيلتهم الأكثر نتيجة في الوصول إلى الهالكين ودعوتهم إلى درس الكتاب وخدمة الوعظ، تصبح إمكانيات استخدام مدرسة الأحد في ربح النفوس هائلة جداً.

تشكّل مدرسة الأحد بالنسبة للراعي وسيلة لمعرفة الأفراد المنتمين إليها. فهو يقدر أن يبقى على اتصال بالموظفين والمعلمين، بواسطتهم يتصل بكل الأشخاص المسجلين. وهكذا يستطيع أن يستخدم مؤسسة مدرسة الأحد لمعرفة مكان سكنى غير المنضمين إلى الكنيسة أو مدرسة الأحد، والبقاء على اتصال مستمر بهم. وإذا أحسن استخدام نظام النقاط الست، واجتماع الموظفين والمعلمين، والزيارات المنظمة، تكون لدى الراعي معلومات نافعة وعملية وموثوق بها، عن كل فرد في المنطقة. وعن طريق هذه المعلومات سوف يجد أن مدرسة الأحد التي تسير بانتظام هي وسيلته الأكثر إنتاجاً وتأثيراً.

إن مدرسة الأحد مرتبطة بصورة منظمة بعمل الكنيسة الإرسالي (التبشيري)- كالتوسع، وتعليم الكتاب المقدس، والتبشير، والتجنيد للعمل. وعلى الراعي الذي يتوق إلى الاتصال بمزيد من الناس للاتيان بهم إلى يسوع، أن يعتبر مدرسة الأحد وسيلته الفضلى لذلك. وإذا أراد أن يضمن أماكن للخدمة لكل أعضاء كنيسته، عليه أن يجتهد ويعمل على بنيان مدرسته الأحدية. وأيضاً إن أراد أن يبقي عمل الكنيسة متمركزاً على درس الكتاب والتبشير والتجنيد عليه أن يستخدم مدرسة الأحد إلى أقصى حد، لأنها توفر للراعي أسلم الطرق وأضمنها لترويج عمل الكنيسة.

إن كان على الكنيسة أن تعلّم الكتاب المقدس للجماهير، وأن مدرسة الأحد وسيلة فعالة للوصول إلى الناس ودعوتهم لدرس الكتاب، فيكون عمل الراعي محدداً تماماً. فالراعي الذي لا يوّجه مدرسة الأحد لا بد أن يواجه صعوبات ومشاكل.

أما إذا أراد أن يوجه مدرسة الأحد، فمن واجبه أن يكون ضليعاً في عمل المدارس الأحدية. يحق للطبيب أن يجري عمليات جراحية دقيقة دون معرفة بجسم الإنسان بمقدار ما يحق للراعي أن يوجه مدرسة الأحد دون معرفة بعملها. في الواقع ليس من مبرر للراعي أن يجهل عمل مدرسة الأحد. إن اختبارات الرعاة الآخرين مدونة في كتب ومطبوعات متنوعة، وهي في متناول كل من يريد الحصول عليها ودرسها مقابل ثمن زهيد. فالراعي لا يقدر أن يقف موقفاً اختيارياً إزاء مدرسة الأحد، إذ أن هذه المدرسة هي مؤسسة الكنيسة والراعي هو القائد الأول فيها. ولذلك تقع المسؤولية الأولى على عاتقه.


عمل الراعي في مدرسة الأحد:

1-يقود كل العمل فيها:

إذا كان على الموظفين والمعلمين أن يثابروا على الاتصال بمزيد من الناس، فعلى الراعي أن يعمل متعاوناً مع المدير للتأكد من كفاءة المدرسة ومن أن الزيارت تتم بانتظام. وإذا كان على المدرسة أن تكون جدية في تعليم الكتاب المقدس، فيكون من واجب الراعي التأكد من أن الموظفين والمعلمين يدركون أن الكتاب المقدس هو كتاب الدرس الوحيد في مدرسة الأحد، وأن جميعهم قد حصلوا على التدريب اللازم للقيام بعملهم. وإذا كان على مدرسة الأحد أن تكون تبشيرية بصورة رئيسية وإيجابية، فعلى الراعي أن يتأكد من أن الموظفين والمعلمين يحنّون إلى الضالين وأنهم يقومون بخطوات عملية بهذا الخصوص. إن اندفاع مدرسة الأحد نحو التبشير أو عدمه يتقرر بما يفعله الراعي في علاقته بها. ووجود روح الولاء للكنيسة أو عدمه تقرره نوعية قيادة الراعي. ثم إذا كان على الموظفين والمعلمين والتلاميذ أن يحضروا اجتماعات العبادة بأعداد كبيرة فمن واجب الراعي أن يكسب احترامهم ومحبتهم وتعاونهم.

