المعمودية بالماء
تمارس المعمودية بالماء بناء على أمر الرب لتلاميذه بعد قيامته من الأموات "فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" (مت 28: 19). وهي تتم بالتغطيس في الماء حتى ينطبق فيها رمز "الدفن مع المسيح". ويقوم بإجراء المعمودية خدام الكلمة الكارزون بالإنجيل، كما بشر فيلبس أهل السامرة وعمد الذين آمنوا منهم (أع 8: 12). وتجري المعمودية باسم الثالوث الأقدس "الآب والابن والروح القدس".
والمعمودية هي بمثابة الاعتراف بالإيمان المسيحي وإشهار الدخول في الدائرة المسيحية، ولذلك يقول الكتاب "من آمن واعتمد خلص" (مر 16: 16) مثلما يقول "إن اعترفت بفمك... وآمنت بقلبك...خلصت" (رو 10: 9) فالمعمودية قرينة الإيمان- الإيمان الجوهر، والمعمودية المظهر. ومن ثم ليس بالمعمودية نوال غفران الخطايا أو الخلاص أو الولادة الثانية أو سكنى الروح القدس بل بالإيمان القلبي. ولذلك هناك من خلصوا دون أن يعتمدوا كاللص التائب ومؤمني العهد القديم. وهناك من اعتمدوا ولم يخلصوا كسيمون الساحر (أع 8: 13) وغيره من المسيحيين بالاسم.
إنما المعمودية تحمل رموز البركات والامتيازات الروحية، فهي تحمل رمز غسل الخطايا بدم المسيح (أع 22: 16) ورمز غسل الميلاد الثاني (تي 3: 5) ورمز اتحاد المؤمن بالمسيح شرعاً في موته وفعلاً بقيامته (رو 6: 4، 5) وبناء عليه يستفيد المؤمن من رمز المعمودية تعليماً روحياً عملياً بأن يعيش كميت عن الخطية وحي لله، ويسلك في جدة الحياة كمن أقيم مع المسيح، ويقدم أعضاءه الآت بر الله، كحي من الأموات (رو 6: 13). كما أنه يلتزم تجاه "أهل بيته" ولا سيما أولاده المقدسين فيه" (1 كو 7: 14) بأن يربيهم في التعاليم المسيحية (أف 6: 4) فينشئوا متربين "بكلام الإيمان والتعليم الحسن" (1 تى 4: 6) عارفين "منذ الطفولة بالكتب المقدسة" (2 تي 3: 15).
- عدد الزيارات: 4092