Skip to main content

عشاء الرب

إنه لامتياز ثمين لجميع المؤمنين أن يصنعوا عشاء الرب لذكره بحسب وصيته لهم في الليلة الأخيرة التي أُسلم فيها. ولأهمية هذه الوصية سلمها لبولس الرسول الذي لم يكن بين التلاميذ عند رسم العشاء. ويتكون عشاء الرب من الخبز الذي يشير إلى جسد الرب المبذول لأجلنا على الصليب، والخمر الذي من نتاج الكرمة والذي يشير إلى سفك دمه الكريم لأجلنا.

والغرض الرئيسي من صنع عشاء الرب هو أن نذكره في موته لأجلنا على الصليب "اصنعوا هذا لذكرى" (لو 22: 19) إلا أنه يُقترن بامتيازات أخرى ثمينة، منها:

أ- السجود والشكر حيث يصف الرسول الكأس بأنها "كأس البركة" أي الشكر. ومن ثم فالتفاف المؤمنين حول الرب وحول عشائه أثمن فرصة لتقديم السجود والشكر.

ب- ذكرى سرعة مجيء الرب كقول الرسول "تُخبرون بموت الرب إلى أن يجيء" (1 كو 11: 26).

ج- شركة المؤمنين معاً كأعضاء في جسد المسيح الواحد "فإننا نحن الكثيرين خبز واحد جسد واحد لأننا جميعاً نشترك في الخبز (الرغيف) الواحد" (1 كو 10: 17) ولذلك يجب أن يشترك المؤمنون مهما كثر عددهم في رغيف واحد كما أنه لا يجوز أن يكون على المائدة جزء من رغيف مهما قل العدد.

د- فحص وامتحان المؤمن لنفسه لتنقية كل خمير أدبي أو تعليمي من حياته "لأن الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب" (1 كو 11: 29) ولذلك فإن عشاء الرب من أهم وسائط النعمة لتنقية حياة المؤمنين.

هـ - الإخبار علناً أمام الآخرين بموت الرب على الصليب "تُخبرون بموت الرب".

وعشاء الرب هو لجميع المؤمنين الأنقياء من خمير السلوك وخمير التعليم، ولا يُعطى للأطفال.

وليس في تناول عشاء الرب نوال الحياة الأبدية وغفران الخطايا بل يجب على الذين يمارسونه يكونون موقنين من حصولهم على هاتين البركتين بإيمانهم القلبي بالمسيح. لأن الحياة الأبدية هي بالإيمان بالابن "الذي يؤمن بالابن له حياة الأبدية" (يو 3: 36) وغفران الخطايا هو بدم المسيح المسفوك على الصليب "دمي الذي..يُسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا" (مت 26: 28). وعشاء الرب ليس "ذبيحة غير دموية" بل هو تذكار "لتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة...لأنه بقربان واحد قد أكمل إلى الأبد المقدسين...ولا يكون بعد قربان عن الخطية" (عب 10: 10، 14، 18).

ومادتا العشاء لا تتحولان إلى جسد المسيح ودمه لأنه لم ترد في الكتاب أية إشارة إلى ذلك بل هما صورة تمثل أمام المؤمنين جسد المسيح ودمه، ولذلك لهما قيمة عظيمة لا في مادتهما العادية بل فيما تصورانه وتشيران إليه، ولذلك يقول الرسول " أي من أكل هذا الخبز (في مادته الطبيعية) أو شرب كأس الرب (في مادته الطبيعية) بدون استحقاق يكون مجرماً في جسد الرب ودمه" ( لا مجرماً في الخبز والخمر بل فيما يصورانه أي جسد الرب ودمه).

وبما أن ممارسة عشاء الرب هي سجود وشكر، كما سلفت الإشارة فالشكر على الخبز والكأس هو امتياز لمن يرشده الروح القدس من المؤمنين المجتمعين وليس لخدام الكلمة وحدهم لأن السجود والشكر لا يقتضي موهبة معينة، كما أنه ليس هناك "سر" في الشكر على عشاء الرب.

وممارسة عشاء الرب تكون في يوم الرب- اليوم الأول من الأسبوع كما نقرأ "وفي أول الأسبوع إذ كان التلاميذ مجتمعين ليكسروا خبزاً" (أع 20: 7) ويكون ذلك في أول كل أسبوع كما كان التلاميذ يصنعون في أيام الكنيسة الأولى، وبقدر محبة المؤمنين للرب، بقدر ما تكون ممارستهم لعشاء الرب باهتمام ومواظبة وشوق.

  • عدد الزيارات: 6516