2-يعمل بالتعاون مع المدير:

يجب على الراعي، قدر إمكانه، أن يتأكد من أن أفضل شخص موجود قد تم اختياره مديراً لمدرسة الأحد. وكلما أراد أن يقوم بإنجازات كثيرة كلما احتاج أن يعمل بواسطة الآخرين. فهو لا يهمه من يحصل على المديح بل بالحري يهتم بتقدم ونمو الشعب والقيام بالعمل المعين للكنيسة.

ويتحتم على الراعي أن يجتمع بالمدير بين الحين والآخر للتباحث معه في مخططات مدرسة الأحد. ويفرض في كليهما أن يكونا على اتفاق تام قبل أن يقدّما أي اقتراح للموظفين والمعلمين. كما أن على الراعي أن يساند ويساعد المدير في إتمام عمل المدرسة. وبهذا يكون الاثنان زميلين يعملان معاً.

3-يوجه في اختيار الموظفين والمعلمين:

نظراً لعمل مدرسة الأحد، وأهمية تعليم الكتاب المقدس، وإمكانيات مدرسة الأحد كمؤسسة تبشيرية، وأهمية الموظفين والمعلمين المناسبين، ونظراً لمكانة ومركز الراعي يتوجب عليه أن يقدم توجيهاته في اختيار الموظفين والمعلمين. فلكي يكون لدى الكنيسة موظفون ومعلمون مناسبون، يحتاج الراعي والمدير أن يبذلا مجهودات مستمرة في ذلك السبيل.

كثيرون من الرعاة والمدراء يعلمون أنه من الصعب إيجاد موظفين ومعلمين مقتدرين ومخلصين لمدرسة الأحد. إنه لأمر صعب جداً ولكنه نافع ومجيد. ولقد كان من الصعب إيجاد عمال مقتدرين وتدريبهم منذ أن اختار يسوع الاثني عشر وعلمهم مدة ثلاث سنوات غير أن ذلك ضروري ومفيد.

4-يدرب الموظفين والمعلمين:

لقد كرّس يسوع القسم الأكبر من سني خدمته الجهارية الثلاث على الأرض لتدريب تلاميذه. فكان بين الفينة والأخرى يعتزل عن الناس ليختلي بهم، لأنه كان يريد استمرار عمله بعد تركه العالم. ولم يكتف بتخصيص القسم الأكبر من وقته لتدريبهم، بل أوصاهم أن يصلوا لأجل المزيد من الفعلة.

كثيرون من الموظفين والمعلمين النشيطين الأمناء لم يحصلوا على تدريب من أي نوع كان. مع العلم أن كل العمال يحتاجون إلى الترغيب الذي يوفره التدريب المنظم. فمن الضروري تقديم منهاج منظم للتدريب مع استخدام ما يتيسر من الكتب عن عمل مدرسة الأحد. وهكذا يتمكن الراعي من رؤية المعلمين والموظفين وقد تدربوا وتشددوا وتشجعوا في عملهم ألا وهو الاتصال بالآخرين وتعليم الكتاب المقدس وربح الغير للمسيح وتجنيد الأعضاء للخدمة. وبالتالي يستطيع أن يهيئ عمالاً يكونون رهن الطلب.

إذا كان على الكنيسة أن تعلّم الكتاب المقدس بشكل لائق ومرتب، فيكون لزاماً على الراعي أن يأخذ على عاتقه مسؤولية التأكد من حصول المعلمين على التدريب الكافي في أسلوب التعليم ومادته. قد لا يتمكن الراعي- الذي يرعى كنيستين أو أكثر- أن يقود بنفسه كل صفوف التدريب في الكنيسة، غير أنه يقدر أن يخطط لها ويتأكد من انعقادها بقيادة غيره.

قد تكون أفعل طريقة عند الراعي لإحراز تقدم مستمر هي أن يدرّب ويعلم العاملين في الكنائس. وهذه الطريقة مضمونة وتعطي نتائج حسنة مع أنها قد تكون بطيئة بعض الشيء.

