المواهب المعجزية
أعطى الروح القدس في بدء تكوين الكنيسة مواهب معجزية لتأسيس الكنيسة ولتثبيت كلام الله قبل إتمام كتابة الوحي. ومن هذه المواهب "الرسل والأنبياء" الذين وضعوا الأساس "مبنيين على أساس الرسل والأنبياء" (أف 2: 20) والآيات والعجائب الكثيرة التي كانت تجري على أيدي الرسل (أع 2: 43) "وإخراج الشياطين والتكلم بألسنة ومواهب شفاء بوضع الأيدي على المرضى" تلك الآيات التي كانت "تتبع المؤمنين" لغرض معين وهو "تثبيت الكلام بالآيات التابعة" (مر 16: 17، 18، 20) مؤيداً الله الكارزين بكلمة الخلاص" شاهداً معهم بآيات وعجائب وقوات متنوعة ومواهب الروح القدس حسب إرادته" (عب 2: 4). وبعد إتمام تسجيل الوحي في الكتاب المقدس (رؤ 22: 18) بطلت المواهب المعجزية إذ استنفذت غرضها لأنه إن كان الناس لا يؤمنون بكلمة الله المكتوبة "ولا إن قام واحد من الأموات يصدقون" (لو 16: 31). ومن لا يقبلون الحق "سيرسل إليهم الله عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب الذي سيذيعه "الأثيم إنسان الخطية" ويؤيده بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة" (2 تس 2: 9-12). على أن هناك فرقاً بين المواهب المعجزية التي كانت عبارة عن سلطان معطى من الله للبعض للشفاء بوضع اليد مثلاً أو بكلمة أو بلمسة، وبين استجابة لصلاة الإيمان بطريقة معجزية في بعض الأحيان، لأن الله صانع المعجزات موجود لا يتغير، و "طلبة البار تقتدر كثيراً في فعلها" (يع 5: 16).
أما المواهب اللازمة لبنيان الكنيسة كالنبوة التي هي كلام "البنيان والوعظ والتسلية" (1 كو 14: 3) والرعاية والتعليم فلا تبطل إلا عند مجيء الرب لأخذ قديسيه إليه كقول الرسول "وأما النبوات فستُبطل....والعلم فسيُبطل....متى جاء الكامل فحينئذ يُبطل ما هو بعض" (1 كو 13: 8، 10) أما الألسنة فلا يقول عنها الرسول أنها ستُبطل مع النبوات والعلم بل يقول "والألسنة فستنتهي" أي أنها لا تستمر حتى تُبطل عند مجيء الرب، بل ستنتهي بعد أداء مهمتها كآية لغير المؤمنين. وقد انتهت.
- عدد الزيارات: 4051