مواجهة احتياجات المجموعة - يلزم بطل لصنع بطل
يلزم بطل لصنع بطل
إن تأثير القادة على زملائهم والعاملين معهم شيء واضح في الكتاب المقدس ويدعو للإهتمام. فمثلاً كم كان عدد الأبطال في جيش الملك شاول؟ لم يكن واحد. وعندما تحدّى جليات الجبار جيوش الله ارتعدوا من الخوف (انظر 1 صموئيل 17: 11). أما داود، الذي ذهب حاملاً الطعام إلى إخوته في جيش شاول، رأى حيرة الملك شاول ورجاله. ففكّر في الوضع، وخرج بإيمان وقتل الجبّار.
وداود قاتل الجبار صار بعد هذا ملكاً وله جيش. كم كان في ذلك الجيش من الأبطال قاتلي الجبابرة؟ كانوا عدداً لا بأس به. كان وجودهم شيئاً عادياً في الجيش بقيادة داود. "حينئذ سبكاي الحوشي قتل سفّاي من أولاد رافا فذلّوا.... ثم كانت أيضاً حرب في جت وكان رجل طويل القامة أعنش أصابعه أربعٌ وعشرون وهو أيضاً وُلد لرافا. ولما عيّر إسرائيل ضربه يهوناثان بن شمعا أخي داود. هؤلاء ولدوا لرافا في جت وسقطوا بيد داود وبيد عبيده" (1 أخبار الأيام 20: 4- 8).
لماذا تظن السبب في عدم وجود أبطال قاتلي جبابرة في جيش شاول؟ هناك سبب أنا واثق منه وهو أن شاول نفسه لم يكن بطلاً. لكن تحت قيادة داود كثر عدد الأبطال. لماذا؟ لأن داود كان بطلاً. نرى هنا مبدأ للقيادة، مبدأ يتخلل الكتاب المقدس كله. "يلزم بطل لصنع بطل".
كانت وصية المسيح الأخيرة "فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم". طبعاً لم يُعطِ الرب هذه الوصية للجموع بل أعطاها للأحد عشر، أي تلاميذه. لماذا؟ لأنه يلزم بطل لصنع بطل. لذلك إن كنت تأمل أن ترى تلاميذ المسيح ينشأون تحت رعايتك ويكونون أقوياء مكرّسين فيجب أن تكون أنت أولاً التلميذ القويّ المكرَّس. لأنه يلزم تلميذ مكرّس لصنع تلميذ مكرّس.
سنتكلم على هذا أكثر فيما بعد. يكفي الآن أن نسأل: كيف نقوم بهذا العمل؟ ماذا نفعل كي نرى رجالاً ونساء يتكرّسون ليخدموا الله.
سوف ترى وأنت تقود مجموعة من المؤمنين أن ليس لجميعهم الرغبة ذاتها في التكريس والتشوّق للنموّ. تلاحظ أن للبعض رغبة في تكريس ذواتهم أكثر مما للآخرين. إن هذا يتطلب منك أن تجد طريقة لإثارة الاهتمام والدافع في كل شخص على أن تساعد في الوقت ذاته الأفراد الملتهبين غيرة لكي ينموا إلى أعلى ما يمكنهم. أريد أن أقترح هنا برنامجاً مؤلفاً من نقطتين:
- عدد الزيارات: 8532