يبدأ الراعي مع الناس حيث هم ويساعدهم حتى ينتقل بهم إلى ما يجب أن يكونوا عليه. لقد أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا وأندراوس والآخرين كما هم، وكان له قصد في حياة كل منهم. فكسب حياته الإلهية فيهم، وغير مفاهيمهم بأناة وصبر، ووجههم وأرشدهم بكل محبة حتى تمكنوا أخيراً من فهم أهمية ملكوت الله الروحي.

لا يجب أن ينتظر الرعاة والمدراء كمالاً من موظفي ومعلمي مدرسة الأحد. فالقادة الذين يعرفون ضعفاتهم ونقائصهم لا بد وأنهم يشعرون مع زملائهم العمال. طبعاً، لا يجوز التجاوز عن المقاييس الدنيا في سلوك أو عمل الموظفين والمعلمين. فالطرق التي يمكن مساعدتهم بها هي المحبة والإرشاد والتشجيع والمدح.

إذا صادق الراعي الموظفين والمعلمين وعمل معهم جنباً إلى جنب فإنهم يصادقونه ويعلمون معه بنفس الروح. لأن المعلمين الصالحين لا يولدون بل يصنعون- يصنعون رجالا ونساء الكنائس.

5-يعين العاملين في مدرسة الأحد على استخدام أساليب صحيحة:

قد يجد الراعي من المناسب أن يحث- ربما بواسطة المدير- على تنظيم صفوف ودوائر جديدة. ولا بد في هذه الحالة أنه يرغب في رؤية مدرسة الأحد مقسمة إلى صفوف. وهذا يعني أنه يضع خطة للزيارات ويعمل على ترويجها. وبالإضافة فهو يهتم بعقد اجتماع انتظامي للموظفين والمعلمين واستخدام نظام حسن للتسجيل، وتبني مقياس الامتياز واستعماله كمنهاج للعمل في مدرسة الأحد، واستخدام نظام مالي سليم.

أن تبني أساليب العمل في مدرسة الأحد واستخدامها بقوة ونشاط يبقيان المدرسة في حالة نمو وازدهار ويعملان على تحسين نوعية العمل.


مكان المدير في القيادة:

الكنيسة هي التي تنتخب مدير مدرسة الأحد. وغايتها من انتخابه أن تكتشف أفضل الوسائل لاجتذاب أكبر عدد ممكن من الناس لحضور درس الكتاب المقدس بانتظام. وتتوقع الكنيسة منه أن يقود العمل في مدرسة الأحد. إذا، انتخاب مدير مدرسة الأحد يحمل معه مسؤولية القيادة والتوجيه.

وعلى المدير أن يكون رجلاً نشيطاً، ومن واجبه أن يكون البادئ في الهجوم. فإذا وجد شيئاً من الإهمال واللامبالاة، فهو يتغلب عليه باهتمامه وغيرته. وإن كانت هناك أساليب غير نافعة قيد الاستعمال، فإنه يقدم بلباقة طرقاً أفضل. وإن كان ثمة نقص في الحرارة الروحية فهو يجعل من حياته ومواهبه المكرسة قدوة ومثالاً. فمهما يكن من أمر فهو المسؤول عن القيادة وتخطيط العمل والحث على التعاون المشترك بين العاملين في مدرسة الأحد. وعندما يكتشف الطريقة الصحيحة ويثبت عليها بأمانة، فلا بد للناس، عاجلاً أم آجلاً، أن يفهموه ويتبعوه.

إلى جانب الأفراح والامتيازات التي لمدير مدرسة الأحد، فهناك أثقال يجب حملها وأعمال شاقة يجب القيام بها. لا شك أن المدير يقبل بالواجبات الملقاة عليه- كواجب استخدام مدرسة الأحد لبنيان الكنيسة التي هي جزء منها، وواجب الحفاظ على مدرسة الأحد في حالة نمو وواجب تعليم الكتاب المقدس، وواجب خلق جو ملائم لربح النفوس والمحافظة عليه، وواجب التجنيد للعطاء المنظم (بحسب السن والنمو). إذاً مسؤوليته هي أن يجعل مدرسة الأحد سليمة في عقائدها، إيجابية في تبشيرها، هجومية في عملها الإرسالي في الوطن وإلى أقصى الأرض.

يعالج الفصل التاسع كيفية قيام المدير بعمله.

  • عدد الزيارات: 8349